أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!















المزيد.....

هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 506 - 2003 / 6 / 2 - 14:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

وقعت الحرب على نظام صدام حسين الدموي ليس تحت غطاء الشرعية الدولية كحرب تحرير الكويت عام 1990-1991 وإنما بحجة أن هذا النظام يمتلك أسلحة دمار شامل وقد تكون له علاقات مع منظمات إرهابية دولية قادرة على شن هجمات كبيرة على الولايات المتحدة وحلفائها في عقر دارهم مثلما حدث في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وإذا ما وصلت هذه الأسلحة إلى أيدي هذه المنظمات التي تصدر الفتاوى بقتل الأمريكان مدنيين وعسكريين، دبلوماسيين أو سواحاً أو مسافرين عبر القارات، فهذا يشكّل خطراً لا يمكن تجاهله والانتظار حتى حدوث كارثة جديدة في مكان ما من الولايات المتحدة، حسب نظرة الحكومة الحالية في واشنطن. بينما كانت حجة الأوربيين وغير الأوربيين الذين وقفوا ضد هذه الحرب في الأمم المتحدة وخارجها تقوم على أساس أن بالإمكان انتزاع مثل هذه الأسلحة الخطيرة من أيدي النظام العراقي بطريقة سلمية وأنه لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة أو اسرائيل ولم تثبت لديهم تهمة إقامة النظام العراقي علاقات مع منظمات إرهابية على غرار "القاعدة".  

هذه الحرب التي وقعت رغم كل المحاولات التي بذلها الكثيرون لتفاديها، وقضت على نظام صدام حسين الدموي الإرهابي الذي جعل العراق سجناً رهيباً لعقود من الزمن وخاض حروباً متتالية ضد شعبه وضد جيرانه من كرد وفرس وعرب وخلّف عدداً كبيراً من المقابر الجماعية التي لايشك أحد في أنها تضم رفات آلاف الوطنيين العراقيين والناس الأبرياء من مختلف أنحاء العراق الذين صبّ عليهم النظام جام غضبه لمجرد شعوره بأن هذه المدينة أو ذاك الريف غير موال له، فأهدر دم المواطنين وساقهم إلى البراري للتخلّص منهم وإخفاء جثثهم أو تعذيبهم حتى الموت في معتقلات سرّية وعلنية رهيبة...  

هذا يعني أن الحرب التي قضت على النظام الصدامي لها ما يبررها خلقياً إن كان هناك من يبحث عن مبررات أخلاقية لمجمل ما حدث، وخاصة بعد سماع إفادات كثيرين من المهّجرين والمبعدين والخارجين من المعتقلات أو ذويهم حول ما عانوه على أيدي النظام البائد.     وإن العمل على تفادي إسقاط النظام الصدامي أو الدفاع عنه كما فعل كثيرون من العرب والعجم بحجة أن الأهداف الأمريكية - البريطانية من إعلان الحرب ليس العثور على أسلحة الدمار الشامل ولا إمكانية وجود علاقات بين النظام الصدامي والمنظمات الإرهابية وإنما بداية إعادة ترتيب المنطقة حسب الاستراتيجية العالمية للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة، ليس إلا استهتاراً بدم الإنسان العراقي ومعاداة للديموقراطية وحقوق الإنسان، ويعني أيضاً الدفاع عن الدكتاتورية والطاغوت الذي مارس لسنين طويلة التقتيل والتشريد والتعذيب وهدر أموال الشعب العراقي، ويكفينا دليلاً على هذا الهدر الكبير لأموال الشعب تلك المبالغ الطائلة من الأموال والذهب المكتشفة من قبل قوات التحالف في المزارع والمنازل والبنوك العالمية وحتى حظائر الكلاب والماشية بدل أن تكون في المصارف العراقية. 

وسواءّ اكتشف الحلفاء أسلحة الدمار الشامل أم لم يكتشفوا، وعثروا على وثائق تدين النظام الصدامي البائد باقامة علاقات مع الإرهابيين أم لم يعثروا عليها، فإن هذا لا يغيّر من حقيقة أن الحرب قد أنهت نظام البعث الدموي ودمرّت معتقلاته الرهيبة وقصور رئيسه الفارهة وألغت أدواته القمعية المختلفة من فروع أمن إجرامية وقوات خاصة وفدائيين تبخّروا أيام الشدة وجيش تم تحويله من أداة للدفاع عن الوطن إلى أداة لقمع الشعب وتصفية الخصوم المعارضين.. 
                                                                                
أما بالنسبة للشعب الكردي فإن هذه الحرب قد مكّنت الكرد من تحرير أنفسهم من الخوف والإجرام والإرهاب اللذين عانوا منه في ظل النظام الصدامي، وعاد مئات الألوف من المهجرين إلى ديارهم وأرضهم وتوّقفت سياسة تعريب المناطق الكردية وشرع الكرد يتلاقون مع بعضهم ومع إخوتهم العرب من سائر فئات الشعب العراقي وقومياته ومذاهبه وطوائفه وعشائره من أجل بناء عراق حديث، عراق حر ديموقراطي وفيدرالي يتمتع فيه الشعب الكردية بحقوقه القومية والوطنية العادلة بعد معاناة طويلة حقاً، وهذا ما دفع الكرد وكثيرين من العرب الواعين إلى وصف هذه الحرب ب"حرب تحرير العراق" ...    
 أما موضوع مغادرة قوات الحلفاء أرض العراق فهذا قد يستغرق وقتاً طويلاً ومرتبط بمدى قدرة العراقيين على التخلّص من فلول النظام الذي يحاول بشتى الوسائل تعكير الأجواء واستغلال الفرص للعودة إلى السطح بعد الاختفاء وادعاء المقاومة بعد الهرب، وكذلك قدرة العراقيين على التحدث إلى الأمريكان بمعقولية وحكمة واقناعهم بأن أبناء العراق وبناته سيحققون مجتمعاً ديموقراطياً تعددياً مسالماً في المنطقة ، يتسع لكل الملل والنحل ودون إفراط أو تفريط في حقوق العباد، وأنهم لن يسمحوا بظهر دكتاتورية جديدة بعد كل ما عانوه على أيدي صدام حسين وزبانيته المجرمين. وبدهي أن هذا مرتبط بمجمل أحداث المنطقة والصراع الدائر فيها، والواقعيون من العراقيين واثقون من أنهم سيقعنون الأمريكان بالحوار والتعاون معهم بضرورة الخروج من العراق وترك الأمور لأبنائه وبناته.    
نحن الكرد متفائلون في أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة حل المشاكل عن طريق الحوار المتمدّن بين كافة الأطراف وستشهد المنطقة هدوءاً وازدهاراً إن غلبت الحكمة على العقول بدل العنف والإرهاب واعترف كل واحد بالآخر الذي يقابله رغم كل ما حدث ويحدث في المنطقة من مآسي..وإن المبرر الخلقي لازالة الأنظمة الدكتاتورية يكمن في أن الدكتاتورية ما هي إلا خروج على الأخلاق البشرية وقوانين الإنسانية.                                                                                                                          
                                                                                                                           



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيا الدولة الكردية
- لماذا الخوف من دولة كردية
- لعبد الباري عطوان
- الكرد قرون الحديد أولو البأس الشديد؟
- لمن تقرع الأجراس ياعرب؟!
- الكرد وحرب الخليج الثالثة
- ….. ونقول: -إنما المؤمنون إخوة
- هذه الحرب، إلى أين ؟
- الكرد السوريون بين المهانة والخيانة
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!