أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - لعبد الباري عطوان














المزيد.....

لعبد الباري عطوان


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 496 - 2003 / 5 / 23 - 02:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


/ ألمانيا
بعد السلام والتحية..
أعتقد بأن الوقت قد حان لتتقدم ياعبد الباري عبر صفحات جريدتك " القدس العربي" وعبر محطة تلفزيون يراك من خلالها القاصي والداني بالاعتذار الكبير للشعب العراقي بعربه وأكراده، بسنّته وشيعته، وبسائر أقلياته القومية والدينية الأخرى، لما قمت به طوال سنين عديدة من تطبيل وتزمير لرئيسك المفدى و"عظيم  العرب" الذي أثبت التاريخ والواقع بأنه لم يكن جباناً وكاذباً فحسب، بل قاتلاً من الطراز الأول بدليل ما يكتشفه الناس كل يوم من مقابر جماعية في العراق على غرار ما حدث في كمبوديا تحت زعامة المجرم الكبير "بول بوت". ليس في  كوردستان فحسب، حيث لايساوي في نظر أمثالكم دم الكرد شيئاً، وإنما في الجنوب العربي وكذلك في وسط البلاد أيضاً.
مجاهدكم الكبير هذا ياسيد عطوان كان مغرماً ببناء القصور التي امتدحتها على أنها ستكون رموزاً لحضارة عربية عظيمة في التاريخ، فجاء "علوج الصحّاف" ليدكّوها واحداً بعد الآخر، وصاحبها مختفي في بيوت غير مضيئة في حارات شعبية فقيرة، خوفاً من أن يذهب مع تلك القصور إلى جهنم وبئس المصير..
هذا "القائد المحرّر" لم يكن سوى "طرطور" بكل معنى الكلمة، حيث لم يستخدم قواته المسلّحة إلا لحماية أركان حكمه القائم على الجور والقتل والظلم وإهانة الشعب.. فأين كانت هذه القوات وأين ذهبت؟ ولماذا لم تدافع عن بغداد "عرين العروبة!".. هذا الوغد - وبالاعتذار من الصحّاف أشهر وزير إعلام في العالم- لم يهتم سوى بإخفاء مليارات الدولارات في البنوك العالمية وبتكديس صفائح الذهب والأسلحة النادرة والرولزرويسات وإخفاء الجثث.. نعم جثث قتلاه من أبناء وبنات الشعب العراقي، وهم مئات الألوف..
ستقول لنا: كانت هناك مؤامرة! وأنا أسألكم: أي مؤامرة ؟ ومن تآمر عليه سوى التكارتة الذين لطخوا أياديهم مثله بالدماء خلال عقود طويلة من تاريخ العراق ووقفوا إلى جانبه حتى الرمق الأخير من حياة جيشه الذي سرعان ما بدّل بدلته العسكرية بظهور دبابتين أمريكيتين على جسر من جسور بغداد؟ .. نعم تآمر العرب على جمال عبد الناصر فخسروا حرب حزيران عام 1967 وتآمروا على صدام فخسروا حرب العراق عام 1990 ثم تآمروا عليه مرة أخرى ليخسروا هذه المرة أيضاً ..ولماذا كل هذا التآمر؟ فهل العرب أمّة متآمرة أم أن زعماءها متآمرون عليها؟ فدعنا من "نظرية المؤامرة" الخيالية هذه .. ولماذا لايتآمر أحد على جورج دبليو بوش أو على أبيه من قبل؟ فهل لكم أن تعترفوا بأن زعماءكم الكبار والصغار ما كانوا ليصلوا إلى هذه الدرجة من الحسابات الخاطئة، إن لم تكن هناك صحف وتلفزيونات وإذاعات منافقة تمتدحها على حق وباطل بغية نيل المكاسب المالية والسمعة والرواج لديهم ولدى بطاناتهم المجرمة؟!..
عليك قبل غيرك أن تعتذر لما فعله صدام حسين ونجلاه المجرمان وأبناء عمومته وأخواله في كوردستان وفي سائر أنحاء العراق لأنك لاتقّل تبعية وولاء لهذا الذي دمّر بلاده وبدّد ثرواتها واستعبد شعبها وعمل فيه التقتيل والتشريد، حتى وصل الأمر إلى درجة توديع صوره وتماثيله بأعقاب الأحذية، كما رأيناه على شاشات التلفزيون.. وهل رأيت أيضاً منظر ذلك الرجل المسّّن وهو يضرب صورة صدام حسين بحذائه ويبكي صارخاً بأن هذا المجرم قد قتل أولاد العراق؟! لقد أدمعت عيناي لذلك المنظر حقاً..أم أن هذا كلّه لايهمّك طالما كان صدام حسين يدّعي بأنه سيحرر فلسطين وكان يقدّم لبعض تيارات الحركة الوطنية الفلسطينية من فتات الخبز وبعض الأموال؟ .. وهل كان صدام وحده يدعم الفلسطينيّن؟ أم ساعدهم الكويتيون والسعوديون والليبيون والسوريون أيضاً بأموالهم وفلذات أكبادهم؟.. أم أن أموال صدام الكثيرة أسالت لعاب أمثالك ودفعته لمدحه على حساب الدم العراقي عامة وعلى حساب الدم الكردي خاصة؟!..
عبد الباري عطوان سيدخل التاريخ كمخلص لطاغية من أعظم طغاة التاريخ البشري، وأقول ذلك لأن كل منظمات حقوق الإنسان ومعظم العراقيين شهود على مسلسل الجريمة الكبرى في العراق طوال حكم رئيسك العظيم الذي اختفى كالشبح مع نجليه ووزير إعلامه، وكنت ياسيد عطوان تخرج كل يوم لتدافع عنه بشراسة ضد "الامبريالية والصهيونية!" وضد كل منظمات حقوق الإنسان، بل ضد كل الشعب العراقي... وبأي حجة؟ بحجة أن زعماء العرب الآخرين ليسوا بأفضل منه.. فهل قتل ملك السعودية أيضاً مثل ما قتل صدام أم أن ملك الكويت قد أباد جزءاً من شعبه بالأسلحة الكيميائية مثل صدام؟ أم أن الرئيس اللبناني عذّب مثل صدام عشرات الألوف وأخفى جثثهم؟!
لذا من الأفضل لك أن تعتذر الآن، قبل أن تنال نصيبك مما نالته صور صدام وتماثيله وقصوره ونموره ومعتقلاته الرهيبة، وأعني لعنة التاريخ والإنسانية...ولا أحد يشك في إخلاصك للقضية الفلسطينية يا أستاذ عطوان، ولكن ألا ترى بأن دعمك المطلق لمجرم كبير قضى على طاقات شعب العراق ومنعه من التقدم والتحرر يناقض ذلك الإخلاص تماماً؟! أم أنك فلسطيني عنصري لدرجة أن لا شيء في العالم العربي والإسلامي يهمك سوى تحرير شعبك؟ لا أعتقد ذلك فأنا أراك أنضج من أن تكون عنصرياً يحارب العنصرية، ولكن يبدو أن العطاءات الصدامية كانت تعمي أبصار كثيرين من "رجال الإعلام العربي" وأنت أحدهم لدرجة أن بعض الجرائد ما كانت تحتاج لنشر الإعلانات أبداً ، ومنها جريدتكم الموقّرة، فالمال يأتي من بغداد وغيرها مقابل الثناء والولاء..
حبّاً بفلسطين والقدس، وتحسّراً على مئات الألوف من شهداء العراق الذين سقطوا ببسالة في معاركهم المشرّفة ضد الطاغية الجلاّد، تقدّم بجرأة وأعلن ندمك وأسفك واعترف بخطئك تجاه العراق وأهله عبر صفحات جريدتك وإحدى محطات التلفزيون العربية التي منها من لم يكن بأفضل منك موقفاً مع الأسف الشديد.. والسلام.

 



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد قرون الحديد أولو البأس الشديد؟
- لمن تقرع الأجراس ياعرب؟!
- الكرد وحرب الخليج الثالثة
- ….. ونقول: -إنما المؤمنون إخوة
- هذه الحرب، إلى أين ؟
- الكرد السوريون بين المهانة والخيانة
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - لعبد الباري عطوان