أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - إشكاليات المعارضة السياسية في سورية الجزء الثالث















المزيد.....

إشكاليات المعارضة السياسية في سورية الجزء الثالث


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 07:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــــ إضافة إلى ما سبق يمكننا التوقف على بعض الأشكال الإشكالية التي ساهمت وتساهم حتى اللحظة الراهنة في أداء المعارضة بأشكال ومستويات سلبية ، والتي تتجلى في :
ـــ انحسار النشاط السياسي للنخب السياسية المعارضة في المناطق الريفية و الأقليات المذهبية ( من دون أن يعني هذا بأن المعارضة تحمل مشاريعاً سياسية طائفية.. ) . لكن عدم قدرة المعارضة العلمانية على إختراق الأوساط المدينة قد يكون أحد أسبابه الرئيسية التعارض بين البرنامج السياسي لقوى المعارضة بأشكالها العلمانية نتيجة سيطرة الوعي الديني الإسلامي والذي يشكل حتى اللحظة المكون الأساسي لآليات وأشكال التفكير الإجتماعي بشكل عام ، ويرتبط هذا الجانب مع الخوف المتأصل من الممارسة السياسية إضافة إلى الإشكاليات التي عانت منها المعارضة السياسية. إن عدم قدرة القوى السياسية العلمانية على اختراق الأوساط المدينية أبعدها موضوعياً عن عمقها الأساسي ذلك لتطور المدينة المتباين عن الأرياف ، وبحكم كثافتها السكانية ، ولكونها تشكل نقطة تمركز الشباب التي تُمثل الشريحة الأكبر على مستوى التعداد السكاني ، والشباب هم الخزان الأساسي لأي نشاط سياسي ، وهم من يقع على عاتقهم التغيير الإجتماعي لأنهم يمثلون المستقبل ، إضافة إلى أن المدينة تُمثل الثقل الحقيقي للطبقة العاملة وهي التي يُفترض أن تكون المساهم الفعلي في إنجاز المشروع التغييري .
وهنا يجب أن لا نتجاهل بأن المدينة بأجوائها المفتوحة والمنفتحة إضافة إلى ثقلها الإقتصادي والسياسي تعكس أشكالاً ومستويات من التفكير السياسي أنضج مما ينتجه العقل الريفي المحصور والمغلق بأبعاد ومستويات محددة ، وهذا يفترض منا التأكيد على أن الممارسة السياسية المدنية هي من يُفترض أن تقود قاطرة العمل السياسية .
ويجب التأكيد هنا بأن غياب الشريحة الشبابية عن الممارسة السياسية إضافة إلى تغييب المجتمع بمعظم فئاته لا يتحمل مسؤوليتها المباشرة التشكيلات السياسية المعارضة .
إن غياب الشباب عن العمل السياسي أدى موضوعياً إلى انحسار الممارسة السياسية في أوساط كبار العمر، مما يقود بشكل فعلي إلى أزمة انعدام التواصل مع الشباب إضافة إلى انعدام القدرة على تجدد و تجديد الروح النابضة للعمل السياسي ، إضافة إلى إمكانية جفاف القاع الإجتماعي من الحراك السياسي مستقبلاً، وقد أدى الابتعاد القسري لقوى المعارضة عن الأوساط المدينية ، إلى جملة من الإشكالات التي ما زالت المعارضة تعاني منها .
ــــ هذا يقودنا بالضرورة إلى مستوى آخر من مستويات إشكالية الممارسة السياسية المعارضة والتي تتجلى في نخبوية العمل السياسي في إطار فئات محددة مقصية ذاتياً وموضوعياً في ممارستها السياسية عن قاعها الإجتماعي مما شكّل أحد الأسباب الرئيسية لضعف وهزالة القوى السياسية رغم ادعائها بأنها تمثل في مشاريعها السياسية المجتمع .
ــــ تضخم الأنا الشخصية عند الكثير من الناشطين السياسيين ، لتضغى الأنا المتضخمة بشكل نرجسي ومرضي على مستوى العلاقات السياسية ، والتي تتجلى من خلال التمحور حول الذات الأنوية المتعالية التي تحاول من خلال الممارسة السياسية أن تكون المركز الذي يجب أن يدور حوله الآخرين .
لقد انعكس تضخم الأنا الشخصية للناشطين السياسيين بالترابط مع باقي الإشكاليات البنيوية للمعارضة السياسية إلى زيادة في تشتيت وتبعثر وتضاؤل فاعلية الممارسة السياسية وتحديداً على مستوى إنشاء التحالفات السياسية التي تفرضها اللحظة الراهنة ، لنرى على أرض الواقع تلاشي كافة دعوات التحالفات أمام تضخيم الخلافات النظرية والسياسية التي لا تعبر بالمطلق عن الإشكالية الحقيقية، لكنها تتجلى واضحة من خلال سعي بعض القيادات التقليدية للمحافظة على مركزيتها الرمزية إرضاءً للكاريزما الشخصية وفق مصالح محددة لتصبح في كثيراً من اللحظات مصدر إعاقة ، وسبباً لزيادة حدة واتساع العطالة السياسية .
ـــ إن الفراغ السياسي بجانب منه ناتج عن تراجع الممارسة السياسية بشكلها الحزبي المنظم ، والذي يعتبر أحد أهم أشكال الممارسة السياسية مما أدى موضوعياً إلى انتشار تجمعات وتكتلات ضيقة لها السمة الشللية التي تحكمها العلاقات الإجتماعية بأطرها الضيقة وأشكالها السطحية ، متحولة بذلك أشكال التبعية الحزبية إلى أشكال من التبعية لأشخاص يمتلكون كاريزما شخصية تساعدهم على أن يكونوا نقطة جذب لأشخاص يفتقدون مؤهلات الإبداع والتطوير والقيادة ، ليتحول النشاط السياسي إلى أشكال من النميمة السياسية القائمة على التشريح والتجريح والنقد غير الموضوعي ، ونلاحظ إضافة لذلك ازدياد حدة التذرر والتناقض العام والذاتي في سياق آليات الممارسة السياسية التي وصلت إلى مستوى التناقض الذاتي على المستوى الشخصي ، لتتجلى الشخصية الفردية متشظية ومتناقضة على ذاتها ، إضافة إلى أن هذا التناقض يقوم بمضامينه البنيوية العميقة على رفض الآخر من خلال الإدعاء بالتمسك بالديمقراطية وحرية الرأي وفق أشكال سطحية وشكلية متخارجة مع منظومة الوعي الإجتماعي على قاعدة التناقض المعرفي والمسلكي .
ـــــ السيطرة النسبية للفكر الإرادوي والذي يتجلى من خلال قسر اللحظة التاريخية ولوي عنق التاريخ و إخضاع الواقع الموضوعي المتحول والمتغير والمتطور إلى أشكال نظرية دوغمائية جامدة تعمل من خلال ممارستها السياسية والنظرية على قولبة الواقع بناءً على قوانين ثابتة ذات صلاحية أبدية ، وتتجلى هذه الآليات من خلال إدراكها وتحليلها للواقع السياسي والإقتصادي الملموس .
ـــــ سيادة الوعي السياسي البراغماتي المتناقض مع منطق الممارسة السياسية التي يفترض أن تقوم على برامج سياسية تعبر عن اللحظة الراهنة وآفاق تطورها المستقبلي بآليات تقوم على فكر سياسي يرسم مشروعه التكتيكي والإستراتيجي ، لكن في اللحظة الراهنة نلاحظ تحت يافطات الديمقراطية الشكلية هيمنة الميول والهواجس الشخصية على التوجهات السياسية لبعض التنظيمات أو التجمعات السياسية بشكل عام ، ونرى هذا من خلال لهاث بعض القيادات السياسية على مشاركتهم في كافة أشكال العمل السياسي حتى لو تناقضت أو تعارضت مع أهداف الحزب الذي يمثلونه ، والذي يفترض بداهة أن تكون ممارستهم للنشاط السياسي تعبيراً عن التوجهات السياسية الرئيسية للحزب، ويبرر هذا الشكل من الممارسة السياسية على أنه ممارسة ديمقراطية ، لكن متى كانت الممارسة الديمقراطية تتناقض مع ضرورة تحديد الموقع السياسي المعبر عن الميول والأهداف السياسية للحزب أو التجمع .. .
ويمكن أن نرى البراغماتية السياسية بشكلها الفاقع والتي لم تتجاوز أشكال ممارستها السياسية أمراض الفهم السياسي بمضامينه القديمة بأشكاله متجددة ، لكن الأخطر من ذلك أنها تكرس إشكاليات السياسية لم تكن موجودة سابقاً( إثنية ، عائلية ، مذهبية .. ) ، وإن كانت موجودة نسبياً فهي لم تقونن أو تمارس بشكل تتخذ فيه صفة المشروعية السياسية . إن الميول السياسية الجديدة تمثل ارتكاساً فعلياً عن المضمون الأساسي للممارسة السياسية المعتمدة على العلمانية ، ما نود الإشارة له هو ظاهرة الإنتقال إلى أشكال ٍ من التجمعات السياسية الواسعة والفضفاضة والهلامية التي تحتوي منذ لحظة تشكيلها على الكثير من المتناقضات النظرية المعرفية والسياسية... وصولاً للتناقضات والتمايزات الشخصية والفردية والتي تجد في هذه الأشكال السياسية مجالاً لإرضاء نوازعها الشخصية ، لتكون لوحة العمل السياسي كما أوردناها تعبيراً موضوعياً عن الإشكاليات والأمراض التي تعاني منها المعارضة السياسية ، والتي تعكس بالضرورة الإشكاليات التي تعاني منها البنى الإجتماعية والتي لم يتم تجاوزها إلا شكلياً .
ـــــ بالتوازي مع المرونة السياسية التي تلامس حدود الميوعة أو الهلامية، نجد في المقابل بعض الأطراف التي مازلت تسيطر عليها حتى اللحظة أشكالاً من التعصب الإيديولوجي والتقديس النصي بشكل دوغمائي لا يربطه بالموضوعية العلمية أو الفكر المادي ، العلمي الجدلي أي رابط . أن الفكر العلمي الجدلي يفترض أن يقوم على أرضية التحليل العلمي الملموس لواقع موضوعي ملموس معتمداً على منظومة فكرية معرفية فلسفية قابلة للتطور من جهة وقادرة على استيعاب المتغيرات والتطورات الراهنة و هضمها معرفياً لتكون من عناصر و مكونات النسيج البنيوي للمنظومة المعرفية العلمية المعتمدة ، ولتكون هذه المنظومة المعرفية أو غيرها أحد المستويات المعرفية وليست الوحيدة في الممارسة السياسية القائمة على فهم وإدراك الواقع الإجتماعي الراهن ،و التي تعمل على إيجاد الوسائل والمخارج الموضوعية لتجاوز الركود المسيطر على مفاصل واقعنا الإجتماعي بأبعاده المتنوعة والمختلفة .



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات المعارضة السياسية في سوريا الجزء الثاني
- بحث في إشكاليات المعارضة في سوريا
- بحث في إشكاليات المعارضة في سوريا: 24
- خطوة في المكان خطوات للخلف
- أثر التغيرات السياسية على البنى الإجتماعية
- الميول الليبرالية وانعكاساتها
- الإعلام المعاصر
- أزمة الوعي الإجتماعي
- تجليات العولمة الثقافية
- المناهضة في زمن العولمة
- تحديدات أولية في العولمة ونمط الإنتاج المتمحور حول الذات
- قراءة في الخارطة الجيوسياسيةواحتمالات المرحلة المقبلة
- جدل اللحظة الراهنة
- الوهم الديمقراطي
- ضرورة التلازم بين المستويين الديمقراطي والتنموي في ضبط التنا ...
- الرأسمالية الراهنة
- بحث في الدولة _ السلطة - المجتمع


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - إشكاليات المعارضة السياسية في سورية الجزء الثالث