أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معتز حيسو - الوهم الديمقراطي















المزيد.....

الوهم الديمقراطي


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


= هل كان يدرك الأمين العام لحزب الله بأن لحظة بدء المعارك في لبنان سوف تكون نقطة تحول في الخارطة الجيوسياسية في المنطقة العربية , وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط .
= وهل كان مدركاً أيضاً بأن ما عجزت عن تنفيذه المفاعيل السياسية المدعومة بإ رادات خارجية إقليمية ودولية سيتم تنفيذها بأدوات عسكرية .
= وهل المعارك الدائرة الآن في لبنان هي لتعزيز المشروع الديمقراطي في المنطقة العربية , عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير والممتد من أفغانستان مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان ,أم لتكريس مشروع الهلال الشيعي , أم أنه يوجد أسباب أخرى.
= وهل يجوز تحميل الأمين العام لحزب الله مسؤولية عجز القوى السياسية العلمانية في لبنان , وانعدام إمكانياتها في التصدي للهجوم الإسرائيلي المدعوم أمريكياً , وأين تكمن مصلحة حزب الله الحقيقية : في مقاومة إسلامية (طائفية ) , أم في مقاومة وطنية تمثل كافة الشرائح الإجتماعية والقوى السياسية اللبنانية , وأين يكمن السبب الحقيقي في غياب القوى السياسية عن الفعل المقاوم .
ــــــ هذه التساؤلات وغيرها لها ما يبررها , ويبرر طرحها للعمل على توضيح الإشكاليات السياسية في الساحة السياسية اللبنانية , ولكن في هذه اللحظة تحديداً , فمن الممكن أن تتحول إلى إرباكات وإنقسسامات في الشارع الشعبي , و ضمن أوساط القوى السياسية ...
إذاً = فإنه ومع توضح أهداف وأدوات المشروع الأمريكي, بات وبشكل لا يسمح للشك بأن هكذا مشروع بعيداً كل البعد عن البداهات الأولية للديمقراطية , وأساسها العامة بكونها تشكل قيمة كونية لا يجب التلاعب بها وفق مقتضيات المصالح الخاصة للمفاعيل الخارجية, وأدواتها الداخلية , والتي تحاول التحكم بالتغيير ومستوياته بشكل عام . و هنا تكمن ضرورة التأكيد على أن من يتوهم بأن التغيير الديمقراطي في المنطقة لايمكن أن يتم إلا بمفاعيل خارجية , بناءً على العجز العام الذي تعاني منه المجتمعات العربية و قواها السياسية , بات واضحاً الآن بأن المشروع الأمريكي محملاً بسمات طائفية تقسيمية للمجتمعات العربية وفق ما تقتضيه مصالح رساميله وسياساته الإستراتيجية في المنطقة, إضافة إلى أسباب أخرى ... ويتضافر مع هذا التوصيف الإشكاليات التي يعاني منها النظام العربي عموماً والمعبر عنه من خلال سلطات سياسية مطلقة الصلاحيات لا تدع مجالاً لأي تغيير داخلي , حتى ولو بالحدود الديمقراطية الدنيا , وهذا يوصلنا بالتحديد إلى نقطة مفادها بأن التغيير في المنطقة العربية قد : لايتم إلا بناءً على : إما عبر عملية انقلابية , أومن خلال تفسخ البنية الداخلية للنظم القائمة على بركان من التناقضات , أو بتدخل خارجي تستدعيه الممارسات السياسية للنظم القائمة على الشمولية واحتكار السلطة . وبذلك تنتفي الأوهام الديمقراطية المؤسسة على التدخل الخارجي , والأمريكي على وجه الخصوص .وفي هذا المقام سؤال يطرح نفسه : ماهو تأثير المقاومة الدائرة في لبنان على النظام السياسي الإقليمي ، وهل تمثل الحريات السياسية والإنفتاح على المجتمعات في هذه المرحلة نقلة نوعية في دعم المقاومة ...... الخ .
= وبالعودة إلى الموضوع الأساس والذي لم نخرج عنه إلا شكلياً , يتوضح لنا وبشكل قطعي , بأن ما يجري في لبنان يهدف وبشكل واضح إلى القضاء ليس فقط على أخر معاقل المقاومة , سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية ,( رغم ضرورة الإشارة على أن أشكال المقاومة الراهنة وبشكل عام تتخذ السمة الدينية . والتي تقع في المواجهة مع المشروع الأمريكي الذي يرفع شعار مواجهة الإرهاب الإسلامي . ) ولكن يهدف إلى القضاء على فكرة المقاومة بحد ذاتها والتي تتجلى الآن في المقاومة العراقية ( وتحديداً المقاومة الوطنية الحاملة لمشروع سياسي وطني , وأي شكل آخر ضمن حدود معينة متناسبة مع مصالحها تحديداً ) والمقاومة الفلسطينية المختلفة في أطيافها بما يتناسب وينسجم مع التنوع السياسي الفلسطيني , ويجب الإشارة هنا , (بأن الحكومة الفلسطينية التي حازت على 77% من الناخبين الفلسطينيين لم تقنع الحكومة الأمريكية والإسرائيلية بأن ما جرى في فلسطين يعبر عن إرادة شعبية وأنه يشكل ممارسة ديمقراطية , حتى و لو لم تتوافق مع مصالحهم الخاصة . ) .والمقاومة الإسلامية في لبنان . وذلك للوصول إلى منطقة شرق أوسطية تكون خاضعة إلى المصالح الأمريكية أولاً والإسرائيلية ثانياً , وليس كما يدعي الأمريكان ومن يواليهم بأن الهدف الأمريكي هو المساهمة في شرق أوسط كبير يقوم على الديمقراطية ( الموهومة ) .
ومن مهازل التاريخ بأن من يقوم بتنفيذ الشرعية الدولية وقراراتها الآن في لبنان هي الحكومة الإسرائيلية , وهي الدولة الخارجة عن كافة القرارات والمواثيق الدولية التي لا تنسجم مع مصالحها القائمة على التوسع والهيمنة بشكل دائم,وبدعم أمريكي مباشر وتحت غطاء دولي ساهمت فيه بعض الدول العربية المرتبطة مصالحها بالسياسات الأمريكية , وليتضح من جديد بأن من يقود حركة التاريخ في هذه اللحظة هي قوة عمياء متغطرسة , متدرعة بما تمتلك من القوة العسكرية والمالية ( وهذا ما أكده بطبيعة الحال مؤتمر الثمانية في مدينة روما ) , وتحديداً لتنفيذ القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن بالقوة العسكرية بعد أن فشلت كافة الجهود السياسية في ترتيب الأوضاع الداخلية اللبنانية بما يتوافق مع السياسات والتوجهات الأمريكية والإسرائيلية .
ولكن وبطبيعة الحال فإن ما يحصل في لبنان لا ينحصر في تنفيذ القرار 1559 , بل يتعداه إضافة إلى ما ذكرناه إلى إعادة ترتيب أوراق المنطقة وفق ما يقتضيه المشروع الأمريكي / الإسرائيلي . وتحديداً بعدما تكشف ضعف النظام العربي الرسمي وموالاته المكشوفة والمخفية للمشروع الأمريكي .
ويأتي المشروع الإسرائيلي المبيت في سياقٍ يهدف إلى القضاء على ثقافة المقاومة , وتعميم ثقافة الخنوع والاستسلام تحت شعارات تروج لمشروع ديمقراطي وهمي وموهوم .
= ومن هنا تأتي ضرورة التأكيد على أهمية انتصار المقاومة في لبنان, بعيداً عن كافة الملاحظات التي تتعلق بشكلها ومضمونها, و من الضروري على المستوى اللبناني الداخلي العمل على تحالف كافة القوى الوطنية وذلك درءً لأي انشقاق يمكن أن تستغله الحكومة الإسرائيلية , ومن الممكن أن تدعمه بشكل مباشر أو غير مباشر , وهذا بالتأكيد ليس خافياً على أحد .إضافة إلى أهمية وضرورة السمة الوطنية للمقاومة , والتي من الضروري أن تتصف بها حتى لو واجه هذا الخيار بعض المعارضة من قبل بعض الأطراف المستفيدة بشكل أو بآخر مما يجري الآن , وإلى ما ستنتهي إلية العملية السياسية في نهاية المعارك . لأن انتصار خيار المقاومة يتعزز وينتصر بكونه وطنياً وليس أي شيء آخر بعيداً عن كافة الحسابات السياسية , والمصالح الفردية لبعض رموز المقاومة .
= من الصعوبة بمكان التشكيك بأن المعارك الدائرة على الأراضي اللبنانية ليس لها امتدادات إقليمية , وأن من يتحكم بمجرياتها بشكل مباشر أو غير مباشر قوى إقليمية لها مصالح فعلية فيما يجري على الساحة اللبنانية , وأكثر من ذلك بأنها قد تكون تنتظر نهاية العمليات العسكرية بشكل محدد , مما يكسبها الفوز بدور إقليمي مميز لاحقاً , وأنها تراهن أيضاً على تحصيل بعض المكاسب السياسية وغير السياسية , وتحديداً إذا قدّرنا بأن نهاية المعارك لن تكون بهزيمة كاملة ومطلقة لأيٍ من الطرفين , إنما سوف تتوج بمفاوضات سياسية يتحكم بمجرياتها فعلياً الطرف الأقوى واقعياً وفعلياً , وهو من حقق انتصارات ميدانية , وهو من سيحقق الانتصارات السياسية .
= ومن هنا تأتي ضرورة المساهمة الفعلية لكافة القوي السياسية اللبنانية في عمليات المقاومة المدعومة شعبياً على المستوى العربي والإسلامي , لأنه ومن المعلوم بداهة بأن من يقوم في نهاية المعارك العسكرية بتزعم طاولة المفاوضات في حال انتصار المقاومة هو من كان حاضراً في المقاومة ,أو من جعلها حكراً عليه . وقد يكون من الممكن أن يفسح حزب الله مجالاً ضيقاً ومحدوداً لبعض الأطراف الهامشية في الساحة اللبنانية في عمليات المقاومة . ومن هنا تأتي ضرورة التأكيد على أهمية الضغط من قبل الأطراف اللبنانية الرئيسية للمشاركة في المقاومة, لإضفاء الصفة الوطنية على المقاومة الإسلامية بوصفها سمة أشمل وأعمق, وتكون قادرة بنفس الوقت على استقطاب ثقة غالبية الشعوب العربية وقواها السياسية .



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة التلازم بين المستويين الديمقراطي والتنموي في ضبط التنا ...
- الرأسمالية الراهنة
- بحث في الدولة _ السلطة - المجتمع


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معتز حيسو - الوهم الديمقراطي