أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر الياسرى - كنت بضيافة المقاومه/3















المزيد.....


كنت بضيافة المقاومه/3


ناصر الياسرى

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يدر بخلدى ابدا ان اكون يوما ما وجها لوجه مع ما يسمى با ( المقاومه العراقيه )
لكن رنين هاتفى بعد الهزيع الاول من الليل جعل هذا الحلم يتحقق.. مددت يدا مشلوله
نحو الهاتف ... أن لرنين الهاتف بعد منتصف الليل يعنى لنا نحن العراقين ان خطبا ما قد حدث
وفاة قريب او استدعاء لجهه امنيه كان ذالك فى عهد الطاغيه اما الان الامر سيان !! استشهاد قريب بسياره مفخخه يقودها انتحارى كان يستعجل
تناول العشاء مع الرسول !!!!! او خطف احدهم من قبل المقاومه ( الشريفه ) !!
كان فى الطرف الآخر من الهاتف ابن عمى وهو يعلمنى بأختطاف اخيه ( حامد ) من قبل
( المجاهدين ) فى الانبار بعد ان وصلها ظهرا وهو يحمل بضاعه بسيارته لصالح احد التجار فىالمدينه وقد طلب الخاطفين مبلغ ( 40 ) ألف دولار ثمنا لااطلاق سراحه !!
وعلمت ان الجهه الخاطفه قد املت شروطها ونقلتها عبر هاتف المختطف
غادرت الى بغداد كى اكون قريبامن الحدث وهناك اتصلت با الخاطفين هاتفيا عبر ( موبايل ) بن عمى وكانوا على الطرف الاخر
من انت ؟
انا ناصر ابن عم ( حامد ) !
( سمعت عبر الهاتف ان احد الخاطفين يسأل ابن عمى حامد هل تعرف ناصر ؟
اجاب نعم أنه ابن عمى )
اسمع يا ناصر اعترافات ابن عمك حامد ( وكان يمليها لى عبر الهاتف !!!)
( كنت انقل البضائع الى القوات الامريكيه فى مطار بغداد وكذلك الى القاعده الامريكيه فى الانبار !!! ؟؟ )
هل سمعت يا ناصر ماذا كان يفعل ابن عمك حامد ؟ انه يعمل مع اليهود هل تقبل بذلك ؟
اجبت ... بالطبع كلا لكن المسامح كريم
لقد سامحناه لأنها اول مره وفى المره القادمه نطبق عليه شرع الله ونذبحه !!!!
بارك الله بكم وبكل ( المجاهدين ) الذين يعملون على طرد المحتل ومعاقبة العملاء !!
لكن عليكم دفع الديه ومقدارها ( 40 ) الف دولار !!!!!
ماذا تقول ديه وهل قتل احدكم حتى ندفع عنه الديه ؟؟؟
انها دعما للمجاهدين ليس الا !!!
ومن اين لنا بهذا المبلغ ؟
هذه مشكلتكم وفى حالة عدم الدفع سوف نسلمه الى الاخوه فى التوحيد والجهاد !!!
عزيزى ان الاسلام لا يقتل على اساس الشبهات
اجابنى بحده .... وهل تعلمنى بأسلامى يا رافضى يا احفاد ابن سبأ اليهودى ؟؟!!
لا لا لا اقصد ذلك بل انتم علمائنا ومشايخنا وتعرفون اكثر منا !!!
على أى حال لديكم فرصه لغاية الساعه ( 12 ) من بعد ظهر غدا وبعدها لكل حادثه حديث !!!!
( ثم غلق الهاتف )
اصابنا الهول والجزع من هذه المصيبه التى حلت بنا ماذا نفعل ؟؟ ومن اين نأتى با المال ؟؟
تدارسنا نحن اولاد عم المختطف واخوته وقررنا الاتصال ببعض الاصدقاء ممن يسكنون فى الانبار
وكان الاخوه هناك اهلا لهذه المهمه غادرت أنا وشقيق بن عمى الى الرمادى ومنها الى الخالديه صباحا
استقبلونا الاخوه هناك من آل بو فهد بنحر الخراف حين وطأة اقدامنا ابواب مظائفهم فيما
كانت دلالهم تفوح منها رائحة القهوه وبعد السلام والتحيه تسائل مضيفنا ابو ( ماجد ) عن
احوال مدينة كربلاء الذى لم يزورها اكثر من عام وكذلك سأل عن ال ابو دكه و آل البير وبيت
آل كمونه فأخبرته انهم بخير
ثم توجهت بالحديث نحو ابو ماجد قائلا : لقد تم اختطاف ابن عمى من قبل مجموعه تتخذ من الانبار مقرا لها واعرف ان اهل الانبار بريئين منهم لأن هذا العمل يخاف الشرائع السماويه والتى لا تعاقب الانسان على اساس الشبهات وقد طلب المختطفين مبلغ كبير لااطلاق سراحه وارجو منكم المساعده فى حل هذه المعضله
( ساد المضيف جوا من السكون ولم يقطع هذا السكون سوى صوت ( المكيف ) الذى ينفذ بهوائه البارد نحو تلك الوجوه المتسمره !!!! )
( رفع ابو ماجد يده واخذت اصابعه تمسد على شاربيه برفق وهو يحاول ان يجد مدخلا لحديثه ثم قال )
هل تعلم يا سيدنا اننا نحن اول ضحايا عمليات الخطف التى يرتكبها ممن يدعون المقاومه والله انهم
ليسوا بمقاومه !! انهم قطاع طرق ولصوص وكنا نعتقد بشرعية اعمالهم لكن حين علمنا حقيقتهم فضحناهم امام عشائرهم وطالبناهم بالكف عن تلك الاعمال التى لايرضى بها الله والرسول والتى تشوه وجه الانبار و اهل الانبار منهم براء !!!
لقد اختطف ملثمون اخى وطالبوا بمبلغ مائة الف دولار ثمن لااطلاق سراحه بحجة انه قام بترميم
مدرسة القريه بأموال يهوديه بارغم من انها مدرسة القريه والذين يدرسون فيها هم ابنائنا !!!
وبعدها اختطفوا ولدى والذى لم يبلغ الحلم بعد بحجة ان والده ذهب الى بلدية المحافظه من اجل تبليط شارع القريه !! والله والله انهم ليسوا بمسلمين وان الاسلام منهم براء على اى حال ولكى لااخيب املكم فيما جائتم من اجله فلقد اصبحت لدينا الخبره فى التعامل من ( المجاهدين ) لذا سوف ارسل على احد ( المجاهدين ) والى يعمل سيافا لديهم !!! بعد ان كان يجزر لنا الخراف للضيوف سابقا اضافه الى عمله الجديد !!!
بعد قليل جاء ( المجاهد السياف ) وكم وتمنيت ان لا اراه كى تبقى فى ذاكرتى تلك الصور الجميله
عن فرسان القرون الوسطى ولحاملى السيوف الابطال والذى يجزون الرؤؤس بلمح البصر !!!!
لقد جاء واسقط من ذاكرتى صورة ( سبارتيكوس ) الى الابد !!!
انه شيبوب !! وربما انحف منه لايقوى على حمل سكينة مطبخ فكيف بسيف يطاوله؟؟
نهض الحضور اكراما للقادم ثم جلس بعدها جلس الواقفين !!!
كان جلوسه الى جانبى وكأنه عرف بأننى صاحب القضيه ؟؟؟
تسائل اين خطف ؟؟؟
يقولون انهم اختطفوه فى الطريق الواصل الى القاعده الامريكيه فى الانبار
اجاب بحزم اذن يتعامل مع الامريكان !! هذه جريمه وكم طلبوا منكم ؟؟!!!
قلت ( 40 ) الف دولار
انهم متساهلون معكم بالرغم من جسامه العمل !!!
نريدك فاعل خير لااكثر
طلب رقم هاتف بن عمى ثم ذهب خارجا ليتصل ( بالمجاهدين ) بعد دقائق عاد وهو يتمتم ( ان شاء الله خير )
ثم طلب منى ان اصطحبه ومضيفى .... الى اين لاادرى !!؟؟
استقلنا سيارته مضيفنا وطلب منه التوجهه الى حى ( التأميم ) !!؟؟
فى الطريق اتصل تلفونيا بأحدهم وكان يكنى با ( الحجى ابو مهند ) وفهمت منه خلال الاتصال
اننا قادمون اليه ( ثم التفت نحوى وقال سوف تلتقى با ( الحجى ) لتشرح له قضية ابن عمك
استغرق الوصول الى المكان المراد اكثر من نصف ساعه واذ به حى مترامى الاطراف انه حى
( التأميم ) ويكاد ان يكون مهجورا لولا بعض الماره القلائل هنا وهناك طلب من السائق التوقف عند منعطف احد الشوارع الفرعيه ثم طلب منى الترجل والتوجهه الى سياره متوقفه عند الطرف البعيد من الشارع المقابل والركوب فى الكرسى الامامى فيها !!!؟؟
وعندما هممت بالنــــزول من السياره نظرت نحو مضيفى وكأنى استجير به
عرف مايدور فى رأسى وقال توكل على الله مع ابتسامه يشوبها حزنا شفيف !!!
فى تلك اللحظه استحضرت فى ذاكرتى كل سنين عمرى بخيباتى بهفواتى بنـزقى
الذى ليس له حدود بمعاركى الخاسره وتلك التى لم احسمها بعد !!؟؟
بمشاريعى التى خطتها للتو وتلك التى بنيتها على الرمال ؟؟
ما اصعب الموت وانت تواجهه بملىء ارادتك وانت اعزل من السلاح !!
اذن ماذا تركت خلفك من الوصايا والذكريات ؟؟
خطواتى المتثاقله تقطع ببطىء تلك المسافه الممتده الى حيث يربض المجهول!!!
احسست ان يد حانيه تمتد نحوى ..... كانت يد امى الحنون وهى تتشبث ببنطالى كى لاابتعدبعيدا
كانت نداء اولادى ( جمال وغيث والمنتصر بالله ) تعلوا متوسلة كى لا اتركهم وحيدين
لا ادرى لماذا يستحضر الانسان فى لحظات الخطر اكثر الازمنه امانا فى حياته ؟؟
كثيرا هى مواجهاتى مع الموت ولم يرعبنى ابدا لأانى كنت احمل سلاحى بيدى وأحمل ايمانى بقلب خاشع
لكن اليوم احمل ايمانا بعدالة القضيه التى من اجلها اغامر بحياتى لكن افتقد الى السلاح !!!
تقدمت نحو السياره خطوات قليله بقيت و أصل مددت يدى نحو مقبض الباب
فتحركت السياره الى الامام !!!!
فتصلبت مفاصل جسدى واصابنى شيْ من الدوار!!!
ومثل فراشه تحوم حول لبابة شمعه .... تحركت قدماى نحو السياره التى كانت تسير الهوينا محاولا اللحاق بها أمسكت بمقبض باب السياره فنفتح الباب فدلفت بها فلفحتنى موجة من نسيم بارد بدد كل النيران المتأججه داخلى حين جلست على المقعد الامامى للسياره والقيت برأسى على مسند الخلفى للمقعد .. تحركت السياره .. برهة من الزمن لا اعرفت مداها ايقضتنى بعدها كلمات من يجلس فى حوض السياره وهو يردد ( الله بالخير) تنبهت لوضعى المرتبك .. فلتفت نحو مصدر صوت الرخيم فكانت لرجل مهيب بغطاء رأس أبيض و لحية كالثلج وعيون عميقه زرقاء تسبر اغوار المقابل لكنها منحتنى بعض الأطمئنان حين ارتسمت على محياه ابتسامه شفافه كشفت عن صف من الأسنان الناصعة البياض .. أذن أنه حجى مهند الذى اخبرنى به صاحبنا المجاهد .تكلم ياولدى ... قالها بصوت رخيم أنتزع بها كل جذور الخوف الغريزى
ياعم .... جأتكم من كربلاء وهذه المره الاولى التى ازور بها مدينتكم ولى الشرف ان اكون بين ظهرانيكم
أسئلكم عن حاجتى عل اجد حللا لها ...
سمعا وطاعه يا اخى فى الاسلام والعروبه !!!!
لقد تم اختطاف بن عمى هنا بين دياركم وهو يقوم بنقل بضاعه من بغداد الى هنا وقد اخبرنا الخاطفين انه محتجز لديهم ويريدون فديه مقابل اطلاق سراحه ولا نعرف الجهه الخاطفه .
تسائل .... ومن قال لكم أنهم هنا وليس فى غير مكان ؟؟
هم أخبرونا بمكانهم وطلبوا منا المجيىء هنا للتفاوض حول الفديه
تسائل ... وكيف عللوا مسئلة الاختطاف ؟
قلت .. ادعوا أنهم القوا القبض عليه أثناء خروجه من القاعده الامريكيه !!
تمتم بكلام غير مفهوم .. ثم طلب رقم الموبايل الذى أستخدموه الخاطفين
سمعت رنين الهاتف الذى طلبه شيخنا وقد طال أنتظارالرد عليه .. تسرب الشك داخلى مع كل لحظه تمضى والطرف الآخر لا يرد !!!
تسارعت نبضات قلبى حين رد الطرف الآخر ... نعم تفضل من أنت ؟
أجاب شيخنا الوقور : بل من أنتم !!؟؟
ماذا تريد ! ؟
أنا حجى مهند ؟؟
وكان الرد سريعا .... نعم .. نعم حجى كيف الحال !!؟؟
تسائل صاحبى مرة أخرى .. من أنتم ؟؟
ماذا تريد يا شيخنا ...؟
أجاب .. هل انتم الذين اختطفتم ( حامد ) ؟؟
نعم .. نعم .. حجى
ولماذ ؟؟؟
اجابوا .. انه يتعامل مع الاحتلال ..... وقد اقمنا الحد عليه وطالما أنه ارتبك هذا العمل لأول مره فلقد قررنا أن يدفع أهله الفديه عقابا لفعلته !!!
تسائل .. ومن سمح لكم أن تأخذون الفديه .. طالما أنه ارتكب الجريمه لأول مره .. هل حذرتموه من قبل ؟؟؟
أنقطع الأتصال مع الطرف الآخر .. ويبدوا أنهم أنهوا المكالمه لسبب ما !!؟؟
حاول صاحبنا الآتصال مرة أخرى .. ولكن دون جدوى !!
تضائل الأمل فى عودة بن عمى سالما بعد أن اسقط شيخنا بيده عذر الخاطفيين !!
حقوقل شيخنا الجليل أكثر من مره وهو يكرر .. والله أنهم ليسوا من المجاهدين .. أنهم يسيئون للمقاومه بأعمالهم هذه !!
ثم خاطبنى وكأنه يواسنى .... ياولدى لقد أبتلت المقاومه بمثل هولاء .. أنهم قطاع طرق عاثوا فساد فى غياب سلطة القانون الذى جاء بها الاحتلال البغيض !!؟؟
يمكنك الاتفاق معهم حول شروطهم ... فنحن لا نتعامل مع قطاع الطرق وانى اقدم اعتذارى لأنى لم أستطع تقديم المساعده لك .... ثم ختم كلامه ... فى امان الله ... ثم مد يده مودع فمددت يدى اليه فضعط عليها بقوه وكانه يقول لى ... نحن مقاومه وليس قطاع طرق !!
توقفت السياره فى نفس المكان الذى انطلقنا منه ... فتحت باب السياره مودعا .. فلفحتنى موجه من هواء قائض ..
سرت بغير بغير هدى .... فى دروب لم تطئها قدماى من قبل .. كنت شارد الذهن ... بين مصيرى ومصير بن عمى .. فلربما نعثر عليه مرميا فى أقرب مكب للأوساخ اذ لم نحسم الأمر ماديا ... وربما نراه على شاشة أحدى الفضائيات يذبح على الطريقه الأسلاميه تحت صيحات البسمله !!!
صعقنى منبه سياره وهو يزعق بشكل متواصل فلتفت الى الوراء واذ بها سيارة مضيفنا توقف وصعت اليها ....
تسائلوا ... هـــــــــــــــا !!
قلت : لاشىء !!
وصلنا الى دارمضيفنا فى منطقة الخالدبه وترجلنا من السياره
شكرت الجميع على حسن الضيافه وأستأذنت منهم للمغادره الى بغداد وخاصه وان الوقت أدركنا والمسافه أمامنا طويله وخطره !!
احسست بحراجة موقف مضيفنا ورهطه من الحضور وأبدوا أستعددادهم لدفع مبلغ الفديه مشاركة منهم فى دفع الأذى عن بن عمى .
شكرتهم على شعورهم وتعاطفهم معنا فى محنتنا ..... واخبرتهم بأننا سنتخذ الموقف المناسب حين نصل الى بغداد
وقبل ان نغادر قال مضيفنا ... قليلا من الصبر فأن هولاء سرعان ما يتنازلون عن كثيرا من شروطهم لآنهم لديهم كثيرا من الاشغال .. ولم تكن قضيه أختطاف ( حامد ) الا قضيه بسيطه بالمقارنه مع باقى أشغالهم المربحه ....!!!
تحرت السياره بنا .. وسط الوجوه التى ارتسمت على محياها علامات الحزن ...
غادرنا مدينة الخالديه متخذين من الطريق السياحى المحاذى لنهر الفرات منفذا لنا للوصول للطريق السريع المؤدى الى بغداد ... وكانت على جانب الطريق السياحى آثار لصهاريج الناقله للنفط التى سقطت بكمين للمجاهدين ..... رن جهاز الموبايل وكان على الطرف الآخر خاطفوا بن عمى .. تريثت قليلا ... واخيرا قررت عدم الاجابه .... لان ليس لدي ما اقول لهم !!!!
وصلنا الى بغداد ...... رن جهاز الموبايل مرة أخرى
فتحت الخط ... واذ بأبن عمى وبصوت جهورى يعلوه الآلم والاستغاثه .. انقذونى من المجاهدين سوف يذبحونى بعد قليل !!!!!
سقط جهاز الموبايل من يدى ...... حينها تسائل شقيق بن عمى
ما الخطب ؟؟؟؟
قلت ... لاشيىء !!!!
نحن الآن فى بيت أخى فى بغداد .... فكانت تعج بمعظم أقاربنا ممن وصلهم الخبر
شرحت لهم كل تفاصيل الرحله ... كانوا يصغون بأنتباه لم يقطع صمت المكان الا حديثى وأنين زوجة المختطف
تسائل أخى ... لكن المبلغ كبير جدا ولا نستطيع جمعه
قطعت زوجة المختتطف صمت المكان قائله ..... ابيع كل ذهبى !!!!!
اجبتها ... نعم ..نعم بيهن كيلو الا 900 غرام بالضبط !!
ارتفع رنين الموبايل وكان فى الطرف الاخر ( المجاهدين )
رأفه بحال حامد فلقد قرر الأمير خفظ المبلغ الى 20000 ألف دولار !!
أجبته .. لكن حتى هذا المبلغ لا نملكه ..... حينها خطفت زوجة حامد الموبايل من يدى وراحت تتوسل بهم ..( بخاطر الحسين عليكم ... بخاطر العباس أبو راس الحار ... عليكم سيد محمد وبنات الحسن .. أتركو حامد ... والله فقير وماعنده دولارات ... والله ........ ) انقطعت أنفاسها وأغمى عليها !!
حدث هرج ومرج ... أحدهم يصيح ألقوا الماء عليها .. والاخر يصيح أتصلوا بالمستشفى
بعد لحظات ... أستفاقت من غيبوبتها وهى تتسائل ..... ها أجه حامد !!!؟؟
عاد الاتصال مره أخرى ... وكانوا على الخط مرة أخرى
أشفافا بحالكم فلقد قرر الأمير خفظ المبلغ الى 10000 دولار وأن آخر موعد لكم هو غدا صباحا .. ثم أغلق الهاتف !!
علق احد الحضور .... يمكن السوك خرط !!
فيما علق آخر ... اخوان القضيه تحتاج الى الصبر .. الجماعه مستعجلين فى أنهاء القضيه مثل ما قال ألاخ أبو ماجد
ردت زوجة حامد قائله ( أموت اذا ما أجه اليوم ) !!
أجبتها .. وهل أنتى خيرا ممن يقتلون كل يوم ..... الرجاء أكرمينا بسكوتك .. فكل ما جرى لحامد هو بسسبب طلباتك الدائمه التى لا تنقطع ؟؟
ثم أقترحت أن لا نرد على أتصالاتهم ... وندوس عل عواطفنا ولو قليلا ؟؟!!
وافق معظم الحضور على أقتراحى .... حينها قررت أغلاق هاتفى !!
مساءا وعندما كنا نتناول طعام العشاء سوية ...... رن هاتف زوجه حامد وكان بالطرف الآخر حامد !!!!
ولج ..... رحوا يذبحونى ... وأنتى عايشه لحد هذه اللحظه .... سويلى جاره .... أخوتى وولد عمى يريدونى أموت ... !!)
لحظه وكان على الخط أحدهم ......هل أنتى زوجه حامد ...؟ أجابته نعم خويه ... هل تريدين زوجك يعود اليك
أجابته باكيه ... نعم ... نعم ...
طيب .... رحمه بك وبأطفالك فلقد قرر الامير خفظ المبلغ الى 5000 دولار
قاطعته ... شكد يصير بالعراقى ؟؟؟!!
خطفت جهاز الموبايل من يدها ..... مخبرا ( المجاهدين ) ليس لدينا الا 70 ورقه ... أذ قبلتم بالمبلغ أتصلوا بنا ... ثم أغلق الهاتف نهائيا .....
بدأ الامل يعود الينا ونحن نرى تراجع الخاطفين عن طلباتهم تدريجيا .... بعدها قمت بأعادة فتح جهازالموبايل الذى كان مغلقا .. فلقد أحسست ان الامور وصلت خاتمتها ....
فى الواحده صباحا .... وصلنى خبر موافقه ( المجاهدين ) على المبلغ ولكن هذه المره على موبايل أحد اشقاء حامد ولكن بدون سيارة اللورى !!!
أتصلت بهم على موبايلى .... فكان ردهم ( لا نريدك أن تكون وسيطا ..... ثم أغلقوا الهاتف !!!!! )
عرف الجميع بمضمون الرد فعلق أحدهم ...... يبدو أنك وسيط غير محايد .... كان عليك أن تكون مجاملا لهم لتحصل على القومسيون ....
ضحك الجميع .... وهذه المره الأولى التى أسمع فيها صدى الضحكات وقد أرتسم سيماء الفرح على الوجوه
اطرقت رأسى على الوساده ... وانا أحلم بغد أكون فيها وجها لوجه مع مايسمى ( بالمقاومه الشريفه )
صباحا .. أتصلت بهم مستفسرا عن كيفية أيصال المبلغ ... فشرحوا لى بعد تردد ....
أنطلقوا ألان بسيارتكم ... ُثم اتخذوا الطريق السريع الواصل الى الانبار .... وسوف نتصل بكم لأعطائكم التعليمات ... ثم أستدرك .. ماهى مواصفات سيارتكم ؟؟!!
قلت ... سياره برازيلى 86 أجره مسجله فى كربلاء
اجابوا محذرين ... أياكم ... اياكم .. واخبار الشرطه فأنتم الخاسرون !!!!
أجبتهم أطمئنوا ..... فليس من شيمتنا ان نخون ممن يمد يده لمساعدتنا !
أنا وبن عمى والسائق ..... نسير بوحشه الطريق السريع الخال من أى حركه تذكر !ّ!؟؟
آخر سياره كان قد ألتقينى بها كانت قبل ربع ساعه من أجتيازنا تقاطع الفلوجه
بانت من بعيد منائر جوامع مدينه الانبار ..... اتصلوا بنا .... حاولوا أن تقللوا من سرعتكم !!!
الى أن تجتازكم السياره التى خلفكم !!!!!
أجتازتنا السياره ..... ولم يكن بها ألا سائقا الذى لم يلتفت الينا ....
بعد قليل أتصلوا بنا مرة أخرى .. متسائلين ..... هل سيارة البك آب التى خلفكم معكم ؟؟!!
أجبته كلا .. أتينا نحن الثلاثه
هل تشاهدونا الان ؟!
كلا ..
على يمين الطريق السريع وفوق التله !!!
راحت عيوننا تجرى بحثا يمينا ويسارا على طول الطريق وعرضه دون جدوى
اين أنتم ... رحت أتسائل ؟؟
طيب ..... سوف ننتظركم فى حى التأميم !!!
تسائلت .... فى نفس المكان الذى التقيت فيه حجى مهند ؟؟!!
كلا .... ولكن بالطريق الواصل الى ( جملونات ) معمل الزجاج !!
وصلنا الى مدينة الرمادى وكانت شبه مهجور .... أتخذنا الطريق الواصل لحى التأميم
أتصلوا بنا من جديد .... هل السياره التى خلفكم تابعه اليكم
كلا جئنا وحدنا ...
هل تشاهدون الجامع الذى على يمينكم ؟؟؟
نعم .. نعم ....
توقفوا بقربه !!!
لحد هذه اللحظه لم نرى أى أثر لسياره ( المجاهدين )
كانت بالقرب من الجامع محل لبيع المواد المنزليه ... نزلت من السياره وطلبت من صاحب المحل قنينة ماء
حدق صاحب المحل فى وجهى وكأنه احسن بأننى غريبا عن المنطقه
تحركت نحو الجامع ... فكان مغلقا
تسائل صاحب المحل ... هل تريد ان تصلى ؟؟
كلا .. كلا ... فقط أردت أن أغتسل ..
خلف المحل توجد حنفيه يمكنك أن تستخدمها .....
غسلت وجهى مزيلا آثار التعب الذى أعترانى منذ أيام
سمعت بن عمى وهو ينادبى ... الجماعه على الموبايل
أسرعت نحو السياره ... نعم ... نعم
ماذا كنت تتحدث مع صاحب المحل .... هل عرف بالموضوع ... هل تعرفه من قبل ...؟؟؟!!
كلا ... فقط أردت تمضية الوقت ..
غادر المكان حالا
الى ين ؟؟
نحو الجملونات التى أمامك
قطع الخط ... وتحركنا سويه .. فيماكانت نظرات الرجل تتابعنا !!؟؟
وصلنا بالقرب من ( الجملونات ) والتى يبدوأنها كانت عباره عن مخازن تابعه للشركه العامه للزجاج
لاحت فى الافق سياره ( بى أم دبل يو ) سوداء أتضحت حينما أقتربت منا أنها بدون لوحات تسجيل !!
توقفت عنا بمسافة (50) متر .. ثم أتصلوا بنا
هل المبلغ المتفق عليه موجود لديكم
نعم .. نعم والا لماذا جئنا !!
حاولوا لف المبلغ بقطعه من القماش قبل تسليمها ألينا ... فلا يجوز ان نمسها قبل ان تصل الى يد أميرنا !!!!
حاولنا العثور على قطعة قماش دون جدوى ... فما كان من الا ان اخلع قميصى وألف بها المبلغ وخاصه وان أحد المجاهدين قد أقترب من سيارتنا ..... كان حافيا القدمين حاسرالرأس يرتدى ( دشداشه ) قصيره بعض الشىء .. أشعث الرأس تفوح منه رائحة كريهه !!ّ
أين المبلغ ... ؟؟؟ تسائل
سلمته المبلغ ... فوضعه فى جيبه .. ثم أنطلق نحو سياراته .. تم تحركت ... وتركونا فى هذا المكان المقفر !!؟؟
غابت السياره فى الافق ... فيما بدأت الدهشه مرتسمه على الوجوه !!
أتصلت بهم ...
ها ... اين حامد ؟؟؟
أن الامير نائم ... ولا نستطيع أيقاظه .... تعلوا غدا !!
ماذا ؟؟؟؟؟
لايهمكم ... يمكننا أن نستضفكم فى مضائفا فهى مفتوحه لكم !!!
ماذا ؟؟؟
ثم اغلق الهاتف !!



#ناصر_الياسرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 / كنت بضيافة ........ المقاومه
- حبيبستان T.V بغداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ...
- البعث بدون (صدام ) بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
- البعث بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
- سيدى السيستانى ... اتركهم هذه المره !!؟؟
- من ينقذك يا عراق ؟؟
- عندما يختزل مفهوم المواطنه فى مصطلح ( اتباع اهل البيت )
- دعوه تبرع ( للمقاومه ) !!!
- كنت بضيافة ..... المقاومه !!؟؟
- العلمانيه .... طريقنا للخلاص من الأستبداد الدينى


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر الياسرى - كنت بضيافة المقاومه/3