أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - عقائد ما بعد ألموت في أديان أوربا ما قبل ألمسيحية – ألديانة ألتوتيونية














المزيد.....

عقائد ما بعد ألموت في أديان أوربا ما قبل ألمسيحية – ألديانة ألتوتيونية


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تذكر الأساطير الأسكندنافية (ألتيتونيونية) بأنّ هنالك عالم ثالث تحت الأرض المدعوة ميدغارد يشبه مناطق العالم السفلي الذي تخيل الإغريق وباقي الشعوب القديمة وجوده تحت الأرض. وهو مقر الأموات وقد دعاه الأسكندنافيون بأسم نيفلهايم، أو نيفلهل (عالم السديم)، كان مكانا كئيبا ورطبا ومتجلدا تحكم عليه الإلهة هيل ( ومنه اسم الجحيم في اللغة الإنكليزية)، وله مدخل يحرسه شرس يدعى غارم، يحرص على ألا يتسلل أحد إلى داخله.
لقد آمنت الشعوب الجرمانية، وعلى غرار اليونانيين والرومان، بوجود عالم سفلي تقطنه أرواح الموتى بعد مفارقتها الأجساد، ولكنهم لم يعتبروا هذا المكان دارا للعقاب إلا بعد اعتناقهم المسيحية. لا نعرف ما إذا كان الالمان قد جسدوا العالم السفلي في صورة إله أو إلهة، لكننا نعرف حق المعرفة أنّ الإسكندنافيين فعلوا ذلك، وقد غدت كلمة هيل التي كانت في البداية تدل على العالم الأسفل كمكان، اسما لإلهة اعتبرت سيدة العالم الاسفل المطلقة.
إنّ الاساطير اتي تدور حول الإلهة هيل ليست بالكثيرة، وهي تعود بتاريخها إلى الفترة التي كانت فيها البلاد الشمالية قد غيرت ديانتها، لذا فإنّها تحمل سمة واضحة من المسيحية. وقد قيل إنّها أبنة لوكي الذي تمت مطابقته مع الشيطان المسيحي لوسيفر الذي كان على صلة وثيقة بالجحيم، ترعرعت في أرض العمالقة مع الذئب فيرنير والأفعى الهائلة ميدغارد، وقال البعض بأنّها كانت شقيقة لهذين الشيطانين. كان فيها شيء غريب ومخيف إلى درجة الفظاعة، فقد كان رأسها يتدلى أمامها، ووجهها نصفه يشبه البشر اما النصف الآخر فلا يوجد فيه أيّ ملامح على الإطلاق، بهذه الهيئة كانت تتقدم لإستقبال الموتى من الابطال وحتى من الآلهة أنفسهم حين يهبطون إلى عالمها الذي لم تكن الحياة فيه مختلفة كثيرا عن الحياة الأولى. وفي الحقيفة لم يكن لهيل دور آخر يزيد عن ترؤس حفلات الإستقبال هذه، فقد كانت بالدرجة الأولى من إبتكار مخيلة الشعراء المحنكين أكثر من كونها شخصية ميثولوجية تتمتع بعبادة شعبية أصيلة. وكملكة لعالم الظلال فقد بقيت هي نفسها شخصية غامضة ومبهمة، ولم تتقاطع حياتها مع حيوات الآلهة الآخرين.
كان الجرمان في جميع مناطقهم يكنون الخوف والتبجيل لأرواح الموتى، ويعتقدون بامتلاكها لقوى سحرية خارقة ولهذا فقد عمدوا أحيانا إلى دفن موتاهم تحت عتبة البيت لكي تبقى روح المتوفي بمثابة الروح الحارسة للبيت وسكانه الأحياء، كما اعتقدوا بأنّ الروح يمكن أن تظهر من حين لآخر إما بالشكل القديم لصاحبها أو بشكل حيوان، وعلى نقيض ذلك، فقد ساد الإعتقاد في بعض المناطق بأنّ أرواح الموتى كانت تتواجد في مناطق بعيدة عن أماكن سكن الأحياء.
في اسكندنافيا كان يعهد بارواح المحاربين عموما إلى الفالهالا أو قصور آلهة آخرين، أما في ألمانيا فقد ساد الإعتقاد لبعض الوقت بأنّ مقر ألأرواح كان يقع في الغرب عند المكان الذي تغطس فيه الشمس في البحر، ولهذا فقد اعتبرت بعض القبائل الجرمانية أنّ بريطانيا هي المأوى الأخير للأموات. ويروي المؤرخ بروكبيوس، بأنّه على الساحل المقابل لبريطانيا هنالك قرى خضعت لحكم الفرانك ولكن الجزية لم تُفرض على أهلها لأنّهم كانوا موكلين بحمل ارواح الموتى إلى الجهة الأخرى من القنال.
المصادر:
قصة ألحضارة - ول ديورانت.
موسوعة تاريخ ألأديان/ ألكتاب ألثالث – تحرير فراس ألسواح.



#كامل_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقائد ما بعد ألموت في ألأديان ألرومانية
- عقائد ما بعد ألموت في ألأديان ألإغريقية
- عقائد ما بعد ألموت في ديانات ألصين
- عقائد ما بعد ألموت في ديانات ألهند
- عقائد ما بعد ألموت في ألحضارة ألمصرية ألفرعونية
- أسطورة أكل لحم المسيح وشرب دمه
- مقارنة ألأديان - قصة ولادة المسيح
- لماذا نموت؟
- كتاب ألرائيلية محاولة للتزاوج بين ألدين وألعلم
- كتاب ثورة الشك
- كتاب اساطير الأولين
- ألفرقة ألناجية
- مقارنة بين ألأديان- ألنبي إيليا (إلياس) - 2
- مقارنة بين ألأديان- ألنبي إيليا (إلياس) - 1
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب- 3- أيوب التوراتي وألقرآني
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب -2 - أيوب ألبابلي
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب-1- أيوب ألسومري
- سليمان وألجن
- آريوس والخلاف حول طبيعة ألمسيح
- جذور ألشر


المزيد.....




- ناشط يهودي أميركي: الصهيونية حرّفت جوهر اليهودية ونقف مع فلس ...
- ماذا نعرف عن تنظيم الدولة الإسلامية في تركيا؟
- نتنياهو: ترامب سيُمنح «جائزة إسرائيل» لإسهاماته الهائلة للشع ...
- لماذا أثارت عودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا موجة انتقادات ...
- -الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام--حبر العالم ...
- سوريا.. ضوابط بشأن الليرة الجديدة وفتوى حول حذف صفرين منها
- تركيا: إصابة سبعة شرطيين في اشتباك مسلح مع عناصر يُشتبه بانت ...
- مقتدى الصدر يوجه رسالة للمسيحيين في العراق بمناسبة العام الم ...
- بن غفير يدفع بقانون لتقييد الأذان في المساجد بنظام تصاريح مش ...
- بن غفير يقود معركة جديدة لمنع رفع الأذان داخل الخط الأخضر


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - عقائد ما بعد ألموت في أديان أوربا ما قبل ألمسيحية – ألديانة ألتوتيونية