أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - التطرف بوصفه مشروع تقاتل














المزيد.....

التطرف بوصفه مشروع تقاتل


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 00:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


د. رائد عبيس


كيف يتحول التطرف من فكرة أو موقف إلى مشروع تقاتل ؟

لا إطمئنان مطلق لنوازع الذات البشرية ، ولا استقرار يرتجى من القلق المصاحب للأفكار ، ولا أمان يتحقق مع دافعية التطرف الذاتية الآنية أو المتبلورة !
هذه أركان أساسية لم يحد منها الوعي العقلاني بيقين ثابت. بل دائما ما تعزز تطورها السلبي إنشغالات ذاتية قد لا تظهر بشكل تراتبي بقدر ما تظهرها المفاجئات.
لا يمكننا الحديث هنا عن التطرف بوصفه فعل منقطع عن بدايته ونهايته ، وهذه ما يخلقها الأتفاق ، بل بوصفه مشروع رغبة وإرادة معلومة ، يؤسس عليها ما يكون قاتلاً في الحين والمستقبل. وقد لا ينظر له كذلك من داخل هذا المشروع الا تحت مسميات خادعة لأتباع هذا المشروع ، وهم في مرحلة اليقين بصحة ما ورد فيه وصدر منه. أما من يتوقع نتائجه أو ينظرها فله إن يمارس عليها نقداً لعله أن يُغير من توجه هذا المشروع من صيغته القاتلة الإقتتالية إلى صيغته المتوثبة أو صيغته الحوارية أو صيغته التصالحية.
والسؤال الذي يطرح هنا هل ممكن أن نظن بهذا المشروع التطرفي رجعة إلى ما نريده بناءاً على نقد متبنياته ؟ أم أن المخاوف تدفعنا إلى أن نواجهه بما يصعد من التقاتلية المتقابلة ؟ فحين تكون إرادة الحوار حاضرة ، فمن الواجب الإحتياطي أن تكون التقاتلية حاضرة بالوزن نفسه . ولكن هل يفهم هذا الإستعداد التقابلي على إنه تطرف كامن في نوازع الطرفين إم إن الأخير هو مواجه فقط ؟ ما نخشاه في دوافع هذه المواجهة أن تتحول من دافعية مشروعة إلى دافعية غير مشروعة متطورة إلى ما يعود بالتطرف كصفة متحصلة من عملية رد فعل لفعل التقاتل المتجانب.ومع شدة القتال تبرز صفة مشتركة بين المتقاتلين ، ممثلين لمشروع واحد وهو مشروع التقاتل المتطرف.
قد نجد في المدارس السيكولوجية تفسيراً لبلورة مثل هذه المشاريع ، ونجد كذلك تحليلاً فلسفياً لفكرة المشروع وتطوراته المعرفية التي تحاول أن تقنع الملايين من عناصر مشروع التقاتل وتشكيلاته. ومع ذلك لم تتوقف الأجندة السياسية من أستغلال هذه الروح الوثابة للتقاتل تحت أي ذريعة وحجة ودافعية، مثل ما فعلته أنظمة، وأحزاب في التعامل مع الحركات المتطرفة، لا سيما الحركات المتطرفة الناشئة في البيئات الهشة سياسياً وأمنياً في منطقة الشرق الأوسط ، وقد يُغذي مثل هذه المشارع فتواي دينية تشجع على المضي بهكذا مشاريع وتدفع عبر الوصايا الإفتائية إلى تعزيز القناعات بمشروعية التقاتل من أجل غايات ماورائية أو غايات محدودة الهدف الإستراتيجي .
كثيراً ما نجد في بنية هذه المشارع غايات فردية أو غايات جماعية براكماتية ، لا تراعي مصلحة الكافة من الناس ، ولا تسند إلى مشروعية قانونية في القبول، بقدر سعيها إلى أهداف متخيلة ، ما أن تجد نفسها في حدود مشروع التوسعية ، حتى تجد نفسها عاجزة عن احداث أي من طموحاتها في التغيير أو في تسويغ الاقتتالية المُتبناة في مشروعها الأول . وهنا يتحول التقاتل من مشروع عقيدة متطرفة إلى مشروع تطرف في حماية المصالح ، وتسويق أجندات، ورغبة في إدامة السلطة .
وهذا يعني إن التقاتل يبقى جوهر النشاط التطرفي في كل مراحل تحولاته من مشروع إبادة الخصوم إلى مشروع حكمهم.



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة في سجون البعث صور من انتهاك حقوق الإنسان
- العشيرة العراقية في ظل النظام الشمولي والنظام التعددي قراءة ...
- التطرف وقود الصراع في الشرق الأوسط
- تراجع الفلسفة في عصر الذكاء الاصطناعي
- صدام كم مرة قتلت شعبك ؟
- العراق ما بعد المئوية
- داعش من الدولة إلى الجيوب
- التطرف الإجرامي البعثي في تنظيم التطهير العرقي وترحيل التبعي ...
- الفلسفة المؤسسية في البلدان العربية من فرضية الجدوى إلى واقع ...
- جرائم حزب البعث في قرارات مصادرة ثروات التبعية
- الأخلاق الصارمة والإنتاج العقلي لأحكامها
- الفلسفة والذكاء الاصطناعي من وجهة نظر هوبرت دريفوس
- جريمة ترحيل التبعية الإيرانية في القرارات البعثية
- المنهج النقدي عند حسام محيي الدين الآلوسي
- حماسة الله في معارك الديانات التوحيدية الثلاث لبيتر سلوترداي ...
- العقد الأول لجريمة مجزرة سبايكر وتقييمها القانوني
- الديمومة الزمنية عند هنري برجسون
- ما مسارات التطبيع بعد طوفان الأقصى ؟
- النوع الإجتماعي وجرائم التطرف
- السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- بعد لقائه نتنياهو في فلوريدا.. ترامب يتوعّد طهران ويهدّد حما ...
- لقاء ترامب ونتنياهو: خلافات حول الضفة الغربية وتهديدات لإيرا ...
- هل وقعت تونس والجزائر اتفاقا لحماية نظام قيس سعيد؟
- انقسام أوروبي تاريخي بشأن روسيا وخيارات ترامب في فنزويلا تتق ...
- أول رد من أوكرانيا على مزاعم روسيا بشأن -مهاجمة مقر إقامة بو ...
- في سابقة هي الأولى من نوعها.. نتنياهو يُعلن عن منح ترامب جائ ...
- ترامب يحذّر حماس من -عواقب وخيمة- إذا لم تنزع سلاحها ويؤكد ا ...
- عرّافون في بيرو يقدّمون توقعات بشأن الصراعات العالمية والقاد ...
- بعد اتهام أوكرانيا بمحاولة اغتيال بوتين.. روسيا تراجع موقفها ...
- برنامج الثلاثاء في كأس الأمم الأفريقية: تونس تواجه تنزانيا و ...


المزيد.....

- أسباب ودوافع السلوك الإجرامي لدى النزلاء في دائرة الإصلاح ال ... / محمد اسماعيل السراي و باسم جبار
- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - التطرف بوصفه مشروع تقاتل