سعد اميدي
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 01:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يُقال إن بعض الأفكار لم تولد من نور الحكمة، بل من لحظة التقاء بين من يُحسن الخداع ومن يُحسن التصديق. وحين نمعن النظر في تاريخ العنف الذي ارتُكب باسم الدين، ندرك أن المأساة لم تكن يومًا في الإيمان ذاته، بل في أولئك الذين جعلوه سيفًا، لا قيمةً، وذريعةً لا أخلاقًا.
فحين يحمل إنسان سلاحًا ويزهق أرواح الأبرياء باسم الله، فذلك ليس جهادًا، بل سقوطٌ أخلاقي، وجهلٌ يتزيّا بثوب القداسة.
وحين يُباح انتهاك الأعراض، ونهب الممتلكات، وسرقة الطفولة من عيون الصغار، فليس هذا دينًا، بل عصابة ترتدي عباءة السماء، وتستغل البسطاء لتسرق إنسانيتهم قبل أن تسرق غيرها.
وحين تُحوَّل كرامة الإنسان إلى سلعة، ويُتاجر بالشرف كما تُباع الأشياء، فذلك ليس وحيًا، بل خدعة كبرى، ونصبٌ باسم الإله، صدّقه من أُطفئ فيهم نور السؤال.
أما من يدّعي أن القتل طريق الهداية، وأن من لم يقتنع بفكره يستحق الفناء، فذاك لم يفهم الإيمان، ولم يعرف الإله. إذ كيف يُعقل أن يعجز الإله عن هداية خلقه، فيستعين بالقتلة واللصوص ليقوموا بالمهمة نيابة عنه؟
وهل يُعقل أن تهبط كائنات من السماء، فتوقّع عقودًا دموية مع البشر، ليُرتكب باسمها كل هذا الخراب؟
أم أنها، ببساطة، أكبر عملية خداع في التاريخ…
خداعٌ دُفع ثمنه من دماء الأبرياء، وصدقَه من سلّم عقله طوعًا، وسمّاه إيمانًا
#سعد_اميدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟