أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي مروان ورده - المستقبل المعكوس: تحوّلات الانفتاح والبراغماتية















المزيد.....

المستقبل المعكوس: تحوّلات الانفتاح والبراغماتية


عدي مروان ورده

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد اليمين صعودًا ملحوظًا في عدد من الدول الأوروبية الرئيسية، ويعود هذا الصعود إلى بدء قطاعات واسعة من أبناء القارة العجوز في التشكيك بالقيم الليبرالية التي جرى تسويقها لعقود بوصفها السمة الجوهرية للمجتمعات الغربية، مثل الفردية والتعددية الثقافية. فقد بات يُنظر إلى هذه القيم، ولا سيما في سياق تصاعد الهجرة، على أنها تشكّل تهديدًا للهوية الأوروبية، خصوصًا الهجرة من دول العالم الإسلامي بدرجة أولى، و من دول جنوب ووسط آسيا بدرجة ثانية، وإلى جانب عامل الهجرة، أسهمت أزمتان مركزيتان في تعميق هذا التحول، هما جائحة كورونا وما رافقها من تعطيل واسع للاقتصاد، والحرب الروسية–الأوكرانية بما خلّفته من ارتدادات سياسية واقتصادية وثقافية، أعادت طرح تساؤلات جوهرية حول فعالية واستدامة النموذج الليبرالي الأوروبي.
وفي المقلب الآخر من المتوسط، وعلى الرغم من صعود بعض الحركات الإسلامية المتشددة في سياقات محددة ارتبطت بالغزو الأمريكي للعراق من جهة، وبتحوّل الانتفاضة ضد النظام السوري السابق إلى صراع مسلّح نتيجة القمع الواسع من جهة أخرى، فإن المشرق العربي يشهد في الوقت نفسه تراكمًا لسياقات جديدة مرشّحة لإحداث تحوّل نوعي في وضعه الجيوسياسي. ومن شأن هذه التراكمات أن تنعكس على المشهد الثقافي والاقتصادي والسياسي في المنطقة بصورة شاملة، على أن تبدأ ملامح هذا التحوّل بالظهور خلال النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين.
اصطدمت مجتمعات المشرق العربي بموروثها الثقافي والسياسي المتمثل بحكم العسكر والتنظيمات القومية والإسلامية، واستهلكته بالكامل، حتى أصبح جزءًا من إنتاج الأزمات نفسها وخلق سياقات كارثية متراكمة، ومع هذا الاصطدام، انخرطت قطاعات واسعة من المجتمع في النقاش العام، لا بوصفه خيارًا فكريًا، بل كحالة اضطرار فرضها الواقع السياسي والاقتصادي الكارثي. وفي هذا السياق، لم يعد طرح الأسئلة حكرًا على النخب أو المثقفين، بل ظهر كتّاب وصنّاع محتوى، إلى جانب قطاعات شعبية واسعة، يوجّهون أسئلة جدية ومباشرة إلى هذا الموروث وإلى واقع مأزوم كانت الأدوات القديمة أحد أسباب تعميقه.
وبدأ المشهدان اللذان يتراكمان على خلفية هذين المسارين الحضاريين في تشكيل الطبقة الأعرض في الفكر الجمعي لدى تلك المجتمعات، حيث يتمثّل الأول في اتجاهٍ يُسائل قيم الانفتاح في الغرب، فيما يتمثّل الثاني في اتجاهٍ يُسائل قيم الانغلاق في المجتمعات العربية، ولا يعني ذلك إنكار الفارق الحضاري القائم حاليًا، ولا سيما على المستوى المؤسسي، إلا أن بروز حساسيات ثقافية جديدة بات واضحًا ولا يمكن تجاهله، وهي حساسيات مرشّحة للتراكم وإحداث تغيّرات جدية في المشهد العام.
سأشير هنا إلى بعض المشاهد، وهي بالطبع لا تعكس واقعًا حقيقيًا، وإنما مفارقات تدل على بدايات مسار تغيّرات في البنى الثقافية والواقعين الاقتصادي والسياسي لكلٍّ من أوروبا والشرق الأوسط. ففي حين كان رئيس الوزراء البولندي يفاخر بإغلاق الحدود في وجه المهاجرين، انتشر في أوساط اليمين الأوروبي مصطلح «إبادة البيض»، وهو مصطلح يُحيل إلى تصوّر يرى أن الضغط الديمغرافي الناتج عن الهجرة إلى القارة الأوروبية سيؤدي إلى انحسار شديد للعرق الأوروبي الأبيض وخسارة مركزية تواجده هناك لصالح المهاجرين القادمين من الدول الإسلامية. وتنعكس هذه التوجهات بوضوح في بعض محتويات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر مقاطع مصوّرة من بولندا تُطرح تحت سؤال: «ماذا تلاحظون؟»، لتأتي غالبية التعليقات محتفية بما يُقدَّم بوصفه منظرًا جميلًا وبلدًا أوروبيًا آمنًا ولا يحوي مسلمين أو مهاجرين.
وفي المقابل، يُلاحظ أن المزاج الثقافي في بعض البلدان العربية المزدهرة اقتصاديًا، ولا سيما دول الخليج العربي، حيث تفوق نسبة الوافدين في بعض الحالات—كما في الإمارات العربية المتحدة—نسبة المواطنين العرب، لا يتعامل مع هذا الواقع بوصفه تهديدًا يؤدي إلى اضمحلال الثقافة العربية أو المحلية، بل على العكس، يُنظر إلى استقطاب هذا الكم الكبير من التنوع واحتضانه من قبل قطاعات واسعة من الشارع العربي على أنه شكل من أشكال الإنجاز.
في الوقت الذي أقدمت فيه المرشحة لعضوية الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، فالنتينا غومز، على حرق نسخة من القرآن الكريم، حصلت منظمة التراث اليهودي في سوريا على ترخيص رسمي للعمل على إحياء التراث اليهودي السوري، صادر عن حكومة يضمّ صفّها القيادي شخصيات كانت في مراحل سابقة منتمية إلى هيئة تحرير الشام ذات المرجعية السلفية الجهادية، والتي شكّلت في وقت من الأوقات أقصى يمين المجتمع السوري.
هذان المساران يصعب عكسهما، إذ إن صدمة الفشل على المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية في المشرق العربي فرضت نمطًا من البراغماتية على التعاطي الجمعي مع السياسة، سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى القرار. ويقف هذا المسار على النقيض مما تشهده القارة الأوروبية، حيث تجري إعادة تقييم لقيم المرونة والانفتاح بعدما بات يُنظر إليها في بعض المجتمعات بوصفها عوامل تأتي بنتائج عكسية. ومن شأن تراكُم هذين المسارين أن ينعكس أيضًا على مستوى السياسة الخارجية، ولا سيما في طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة.
فنلاحظ أن دوائر القرار في أوروبا، إلى جانب قطاعات من مجتمعاتها، بدأت تُسائل طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن عهد الهيمنة الأمريكية قد خفّت وطأته بدرجة كبيرة. وفي المقابل، تزداد الدول الأساسية في المشرق العربي تمسّكًا بتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولا سيما في ضوء التدخلات الإيرانية وآثارها السلبية العميقة، سواء على مستوى تفتيت الدول من الداخل أو في تغذية الصراعات المذهبية فيها.
وعلى الرغم من صعود نفسٍ شعبوي داخل المجتمع الأمريكي، فإن الحالة الليبرالية تظل حالة بنيوية تقوم عليها الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها حالة تأسيسية متجذّرة في الدستور وفي الثقافة السياسية العامة. وعلى الرغم من اعتراض بعض الفئات على الأزمات التي أفرزتها بعض هذه البُنى التأسيسية، فإنه لا توجد أطر صلبة بديلة قادرة على إعادة تنظيم المجتمع الأمريكي شديد التنوع، ولا تتوافر آليات فعلية لتوليد مثل هذه الأطر في مجتمع تُعدّ الفردية ركيزته الأساسية، ولا يقوم على خطوط دينية أو عرقية ثابتة يمكن أن تتحول إلى هوية جامعة أو إلى أرضية قادرة على شدّ عصب إيديولوجي بديل واسع التأثير. وحتى البروتستانتية المسيحية، وإن بدت على أنها قادرة على شدٍّ إيديولوجي ظاهري ، فإن التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية العميقة، إلى جانب تجذّر مفهوم الحرية الفردية في المجتمع الأمريكي، يحول دون تحوّلها إلى هوية بديلة ضاغطة على الليبرالية أو قادرة على تقويضها بنيويًا.
ويأتي ذلك على النقيض من الحالة الأوروبية، التي تمتلك أسسًا إثنية وقومية ولغوية أكثر تماسكًا، بما يتيح إمكانية تشكّل بدائل ضاغطة على القيم والهوية الليبرالية الأوروبية. ونتيجة لذلك، فإن هذا الانحسار على مستوى الليبرالية الأوروبية يُرجَّح أن يترافق مع مسار موازٍ يتمثل في تراجع مركزية العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، على أن تنتقل هذه المركزية تدريجيًا خلال العقود القادمة من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
البراغماتية التي فرضتها الصدمات السياسية والثقافية المتراكمة على العقل السياسي في المشرق العربي لا يُرجَّح أن تبقى مجرّد استجابة ظرفية للأزمات، بل تتجه تدريجيًا للتحوّل إلى مكوّن بنيوي داخل الثقافة السياسية وآليات إدارة الدولة. وإذا ما جرى ترسيخ هذه البراغماتية عبر سياسات مستقرة خلال العقود القادمة، فإنها ستتقاطع مع مسار موازٍ يتمثل في تراجع القدرة الأوروبية على الاستمرار بوصفها المركز المرجعي الأوحد للحداثة السياسية والخطاب السياسي المعقلن، وذلك في ظل الضعف البنيوي المتدرّج للقيم الليبرالية والانحسار المستمر للأرضية الاجتماعية والثقافية الحاملة لها.
إن هذه البراغماتية ستُنتج بالضرورة آليات عملية لتطبيق شكل من أشكال العلمانية، حتى وإن لم يُطلق عليها هذا الاسم صراحة. وتستند قابلية مجتمعات المشرق لتقبّل هذه الآليات إلى حالة إنهاك عميقة فرضتها ثلاث قوى دينية–سياسية كان حضورها كارثيًا على بنية الدولة والمجتمع، وهي إيران، وإسرائيل، وتنظيم داعش، حيث حوّلت الدين إلى أداة صراع وسيادة وأعادت إنتاج الانقسام الهوياتي بأقصى درجاته. وفي هذا السياق، لا تظهر العلمنة بوصفها خيارًا فكريًا أو مشروعًا أيديولوجيًا، بل كآلية اضطرارية فرضتها التجربة القاسية وانبثاق بنى سياسية واجتماعية جديدة تسعى إلى تقليص كلفة الصدام الداخلي. قد تتحول هذه البراغماتية إلى قاعدة تشغيلية لإعادة إدماج المجتمعات في الفضاء العالمي، وإعادة تفعيل بعض عناصر العولمة التي جرى تجميدها في المركز الغربي ذاته. فالدعم الغربي طويل الأمد لإنشاء دولة إسرائيل بوصفها دولة ذات تعريف ديني–إثني داخل النظام الدولي لم يكن مجرد خيار جيوسياسي، بل مثّل لحظة كسر بنيوي داخل مشروع الحداثة والعولمة، إذ أعاد إنتاج الانقسام الحضاري القروسطي بين المجال الحضاري الإسلامي والغرب ومده إلى زمن الحداثة وما بعد الحداثة، بدلاً من تفكيكه أو تجاوزه.
هذه التحوّلات في كلٍّ من المشرق العربي ومعظم البلدان الأوروبية تقع في صلب الحوامل الاجتماعية المنتِجة للطبقة السياسية والمزاج السياسي العام، ما يجعل احتمال توفّر سياقات اجتماعية أو إرادة سياسية قادرة على عكس هذين المسارين احتمالًا ضعيفًا إلى حدٍّ بعيد، ومع النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، ستبدأ ملامح هذه الحقبة السياسية بالتبلور بشكل أوضح؛ إذ سيُراكم المشرق العربي نتائج هذه البراغماتية والانفتاح في صورة انفراجات اقتصادية وسياسية تدريجية، في حين سيُراكم المشهد الأوروبي، على الضفة الأخرى، مزيدًا من التعقيدات الاقتصادية والسياسية، وذلك بفعل الضغط المتزايد لسياسات الانغلاق وما يصاحبها من معالجات ظرفية تُراعي المخيال السياسي أكثر مما تعالج الأسباب الفعلية للأزمات، ويُرجَّح أن تكتمل ملامح هذه الحقبة السياسية في نهاية القرن الحالي على واقع شرق أوسطي مزدهر على مستويات عدة، يتمتّع بحيوية أعلى وقدرة أكبر على التكيّف، في مقابل مشهد أوروبي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية باتت، بفعل تراكم الزمن، ذات طابع بنيوي ومستعصٍ.



#عدي_مروان_ورده (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الحضارات ونهاية الحقبة الإبراهيمية
- الحقيقة الفارغة
- الثورة السورية والعولمة (السلم المنهار)
- المستقبل في مخبز الغيب سوريا و العقد القادم
- الطقوس مقابل الدولة
- عنف بلا شكل - بحث في مسألة العقوبات من الحوار الإسلامي العلم ...
- هرم الإرهاب
- الاصطفاف الضائع


المزيد.....




- ترامب يوضح لـCNN تفاصيل ملاحقة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا ...
- صلاح ينقذ منتخب مصر من فخ زيمبابوي ويعيده للانتصارات بكأس أف ...
- نتنياهو: سأبحث نووي إيران والمرحلة التالية من خطة غزة مع ترا ...
- اقتحامات بأنحاء بالضفة واعتداءات للمستوطنين في الخليل
- قرقاش: الإمارات تعمل مع شركائها من أجل منطقة خالية من التطرف ...
- اشتباكات حلب..استمرار النزوح ببعض المناطق وترقب للوضع الأمني ...
- زيلينسكي: مفاوضات إنهاء الحرب -قريبة جدا- من تحقيق نتيجة
- الأكبر في العالم.. ترامب يعلن بناء سفينة حربية تحمل اسمه
- الداخلية السورية: تصعيد -قسد- بحلب محاولة لإفشال اتفاق مارس ...
- ترامب يكشف النقاب عن سفن حربية جديدة من طراز يحمل اسمه: -ستب ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي مروان ورده - المستقبل المعكوس: تحوّلات الانفتاح والبراغماتية