أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيوا عمر - توطيد الأبعاد الاجتماعية للمشروع اليساري














المزيد.....

توطيد الأبعاد الاجتماعية للمشروع اليساري


هيوا عمر
نائب سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني

(Hiwa Omer)


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 22:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ان مسالة تعزيز موقع وصلات قوى اليسار بالواقع المعيشي وبالقوى الاجتماعية، واجتماعية المشروع اليساري، هي قبل كل شيء مسالة نظرية وفكرية. وقد قدمت في كتاباتي السابقة فهما واضحا لهذه المسالة، لكن حين نقول انها فكرية فهذا لا يعني ان تبقى محصورة داخل صفحات الكتب والنصوص، او معزولة عن الواقع.

الجانب الاخر من هذه المسالة يكمن في مستواها السياسي والتنظيمي واليات العمل. وهو ما يعكس بعدين متلازمين، فمن جهة يتعلق الامر بفهم والتعلم من الواقع النفسي والسوسيولوجي للناس ومشكلاتهم، ومن جهة اخرى بتاثير الواقع والناس انفسهم على قوى اليسار. هذا التفاعل يخلق حالة من التملك الاجتماعي للمشروع، ويمنحه معنى جديدا لاصالة الرؤية والمشروع اليساري، عبر العمل المشترك والابتعاد عن العقلية الفوقية والهرمية. لقد مر دور قوى اليسار في الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي في كردستان والعراق بمحطات متباينة، وترك تاثيرا في مجالات متعددة، من حضوره في اوساط الفلاحين في القرى، الى تاثيره بين الشعراء والمثقفين، وصولا الى تاثيره في قوى سياسية اخرى.

كانت هناك مراحل من ذروة التاثير والتفاعل، ومراحل اخرى من الانكفاء والبقاء في اطار العمل النخبوي. وواقعنا اليوم اقرب الى النموذج الثاني. خلال السنوات القليلة الماضية، بذلت محاولات لاعادة تنظيم العمل المشترك لقوى اليسار، من بينها تجربة لجنة العمل المشترك اليساري الكردستاني، ومحاولات اخرى تتعلق بكيفية اجتماعية مشروع قوى اليسار. غير ان هذه الجهود لم تحقق النجاح المنشود. ويطرح هذا الفشل سؤالا حول ما اذا كان نقل العقلية التحزبية الضيقة نفسها الى اطار العمل المشترك والجماهيري قد شكل عائقا اساسيا.

في المقابل، توجد نماذج اخرى للعمل المشترك بين هذه القوى في ملفات تمس الحياة اليومية للناس، مثل مواجهة خصخصة قطاع الكهرباء والمستشفيات، وقضية الدستور العلماني. وقد امكن في هذه القضايا العمل المشترك مع الاف المواطنين الى حد معقول، لكن لماذا بقي هذا العمل موسميا ومجزأ ولم يتحول الى مسار دائم؟

ان الشرط الاول لاجتماعية المشروع اليساري، الى جانب مضمون المشروع نفسه، هو تهيئة بيئة تتيح للناس المشاركة الفعلية، عبر العمل الجماعي والمشترك، في صياغة مضمون هذا المشروع. كما ان ترجمة المشروع الى واقع واليات نضال يومي تتطلب خلق بيئة قادرة على تمكين اوسع قاعدة جماهيرية من تملك هذا المشروع، بدلا من ربطه بمصالح تنظيمية حزبية ضيقة او بشخصنة النشاطات. هنا يبرز دور العمل على خلق فضاء اكثر انفتاحا وحرية، يتيح مشاركة سياسية ذات معنى للناس، سواء على مستوى الافكار او على مستوى اليات العمل في الواقع الملموس. ان العمل المشترك، الافقي والجماعي، هو طريق العودة الى اصالة حضور قوى اليسار داخل المجتمع.

وجذور هذا المسار ليست في نصوص الكتب بقدر ما هي في الحياة اليومية، وفي الثقافة الكردستانية، وفي احتياجات الناس في القرى والاحياء والازقة والفضاءات المهمشة. والعمل المشترك يمنحنا مرة اخرى القدرة على اعادة قراءة نصوصنا المكرسة بعين واقعية نقدية، خارج الرؤى والاليات الجامدة والمجردة.



#هيوا_عمر (هاشتاغ)       Hiwa_Omer#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم انتصار السلطة وأزمة قوى اليسار
- الثورة الرقمية وتحدياتها امام اليسار، نحو اعلام فاعل
- استعداد اليسار والقوى الاجتماعية بعد الانتخابات


المزيد.....




- م.م.ن.ص// يريدوننا ان نموت في صمت.. الموت هو الموت...
- بيان الحزب الشيوعي في تشيلي بعد الانتخابات الرئاسية
- ميشيل فوكو: الأفكار والتأثير والنقد السياسي
- السودان.. القوى المدنية تطالب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
- جريدة “الفجر” تتوقف عن الصدور وصحفيوها بلا رواتب منذ 6 أشهر ...
- حزب التقدم والاشتراكية بتازة يجدد هياكله وينتخب الرفيق سعيد ...
- What Germans Think About AI
- تشيلي بعد اليسار: تداعيات فوز اليمين الراديكالي على السياسة ...
- الدورة السابعة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية تحت شع ...
- لا.. لاتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيوا عمر - توطيد الأبعاد الاجتماعية للمشروع اليساري