أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هيوا عمر - وهم انتصار السلطة وأزمة قوى اليسار














المزيد.....

وهم انتصار السلطة وأزمة قوى اليسار


هيوا عمر
نائب سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني

(Hiwa Omer)


الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 11:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




في الذاكرة الجمعية السائدة، يتم تقديم الصورة الكبرى على نحو يوحي بان قوى السلطة هنا وفي بغداد قد خرجت بوصفها الفائز الرئيسي في انتخابات مجلس النواب العراقي، وبذلك حصلت على شرعية وطنية واسعة، ومنحت نفسها حق تسمية ذاتها قوى منتصرة ومالكة للشرعية والقوة. وقد فُرضت هذه الصورة على الفضاء العام بوصفها حقيقة مطلقة، لكن عند قراءتها بدقة من حيث الكم والنوع، تتكشف صورة معاكسة تماما.

اولا: من حيث النوعية، وهم الديمقراطية
لفهم الصورة الكبرى على نحو ادق، لا بد من التوقف عند مفهوم السلطة للديمقراطية. فقد نجحت هذه القوى، عبر وسائل اعلامها، في انتاج هيمنة زائفة تختزل الديمقراطية في فعل انتخابي يتكرر مرة كل اربع سنوات. وجرى تحويل عدد الاصوات الى المعيار الوحيد، من دون اي اعتبار لاسس الحياة الكريمة، او صيانة كرامة الانسان، او ضمان حق المشاركة السياسية الحقيقية.

يعلم الجميع ان حزب السلطة في كثير من المناطق لا يستطيع، حتى مع شراء الاصوات والمال السياسي، ان يحصل على عشرة بالمئة من اصوات تلك المناطق. بل انه لولا استخدام الضغط والقوة وامكانات الدولة، لما تمكن من تحقيق النسب التي يقدم نفسه اليوم على اساسها بوصفه قوة منتصرة.

ثانيا: من حيث الكمية، حقيقة الارقام
اذا جعلنا عدد الاصوات معيارا، نجد ان مجموع اصوات القوى والمرشحين الذين لم يحصلوا على مقاعد برلمانية في وسط وجنوب العراق يفوق بكثير اصوات القوى التي استحوذت اليوم على غالبية مقاعد البرلمان العراقي. ويعود ذلك الى اختلالات بنيوية في النظام الانتخابي العراقي، الذي صمم عمليا كسلعة مفصلة على مقاس احزاب السلطة.

ويبرز اقليم كردستان كنموذج حي على ذلك، حيث ان القوتين الحاكمتين معا لم تحصلا سوى على ما يقارب واحدا وثلاثين بالمئة من مجموع اصوات المواطنين، ما يعني ان تسعة وستين بالمئة من سكان كردستان، سواء ممن لم يشاركوا في التصويت او صوتوا لقوى اخرى، لم يمنحوا ثقتهم لهذه السلطة.

ثالثا: مهمة قوى اليسار والديمقراطيين
بالنسبة لقوى اليسار، تبدو الصورة مختلفة. فعلى الرغم من قلة عدد الاصوات، فان الاف الاصوات التي حصلت عليها جاءت من ناخبين وناخبات صوتوا على اساس البرامج والرؤى السياسية والفكرية، لا على اساس العشيرة او العائلة او المال السياسي. هؤلاء لم يقعوا تحت تأثير السوق الذي جرى فيه تسليع الديمقراطية وتفريغها من مضمونها، وهو السوق الذي انتجته الرأسمالية المعاصرة والنيوليبرالية السائدة.

وهنا يبرز السؤال الجوهري: لماذا لم نتمكن من التحول الى قوة انتخابية موحدة؟
صحيح اننا نمتلك تاريخا نضاليا غنيا في سبيل حياة افضل، وتشير المعطيات الى وجود قاعدة جماهيرية واسعة ما زالت تدعم هذه القوى في العراق وكردستان، لكن لا يجوز ان يتحول هذا التاريخ الى ذريعة للبقاء اسرى الماضي.

يوما بعد يوم، تزداد حاجتنا الى مراجعة ذاتية ونقد شجاع للذات. علينا ان نعمل خارج الاليات القديمة، وان ندرك ان الاخلاص لا يعني الارتهان للماضي. فالالتزام اليساري اليوم يعني القدرة على التجدد، والابتعاد عن العقلية الجامدة والدغمائية. ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة الى تهيئة الارضية لحوار مفتوح، لا الى خنادق متقابلة و والذاتية الفردية.



#هيوا_عمر (هاشتاغ)       Hiwa_Omer#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الرقمية وتحدياتها امام اليسار، نحو اعلام فاعل
- استعداد اليسار والقوى الاجتماعية بعد الانتخابات


المزيد.....




- مراسلة CNN تشرح تفاصيل صفقة -تيك توك- الأمريكي.. من يسيطر عل ...
- سوريا: سرقة تمثال للقديس بولس.. والحكومة تعلن ضبط قائد شبكة ...
- مشاهد لـ-قتال بين جماعة الحوثي وقوات المجلس الانتقالي الجنوب ...
- فرنسا: بعد فشل اعتماد ميزانية 2026... الحكومة تتجه نحو قانون ...
- مقتل 7 أشخاص في هجوم صاروخي روسي على ميناء في أوديسا الأوكرا ...
- قصف إسرائيلي على قطاع غزة وحماس تندد باستهداف مركز إيواء
- رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يجري مباحثات مع رئيس الكونغو ال ...
- واشنطن بوست: عقيدة ترامب هي لنجعل أميركا أصغر مرة أخرى
- وول ستريت جورنال: عدم استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا ...
- مراسل الجزيرة يرصد معاناة 3 عائلات تقيم في خيمة واحدة بغزة


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هيوا عمر - وهم انتصار السلطة وأزمة قوى اليسار