أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حمدان - استراتجية ترامب الأمنية














المزيد.....

استراتجية ترامب الأمنية


علي حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي الرئيسي

باحث في قضايا الاقتصاد والتنمية
أصدر البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي في الأسبوع الماضي، تتكون الاستراتيجية من 33 صفحة، يرى المراقبين ان الإدارة الأمريكية الحالية لا تؤمن بالمستقبل، لذلك لاترى ضرورة للاستثمار فيه.
تُعلن استراتيجية الأمن القومي عن أهداف شاملة دون تحديد موارد أو جداول زمنية أو آليات. ووصفها بـ"قصيرة النظر" يوحي بإهمال التخطيط طويل الأمد. لكن لا وجود لتخطيط طويل الأمد، فالحركة التي تؤمن بنهاية العالم لا تُخطط للجيل القادم، بل تُمارس النهب والسلب.
إن الطموح واضحٌ جليّ. "يجب أن تكون جميع سفاراتنا على دراية بفرص الأعمال التجارية الكبرى في بلدانها، ولا سيما العقود الحكومية الضخمة. هذا ما تنص عليه استراتجية الأمن القومي. ينبغي على كل مسؤول حكومي أمريكي يتعامل مع هذه الدول وأن يدرك أن جزءًا من وظيفته هو مساعدة الشركات الأمريكية على المنافسة والنجاح." لقد تحولت الدبلوماسية رسميًا إلى عملية لتطوير الأعمال.
تحدد استراتيجية الأمن القومي بتحديد "المواقع والموارد الاستراتيجية" في نصف الكرة الغربي للاستغلال، وتصف صحيفة لوموند ذلك: "بالافتراس الاقتصادي". الاستراتيجية تعيد لاحياء مبدأ مونرو الذي يجعل من نصف الكرة الغربي وبالذات أمريكا الجنوبية والوسطى كمجال حيوي للولايات المتحدة. كما تزعم بان اهم المخاطر في تلك المنطقة هو الهجرة وتهريب المخدرات وقيام روسيا والصين من الاستفادة من موارد المنطقة.
مما يغضب المحللين الغربيين بان الاستراتجية تغفل تماما التنافس بين الدول العظمى كإطار للعلاقات الدولية. وهذا يعكس من وجهة نظرهم تخلى الولايات المتحدة بشكل خفي عن مشروع تشكيل النظام الدولي. كما تعيد استراتيجية الأمن القومي توجيه خطابها الحاد نحو أوروبا، بينما يُخفف بشكل ملحوظ من حدة لهجتها تجاه روسيا وغيرها من الخصوم. وتحذر من أن أوروبا تُخاطر بـ"المحو الحضاري" من خلال الهجرة و"الاختناق التنظيمي". ويطالب الأوروبيين بتحمل "المسؤولية الأساسية" عن دفاعهم عن أنفسهم، بينما يُعلن في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ستُعزز المقاومة للاتجاهات السياسية الحالية في أوروبا من خلال دعم الأحزاب القومية والشعبوية في دول الاتحاد الأوروبي. تركيز الاستراتجية بان الهجرة أو ماتسميه الاستراتيجية بالغزو وبالذات من الدول الإسلامية واسيا وأفريقيا ستحول أوروبا إلى قارة غير بيضاء وهذا ماتقصده بالمحو الحضاري. نفس التعبير الذي استخدمه هتلر في كتابه (كفاحي). أي ان مايريده ترامب هو ان تتخلص أوروبا من العرب والمسلمين والمهاجرين من أفريقيا واسيا حسب ما ذهب اليه توماس فريدمان في مقاله في نيويورك تايمز.
بالنسبة للشرق الأوسط، تدعي الاستراتجية بانها تعارض الليبرالية العالمية، أي مبادئ الليبرالية لن تكون اساساً للعلاقات الدولية وبالذات قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية (كانت الإدارات السابقة تبتزّ الدول باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان). تقول الاستراتيجية بان الفترة التي كان فيها الشرق الأوسط يهمن على السياسات الأمريكية قد انتهى لم تعد أمريكا تحتاج إلى نفط المنطقة، غير أنها لن تسمح بدول معادية تسيطر على إمدادات الطاقة، كما نها ستحافظ على حرية الملاحة وبالذات في مضيق هرمز والبحر الأحمر. طبعا لا تغفل الاستراتيجية عن ضمان امن إسرائيل وتفوقها. بالنسبة لإيران تزعم الاستراتيجية ان إيران عامل عدم استقرار في المنطقة، ولكن البرنامج النووي الإيراني لم يعد يشكل تهديدا حقيقيا، وان إسرائيل ستعمل على احتواء المخاطر الإيرانية.
• تفويض المسؤولية: تُفوّض الاستراتيجية المزيد من أعباء الأمن وإعادة الإعمار إلى الشركاء الإقليميين. وتتوقع من دول الخليج العربي تحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية إعادة إعمار غزة وسوريا.
• علاقات قائمة على المصالح المشتركة: تدعو الاستراتيجية إلى قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، مع العمل معًا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
• وضع حدٍّ لـ"الاستبداد": تنص الوثيقة على أن الولايات المتحدة ستتخلى عن "تجربتها الخاطئة في استبدال" الدول، وخاصة الممالك الخليجية، لحملها على التخلي عن أنظمة حكمها التقليدية. وتؤيد تشجيع الإصلاح فقط عندما "ينشأ بشكل طبيعي".
تتبنى الاستراتيجية رؤيةً لتعزيز التكامل الاقتصادي، مؤكدةً أن المنطقة ستصبح مركزًا متزايد الأهمية للاستثمارات الدولية في مختلف القطاعات، بما يتجاوز النفط والغاز، وتشمل: الذكاء الاصطناعي، معالجة المعادن الأرضية النادرة، الطاقة النووية، وتقنيات الدفاع.
باختصار، تشير الاستراتيجية إلى تحولٍ من التدخل العسكري واسع النطاق والتدخل السياسي في الشرق الأوسط نحو نهجٍ أكثر تركيزًا وفعالية، يعتمد بشكلٍ كبير على الشركاء الإقليميين لإدارة الأعباء الأمنية، مع إعطاء الأولوية للفرص الاقتصادية.
تبقى الهجرة والمهاجرين هو الشغل الشاغل للإدارة الحالية، واضخ بان ما يشغل الإدارة هو ليس الصراع والتنافس مع الصين وروسيا، ولكن السيطرة على الهجرة والمهاجرين وبالذات من أمريكا اللاتينية الذين يهددون هيمنة الجنس الأبيض الأوروبي على الولايات المتحدة. وهجرة العرب والمسلمين والأفارقة والآسيويين في أوروبا.



#علي_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول العالميً الكبير
- فاتيمو جياني ( 2023-1936)
- عهد جديد للجمهورية الإسلامية
- الذروة في الصراع الاسرائيلي - الإيراني
- الرأسمالية في طورها المتأخر
- الخيار النووي
- نغوجي واثيونغو، الكاتب الذي أدان المستعمرين والنخب
- حرب ترامب التجارية
- اوجلان والقضية الكردية
- كيف سينظر الغرب إلى الابادة في غزة؟
- الذات والسلطة ميشيل فوكو 3
- تأملات حولً القرن الدولوزي
- الذات والسلطة ميشيل فوكو 2
- الذات والسلطة ميشيل فوكو
- الأدب ما بعد الكولونيالي
- سوريا اردوغان
- حوار حول مفهوم الإقطاع التقني
- جيجك - الفيلم
- لفريدك جايمسون النقد الماركسي منبعه الحب
- المباشرة او اسلوب الراسمالية الكتاخرة


المزيد.....




- ترامب ينعي ضحايا هجوم سيدني.. وهذا ما قاله عن شاهد تصدى لمها ...
- جنوب لبنان تحت النار مجددًا.. تصعيد إسرائيلي متواصل وتحذير أ ...
- الداخلية السورية تكشف معلومات جديدة عن منفذ هجوم تدمر
- ردود فعل دولية تستنكر إطلاق النار بشاطئ بوندي الأسترالي
- زيلينسكي يتخلى عن حلم انضمام أوكرانيا للناتو
- قتلى في هجوم بمسيّرة على مستشفى جنوب كردفان السودانية
- -ما وراء الخبر- يتناول محاولة إسرائيل استغلال هجوم سيدني سيا ...
- إسرائيل تزعم اغتيال عنصرين من حزب الله في غارات على جنوب لبن ...
- ناج من هجوم 7 أكتوبر بين مصابي -حمام الدم- في سيدني
- أحد منفذي هجوم سيدني المروع.. كل ما نعرفه عن -نافيد أكرم-


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حمدان - استراتجية ترامب الأمنية