أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم علي الصديان - الدجال ومتابعوه- بين النقدين الأعلى والأدنى𞁥》














المزيد.....

الدجال ومتابعوه- بين النقدين الأعلى والأدنى𞁥》


هيثم علي الصديان

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 22:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمرّ النّقد النصّيّ على مرويّات المسيح الدّجّال، وكيف أنّ الرّسول يتعوّذ من فتنته، وأنّ النّاس ستتّبعه وتسبّح بحمده وعدله وجبروته، على الرّغم من أنّه سيدّعي النّبوةَ والرّبوبيّة، وعلى الرّغم من كثرة علامات الدّجل والكفر التي ألصقها الله به: من مسْحِ عينه اليمنى واعورارها، وكتابةِ [كافرٍ] بين عينيهِ أو على جبينه، بالرّغم من ذلك كلّه ومن تحذير الله وأنبيائه منه، فإنّ الناس، إلّا من رحم ربيّ، ستصدّقه وتتبعه وتمجده وتلهج به وبإمامته....! هكذا تذكر المرويّات...؟ فيجد هذا النّقد أنّ كلّ هذه العلامات تضعف تلك المرويات متناً، ولا تستقيم مع الفطرة البشرية؛ إذ كيف للبشر أن تأتمّ برجل علاماته على هذه الحال من الوضوح والجلاء والبيان وسبق العلم بها...؟ أي إنّ النصّ يعاني من تفككّ داخليّ بحسب الاصطلاح الحديث؛ هذا في النّص، وأمّا الاعتراض الثّاني: فأين العدل في ابتلاء جيل محدّد، دون غيره، عِلماً أنّها فتنةٌ استعاذ منها الرّسول وهذه إشارة على فداحة تلك الفتنة وعظم بلائها، وعِلماً أنّها ستصيب أبعد جيلٍ عن عهد النبوّة، أي جيل ضعيف الإيمان[قياساً إلى حديث تفاضل القرون: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يأتي قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"]؟!.
فثمّة إشكالان يضعفان قصّة الدجّال:
1- كثرةُ العلامات النّاقضة؟
2- ومغزى العدل في الابتلاء...!

لكنّ من يعش يرَ أنّه خبر صحيح متناً ونقداً وتجربة، وأنّ النّاس في كلّ زمان ومكان تأتمّ بالدجّال أكثر من ائتمامها بالأنبياء، وأنّ كثرة علامات الدّجل لا تنفع مع النّاس شيئاً، مهما تجلّت واتّضحت، بل إنّها ستصير بين يدي الأنام علاماتِ صلاحٍ ونبوّة وإعجاز... وهذا يُسقط الإشكالَ الأوّل[كثرةَ العلامات].
وأمّا الإشكال الثّاني، فإنّ التّاريخ علّمنا أنّ الله لم يخصّ زمناً معيّناً ولا ناساً بعينهم من دون سواهم بفتنة الدجّال، بل إنّ عدله اقتضى لكلّ زمان ومكان دجّاله وفتنته. وأنّ التّنصيص جاء على المسيح الدجّال/ دجّال آخر الزّمان عَلَماً، استغناءً عن التّعداد والتّكرار، حين يغني الواحد عن الكثرة، بحسب تعبير علماء الكلام.
فلا يخلو زمان ولا مكان من دجّال، وما أكثر متابعيه ومشايعيه...
وهذا يضعف مقولة جاك دريدا: " لا شيء خارج النصّ". ويقوّي الحاجة إلى النّقد العالي أو الخارجي أو نقد السّند...
من يعش واقعنا وتفاصيل حاضرنا يعلم- يا رسول الله- علم اليقين أنه لو شاء الله أن تكون الغلبة لمسيلمة الكذّاب، لرأينا الناس أكثرهم اليومَ تقول فيك ما تقوله في مسيلمة، وتقول في مسيلمة ما تقوله فيك اليوم.
《١》النّقد الأعلى أو العالي، والنّقد الأدنى: مصطلحان نقديّان يتقاطعان مع النّقدين النّصيّ والتّاريخيّ منهجيّاً، ومع علمَي السّند والمتن أصوليّاً. ولا بد من التنبيه إلى أن كثيراً من علماء الكلام، ولا سيما المعتزلة، قد أنكروا أخبار الدجال. وكان أبو علي الجُبّائيّ أشدهم نفياً لصحة هذه الأحاديث وإنكاراً لمروياتها، وقد وازن بين تلك المرويات وآيات من القرآن الكريم، فذهب إلى مخالفتها صحيح الوحي. ولقد تابعه في العصر الحديث عدد من فقهاء الإسلام، على رأسهم الشيخان محمد عبده وتلميذه رشيد رضا. والحق أنهما استندا إلى الأدلة ذاتها أو من فحواها التي استند إليها الجبائي قبلهما بأكثر من ألف سنة.



#هيثم_علي_الصديان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فزعة السويداء إلى فزعة على السويداء- هرم الثورة المقلوب
- ظاهريات الدولة السورية- رحلة المفهوم من الوعي إلى البندقية


المزيد.....




- هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب ير ...
- بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل ...
- ظهور ترامب وكلينتون وغيتس في مجموعة جديدة من صور إبستين
- مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال ع ...
- أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
- عون: تطور العلاقات مع سوريا -بطيء-.. وجاهزون لترسيم الحدود
- اليمن.. القوات المسلحة الجنوبية تطلق -عملية الحسم- في أبين
- ترامب: غزو أوكرانيا -يشبه- فوز أمريكا في مباراة الهوكي -معجز ...
- ماذا قال ترامب عن ظهوره في صور جيفري إبستين؟
- إسرائيل تواصل خنق غزة بمنع المساعدات


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم علي الصديان - الدجال ومتابعوه- بين النقدين الأعلى والأدنى𞁥》