أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق ناجح - شهداء -الأسفلت-.. حرب صامتة تحصد أرواحاً أكثر من الحروب!














المزيد.....

شهداء -الأسفلت-.. حرب صامتة تحصد أرواحاً أكثر من الحروب!


طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب

(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 02:22
المحور: المجتمع المدني
    


أكتب عن حوادث الطرق ليس لأنني تعرضت لحادث مروري منذ بضعة أشهر كاد أن يودي بحياتي ولم يُستدَّل على الفاعل (سائق ميكروباص سياحي) على الرغم من وقوع الحادث على طريق الجونة الغردقة الساحلي الملئ بالفنادق والبازارات والمحلات. وخرجت من الحادث والحمدلله بكسور في الساق اليمنى و تهشم القدم اليمنى مما تتطلب ثلاثة عمليات جراحية (اليزاروف، تجميل للقدم اليمنى وإعادة الأصابع إلى موضعها ما عدا الأصبع الكبير الذي فقد عظمته السُلَّاميَة، وتركيب مسمار نخاعي بالفخذ وآخر بالقصبة). ولكن ليس كل هذا السبب ، ولكن لأننا فقدنا خلال الأعوام من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٢٠م حوالي ١٢٠٠٠٠ شخص وهم أربعة أضعاف من فقدناهم في الحروب الكبرى الأربعة الأخيرة وهي ١٩٤٨، ١٩٥٦، ١٩٦٧، ١٩٧٣م . وهو رقم ضخم ومؤسف، وللأسف لي فيهم بضع أحباب وأقارب وأصدقاء، رحلوا في ريعان الشباب أثناء رحلة البحث عن لقمة العيش. شباب مجتهد، مكافح، لايعرف العبث ولم يدخن حتَّى السجائر. أعتقد أنه لا تخلوا عائلة في مصر ليس لديها ضحية من ضحايا حوادث الطرق. وترتيب مصر في حوادث الطرق هو الـ ١١٦ عالمياً طبقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2020، بمعدل وفاة يبلغ ١١.٧٧ وفاة لكل ١٠٠٠٠٠ نفس تقريبًا.

وقد فقد العالم ما يقرب من الـ ٣٠ مليون شخص خلال القرن العشرين في حوادث الطرق وهو ضعف ما فقده العالم في الحرب العالمية الأولى ، وما يعادل تقريباً نصف ضحايا الحرب العالمية الثانية وهي الحرب الأكثر دموية في تاريخ البشرية.
ولقد سألت نفسي عن سبب زيادة حوادث الطرق في مصر والعالم بشكل رهيب في الفترة الأخيرة.. هل هو سوء سلوك الأفراد وعدم اللامبالاة لحياة الآخرين وتعريضهم للخطر أم أن العقوبات المفروضة غير رادعة وغير كافية لمرتكبي هذه الحوادث . وتشير منظمة الصحة العالمية أن 85% من الحوادث سببها السائق، ومن أهم السلوكيات الخاطئة ..السرعة الزائدة، الانشغال بالموبايل، القيادة تحت تأثير التعب أو المواد المخدرة، عدم احترام أولوية المرور، وضعف تقدير المخاطر.
وفي دول كثيرة، ليست المشكلة في “ضعف العقوبة”، بل في ضعف تطبيق العقوبة، عدم الاستمرار في التفتيش والرقابة، وجود ثغرات قانونية، وتفاوت العقوبات ولا تتناسب أحياناً مع حجم الخطر. الردع الحقيقي ليس شدة العقوبة فقط، بل يقين السائق بأنه سيُعاقَب فعلاً ( من آمن العقاب أساء الأدب ) . كما أن هناك عوامل أخرى لحوادث الطرق منها البنية التحتية ، ضعف فحص المركبات، وإزدحام طرق المدن الحديثة.

وفي مصرنا الحبيبة نعلم جميعاً سبب هذه الحوادث من سلوكيات خاطئه بدرجة كبيرة، العقوبات لم تكن رادعة بما يكفي لسنواتٍ طويلة، طبيعة الطرق السريعة الطويلة، مشكلات المركبات القديمة، وعامل بشري متكرر ( الثقة الزائدة حيث يظن الجميع أنهم محترفون جداً) . وللحد من هذه الحوادث ووقف نزيف الدم ليس المطلوب فقط تغيير وتعديل القوانين لتصبح رادعة بل يجب علينا أيضا تغيير السلوك البشري. فالدول التي خفّضت الحوادث إلى الحد الأدنى (مثل السويد، النرويج، اليابان) نجحَت بسبب الثقافة أولاً ثم القانون. مازلت اذكر منذ أكثر من ٣٥ عاماً (عندما كنت طفلاً) كان يعرض بالتليفزيون المصري حملة توعية لطلبة المدارس بقواعد وأخلاقيات المرور عن طريق محاكاة لآداب القيادة وعلامات المرور .. هل مازالت هذا الحملات مستمرة .. وإذا كانت مستمرة هل هي فعَّالة أم هي مجرد فرصة للخروج من المدرسة والذهاب إلى المنزل مبكراً. يجب علينا إعداد جيل يحترم قواعد وآداب المرور (أولوية المرور، عدم السير عكس الاتجاه، السرعة الزائدة) وتثمين حياة الآخرين والحفاظ عليها، والضرب بيدٍ من حديد على من يعرض حياة الناس للخطر من بعض سائقي النقل والميكروباص المستهترين و المتهورين لدرجة تصل إلى حد البلطجة على الطريق . حمى الله مصر وحمى شعبها العظيم.



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارِق نَاجِح يَكتُبْ : حُبُّ رَجُلٍ على أَعْتابِ الأَرْبَعين
- طارق ناجح يكتب : بلاد أبعد من الخيال
- طارق ناجح يكتب : ياريت كُنَّا إتقابلنا
- التسعينات .. وما أدراك ما التسعينات
- طارق ناجح يكتب : عندما يأتي الرحيل !!
- طارق ناجح يكتب : يوسف منصور المُفتَرَى عَلِيه
- طارق ناجح يكتب: قيِدْ شَمْعِةْ حُبَّكْ قِيِدْ
- طارق ناجح يكتب : ضُميني يا حبيبتي
- طارق ناجح يكتب : أعز صديق
- طارق ناجح يكتب قصيدة: أُحِبُّكِ
- طارق ناجح يكتب قصيدة : عندما أقول لكِ سلام
- طارق ناجح يكتب: ممنوع الانهزام
- طارق ناجح يكتب: الحزن المنحوت
- وداعاً أخي الحبيب
- صور من الماضي البعيد
- طارق ناجح يكتب : أُم الشهيد
- طارق ناجح يكتب : ما أصعب الحنين
- طَارِقُ نَاجِحٌ يَكْتُبُ: أَحْتَاجُ لِحُضْنِكِ ضُمِّينِي
- طارق ناجح يكتب : الإختراق الإصطناعي
- طارق ناجح يكتب : مقهى الصدفة


المزيد.....




- الاحتلال الإسرائيلي يعزز تواجده الأمني في جنوب سوريا: اعتقال ...
- الأمم المتحدة ترفض تغيير حدود غزة وتنتقد تصريحات مسؤول إسرائ ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء احتجاز الحوثيين لموظفيها في ...
- الأمم المتحدة تدعو لخفض التصعيد في حضرموت والمهرة عبر الحوار ...
- الاحتلال ينسف مباني بغزة والأمم المتحدة ترفض تصريحات زامير
- مصر.. حكم بالإعدام بحق عامل متهم بـ-الاعتداء الجنسي- على أطف ...
- اعتقال ضابط سابق في النظام السوري بتهمة استخدام البراميل الم ...
- مصر ترفض أنشطة دعم المثلية في مباراتها مع إيران بمونديال 202 ...
- الشرطة الإسرائيلية تداهم مقر الأونروا في القدس الشرقية
- اعتقال فائق أيوب مياسة: تطورات في نظام الأسد


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق ناجح - شهداء -الأسفلت-.. حرب صامتة تحصد أرواحاً أكثر من الحروب!