شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 15:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم الكاتب: مارتن مِنكا ينسن (١)
نشرت جريدة "الشيوعي" (٢) في عددها الأخير الصادر في بداية شهر ديسمبر /كانون الأول الحالي المقال التالي:
تطورت الحرب في السودان لتصبح واحدة من أكثر الصراعات تدميراً وإغفالاً في العالم. شهدت مدينة الفاشر غرب البلاد، في الأسابيع الأخيرة، قتالاً ضارياً أودى بحياة عدد لا يُحصى من المدنيين وأَجبرَ الآلاف على الفرار.
إنه فصلٌ جديد من مأساة استمرت قرابة ثلاث سنوات، وحولت السودان إلى كارثة إنسانية.
صراع النفوذ على موارد السودان
وراء الاشتباكات الدموية، لا تقف الفصائل العسكرية والسياسية المحلية فحسب، بل تقف أيضاً تشابكات معقدة للمصالح الأجنبية. يمتلك السودان موارد طبيعية هائلة - بما في ذلك الذهب والنفط والأراضي الزراعية الخصبة - ويتمتع بموقع استراتيجي بين البحر الأحمر ووادي النيل ومنطقة الساحل. هذا المزيج جعل البلاد بيدقاً في لعبة نفوذ أوسع نطاقاً، تسعى فيها القوى الغربية، وكذلك جهات فاعلة مثل الصين وروسيا، إلى ترسيخ موطئ قدم لها.
شعبٌ عالقٌ في مرمى النيران
بالنسبة للسكان، يعني هذا أن الصراع يدور بشكلٍ متزايد حول كل شيءٍ عدا مستقبلهم ورفاههم. لقد انهارت الهياكل الاقتصادية والاجتماعية، وانهار النظام الصحي، ويعيش الملايين كلاجئين في بلدهم أو في مخيمات مكتظة في الدول المجاورة. في خضم هذه الفوضى، تواصل حركات المجتمع المدني السوداني والنقابات العمالية والمنظمات المحلية نضالها من أجل الديمقراطية والحقوق الاجتماعية وحياةٍ خاليةٍ من القمع العسكري.
الساحل - منطقةٌ مُشتعلة
يجب النظر إلى الحرب في السودان كجزءٍ من صراعٍ أوسع نطاقًا في منطقة الساحل، حيث يتداخل الصراع على الموارد والهجرة والأمن مع مصالح القوى العالمية.
أصبحت المنطقة بؤرةً جيوسياسيةً ساخنة، حيث تختبر القوى العظمى نفوذها تحت ستار "الاستقرار" و"جهود مكافحة الإرهاب". إلا أن النتيجة هي عكس ذلك تمامًا: عدم استقرار، ويأس اقتصادي، واعتماد متزايد على الجهات الفاعلة الخارجية.
أمل الشعب في العدالة
بينما ينصبُّ اهتمام العالم بشكل متزايد على بؤر توتر أخرى، يبقى السودان رمزاً لكيفية مساهمة التنافسات الإمبريالية والنظام الدولي الفاشل في إخماد آمال الشعب في السلام والكرامة.
مستقبل السودان لا يعتمد على صفقات القوة الجديدة ولا بالتحالفات الأجنبية، بل على قدرة الشعب على إعادة بناء البلاد على أسس العدالة والديمقراطية والسيطرة السيادية على مواردها.
(١) قيادي في الحزب الشيوعي الدنماركي وعضو لجنة العلاقات الخارجية
(٢) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟