أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عابديني - الاحتجاجات الشاملة في إيران؛ من الغضب المتراكم إلى بديل ديمقراطي منظَّم














المزيد.....

الاحتجاجات الشاملة في إيران؛ من الغضب المتراكم إلى بديل ديمقراطي منظَّم


حسين عابديني

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أظهرت موجات الاحتجاجات الشاملة في إيران خلال السنوات الأخيرة – من انتفاضة 2017 مروراً باحتجاجات نوفمبر 2019 وصولاً إلى حراك 2022 وما تلاه – أن المجتمع الإيراني دخل مرحلة لا عودة فيها. فلم يعد نظام ولاية الفقيه قادراً على إخفاء أزمته العميقة في الشرعية عبر ترميمات شكلية أو تبديل الوجوه أو مسرحيات انتخابية. الهتافات المباشرة ضد خامنئي وضد مجمل نظام الملالي المعادي للمرأة تعكس حقيقة تحوّل الهوة بين الحاكمية وغالبية الشعب إلى قطيعة كاملة.
يبرز في هذه الاحتجاجات أكثر من عامل لافت. أولاً، دور جيل الشباب، وخاصة النساء؛ جيل لا يحمل حنيناً إلى ما قبل هذا النظام ولا يساوره وهم الإصلاح من داخله. تقدم النساء في الصفوف الأمامية للاحتجاج وضع النظام المعادي للمرأة في مواجهة تحدٍّ داخلي ودولي مكشوف، وأظهر أن سياسة التمييز والقمع على أساس الجنس وصلت إلى نقطة الانفجار. ثانياً، الامتداد الجغرافي للاحتجاجات من المدن الكبرى إلى المدن الصغيرة والأطراف المهمّشة، حيث تتراكم البطالة والفقر وانهيار الخدمات والتمييز المركّب منذ سنوات.
عامل آخر هو تزاوج المطالب المعيشية مع الشعارات السياسية الجذرية. فحراك يبدأ أحياناً من ارتفاع الأسعار، أو أزمة السكن، أو انهيار الخدمات، سرعان ما يتحول إلى شعارات صريحة ضد خامنئي وضد مجمل نظام ولاية الفقيه. هذا التطور يؤكد أن قطاعات واسعة من الشعب ترى جذور كل الأزمات – من الفقر والفساد إلى القمع وتصدير الحروب – في بنية النظام ذاته، لا في هذه الحكومة أو تلك الجناح.
في مواجهة هذه الموجات، لا يملك النظام سوى القمع العاري؛ إطلاق النار في الشوارع، الاعتقالات الجماعية، قطع الإنترنت وتحويل الفضاء العام إلى ثكنة أمنية. لكن كل موجة قمع لا تُطفئ جذوة الاحتجاج، بل تدفع الغضب إلى عمق المجتمع وتحوّله إلى طاقة انفجارية أكبر للمرحلة التالية. في الوقت نفسه، تتفاقم الشروخ داخل أجنحة السلطة حول كيفية التعامل مع الأزمة، ويتبادل الأقطاب الاتهامات بالتقصير وبفتح الطريق لما يسمّونه "الاختراق” والعدو”.
في هذا السياق، يكتسب دور المقاومة المنظمة والبديل الديمقراطي أهمية حاسمة. فالاحتجاجات العفوية الواسعة، إذا لم تُربَط بأفق سياسي واضح وبرنامج محدّد لليوم التالي لسقوط النظام، قد تُستنزف تحت وطأة القمع أو تُختطف من قِبَل قوى مهادِنة تعيد إنتاج منطق النظام نفسه. إن طرح جمهورية ديمقراطية تقوم على سيادة الشعب، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل، وحقوق القوميات في إطار وحدة التراب الوطني، وسياسة خارجية قائمة على التعايش مع الجوار، هو الأفق القادر على تحويل طاقة الاحتجاج إلى قوة تغيير حقيقية.
الخلاصة أن الاحتجاجات الشاملة في إيران ليست "حوادث عابرة" بل تعبير عن مرحلة جديدة في مواجهة الشعب مع نظام ولاية الفقيه. استمرار الانهيار الاقتصادي، وانسداد الأفق السياسي، وعزلة النظام على الصعيد الدولي، بالتوازي مع تنامي التنظيم الميداني وشبكات المقاومة، يجعل أفق التغيير الجذري أكثر واقعية يوماً بعد يوم؛ تغيير يتمحور حول نقل السيادة إلى الشعب الإيراني وإنهاء حقبة الديكتاتورية والقمع.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب الممنهج وسوء معاملة السجناء السياسيين في إيران أداة ...
- محاكمة خامنئي ورؤوس نظام ولاية الفقيه بتهمة الجرائم ضدّ الإن ...
- الحرس الثوري: -عمق استراتيجي- أم ماكينة حروب لنظام ولاية الف ...
- النساء المدينات؛ جريمتُهُنّ الفقر وسجنُهُنّ نتيجةُ فساد الحُ ...


المزيد.....




- كيف أنقذت كلبة حياة صاحبها بعد إصابته بتوقف قلبي أثناء النوم ...
- إسرائيل تعيش حربًا مختلفة.. جبهة مفتوحة بين كاتس وزامير ونتن ...
- ترامب -متفائل- ويؤكد أن روسيا -مستعدة لتقديم تنازلات-
- مؤشرات مقلقة وأزمات متعاقبة.. ما واقع التعليم في فلسطين؟
- الخطف الجماعي للتلاميذ بنيجيريا يكشف عن معاناة تينوبو الأمني ...
- تعتبره كابل ندبة استعمارية.. ما الخط الذي يثير التوتر بين أف ...
- قطر الخيرية تدشن مشاريع لتعزيز التنمية المستدامة في سريلانكا ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بعشرات المسيرات وويتكوف يتوجه لموسكو الأ ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا -منسوخة من روسيا-.. كيف؟
- مصر: ندعم الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر في لبنان


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عابديني - الاحتجاجات الشاملة في إيران؛ من الغضب المتراكم إلى بديل ديمقراطي منظَّم