أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد الشمري - مخاطبة العقول وقيادة العالم















المزيد.....

مخاطبة العقول وقيادة العالم


عماد الشمري
كاتب وباحث وشاعر وصحفي استقصاء

(Imad Fadhil Ibrahim Alshammari)


الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 01:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قيادة الفرد بالمجتمع من السيطرة على مخاطبة العقول وقيادة المجتمع من قبل شخص واحد باختلاف ثقافة الأفراد وفئاتهم العمريه والبيئة
‎ تحمي عقلك من السيطرة؟

‎الوعي هو خط الدفاع الأول. إليك أدوات الحماية:
1. التفكير النقدي: لا تقبل أي معلومة كمسلمة، اسأل دائماً: من المستفيد من تصديقي لهذا الخبر؟
2. تنوع المصادر: لا تحبس نفسك في "فقاعة" إعلامية واحدة، اقرأ لمن يختلف معك في الرأي.
3. فهم المغالطات المنطقية: تعلم كيف تكتشف الحجج الضعيفة التي تعتمد على العاطفة بدلاً من المنطق.
4. الهدوء العاطفي: القرارات المتخذة تحت تأثير الخوف أو الغضب غالباً ما تكون نتيجة تلاعب خارجي.

‎الخلاصة: السيطرة على العقول ليست "زراً" يُضغط، بل هي عملية تراكمية من التأثير والإقناع والتلاعب بالبيئة المحيطة والمعلومات.
‎هل تود أن أشرح لك المزيد عن إحدى تقنيات "التأثير النفسي" وكيف تستخدم في حياتنا اليومية (مثل التسويق)؟
‎مفهوم "السيطرة على العقول" يتردد كثيرًا بين الخيال العلمي والواقع النفسي. في الواقع، لا توجد تقنية "سحرية" أو جهاز يمكنه التحكم بحركة الإنسان أو أفكاره كلياً عن بعد كما نرى في الأفلام.
‎ولكن، توجد أساليب علمية ونفسية واجتماعية تُستخدم للتأثير العميق على السلوك والتفكير، وتوجيه الجماهير أو الأفراد. يمكن تقسيم هذا الموضوع إلى عدة محاور رئيسية:


‎1. التأثير النفسي والإقناع (Psychological Influence)

‎هذا هو النوع الأكثر شيوعًا وقانونية، ويستخدم يوميًا في التسويق والسياسة:
* مبدأ السلطة (Authority): يميل العقل البشري لطاعة "الخبراء" أو ذوي المناصب دون تفكير نقدي عميق (تجربة ميلغرام الشهيرة تثبت ذلك).
* الدليل الاجتماعي (Social Proof): "عقلية القطيع"؛ إذا رأى العقل أن الجميع يفعل شيئًا ما، فإنه يميل لفعله تلقائيًا للاحساس بالأمان.
* التكرار (Repetition): تكرار المعلومة (حتى لو كانت كاذبة) يجعل الدماغ يألفها ويصدقها مع الوقت (وهم الحقيقة).

‎2. التلاعب الإعلامي والدعاية (Propaganda)

‎تستخدم الحكومات والمؤسسات الكبرى تقنيات للسيطرة على "الرأي العام":
* تأطير الخبر (Framing): تقديم المعلومة من زاوية محددة جدًا لإثارة عاطفة معينة (خوف، غضب، فخر) مما يعطل التفكير المنطقي.
* الإلهاء: إشغال العقل بقضايا هامشية وتافهة لصرف النظر عن القضايا المصيرية والكبرى.
* صناعة العدو: توحيد العقول ضد "عدو مشترك" (حقيقي أو وهمي) للسيطرة على توجهاتهم وضمان ولائهم.

‎3. غسيل الدماغ والسيطرة القسرية (Coercive Control)

‎هذا النوع خطير ويحدث في الطوائف المنغلقة (Cults)، التحقيقات العسكرية، أو العلاقات المؤذية، ويعتمد على تكسير هوية الشخص لإعادة بنائها:
* العزلة: فصل الشخص عن محيطه الداعم (الأهل والأصدقاء) ليكون المصدر الوحيد للمعلومات هو "المسيطر".
* الحرمان الحسي والجسدي: مثل الحرمان من النوم أو التجويع، مما يضعف قدرة الدماغ على المقاومة والمحاكمة العقلية.
* التشكيك بالواقع (Gaslighting): جعل الضحية تشك في ذاكرتها وقواها العقلية، لتصبح معتمدة كليًا على المسيطر لتفسير الواقع.

‎4. التكنولوجيا وعلم الأعصاب (The Future of Control)

‎هنا ندخل في الجانب العلمي الحديث جداً:
* واجهات الدماغ والحاسوب (BCI): شركات مثل Neuralink تعمل على ربط الدماغ بالكمبيوتر. حالياً الهدف طبي (مساعدة المشلولين)، لكن النظريات تشير لإمكانية التأثير على الحالة المزاجية أو قراءة إشارات بسيطة مستقبلاً.
* التسويق العصبي (Neuromarketing): دراسة ردود فعل الدماغ تجاه الإعلانات لتصميم منتجات ورسائل تخاطب اللاوعي مباشرة وتدفعك للشراء دون قرار واعي كامل
‎ مجتمع يغلب عليه التفكير القدري (Fatalism) والإيمان بالخرافات هي مهمة تتطلب "دبلوماسية العقل". الهجوم المباشر على المعتقدات يولد رد فعل دفاعي عنيف ("تأثير النتائج العكسية")، لذا فإن الحل لا يكمن في "نسف" هذه المعتقدات، بل في إعادة توجيهها.
‎إليك استراتيجية منهجية لمخاطبة هذا العقل الجمعي بفعالية:


‎1. الانطلاق من الداخل (إعادة تفسير المفاهيم)

‎بدلاً من محاربة مفهوم "القدر"، استخدمه كأداة للتحفيز. المجتمعات التي تؤمن بالقدر تؤمن بالنصوص الدينية أو الموروثات، لذا يجب استخدام أدواتهم:
* التوكل مقابل التواكل: ركّز على أن الإيمان بالقدر يتطلب "الأخذ بالأسباب". استخدم المبدأ المعروف: "اعقلها وتوكل". ربط الجملة الشرطية (اعقلها) بالنتيجة القدرية (توكل) يجعل العمل والمنطق جزءاً من الإيمان لا نقيضاً له.
* القدر كقانون سببية: خاطبهم بأن قوانين الفيزياء، والطب، والاقتصاد هي أيضاً "أقدار" وضعها الخالق. فمن يشرب السم ويموت، فقد وافق "قدر" الموت بقانون "السم". إذن، تغيير النتيجة يتطلب تغيير السبب (وهو فعل بشري).
* تغيير القدر بالقدر: استخدم المقولة الشهيرة في التراث الإسلامي (عندما سئل عمر بن الخطاب عن الهروب من الطاعون): "نفرّ من قدر الله إلى قدر الله". هذا يرسخ فكرة أن الإنسان يختار قدره بناءً على أفعاله.

‎2. ملء "الفراغ الوظيفي" للخرافة

‎الخرافة ليست مجرد غباء، بل هي آلية دفاع نفسية. الناس يؤمنون بالخرافة لأنها تمنحهم شعوراً (وهمياً) بالسيطرة على المجهول أو تفسيراً للكوارث.
* قدم البديل العملي: لا تسخر من الخرافة، بل قدم التفسير العلمي كحل أسهل وأكثر نفعاً. إذا كانوا يستخدمون تعويذة للشفاء، لا تقل "هذا دجل"، بل قل: "هذا الدواء يعطي نتائج أسرع ومضمونة أكثر".
* تحويل الخوف إلى حذر: الخرافة تتغذى على الخوف. خاطب عقولهم بأن "الحذر المنطقي" (مثل التطعيم، التخطيط المالي) هو الدرع الحقيقي ضد المجهول، وليس الطقوس الخرافية.

‎3. استخدام "البرهان النفعي" (لغة المصالح)

‎العقل الجمعي قد يرفض الفلسفة المجردة، لكنه لا يرفض المنفعة المادية.
* ربط العلم بالنتيجة: لا تتحدث عن نظريات، تحدث عن نتائج. مثال: "استخدام هذا السماد (العلمي) ضاعف المحصول عند جيراننا"، بدلاً من "يجب أن نتبع العلم في الزراعة".
‎مفهوم "السيطرة على العقول" يتردد كثيرًا بين الخيال العلمي والواقع النفسي. في الواقع، لا توجد تقنية "سحرية" أو جهاز يمكنه التحكم بحركة الإنسان أو أفكاره كلياً عن بعد كما نرى في الأفلام.
‎ولكن، توجد أساليب علمية ونفسية واجتماعية تُستخدم للتأثير العميق على السلوك والتفكير، وتوجيه الجماهير أو الأفراد. يمكن تقسيم هذا الموضوع إلى عدة محاور رئيسية:

‎هندسة العقل المبدع: الخروج من ضوضاء السياسة إلى سكون الابتكار
‎إن العقول المشغولة بالصراع السياسي هي عقول مستهلكة، بينما العقول المشغولة بالابتكار هي عقول منتجة. للتحول من الحالة الأولى إلى الثانية، لا يكفي أن نقول "توقفوا عن التحدث في السياسة"، بل يجب طرح بديل أكثر إغراءً وإشباعاً للغريزة البشرية في التأثير.
‎فيما يلي خطوات عملية لتهيئة العقول لإنتاج أفكار مستحدثة:
‎1. إعادة توجيه "غريزة القبيلة" (من الحزب إلى الفريق)
‎السياسة تجذب الناس لأنها تشبع حاجتهم للانتماء (نحن ضد هم). لكسر هذا، يجب خلق "قبائل" جديدة مبنية على الاهتمامات لا الأيديولوجيات.
* مجتمعات الصنّاع (Maker Spaces): تشجيع الانخراط في أندية الروبوتات، الزراعة المنزلية، البرمجة، أو النجارة. هنا الرابط بين الناس هو "المشكلة التقنية" التي يحاولون حلها، وليس الرأي السياسي.
* تحديات الابتكار الجماعي: بدلاً من النقاش حول مشاكل البلد، يتم طرح مسابقات مثل "كيف نعالج مشكلة القمامة في حيّنا تقنياً؟". هذا يحول الغضب إلى طاقة حلول.
‎2. تبني "عقلية المصمم" (Design Thinking)
‎السياسي يركز على "من المخطئ؟"، بينما المصمم يركز على "ما هو الحل؟".
* التدريب على التفكير التصميمي: تعليم العقل التفكير في خطوات: (التعاطف -> تعريف المشكلة -> توليد الأفكار -> النمذجة -> الاختبار). هذه المنهجية تجعل العقل يرى العالم كمعادلات تحتاج لحل، لا كساحات للصراع.
* السؤال السحري: استبدال سؤال "ما رأيك في فلان؟" بسؤال "كيف يمكننا تحسين هذا الشيء؟".
‎3. الصيام الرقمي الانتقائي (تنظيف المدخلات)
‎الأفكار هي مخرجات لما نستهلكه. إذا كانت مدخلات العقل أخباراً عاجلة وجدلاً، فلن ينتج سوى القلق.
* تنظيف الخوارزميات: إلغاء متابعة الحسابات السياسية والإخبارية المكثفة، واستبدالها بحسابات تعرض: (اكتشافات علمية، فنون بصرية، مشاريع ريادية، قصص نجاح).
* قاعدة "دائرة التأثير": التركيز فقط على الأمور التي تملك القدرة المباشرة على تغييرها بيدك اليوم. السياسة الكبرى غالباً تقع خارج هذه الدائرة.
‎4. تعزيز "اللذة الدوبامينية" للإنجاز
‎السياسة تعطي دوبامين سريع (عندما تنتصر في جدال)، الابتكار يعطي دوبامين بطيء لكنه مستدام (عندما تنهي مشروعاً).
* مشاريع صغيرة سريعة النتائج: لتهيئة العقل، يجب البدء بمشاريع صغيرة تنجز في يوم أو أسبوع. الشعور بـ "لقد صنعت شيئاً بيدي" هو الترياق الأقوى ضد العجز السياسي.
* توثيق الإنجاز: مشاركة ما تم صنعه بدلاً من مشاركة الآراء.
‎5. التعليم القائم على المشاكل (PBL)
‎للأجيال الجديدة، يجب تغيير طريقة التعليم:
* بدلاً من حفظ التاريخ السياسي للصراعات، يتم التركيز على تاريخ التطور التكنولوجي والعلمي.
* ربط المناهج بالواقع: الفيزياء ليست نظريات، بل هي الطريقة التي سنبني بها جسراً أفضل للمدينة.
‎6. بيئة "المنطقة منزوعة السياسة"
‎خلق مساحات (فيزيائية أو افتراضية) يُحظر فيها النقاش السياسي تماماً بموافقة الجميع.
* الهدف من هذه المناطق هو الراحة النفسية والتركيز الصافي. عندما يعتاد العقل على هدوء هذه المناطق، سيبدأ تلقائياً بالبحث عن مواضيع أخرى لملء الفراغ، وهنا تظهر الأفكار الإبداعية.
‎الخلاصة: المعادلة الذهبية
‎لإبعاد الناس عن السياسة، لا تحارب السياسة، بل اجعل الابتكار "أكثر متعة" و"أكثر ربحية" (مادياً ونفسياً).
‎"العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول المتوسطة تناقش الأحداث، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص." — إليانور روزفلت

طريقتان مختلفتان تمامًا لفكرة “زرع الأفكار في العقول”:
1. طريقة إيجابية: الإلهام، التأثير، التعليم، القيادة.
2. طريقة سلبية: التلاعب، السيطرة، غسيل الدماغ.
سأقدّم لك معرفة عملية وعميقة عن الطريقة الإيجابية الأخلاقية فقط—كيف تزرع أفكارًا، وتبني قناعة، وتقود الآخرين نحو هدف واضح بطريقة تحترم إرادتهم ووعيهم.

🔵 أولاً: كيف “تزرع فكرة” في عقل شخص ما بطريقة صحيحة؟
زرع الفكرة لا يعني فرضها، بل جعل الشخص يتبنّاها لأنه وجد فيها معنى أو منطقًا أو فائدة له.
1. اربط الفكرة بدافع داخلي لدى الجمهور
العقل يستقبل الفكرة عندما تتوافق مع:
* خوف (الفشل، التراجع)
* رغبة (النجاح، التقدير)
* قيمة (العدل، الحرية)
* مصلحة شخصية (الربح، الراحة)
اسأل نفسك:
ما الحاجة التي تلبيها الفكرة لديه؟
2. استخدم لغة القصة لا لغة الأمر
العقل يقاوم الأوامر، لكنه ينفتح للسرد.
مثال:
بدلاً من: “عليكم العمل بجد.”
قل: “أعرف شخصًا بدأ من الصفر… واليوم أصبح نموذجًا يُقتدى به لأنّه قرر أن يعمل بجد.”
القصة تُدخل الفكرة إلى العقل دون مقاومة.
3. كرّر الرسالة بصيغ مختلفة
التكرار ليس نسخًا، بل:
* مرة عبر مثال
* مرة عبر سؤال
* مرة عبر جملة ملهمة
* مرة عبر تجربة شخصية
التكرار هو ما يجعل الفكرة تتحول من معلومة → قناعة.
4. استثمر قوة الأسئلة
السؤال يجعل العقل يفكر بنفسه، وهذا أقوى من أي إقناع مباشر.
بدلًا من أن تقول: “هذا هو الحل”، اسأل:
“ما الحل الذي يمنحك أكبر قدر من النتائج بأقل جهد؟”
عندما يصل للشعور الذي تريده، تصبح الفكرة ملكه هو وليس لك.

🔵 ثانيًا: كيف تقود الآخرين نحو هدف معيّن؟
1. شارك لماذا قبل ماذا
العقل يتبع الهدف عندما يفهم معنى ما يفعله.
* “سنطلق مشروعًا جديدًا” → معلومة.
* “سنطلق مشروعًا جديدًا لأنّه سيجعل فريقنا أكثر استقلالًا ويعزّز فرص نجاح كل فرد” → دافع.
2. قدّم رؤية واضحة يمكن تخيّلها
الرؤية ليست خطة، بل صورة.
اسأل نفسك:
هل يمكن للفرد أن يتخيل نفسه داخل الهدف؟
3. استخدم القيادة بالقدوة
لا توجد طريقة أسرع من:
القيادة بالفعل لا بالكلام.
الناس تتبع:
* من يلتزم
* من يعمل
* من يصدق
* من يتحمّل مسؤولية قراراته
4. أعطِ الشخص دورًا يشعره بالملكـية
عندما يشعر الفرد أن الهدف “هدفه أيضًا”، يصبح أكثر التزامًا.
أعطه:
* مهمة محددة
* مساحة اتخاذ قرار
* فرصة للظهور
* تقديرًا علنيًا
5. اجعل التقدّم مرئيًا
العقول تتحفز عندما ترى أثر خطواتها.
يمكن ذلك بـ:
* لوحات متابعة
* اجتماعات قصيرة
* أرقام تقدّم
* احتفال بالإنجازات الصغيرة

🔵 ثالثًا: الأشياء التي لا تنجح (أو تعطي نتائج عكسية)
* فرض الأفكار بالقوة
* التهديد أو التخويف المستمر
* الإغراق بالمعلومات
* تغيير القناعات بسرعة
* التناقض بين الكلمات والأفعال
* عدم احترام إرادة الأشخاص
هذه تُنتج مقاومة عقلية وليست قيادة.

🔵 خلاصة شديدة التركيز
زرع فكرة = جعل العقل يراها مفيدة له
القيادة نحو هدف = إشعال الدافع وإعطاء مسار واضح وشعور بالشراكة

إذا أردت، يمكنني مساعدتك بشكل أدقّ عبر:
* تصميم خطة تأثير أو قيادة لفريق
* كتابة رسالة إقناعية
* تحليل شخصية جمهور معين وكيفية مخاطبته
* وضع استراتيجية تغيير سلوك أو قناعة
ما السياق الذي تفكّر فيه؟

كيف يمكن تغير افكار مجتمع من القديمه إلى زرع افكار حديثه وقيادته من قبل شخص واحد

‎يا له من سؤال عميق وملهم! إن فكرة أن شخصًا واحدًا يستطيع تغيير أفكار مجتمع بأكمله ليست خيالًا، بل هي حقيقة تاريخية أثبتتها حياة العديد من القادة، والمفكرين، والعلماء، والمصلحين.
‎لا توجد "طرق سحرية" بالمعنى الحرفي، ولكن هناك مبادئ واستراتيجيات عميقة التأثير يمكن اعتبارها بمثابة "وصفات سحرية" لما تحققه من نتائج خارقة على مر التاريخ.


‎💡 كيف يغير شخص واحد أفكار مجتمع؟

‎التغيير المجتمعي الفكري يبدأ كشرارة فردية تتحول إلى نار جماعية. يركز الفرد المغير على تغيير الأنفس أولاً، مما ينعكس تدريجياً على المجتمع.

‎1. تبني الرؤية المغايرة (الرفض للتفكير السائد)

‎الشخص الذي يريد التغيير يجب أن يكون مستعدًا لـ رفض نمط التفكير السائد وتقديم فكرة جديدة جذرية. هذا يتطلب:
* الشجاعة الفكرية: الجرأة على تحدي المعتقدات الراسخة والتقليدية.
* الرؤية الواضحة: تحديد المشكلة بوضوح وتقديم حل أو مسار تفكير بديل ومقنع.
* الاستثنائية: التفكير بما هو أفضل، وليس فقط بما هو شائع أو سهل.

‎2. التغيير يبدأ من الذات (القدوة)

‎المُغير الأعظم هو الذي يجسد التغيير الذي يدعو إليه. إذا لم يكن الشخص نفسه نموذجًا حيًا للفكرة الجديدة، فإن تأثيره يضعف.
* النزاهة والمصداقية: يجب أن تتطابق أقواله مع أفعاله.
* المبادرة الفردية: البدء في تطبيق الفكرة على نطاق ضيق (دائرته الصغيرة، حياته الخاصة) لإثبات فعاليتها.

‎3. بناء الدوائر المؤثرة

‎التغيير لا يحدث فجأة، بل يتراكم:
* دائرة صغيرة (الشرارة): تكوين مجموعة صغيرة من الأشخاص يؤمنون بالفكرة الجديدة إيمانًا راسخًا.
* دائرة متوسطة (الانتشار): استخدام هذه المجموعة كمركز لنشر الأفكار والبدء في الحوارات والنقاشات المفتوحة والمثمرة.
* دائرة واسعة (التأثير الشامل): تحويل الفكرة إلى حركة مجتمعية أو مؤسسات ومنظمات تتبناها.


‎✨ الطرق "السحرية" (استراتيجيات التأثير العميق)

‎هذه الطرق هي مجموعة من التقنيات النفسية والاجتماعية التي يستخدمها المؤثرون لجعل أفكارهم قابلة للتبني على نطاق واسع:
الاستراتيجية الوصف والتطبيق أمثلة تاريخية
1. قوة السرد والقصص صياغة الأفكار المعقدة في قصص بسيطة ومؤثرة يسهل تداولها وتذكرها عاطفيًا، بدلاً من تقديمها كمنشورات نظرية جافة. ربط التغيير بأمل أو هدف نبيل. الزعماء الذين اعتمدوا على الخطاب العاطفي(مثل مارتن لوثر كينغ وخطاب "لدي حلم") والفلاسفة الذين استخدموا الأمثلة القصصية لتبسيط المفاهيم.
2. الاستقطاب (خلق الانقسام الواعي) تحديد المشكلة (القديم) بوضوح كـ "عدو" أو "عائق" ووضع الفكرة الجديدة (الخير) كـ "منقذ". هذا يوحد المؤيدين ضد الفكرة القديمة ويجعل الانضمام للمبادرة بمثابة فعل بطولي. نيلسون مانديلا في حربه على نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، والعلماء الذين تحدوا النظريات القديمة الراسخة (مثل جاليليو).
3. التكرار والمنهجية التكرار المستمر والممنهج للرسالة الأساسية عبر وسائل تعبير متنوعة (الكتابة، الخطابة، الفن، الفعل). الأفكار لا تنتصر بذكائها فحسب، بل بمدى وصولها وتكرارها. الإمام الغزالي في منهجيته لإحياء علوم الدين ونقد التعصب الفقهي، حيث عمل على تمحيص الموروثات ونقد الأفكار الفاسدة في عصره.
4. التعاطف وفهم السياق فهم دوافع الناس الحالية وآمالهم وتوقعاتهم. يجب أن تظهر الفكرة الجديدة كأنها حل طبيعي لمشكلة يدركها المجتمع بالفعل، بدلاً من كونها شيئًا مفروضًا من الخارج. التحالف مع البشر بروح الود. المصلحون الاجتماعيون الذين يعملون على قضايا مثل الفقر أو التعليم، حيث يبدأون من فهم واقع الناس المتضررين.
5. التغيير الهيكلي (النظامي) لا يكفي تغيير القلوب، بل يجب تغيير القواعد والأنظمة التي تحافظ على الأفكار القديمة (التعليم، القانون، المؤسسات). المفكرون والسياسيون الذين أسسوا دولًا أو حركات غيرت الدساتير والقوانين، مثل الذين ساهموا في إلغاء العبودية.



#عماد_الشمري (هاشتاغ)       Imad_Fadhil_Ibrahim_Alshammari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة القطيع
- فسيولوجية التاريخ وعصر الظهور وقيادة العراق للعالم
- الاستناط الفقهي في الفكر الغيبي
- الديقراطيه وتدمير الاقتصاد العالمي
- هيكلة الإنسان
- المرأة والحريات
- المرأة وقيادة العالم
- المرأة والحروب والاستعمار
- النووي والبيئة وصحافة السلام
- الديمقراطيه وإبعاد النظام العسكري عن قيادة البلاد
- مكافحة الفساد والديمقراطية
- تقسيم القارات إلى أقاليم
- ثقافة استخدام الاستبيان في الصحافه
- اختيار قادة العالم
- حرب المهاجرين واحتلال دول
- صحافة الحلول بين الحاضر والمستقبل
- اعتماد الدولار كعمله رسميه لكل دول العالم
- الصحافه المدنيه
- حقوق المرأةوتشريعة دستور العمال العالمي
- حقوق الاطفال في الحروب


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- كلمة الميدان: ثمنُ التسوية الأمريكية… مدفوعٌ سلفاً
- استطلاع للرأي يرجح تصدر زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا ا ...
- وقفة احتجاجية في “كهرباء أسوان” للمطالبة بتطبيق “الأدنى للأج ...
- تقرير حقوقي: الحرمان من العلاج يقتل عشرات السجناء
- “عمال المياه” يعلقون احتجاجاتهم بعد الاستجابة لعدد من مطالبه ...
- The EU’s Ukraine Strategy: The Worst Foreign Policy Blunder ...
- Why I Own a Business As a Black Woman, and How I’m Using It ...
- Trump-Mamdani Show Was Amazing. Downsides For Progressives C ...
- The Awkward Canonization of Dick Cheney


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد الشمري - مخاطبة العقول وقيادة العالم