أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الديمقراطي العراقي في هولندا - البصره مدينة تختنق عمدا














المزيد.....

البصره مدينة تختنق عمدا


التيار الديمقراطي العراقي في هولندا

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البصرة… مدينةٌ تُخنق عمدًا
ما الذي يحدث في البصرة؟
كيف تتحوّل مدينة بحجم تاريخٍ كامل، وبحجم بحرٍ كامل، وبحجم ذاكرة شعبٍ كامل، إلى مكانٍ يخاف من أغنية؟
البصرة التي صنعَت أسماءً تهزّ وجدان العرب، من ابي نؤاس والجاحظ والاصمعي والفراهيدي والسيّاب وفؤاد سالم وحميد البصري وشوقية وفوزي كريم، تُختزل اليوم أمام أعيننا إلى ساحةٍ يغزوها سوادٌ يتمدّد مثل بقعة زيت خانقة، سوادٌ يزعم الوصاية على الفرح، ويعتبر الطرب رجسًا، والموسيقى خطيئة، والبشر قُصّر يحتاجون إلى قيّمٍ يأمرهم متى يفرحون ومتى يسكتون.
مشهدُ منع حفل محمد عبد الجبار لم يكن اعتراضًا.كان إهانة.إهانة لمدينةٍ وُلدت وهي تُغنّي، وعاشت تكتب الشعر على ضفاف الماء، وتصدّر الثقافة للعالم العربي. إهانة للعراقيين الذين يريدون أن يعيشوا كبشر طبيعيين، لا كنسخةٍ مشوّهة من مجتمعٍ مُغلَق يُدار من خلف أسوار العتمة.
هناك من يريد أن يعيد صياغة الإنسان البصري على مقاس مدينةٍ محطّمة، على موديل قندهار، مدينة لا يُسمح فيها بالضحك، ولا يُسمع فيها صوتٌ أعلى من صوت الوعيد، ولا تُرفع فيها يدٌ للتصفيق بل للمنع والقمع وإطفاء الضوء. والأخطر من كل هذا أن هذا السواد يُقدَّم كأنه حماية المجتمع، وكأن حماية الناس تبدأ من قطع أوتار الموسيقى لا من قطع دابر الفساد.وكأن قلع جذور الفرح أهم من قلع جذور الفشل.
لماذا صار حقّنا في الفرح معركة؟
لماذا صار حضور حفلٍ غنائي يحتاج إلى مفاوضات، بينما الخراب الحقيقي يمرّ بلا ضجيج ولا اعتراض؟
لماذا صار الذي يرفع راية الظلام أقوى من الذي يرفع راية الحياة؟
البصرة اليوم ليست في خطر لأنها منعت حفلًا. البصرة في خطر لأنها تسكت.
لأنها تُساق ببطئ إلى مصيرٍ مُعتم، يُراد لها أن تتخلّى عن روحها، أن تنسى أنها مدينة شعر وفكر ونخيل وميناء وناسٍ يحبّون الحياة رغم كل ما سُرق منهم.
إنهم يحاولون تحويلنا من شعبٍ صُنِع للفنّ، للقصيدة، للعلم، إلى شعبٍ كلّ دوره أن يُصفّق للعتمة ويُقدّس البؤس.
يحاولون أخذ البصرة من أهلها، ومن نفسها، ومن تاريخها، ومن مستقبلها.
لكن المدن العظيمة لا تموت بسهولة.
والبصرة حتى وإن اختنقت الآن ستتنفّس من جديد. تذكركم البصرة اليوم ب(فكتور جارا) الذي قتل وهو يغني وهاهم اليوم اصحاب (جارا ) يزحفون الى رئاسة الوزراء في شيلي .
أن الأغنية التي تُمنَع اليوم ستُغنّى غدًا بصوتٍ أعلى، ولأن شعبًا يملك كل هذا التاريخ لا يمكن أن يتحوّل إلى ظلٍّ أسود مهما تكاثرت على وجهه الأقنعة.
البصرة ستعود. وستسقط كل محاولة لقطع لسان الفرح فيها. وستُهزم ثقافة الموت، مهما ظنّت أنها انتصرت ليومٍ واحد.
تنسيقية التيار الديمقراطي في هولندا



#التيار_الديمقراطي_العراقي_في_هولندا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان
- سنة على انتفاضة تشرين
- بيان تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا
- نطالب بتحرير 2470 امرأة أيزيدية مختطفة ومفقودة من قبل الدولة ...
- ندوة عن الارهاب ومايجري في العراق التي نظمت في قاعة النادي ا ...
- بيان التيار الديمقراطي العراقي في هولندا حول حملة الاعتقالات ...


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن عن -تفاهم مشترك- مع الولايات المتحدة بشأن خطة ...
- 400 ألف يورو غرامة لناشطين بيئيين بعد تعطيل مطار هامبورغ
- ألبانيزي: الإبادة في غزة محت 69 عاما من التنمية
- مسؤول روسي: وقف الحرب مع أوكرانيا مرهون بهذه الأهداف
- وداعا لندن.. استطلاع يكشف سر جاذبية الإمارات للبريطانيين
- اجتماع ثلاثي في مصر.. لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة
- زيلينسكي يسعى للقاء ترامب -في أسرع وقت-
- حمدوك يحذر من عودة السودان إلى -الإرث المظلم-
- إسرائيل.. نتنياهو يدرس إقالة كاتس وتغيير حقائب وزارية
- فرنسا.. السجن لثلاثة أشخاص بتهمة التجسس لصالح لروسيا


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الديمقراطي العراقي في هولندا - البصره مدينة تختنق عمدا