أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي














المزيد.....

أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 550 - 2003 / 8 / 1 - 05:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الراصد للحالة العربية الراهنة يستطيع القول من دون تحفظ بأن « الامة العربية » باتت خارج دائرة التأثير تماما، كما هو شأن الامم المهمشة، رغم ان ساحة « الحركة العالمية » وما يستتبعها من مساع جادة نحو اعادة تشكيل « النظام العالمي الجديد» ومراكز القوى القادمة تقع في قلب هذا العالم. ولعل ابلغ تعبير ما صرح به الرئيس المصري قبيل حرب الخليج الثالثة « ان نؤجل الحرب نكون كمن يضحك على نفسه، فهناك كونغرس وادارة امريكية وبرلمان انجليزي يستطيعون تقديم الحرب او بدءها او تأجيلها » ، تبعه انهيار دراماتيكي لآخر مظاهر الالتزام العربي تجاه القضايا المشتركة في المؤتمرات والقمم الاخيرة:


لا اكشف سرا ان قلت ان « العرب »  يتحملون الجزء الاكبر من سلبيات الوضع الراهن، اذ لم تسنح فرصة للآخر ان يمارس كل هذا الاستبداد لولا التردي الداخلي، ولولا معرفة الآخر بأن الامة لم تعد تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، ولم تعد راغبة في تقرير مصيرها بنفسها، فهي مقتنعة اليوم اكثر من اي وقت مضى بأنها دول تابعة، فالغرب وحده هو القادر على منحها معنى الحضارة، ويلقنها مبادئ الديمقراطية، وينظم شؤونها الداخلية، وهذه القيمومة باتت ضرورة في نظر البعض للدخول في عداد الدول المتمدنة، ومن غيرها ستتخبط جميعها في وحل التخلف الحضاري.

ان هذا الشعور القاسي بالهزيمة النفسية، يعد المدخل الاساسي لسيادة الآخر، وبسط هيمنته الشاملة من دون عوائق تذكر. يعتقد الكثيرون من المعسكر الرافض للهيمنة الامريكية، ان الحل الوحيد لاستعادة الدور المفقود يكمن في جلاء القوات العسكرية الغربية من الارض العربية، فالمشكلة هي (امريكا) بثقافتها وجيوشها وهيمنتها واعلامها ومؤسساتها التجارية المتعدية الحدود والجنسيات والقيم، والمبادئ، غير انني اميل الى القول بأن هذه الامور هي نتيجة طبيعية وليست سببا مباشرا، واستعادة الدور المفقود يكمن في البحث عن الاسباب الحقيقية للوضع المتهالك، فالقابلية للاستعمار هي مدخل الاستعمار كما يقول « مالك بن نبي » ، ومجمل الثقافة السائدة المتراكمة عبر عقود طويلة من السلبية والاستبداد وافتعال الصراعات الحادة والمريرة وتضييق مساحات الحوار والتفاهم في مشهد اجتماعي غريب سيطر عليه الانفعال والرغبة في الغاء المختلفين مذهبيا وسياسيا هو سبب هامشيتنا الراهنة.


فالصراع بين السلطة والامة اصبح ثابتا من ثوابت الحياة السياسية، صراع لا يوفر جهدا من اجل « كسر عظم » الآخر، استخدمت خلاله كل الوان الالغاء والتهميش، من الطرد والاعتقال التعسفي الى ممارسة العنف السياسي والاجتماعي، انتهى بمشاهد حزينة مليئة بآثار دماء الابرياء الساخنة.


والصراع بين الامة بمذاهبها واطيافها المختلفة اضحى مشهدا مألوفا، واصبحنا نستمع الى اصوات جريئة تدعو للضرب على الوتر الطائفي او القبلي من اجل تحقيق اكبر قدر من المكاسب السياسية والاجتماعية، عبر تحريك عواطف القاعدة العريضة من جماهير الطائفة او القبيلة، ولم نلتفت الى انها دعوى جاهلية تلغي كل معاني السمو الانساني.


والصراع داخل كل طائفة لا يبدو انه يقل ضراوة عن حركة الصراع الدائر خارجها واصبحت ثقافة « الضرورات » مثل « ضرورة الطاعة الحزبية » و« ضرورة الالتزام التنظيمي » مدخلا لتشويه صورة الآخرين، والغاء المختلفين او استبعادهم ان استعصى استعبادهم، عبر التقليل من قيمتهم الاجتماعية او الفكرية او السياسية، واصبح التماثل مطلبا لكل مجموعة افراد كشرط للعيش المشترك، في مشهد لا يقل بؤسا عن حال سوء الانظمة المستبدة، ولو تسنى لبعض اطرافنا تحصيل « القوة والقرار » لمارست كل صنوف الاذلال لاقرب الناس اليها، ويكفي ان نتذكر اننا لم نشهد « الا نادرا » تلك الحركات والاحزاب السياسية في العالم العربي التي تمتلك برنامجا مكتوبا تحدد من خلاله برامجها الاجتماعية والسياسية ووضع وحقوق افرادها، وكيفية زحزحة الصنم الجاثم فوق مؤسساتها المختلفة وطرق اتخاذ القرار وتداول السلطة الرمزية، وعندما نجد بعض ذلك فربما نقول اننا انتقلنا من حلبة الصراع السلبي الى ميدان التنافس الايجابي، وعندها فقط ابشركم بالخير الوفير.

* كاتب كويتي


 

 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- أول بورتريه رسمي للملك تشارلز الثالث يثير جدلًا كبيرًا
- طائرات روسية مدمرة في قاعدة القرم.. صور أقمار صناعية حصرية ت ...
- محكمة العدل الدولية: هل تستطيع إسرائيل تجاهل القرارات الصادر ...
- دروس تعليمية وسط الدمار وتحت القصف..ماذا عن التعليم في غزة؟ ...
- هولندا في قبضة اليمين الشعبوي!
- في موسم الكرز.. تعرفوا على فوائده الصحية
- صورة مشتركة بين السيسي ورئيس المخابرات المصرية في القمة العر ...
- بوتين يجري محادثات مع نائب الرئيس الصيني (فيديو)
- إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في السويد
- ريابكوف: تم إبلاغنا بزيارة بلينكن إلى كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي