|
|
القُبلة وما قيل فيها :
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 01:03
المحور:
الادب والفن
جمع وإعداد حامد كعيد الجبوري القُبلة وجمعها قبُلات وقبْلات كما ورد في معاجم اللغة العربية. أسماء القُبلة : قبلة و بوسة وحبة وشمة ولثمة - مفاغمة - رفيف - شنبل - رشْف - مص - رضاب - ريق - مجاج - لَمَى - طِلَى- ظَلْم ... بوسه هوائية ، وفي شروحها ما يفيد اختلاف القبل وكيفياتها. واللذة التي تمنحها القبلة - شيء نسبي، تؤثر فيه عوامل: السن ، والظرف الزماني والمكاني. والطرَف الآخر: رضاه أو اغتصابه، استجابته أو امتناعه. أنواع القبل : قبلة اليد ، قبلة باطن الكف ، قبلة الخد ، قبلة الأذن ، قبلة النحر ، قبلة الشفتين ، قبلة الأنف ، قبلة الرجِل ، قبلة الأرض ، قبلة الطفل ، وأغرب القبلات طريقة قبلات النساء في وسط وجنوب العراق تحديدا . متى عرف البشر القبلة : معلوم أن الإسرائيليات دخلت بمجمل تواريخ الشعوب ومنها الشعوب العربية والإسلامية ِ، ويروى أن آدم عليه السلام رأى نحلة على شفتي حواء وهي نائمة تحت الشجرة التي أكلا منها ، فغار آدم من النحلة وبدأ يلحس شفتي حواء خوفا من ترك النحلة على شفتيها ما يؤذيها ووجد لذة غريبة سرت في بدنه . بعد أن أكلا من تلك الشجرة غضب الله عليهما وأنزلهما الأرض أحدهم في الهند والآخر في مكة ، وتقول الإسرائيليات أن حواء عوقبت بدماء الطمث ، وعوقب آدم ببعده عن حواء . وإرادة الله أن يتكاثر النسل منهما فبعث ملكا علمهما الجماع ، قالت حواء لآدم: "زوجَتك، خلقني الله لك؛ لكي تسكن إلي وأسكن إليك" ، وقالت له بعد أن جامعها : "يا آدم زدنا منه، ما أطيبه" كما أورد ذلك صاحب المكتبة الشاملة ولم يحدد الكتاب بعينه ، وعن أبن عباس نقلا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن آدم أنزله الله في الهند ، وحواء في جدة عقوبة لهما . شكل الثغر : على مدى العصور لم تتغير معايير الجمال المطلوبة في شكل ثغر المرأة خاصّة كما تبيّن لنا المدونات الشعرية ، وأهمّها صغره وضيقه، والمكروه هو اتّساعه وكُبْرُه، وفي رسالة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك إلى والي إفريقيا، طلب من الأخير أن يبعث له بنساء، وأن يختار مَن فيهنّ "صِغَرُ الأفواه". وما الخليفة إلّا امتدادٌ لثقافة عصره، لذا استعاروا للفم الصغير تشابيه كثيرة جدا ، خاتم سليمان ، ( مسقولة ) ، ( دورة المحبس حلكها ) وو . والعرب مولعون بالجسد، فجعلوا الفم الأجمل في نساء قبائل طي كما في قول عدي بن الرقاع : قضاعية الكعبين كندية الحشا / خزاعية الأطراف طائيّة الفم والسؤال لماذا أحب الأعراب الفم الصغير ؟ , والسبب أنهم يعتقدون أن الفم الصغير يدل على ضيق فتحة الرحم ، والفم الكبير دال على اتّساعه، هكذا يتصورون ، ولا يخفى أن الضيق في الرحم هو المحبّذ لدى الرجال . الشفتان : اللون والحجم والملمس أمّا لون الشفتين ففيه أكثر من رأي ، الأوّل يطلب فيهما الحمرة، والثاني يطلب اللَمَى، أي اللون الأسمر. أمّا الحمرة ، فكما في قول الشاعر الأندلسي ابن حمديس: تطيب أفواههن الحديث / بحمر الشفاه وبيض الثغور أمّا اللمى، فهو سمرةٌ مستحسنةُ في الشفتين، وهو أكثر صفات الشفة طلبًا في الثقافة القديمة ومنذ الجاهلية، ومنها أتى اسم "لمياء". يقول الشاعر ذو الرمّة: لمياء في شفتيها حُوّة لعس / كالشمس لمّا بدت أو تشبه القمرا وعندهم اللمى يسكر كما ذهب لذلك أحمد بن حسين الكيواني في قصيدته بِالَّذي أَسكر مِن عُرف اللَما / كُل كَأس تَحتَسيها وَحَبب وَالَّذي كَحَّلَ عَينَيكَ بِما / سَجَد السحر لَدَيهِ وَاِقتَرَب التي غنتها المطربة فيروز وصباح فخري . ونجد بيتَين في المقارنة بين الشفة الحمراء والشفة اللمياء ، وهما للشريف الرضيّ، يختار من بينهما اللمى، أمّا الشفة الحمراء فهي عنده كأن بها مرضًا أو كأنّها شربَت الدم : فَسُقيًا لِأَلمى ذي غُـروبٍ تَخالُهُ / غَـزالاً رَعى بِالنِيِّ مَـردًا وَعِظلِما وَلا نَعِمَ الحُمرُ الشِـفاهُ كَـأَنَّما / تَبَطَّن داءً أَو وَلَغنَ بِها دَما العظلم : نبت يستخرج منه صبغ أزرق و ايضا تعني الليل المظلم أمّا المُحبّذ في حجم الشفتين وملمسهما، فهو الرقّة، وأقرب تشبيهٍ لهما هو ريشتان من ريش حمام الأيك، وهو من أنواع الحمام الجميل كما في بيتٍ للنابغة الذبياني : تجلو تكشف مبسمها / بقادمتي حمامة أيكة والمكروه فيهما الغلظة، إذ يقول صاحب كتاب تحفة العروس التجاني ورقّة الشفاه ممّا يُستحسن . وقيل لابن سيرين، الفقيه ومفسّر الأحلام إنّ فلانًا اشترى جاريةً غليظة الشفتين، فقال: لو اشتراها غليظة الشُفرَين كان خيرًا له. اللثّة : من التفاصيل الغريبة التي اعتنى بها العرب حجمُ اللثة ولونها. في ما يتعلّق بالحجم، فالعرب "تمدح بقلّته وتذمّ بكثرته". وأمّا اللون، فالأمر فيه كما في الشفتين، رأيٌ يستحسن الحمرة وهو قليلٌ في القديم كثيرٌ في الحديث، ورأيٌ يطلب السواد أو السمرة، وذلك لإبراز بياض الأسنان ولمعانها. وإذا لم يكن للمرأة لثة سمراء، فإنها قد تعمد إلى جرح لثتها ووضع مادّةٍ كالكحل تسمّى "الإثمد" لكي يميل لونها إلى السواد. يقول النابغة الذبياني: تجلو بقادمتي حمامة أيكة / بَردًا أُسِفَّ لثاته بإثمدِ بَردًا : تعني ريقًا ويروى دخول علي بن أبي طالب على زوجته فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنه وعنها ـ بنت خير البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم، فرآها تستاك بسواك من أراك، فقال لها حظيت يا عود الأراكِ بثغرها / أما خفت يا عود الأراك أراكَا لو كنت من أهل القتال قتلتك / ما فاز مني يا سِواكُ سِواكا لم تذكر المصادر صحة نسب هذين البيتين إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ولم تذكر في نهج البلاغة عند أبن أبي الحديد أو شرح محمد جواد مغنية ، وقد ذكرهما بعض المعاصرين في كتاباتهم من غير سند. الأسنان : أمّا شكل الأسنان، فكان العرب يكرهون الأسنان المتفرّقة مفضّلين الفم "المنصَّب"، أي الذي استوَت أسنانه. يقول امرؤ القيس: لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّباً / وَجيداً كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ وكثيرًا ما تشبّه بزهرة الأقحوان "وهي التي تتّسق وتنتظم في غير تراصّ. وكانوا يميلون أيضًا إلى تفضيل الأسنان الحادة، أي "المحزّزة" و"المؤشّرة" (ذات أُشُرٍ أي أطرافها حادّة) لما في ذلك من أمارات حداثة السنّ. ولذا كانت النساء تسعى إلى ترقيق الأسنان وتفليجها حتّى نهى الرسول عن ذلك". يقول عمر بن أبي ربيعة: تنكل عن واضح الأنياب متّسقٍ / عذب المقبّل مصقولٍ له أُشُر أمّا اللون، فيفضّلون الأسنان البيضاء الناصعة اللامعة، والتي كثيرًا ما توصف بعقد الدرّ اللسان والرضاب : لا نجد صفاتٍ كثيرةً خاصةً باللسان غير أن "الحمرة" مطلوبة فيه، وما يذكر من عذوبته وحلاوته هو في الحقيقة الرضاب، أي ماء الفم. ويذكر الرضاب كثيرًا في الشعر العربي ، ومن رباعيات الخيام المقطع الذي ترجمه أحمد رامي : اطفئ لظى القلب بشهدِ الرِّضاب / فإنما الأيامُ مثلُ السّحاب وعيشُنا طيفُ خيال، فَنَل / حظك منه قبلَ فَوتِ الشباب وقد صنّف العرب ماء الفم إلى ثلاث: اللعاب، والبزاق أو البصاق، والرضاب، أي ما يُرتشف في التقبيل. وقد اهتمّ العرب في الرضاب بثلاث؛ رائحته، ومذاقه وبرودته، وكلها صفاتٌ يعتمد بعضها على بعض. فسخونة الرضاب تؤدي إلى البَخَرَ، أي الرائحة الكريهة، وهذا يُفسد مذاقه . تتحدث أغلب النصوص والمرويات الجنسية عن التقبيل كمقدمةٍ لممارسة الحبّ والجنس، باعتباره طقسًا للعبور إلى فردوس الجسد، حتى أن فقهاء الجنس وأدباءه العرب كانوا يستنكرون أن يصعد الرجل على صدر المرأة "من غير بوس، ولا مصّ شفة"، وهذا المفهوم يتماشى مع تعاليم الإسلام التي تؤكد على ضرورة المداعبة والتقرب العاطفي قبل العلاقة الزوجية. الحكمة في هذه المقولة تكمن في أن العلاقة الحميمة تحتاج إلى تهيئة نفسية وعاطفية قبل حصولها لكي تكون مثمرة وتوطد أواصر المحبة بين الزوجين. عند القبلة ، يفرز الجسم مجموعة من "هرمونات السعادة" مثل الأوكسيتوسين (هرمون الحب) و الدوبامين و الإندورفين، بالإضافة إلى السيروتونين. كما يؤدي ذلك إلى تقليل هرمون التوتر الكورتيزول، وزيادة الشعور بالهدوء والارتباط، بينما تزيد القبلات أيضًا من معدل ضربات القلب وتزيد من الأدرينالين لزيادة مستويات الطاقة. وهنا يبرز لنا سؤال لا يعرف جوابه إلا النساء ، والسؤال هل أن القبلة تشبع الرغبة الحسية عند الرجل والمرأة ، وتجيبنا أحدى النساء الشاعرات التي تجد في قبلات زوجها العجوز مخادعة كبيرة فتقول تالله لا تخدعني بالضمِ / وكثرة التقبيل لي والشمِ إلّا بهزّ هازٍّ يسلّي همّي / يسقط فيه فتخي في كمّي الفتخ : الخاتم ويُحكى أن شاعرا يدعى زهير بن مسكين طلّقته امرأتُه لمّا ظلّ يكثر عليها بالقُبل دون جماعٍ تقول وقد قبّلتُها ألف قبلة / كفاكَ أما شيءٌ لديكَ سوى القُبَلْ نماذج من الشعر في القبلة : لسهولة الإعداد أرجو عدم مؤاخذتي في إيراد النماذج الشعرية حسب تسلسها التاريخي ، ومن المؤكد سنبدأ من العصر الجاهلي . رحم الله أستاذنا خليل العاني وأستاذنا الدكتور عبد الجبار المطلبي الذي درسنا الأدب الجاهلي وأطال بشرح قصيدة أمرؤ القيس تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً / تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل فيها من الوصف واللغة والبيان والاستعارة الكثير الكثير لهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ / إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ / كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل نجد اعلاه دلالة على أن الله موجود في أبياتهم وأدبهم وديانتهم الجاهلية التي جسدت الخالق بصنم منحوت من صخر وغيره ونلاحظ هنا كيف أستعار وأشار الى اكتناز ساق صبيته بدلالة الحجل الذي تلبسه النساء رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختر ومرأة رداح عظيمة الوركين ممتلئة الجسم امتلاء حسنا في هذه الأبيات التي توشي وتفضح أخلاق الأمير الشاعر أمرؤ القيس ومجونه حتي مع أبنة عمه أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ / إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ / فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ / فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أفل قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي / تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل ويستمر الشاعر يوصف لنا ما دار بينه وبينها ولاعَبتُها الشِّطرَنج خَيلى تَرَادَفَت / ورُخّى عَليها دارَ بِالشاهِ بالعَجَل وقَد كانَ لَعبي كُلَّ دَستٍ بِقُبلَةٍ / أُقَبِّلُ ثَغراً كَالهِلَالِ إِذَا أفل فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً / ووَاحِدَةً أَيضاً وكُنتُ عَلَى عَجَل وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَا / وحَتَّى فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَل كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت / ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَل ولعنترة الفارس العبسي قوله أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ / فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً / أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي وله أيضا ولقد ذكرْتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ / مني وبيْضُ الهِنْدِ تقْطرُ منْ دمي فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها / لمعت كبارق ثغركِ المتبسِّم المتنبي وما أروع تشبيهه وإحساسه فقد قال وقد ترشف ريق الحبيب فخاله خمرًا فقال أريقك أم ماء الغمامة أم خمرُ / بفيَّ برود وهو في كبدي جمرُ أذا الغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنةٌ / وذيَّا الذي قبلته البرق أم ثغرُ ولرهين المحبسين المعري يقول فسقیا لكاس من فم مثل خاتم / من الدر لم يھمم بتقبیله خال وسبب تسميته رهين المحبسين العمى واعتزاله الناس في بيته قيس بن الملوح : بعد زواج ليلى العامرية من رجلٍ غيرَ قيس بن الملوح، جاء قيس إلى زوج ليلى يومًا فوجده جالسًا بين رجالٍ من قومه.. فقال له: بربك هل ضممت إليكَ ليلى؟ / قُبيل الصبح أو قبّلت فَاها؟ وهل رفَّت عليكَ قرون ليلى / رفيف الأقحوان على نداها! فقال زوجها: بما أنَّك استحلفتني بربي اللهم أني قد فعلت. فقبض قيس على الجمر وخرَّ مغشيًا عليه! وله أيضا أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى /أقبل ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي /وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا وأما أبو نؤاس الحسن بن هانئ عنده الطرفة حتى في الغزل والقبل سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها / بَعدَ اِمتِناعٍ وَشِدَّةِ التَعَبِ فَقُلتُ بِاللَهِ يا مُعَذِّبَتي / جودي بِأُخرى أَقضي بِها أَرَبي فَاِبتَسَمَت ثُمَّ أَرسَلَت مَثَلاً / يَعرِفُهُ العُجمُ لَيسَ بِالكَذِبِ لا تُعطِيَنَّ الصَبِيَّ واحِدَةً / يَطلُبُ أُخرى بِأَعنَفِ الطَلَبِ وليزيد بن معاوية قصيدة غزل ربما يصل فيها للفحش والفجور يقول وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها / بثغـر كأن الدر فيه منظم أشارت بطرف العين خيفة أهلها / إشارة محزون ولم تتكلم فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا / واهلا وسهلا بالحبيب المتيم فوالله لولا الله والخوف والرجا / لعانقتها بين الحطيم وزمزم وقبلتها تسـعا وتسـعين قبلة / براقة بالكف والخد والفم ووسدتها زندي وقبلت ثغرها / وكانت حلا لثمي ولو كنت محرم وإن حرّم الله الزنا في كتابه / فما حرم التقبيل بالخد والفم وإن حرمت يوما على دين أحمد / لأخذتها على دين المسيح بن مريم ألا فاسقني كاسات خمر وغني لي / بذكرى سليمى والرباب وعندم وآخر قولي مثلما قلت أولا / اراك طروبا والها كالمتيم ولسيف الدولة الحمداني يصور كيف يسرق القبلة حيث يقول أقبله على جزع كشرب الطائر الفزع رأى ماء فأطمعه وخاف عواقب الطمع وصادف فرصة فدنا ولم يلتذ بالجرع ولعمرو ابن أبي ربيعة: فلثمتُ فاها آخذا بقرونها شُرْبَ النزيف ببرْد ماءِ الحشرج والحشرج: الحِسْيُ. ويقال: هو الكوز اللطيف. وله أيضا لو سُقِيَ الأمواتُ ريقَتَها بعد كأس الموت لانتشروا وليزيد بن معاوية : وجرَّعتْنـي بِريـقٍ مـن مَراشِفِـها/ فعادتِ الروحُ بَعد الموتِ في جسدي ولبن الرومي أعانقها والنفْس بعْد مشوقة إليها وهل بعد العناق تداني؟ وألثم فاها كي تموت حرارتي فيشتد ما ألقَى من الهيمان وما كان مقدار الذي بي من الجوى ليشفيه ما تَرشفُ الشفتان كأن فؤادي ليس يشفي غليله سوى أن يرى الروحين يمتزجان ولبن هانئ الأندلسي والله لولا أن يعنِّفني الهوى ويقولَ بعضُ العاذلين: تصابى لكسرتُ دملجَها بضيق عناقها ورشفت مِن فيها البَرود رُضابا الدملج : حلية في العضد ولبن المعتز: فكم عناق لنا وكم قبَلٍ مختلَساتٍ حذار مرتقِب نقْرَ العصافير - وهي خائفةٌ من النواطير- يانِعَ الرّطَب ولبن رشيق بن دحية الكلبي: ومِلْنا لتقبيل الخدود ولَثمها / مَمِيَل جياع الطّيرِ تلتقط الحبَّا وله ايضا قبلت فاهاً على خوف مخالسةً / كقابس النار لم يشعر من العجل ماذا على رصَدٍ في الدار لو غفلوا / عني فقبلتها عشراً على مهل غضّي جفونك عني وانظري أمماً / فإنما افتضح العشاق بالمقل وللشاعر ابن وكيع: ظفرتُ بقبلةٍ منه اختلاساً وكنت من الرقيب على حذار ألذ من الصبوح على غمامٍ ومن برد النسيم على خُمار و أَنشد ابن بري واللّهِ لولا رَهْبَتي أَباكِ إذاً لرفَّتْ شفَتايَ فاكِ رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأراكِ رَفَّ الشيءَ : مَصَّه و قال الأصمعي: قلت لأعرابيّةٍ من بني عذرة: أنتم أكثر النّاس عشقاً فما تعدّون العشق فيكم؟ قالت: الغمزة والقبلة والضمّة. ثمّ قالت: ما الحبّ إلا قبلةٌ، وغمز كف، وعضد ما الحبّ إلا هكذا، إن نكح الحبّ فسد ثم قالت: وأنتم يا حضر، كيف تعدّون العشق فيكم؟ قلت: يقعد بين رجليها ويجهد نفسه. فقالت: يا ابن أخي، ما هذا عاشقاً هذا طالب ولد – دلالة الجماع -. اشترطت عاشقة على عشيقها - إذا خَلوْا - أن يكون له نصفها الأعلى، من سرّتها إلى قمّة رأسها، يصنع فيها ما شاء. ولبعلها من سرّتها إلى أخمصها. وأنشد ابن الأعرابيّ في مثل ذلك: فلِلْخِلّ شطرٌ مطلقٌ من عقاله / وللبعل شطرٌ ما يرام منيع وأنشد الأصمعي لبعض ظرفاء العرب يخاطب بعل عشيقته: فهل لك في البِدال أبا زنيم / وأقنَعُ بالأكارع والعُجوب وولادة بنت المستكفي ... كتبت بالذهب على أيمن طرازها أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً وعلى الأيسر: أمكِّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلة من يشتهيها ولأبي نؤاس أيضا قد أحدث الناس ظرفـاً يزهو على كل ظرف كانوا إذا مـا تـلاقـوا تصافحـوا بـالأكـف فأظهروا اليوم رشف الـ خدود والرشف يشفـي فصرتَ تلثم من شـئـ ـتَ من طريق التخفي ودخلت عزة صاحبة كثير على أم البنين بنت عبد العزيز، فقالت لها: ما الحق الذي مطلته كثيراً إذ قال: قضى كل ذي حق فوفى حقوقه / وعزة ممطول معنى غريمها فقالت: وعدته قبلة. فقالت: أنجزيها وعلي إثمها. ونلاحظ رقة الكلام وجزالة المفردات ودون أن يشير للقبلة بل أتخذ من الاستعارات أبوابا ليلج فيه ما يريد ، أنه المرجع الديني وقائد من قواد ثورة العشرين السيد محمد سعيد الحبوبي يا غزال الكرخ واوجدي عليك كاد سري فيك أن يُنتَهكا هذه الصهباء والكأسُ لديك وغرامي في هواك إحتَنكا فاسقني كأساً وخُذْ كأساً اليك فلذيذ العيش أن نشتركا اترع الأقداح راحاً قرقفاً وآسقني وآشرب او اشرب واسقني فلمُاك العذبُ أحلى مرشفا من دم الكرم وماء المُزن --- وُحميا الكاس لما صفقَتْ أخذتْ تجلى عروساً بيدَيه خلتها في ثغره قَد عُتقتْ زمناً واعتُصرتْ من وجنتيه مِن بروق بالثنايا ائتلَقَتْ في عقيق الجزع أعنى شفتيه كشف سترَ الدجى فانكشفا وانجلى الأفق بصبح بينّ اكسبتنا إذ سقتنا نطفا خفة الطبع وثقل الألسن ----- وعلى خطى شعراء الجاهلية وصدر الإسلام وكذلك الفترة الأموية والعباسية حيث تبدأ قصائدهم بالغزل نقرأ للسيد رضا الهندي الذي يخلص لمديح أمير المؤمنين عليه السلام بعد أبيات تغزل وخمر أَمُفَـــلَّجُ ثغرك أم جوهرْ/ ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ قد قـال لثغرك صانعـه/ « إنَّا أعطيناك الكوثر » والخال بخدِّك أم مسـك / نَقَّطتَ به الورد الاحمـرْ أم ذاك الخال بذاك الخدِّ/ فتيتُ المسك على مجمرْ يا مَنْ تبدو ليَ وفرتُه / في صبح محياه الازهر فاجــــــــــــــلُ الاقداح بصرف الرا / ِح عســـــــى الافـــــــــراح بها تُنْشر واشـــــــــغل يمناك بصــــــبِّ الكا / سِ وخـــــــــلِّ يسارك للمـــــــزهر بَـــــكِّرْ للسُـــــــــــــكْرِ قبيل الفجـ / ـرِ فصــــــفو الدّهــــــــر لمن بَكَّرْ سَــــــوَّدتُ صحيــــــفـة أعمالي / ووكــــــلت الامــــــر إلى حيدر هو كهــــــــــفي من نــوب الدنيا / وشـــــــفيعي في يـــــــوم المحشر ----- ومن عيون قصائد الغزل نأخذ أبياتا من قصيدة للشاعر السيد جعفر الحلي التي كتبها مادحا الشيخ أغا رضا نجل الشيخ محمد الأصفهاني يا قامة الرَشأ المهفهف ميلي / بِظماي مِنك لِموضع التَقبيل رَشا أَطلَّ دَمي وَفي وَجَناته / وَبَنانه أَثر الدَم المَطلول يا قاتلي بِاللَحظ أَول مَرة / أجهز بِثانية عَلى المَقتول مثّل فَديتك بي وَلو بك مثَّلوا / شَمس الضُحى لَم أَرض بِالتَمثيل فَالظُلم مِنكَ عليّ غَير مذمم / وَالصَبر مني عَنكَ غَير جَميل وَلماك ري العاشقين فَهَل جَرى / ضَرب بَريقك أَم ضريب شمول أَتلو صَحايف وَجنتيك وَأَنتَ في / سكر الصبا لَم تَدر بِالإِنجيل أفهل نظمت لئالئا من أدمعي / سمطين حول رضابك المعسول أَشكو إِلى عَينيك من سقمي بها / شكوى عَليل في الهَوى لعليل فعليك من ليل الصدود شباهة / لكنها في خصرك المهزول ---- طرفة حقيقية : فخري البارودي واحمد رامي : يحكي الشاعر والسياسي السوري الراحل فخري البارودي موقف طريف جمعه بالشاعر المصري أحمد رامي، وذكر ذلك كتاب "مشاهير وظرفاء القرن العشرين. يقول البارودي دعتني وزارة المعارف في دمشق لحضور جلسة من جلسات مؤتمر الأدباء، فذهبت وقضيت ليلة بين أدباء العرب، وأكثرهم من أصدقائي وإخواني، وفي نهاية السهرة أجبروني على النوم في الفندق، ولما لم يكن معي منامة (بيجامة)، ذهب شاعر النيل أحمد رامي وأحضر لي واحدة وسلمني إياها بيده وعرف رقم غرفتي وذهب، وما كدت أخلع ثيابي إلا وباب الغرفة يقرع، ودخل غلام جميل وضع على المنضدة كيسًا صغيرًا فيه شيء من الكمثرى، وضع الكيس وقال: هذا من أحمد رامي وذهب بسرعة دون أن يقف لحظة. فحضرتني أبيات شعرية قلت فيها: يا رامي القلب كمثراكم وصلت.. مع الرسول فأهلا بالحبيبين أهلا بنجم سرى كالشهب مسرعة.. أو قبلة تتهادى بين ثغرين أو بسمة من شفاه الحب خاطفة.. أو لمحة النور مرت عبر جفنين وفي الصباح أرسلت له الأبيات، فكانت حديث القوم بالفندق، وانتشرت بسرعة بين المؤتمرين، وبينما أنا واقف مع بعض الأدباء والشعراء وكل منهم يتقدم مني ويقدم لي قبلة، وهي الضريبة التي وضعتها على الشبان، وإذ بأحمد رامي يأتي من بعيد وأسرع نحوي يشكرني على الأبيات، فقبلته قائلا: هذه القبلة لله ورسوله.. ليس لي فيها أقل غرض. فقال رامي: لا، إن قبلتك ليست لله ورسوله.. إنما هي لرامي ورسوله (الغلام الجميل). يتعفف الشاعر الشريف الرضي عن ذكر القبلة تصريحا ولكنه يرمّز لها كما نقرأ في قصيدته يا ظبية البان حيث يقول يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ وَعدٌ لِعَينَيكِ عِندي ما وَفَيتِ بِهِ يا قُربَ ما كَذَبَت عَينيَّ عَيناكِ أَنتِ النَعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُ فَما أَمَرُّكِ في قَلبي وَأَحلاكِ عِندي رَسائِلُ شَوقٍ لَستُ أَذكُرُها لَولا الرَقيبُ لَقَد بَلَّغتُها فاكِ وفي موضع آخر يتشهى القبلة من جارية قبلت يده فقال وَمُقَبِّلٍ كَفّي وَدَدتُ بِأَنَّهُ أَومى إِلى شَفَتَيَّ بِالتَقبيلِ وَلَحَظتُ عَقدَ نِطاقِهِ فَكَأَنَّما عُقِدَ الجَمالُ بِقُرطَقٍ مَحلولِ مَن لي بِهِ وَالدارُ غَيرُ بَعيدَةٍ عَن دارِهِ وَالمالُ غَيرُ قَليلِ هنا نجد أن الشريف نظر لتلك الجارية نظرة المتفحص فرأى دقة وجمال عقدة ما يشد به وسط الجسم – الحزام - ، ولم يكتف بل دقق بزخرفة القرطق – الثوب او القميص - الذي ترتديه والمحلول الذي يبان ما تحته . وفي قصائد غزل كثيرة نجد أن الشريف الرضي لا يلمح بل يعلنها كما هي حيث يقول بتنا ضَجيعَينِ في ثَوبِ الظَلامِ كَما لَفَّ الغُصَينَينِ مَرُّ الريحِ بِالأُصُلِ طَوراً عِناقاً كَأَنَّ القَلبَ مِن كَثَبٍ يَشكو إِلى القَلبِ ما فيهِ مِنَ الغُلَلِ وَتارَةً رَشَفاتٌ لا اِنقِضاءَ لَها شُربَ النَزيفِ طَوى عَلّاً عَلى نَهَلِ وَكَم سَرَقنا عَلى الأَيّامِ مِن قُبَلٍ خَوفَ الرَقيبِ كَشُربِ الطائِرِ الوَجِلِ ولعمر السراي يتغنى بمعشوقه بغداد في قصيدته أغنيةٌ لبغداد يا قُبلةً شفتاها ساحلا عسلٍ لعاشقين بطعمِ الوردِ والتينِ ونختم بهذه الأبيات للشريف الرضي أيضا مقتطفة من قصيدة تربو على الأربعين بيتا من رائع ورائق الغزل : وَحَبَّذا نَهلَةٌ مِن فيكِ بارِدَةً يُعدي عَلى حَرِّ قَلبي بَردُها بِفَمي دَينٌ عَلَيكِ فَإِن تَقضيهِ أَحيَ بِهِ وَإِن أَبَيتِ تَقاضَينا إِلى حَكَمِ عَجِبتُ مِن باخِلٍ عَنّي بِريقَتِهِ وَقَد بَذَلتُ لَهُ دونَ الأَنامِ دَمي *****
القُبلة عند الشعراء الشعبيين : لا يمكن ابدا إحصاء القصائد والأبيات التي ذكرت فيها القبلة عند الشعراء الشعبيين، واحاول اختيار أجمل ما قالوه بذلك، ونبدأ بالرمز الوطني الشاعر الكبير مظفر النواب الذي ذكر القبلة بموارد كثيرة في مجمل قصائده، في قصيدته نكطة ماي يقول ( ولن بالظلمه / ما مكصوده يبن ادم / لكينه الدفو توه يريد يدفع / والصدر توه فرش دوشكه للعرس / ومن ليلتها ومامش في يكفينه / وحجت بيه / حجيته الناس / سجعنه العسل بشفافه / لكيناها اعله جفها / طعم الخاصر وسرعة / طعمها الحار / لكيناها عله العاكول فرحانه / لكيناها اعله شفتها / دخيلك يا علي الشرجي ).وله أيضا (أترف من أجفاف المهر / قندون ... ما ضايك شكر / يا حلو يا بوسة سهر ... / يا ترف يا ييزي قهر ) ، وللنواب أيضا (ولساع ... مشدوده شبكتك عل الخصر/ والركبه من تلتاف للبوسه جسر/ بس أنت تدري شلون رصعة بالنحر) . وللشاعر كاظم اسماعيل الكاطع ( باچر عيد / باچر چم الف حبه / وباچر چم گصيبه التكرص الركبه مراجيح التغني العيد / هلهوله والف لعبه / الف بسمة طفل يفرح ضحك كلبه / صواني ملبس وشمعه / ومغاني الشوك بالربعه / ويغص بضحكته الديوان / والف غتره بزبون مطرز بنيشان / والعشاك تتلاكه وتشم وتحب تفك حزام هجران بكلب متعب / حته هناك / حته بالكمر هوسه / حته الكاع تفرش خاطر الونسه / فنك لو كلت شتريد إلك متريد / طلبتي غيضك اتبطله / واريدن عاد بوسة عيد ) . ولموفق محمد يقول ، ( هيجي أغاني الضوه / تشك المسام تفوت / وبسكوت شرب العسل / أشكد طيب البسكوت / ولوز الشفايف خمر / وعاللوز روحي تموت / يحجيلي كل النهد / وانه العب ابيدي / ولتبطلين اللعب / يرويحتي زيدي ) ، وله أيضا (وارد اغني المطر فلني يمه توه المطر نازل ويا مطر بوس على كيفك كلبي كلي أحساب كل ألبوس واصل يا مطر هدني أرد أنكرك وانته بالغيمة وطيرلك حمر لا خالي جيكيات اطيرلك زواجل وبالسمه نكلب فرح نكلب غرام ديج ينده ديج طيره إتفلي طيره ويا حلاة البوس فوك البوس والدنيه مطيرة ) . وهذه مجموعة أبوذيات ودارميات حول القبلة أجهل قائلها. حلو اسمك حبيبي وبيه......ضمه وجمالك لا تشوفه الناس.....ضمه اخذ كلبي عله كلبك حيل.....ضمه يبوسك لو ردت تزعل . . . . .عليه
بالشفه بل وجنات بل ركبه بالعين وياك اظل محتار بوسه أخذ منين
غزل عينك رهن روحي وجرهه وشعل نيران البكلبي وجرهه اريد اتمسك بشفتك واجرهه حتى انقل ذنوب البيك الية
وحق الوضع للعالم قبلتين خدك عسل وشفافك قبلتين تدري لو خذت منهن قبلتين اكول الله رضه توه عليه
بوّسـني فرصة اليوم ليش انت خايف؟ تدري الله بــس للبـــوس ســوى الشفايـف
هـلال العيــد هـلـهـل من شفيتك و فطرت أبوســه انـي من شفيتك تـذكـر يوم مـرضــك من شفيتك احس أشفيت روحي من الاذيه
يم بيتي بيتك كون واشمرلك خدود تشبعها منك بوس وتردهلي ردود وللشاعر ناظم الحاشي رأي مستحسن حيث يقول دوس أعله الورد كام الورد ينداس / بس عطر الورد ما تكدر أتدوسه يصح واحد هضيمة من الوجن ينباس / ويصح واحد تدنك راسه وتبوسه وكأنه يتناغم مع الشاعر الدكتور أحمد الوائلي بقوله ويد تكبل وهي مما يفتدى / ويد تقبل وهي مما يقطع يقول سلطان الموال الحاج زاير تميت احوم اعله شوفك بس اروحن وارد أبغى وصالك واروم من المراشف ورد محتوم ذكرك علينا بكل فريضة ورد من حيث بسمك تتم فروضنا والدعه رضوان حسن الحواري بوجنتك ودعه الورد قدم لوائح واشتكى وادعه ويكول انت الورد وشلون تشتم ورد ولزامل سعيد فتاح قصيدة قداح التي لحنها طالب القره غولي وغناها حسين نعمة تقول : قداح .. والقداح يذبل من تريد اتجيسه / وخد الترف يكثر حماره ويرتوي البوسه / يا بوسة العريس ليلة زفته لعروسه / روحي طريه وتشتهي) الشاعر المله محمد علي القصاب ربما هو أكثر الشعراء كتب بالقبلة واخترت القليل من شعره بل وأجمل ما علق بذهني : من قصيدة حبك من جهنم نار يقول ( تدري الوجنه من تنباس تنعشها وتبسمها )، وله أيضا ( بوسه من وجنتك / انت ومروتك)، وأجد ان بيت الابوذية الذي كتبه فيه من الطرفة والتهرب من الذنب فيقول ( خطف منا حبيبي وكلت وناس / دكرب يل الي بدنياي وناس / كتله انطيني بوسه كال وناس / اخو انكلهم يريد يبوس أخيه). ايام الشباب وتحديدا ايام الدراسة الاعدادية نخرج مرة بعد الظهيرة ومرة قبل أذان المغرب حسب الدوام الصباحي والدوام المسائي، نخرج أنا وعائد حربه وعبد الأمير حسين النجم وقبل ان نصل الجسر القديم للعبور للصوب الصغير نشتري المخلل من محل ( ابو زنوح) ونطلب منه زيادة الشونذر وثوم العجم، ونبتاع 3 أقراص خبز من شابة تجلس مع قرينات لها لبيع الخبز للناس، كانت أفران الصمون قليلة جدا يوم ذاك، بدرية بائعة الخبز جميلة جدا وجذابة، سمراء، عيونها سوداء كبيرة، خدودها ممتلئة، شفاهها تميل للسمرة وكأنها طليت بمادة الديرم الصمغية، آثار نار التنور واضحة على معالم وجهها، رشيقة، فارعة الطول، الغريب انها لا تقبل ان تاخذ مني ثمن قرص الخبز، قال لها عائد لماذا تمنحيه القرص مجانا؟، قالت له ذلك لا يعنيك، أخذني الطمع وكنت امر عليها كل يوم، توطدت علاقتي بها، كنت انتظرها واسير خلفها أو أمامها عائدة لبيتها بعد أن تبيع بضاعتها من الخبز، كانت تسكن مع أهلها في أرض نهاية محلة الوردية ومقابل شريعة البلام جواد، أرض مملوكة للبيكات المتولي عليها ابنهم سليم الذي أنشأ على جزء منها كراج لغسل وتشحيم السيارات، اكواخ متناثرة هنا وهناك في تلك الأرض، اغلب المستأجرون من أبناء الطبقة الطبقة الفقيرة ، كنت اتعمد السير بأزقة الوردية المظلمة، مرة وهي تسير خلفي وفي زقاق آل العلاق المظلم توقفت وخطفت قبلة على خد بدرية وشفتيها، قالت لي غاضبة ماذا فعلت؟ واردفت تحدث نفسها وتقول ( هوانه حرب)، تركتني مسرعة وسلكت الزقاق الذي يؤدي الخان الذي تسكن فيه، في اليوم الثاني ونحن عائدون توقفنا كما العادة ولكن بدرية قالت ليس عندي خبز، قال لها هذا الخبز موجود في ( الطبك)؟، قالت لا يصلح لكم، ومن يومها وبدرية لا تنظر لي الا نظرة عتب بل نظرة عدم اكتراث، لم ادون او اكتب لتلك الواقعة أي شيء لتوثيقها إلا الآن فقلت شماته.... عجيبه الشوك بگليبي شماته الكُبر، وعيون تنظرلي شماته بعدها بطرف شفتيني شماته لذيذة وألذ من ماي الحُميه في طقطوقة ( قلي ولا تخبيش يا زين ) لكوكب الشرق أم كلثوم تعطي رأيا في القبلة فتقول : يقول الكورس گلي ولا تخشاش ملام حلال الگبله ولا حرام فتجيبهم وتقول الكبله الكبله الكبله الكبله ان كانت للملهوف اللي عله ورد الخد يطوف ياخذها بدال الوحده الوف ولا يسمع للناس ملام واختم موضوعة القُبل بهذه الفتوى غير الشرعية التي ابتدعتها مرتكزا لقول أم كلثوم بل ذهبت لأكثر من ذلك واعتبرت القبلة حرام في شرعتي وكأني المفتي للعشاق فأقول : وقبله صرت للعشاك مرجعهم وقبله أفتي اشيخطر أبالي وقبله حرام البوسه للعاشك وقبله احضنه ولا تكف ذنبك عليه *
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استدعاء لمديرية الاستخبارات العسكرية :
-
بابل ومهرجان المهرجانات :
-
من الذكريات العسكرية : 1 :العاشقة السورية :
-
عرض كتاب حرب ( 6 تشرين 1973 ) ومشاركة الجيش العراقي :
-
( الأمثال ومديات تداولها ) القسم الثاني / الاخير
-
( الأمثال ومديات تداولها ) القسم الأول
-
من ذكريات حرب تشرين 1973 :
-
اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والعمل النقابي :
-
العريف علي تركي وزواج القاصرات :
-
عبد الرزاق عبد الواحد وسلوكه المشين :
-
أرى أم صخر لا تمل عيادتي :
-
الشاعر الشعبي ساسون اليهودي :
-
عرض كتاب / السيد ضايع كريم شهيد انتفاضة آذار الخالدة :
-
الشاعر الحاج زاير الدويج رحمه الله وبعضا من نوادره وسرعة بدي
...
-
يوم الكَسْلَه :
-
الوفاء والغدر : قصة وفاء نادر وزوج غادر أنا شاهدها :
-
مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته العاشرة 2023 وش
...
-
مهرجان بابل ومغنية الحي تطرب
-
عروة بن الورد والعراقيين :
-
( عبد العمص) شخصية غرائبية :
المزيد.....
-
جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
-
مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث
...
-
الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ
...
-
بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
-
السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام
...
-
إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل
...
-
رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا
...
-
السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام
...
-
شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
-
مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
المزيد.....
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
-
المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون
...
/ د. محمود محمد حمزة
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية
/ د. أمل درويش
-
مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز.
...
/ السيد حافظ
-
إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
المزيد.....
|