أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - هوليوود..التجهيل المريب لحضارة بلاد النهرين














المزيد.....

هوليوود..التجهيل المريب لحضارة بلاد النهرين


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


دأبت السينما في هوليود وأوروبا على التعتيم والتهميش والاقصاء المتعمد لحضارة وادي الرافدين، فثمة تحايل وتهميش ممنهج. لحجب أقدم وأهم حضارة عن عيون العالم، أو بالأحرى مصادرة دورها الذي تستحقه بوصفها مهدًا للفكر والنظام والقانون والتعليم والدين والكتابة...، لا كما يظهرونه بأنه منشأ الجور والطغيان والوثنية...وذلك يأتي ربما بسبب الخلفية التأريخية المقرونة بالسبي الآشوري والبابلي لليهود، إذ إنه في العام (722ق.م) اقتحم جيش الإمبراطورية الآشورية مملكة إسرائيل، وعاصمتها السامرة بقيادة سرجون الأكدي، وأسر وسبى منهم أكثر من 27 ألفًا ساقوهم مشيًا على الأقدام. ثم تبع ذلك ما يعرف بالسبي البابلي في العام (586) بقيادة نبوخذ نصر حيث انتصر على مملكة يهوذا ودمر عاصمتها القدس بالكامل وكذلك الهيكل، وسبى وأسر منهم زهاء 25 ألف أسير جلبهم أيضًا سيرًا على الأقدام إلى بابل.
هذه الأحداث تشكل في الذاكرة اليهودية والمسيحية فاجعة مهولة وكارثة دينية وقومية، لذلك نرى ذكر بابل يأتي مقرونًا بالخراب والدمار والكفر وعبادة الأوثان، وأنها أرض الزانيات والخلاعة، وبابل أرض الشر وأورشليم تمثل الخير، وبرج بابل هو تحدي للإله، كي يفرغ من عظمته الحضارية والمعمارية. واختفت حضارة سومر وأكد وآشور وبابل في غياهب مكر السرديات اليهودية الدينية والأدبية، الأمر الذي انعكس على النتاج السينمائي والفني والأدبي الأوروبي الذي يحاكي سرديات التوراة، وإن ظهرت فالحديث عن بابل فهي مدينة الزانيات والغواية! لا بوصفها تشكل الثقل الأكبر في الحضارة الإنسانية. وهذا ما يفسر ابتعاد هوليود عنها، ولم يأتِ ذكرها بحسب متابعتنا في إنتاج هوليود الهائل من الأفلام سوى فلمين، أتت دعمًا للرؤية التوراتية والمسيحية في الإشارة العابرة والسطحية لبابل وآشور وعلى النحو الآتي:
الفلم الأول (الكتاب المقدس: في البداية... 1966) يشير الى قصص سفر التكوين مثل قصة النبي إبراهيم، ونوح وإشارات إلى بابل وبرجها (برج بابل) وبوصفها مدينة، وليست حضارة عظيمة لها ثقلها، وهناك إشارة لطوفان، وكل ذلك على وفق الرؤية التوراتي.
الفيلم الثاني (ليلة واحدة مع الملك.. العام 2006) الفلم يمثل قصة إستر في التوراة، التي تمكنت من أن تكون الملكة لبلاد فارس، وأنقذت شعبها من مؤامرة إبادتهم، وثمة إشارات عن الآشوريين والبابليين كما تصورهم التوراة. لكن هوليود لم تبق حكاية أو قصة أسطورية في الإلياذة والإنياذة والأوديسا إلا وانتجت منها أفلامًا عظيمة، مثل فيلم (طروادة- (Troy إنتاج العام 2004، ويعد من أهم الأفلام التي تناولت حرب طروادة الأسطورية، من ملحمة "الإلياذة" لهوميروس، ومن أشهر من مثل في الفلم براد بيت بدور أخيل وإريك بانا بدور هيكتور وغيرها من الأفلام، وعلى الرغم من أن حكاياتها مأخوذة من حضارة وادي الرافدين مثل هرقل الذي يحاكي گلگامش.
لكن حين يتعلق الأمر بالحضارة المصرية فثمة العشرات من الأفلام، مثل: الوصايا العشر (The Ten Commandments) (1956)مومياء (The Mummy) (1999): الملك العقرب (The Scorpion King) (2002): وغيرها من الأفلام تجاوز عددها 160 فلمًا منها ما قدم بأجزاء أو أعادوا انتاجه، ولكن ما يثير الدهشة والغرابة هو على مدار عشرات السنين من العام 1889 إلى 2015 حيث قدمت هوليوود آخر نسخة عن كليوباترا بعنوان (انتوني وكليو باترا) إخراج جاري جريفين. فبلغ عدد الأفلام بشأن شخصية كليوباترا زهاء 16 فلمًا، السؤال الكبير لماذا الإصرار على هذا الفلم حصرًا؟ واختزال عظمة الحضارة المصرية بهذه الرمزية حيث تفوق الشخصية الغربية إروكيًا بوصفها العنصر الإيجابي في العملية، لإحداث حالة توازن تعويضي!
عمومًا هذا التجاهل ليس محض مؤامرة ثقافية، بل هو أشبه بآلية دفاع جماعية تحاول أن تحمي نفسها من شعور بالذنب عميق تجاه الشرق، الذي كان بمثابة الأب القوي أو الأبوي. فالغرب نشأ وكأنه ابن مستقل بعدما (قتل) هذا الأب في ذاكرته بشكل رمزي. الأمر الذي نلاحظه أن حضارات مثل سومر، وبابل، وآشور تختفي من الأفلام الغربية، فهذا ليس حذفًا عابرًا، بل هو إعادة قتل لهذا الأب الرمزي، الأب الذي يذكر الغرب بأصوله الدونية إزاء الشرق.



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولة الملك فيصل ..ليست سرمدية أو نصً مقدسًا
- الغناء في الحج أيام الجاهلية وبداية الإسلام
- تكريم المبدعين من علامات رقي الأمم الروائي محمود سعيد ..انجا ...
- تكريم المبدعين من علامات رقي الأمم محمود سعيد..انجازات وعزلة ...
- مخاض المخلوقات المأزومة في رواية مذكرات دي
- غبار التضليل بشأن هوية بلاد النهرين
- تأويلات حبس الأنترنيت في العراق
- قانون منع الخمور ... تكريس القيم الداعشية في المجتمع العراقي
- سقوط بابل
- ما حَملهُ غبار يثرب من مهيمنات المعنى إبان الغزو /الفتح مازا ...
- سقف ذاكرة علي بدر الحضارية في رواية الوليمة العارية
- كتاب من العنف إلى التراحم..المصالحة من رحم المستحيل
- إزاحات المعنى ومتغيرات المفهوم في (طائر القصب)
- قصف المملكة للمواقع الآثارية ...الصمت العالمي المخجل
- مقاربة نقدية...السنن التي قهرت المدينة
- خضير ميري ينقر ما تبقى من قمح أيامه وحيداً
- فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية
- حضارة وادي الرافدين اختراع بشري نقض نظرية الكائنات الفضائي ...
- رمال يثرب...حمار الناعور
- تناصات توراتية.. ملحمة كلكامش (الجزء الثاني)


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار خضير عباس - هوليوود..التجهيل المريب لحضارة بلاد النهرين