أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - ظاهرة التملق الإجتماعي..تبريرات واهية وتداعيات سلبية














المزيد.....

ظاهرة التملق الإجتماعي..تبريرات واهية وتداعيات سلبية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 16:31
المحور: المجتمع المدني
    


ظاهرة التملق الإجتماعي.. تبريرات واهية وتداعيات سلبية


لابد من القول، باديء ذي بدء، بأن ظاهرة التملق الاجتماعي هي سلوك إنساني سيء ومتدن، يشيع غالباً في المنجتمعات المتخلفة، ويمكن أن تكون له تداعيات سلبية سيئة، على الأفراد والمجتمعات.

في حين نجد ان ثقافة الصدق والصراحة، تشجع الأفراد على التعبير عن أنفسهم بصدق، وبدون خوف،او تملق او مسايرة، ومن ثم فهي بهذا النهج السليم ،تعمل على بناء انسان صادق ،أكثر ثقة بنفسه، في سلوكه، واقواله، وتصرفاته الاجتماعية، وبالتالي،فانها تصنع مجتمعا رصينا، خاليا من الزيف، والتبجح.

ويظهر التملق الإجتماعي بما هو سلوك إنساني متدني، ومقرف، على السطح عادة ،عندما يسعى الأفراد المتملقون إلى كسب رضا الآخرين، من ذوي الجاه ،والمكانة الرفيعة، والإمكانات المالية ،وذلك من خلال التعبير عن آراء زائفة، أو مشاعر متلونة، وغير صادقة.

وتاخذ ظاهرة التملق الشائعة في العديد من مجتمعات اليوم، أشكالًا متعددة، بدءا من التملق اللفظي، مرورا بالمحاباة، والمسايرة، والسلوكيات الاجتماعية المصطنعة، وغيرها من السلوكيات الهابطة.

ولعل من بين اهم أسباب ظاهرة التملق الاجتماعي، ضعف الوازع الأخلاقي، والديني ،وعقدة الشعور بالدونية تجاه الآخر ، عند البعض من ضعاف النفوس ،الأمر الذي يدفع بالمتملق للتقرب من الآخر، في مسعى رخيص منه لكسب الود، طمعا في الحصول على مكاسب مادية رخيصة ،او لغرض الحصول على قبول اجتماعي في محيطه، مما يدفعه إلى التملق للآخرين.

كما يمكن الإشارة إلى المتملق يخشى الرفض ،أو الانتقاد في مواجهة الآخر، مما يجعله يلجأ إلى التملق تجنب للمواجهة، والاستقلال بالرأي والقرار بعيداً عن أي تاثيرات للآخر .

على ان السعي وراء المكاسب المادية أو الاجتماعية المتواضعة، قد تغري ضعاف النفوس ،وتدفع البعض منهم، للسعي المحموم إلى التملق، بغية الحصول على مكاسب مادية أو ميزات اجتماعية، مثل الحصول على وظيفة ،او وعد بترقية في العمل، أو كسب صداقة شخصية مؤثرة تطلعا للتبجح وحب الظهور.

ولا ريب أن ضعف الثقة بالنفس، وشعور البعض بالدونية، قد يدفع المتملق، الى ممارسة سلوك انتهازي منبوذ، إرضاء للآخرين، تعزيزا لثقته المتواضعة بنفسه .

على تداعيات ظاهرة التملق الاجتماعي لابد لها أن تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع في نفس الوقت، فقد يؤدي التملق إلى فقدان الثقة بين الأفراد والمجتمعات، حيث تختلط عندهم الامور،وتضيع بينهم المقاييس، بتفشي الظاهرة، ومن ثم يصبح من الصعب عليهم عندئذ، التمييز بين الإنسان الصادق، والمزيف.

ويمكن أن يؤدي التملق أيضا إلى علاقات اجتماعية غير صحية، حيث يصبح الأفراد أكثر انشغالًا بكسب ود الآخرين وارضائهم ،بدلا من السعي المطلوب ،لبناء علاقات ودية ،حقيقية وصادقة.

وبالاضافة إلى ما تقدم من تداعيات ، وافرازات سلبية،فان التملق قد يؤدي إلى خلق ضغط نفسي على الإنسان المتملق، بحيث يعيش حياته بقلق ،طالما اقتصر دوره على لعب دور الممثل، الذي يمارس أدوارًا غير حقيقية، ليصبح (لوگي) كما يوصف شعبيا .

وهكذا يتسبب التملق في فقدان استقلال الهوية الشخصية للفرد المتملق ، بعد أن يصبح إمعة بيد اسياده الآخرين ،ليظل عاجزا عن التعبير عن آرائه ،ومشاعره الحقيقية، بصدق وشفافية



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ تركي الجدوع..حضور متوهج وعطاء زاخر
- أسمهان اليعقوبي..وتجليات الوجد في صمت المسافات
- حليمة الحريري.. ومضات إبداعية وسرديات شاعرية
- ظاهرة الحضور الإبداعي النسوي في الساحة الأدبية والثقافية الم ...
- تراجيديا عوادي الزمن
- خرق القوانين المركزية للظواهر الكونية بالمعجزات.. إرادة الهي ...
- الإلحاد جفاف معنوي..وإفلاس روحي
- عبدالستار الجوعاني..موهبة إبداعية وطاقة واعدة
- مدركات الإنسان..بين العلم والفلسفة والقرٱن
- الإنسان بين المنظور من المدركات وما وراء المنظور منها
- العمة نجود
- من عوارف ورواة تراث ريف الديرة
- في ذكرى يوم الأم
- المعنى البلاغي والبيان اللغوي في النص القرٱني.. كتاب ج ...
- خواطر اعتذار محمد خالد الجبوري
- الأديب سهيل الجغيفي.. وطللية المكان في نظم العتابة
- ودق المرافئ رواية موسى الحوري
- عصرنة متسارعة.. إيجابيات واعدة وتداعيات صاخبة
- التوظيف الإبداعي للمفردة الشعبية في نظم الزهيري
- اللغة العربية..وضرورات صيانتها من المسخ والتشويه


المزيد.....




- الجهاد الإسلامي تحذّر من إقرار قانون الإعدام بحق الأسرى
- المغرب: مشاريع تكنولوجية ضخمة قد تشهد دفعة بعد قرار الأمم ال ...
- حماس: الاحتلال أعدم مئات الأسرى دون محاكمة وبطرق بشعة
- الاحتلال يمدد اعتقال المدعية العامة العسكرية المستقيلة.. توا ...
- شهيد و87 حالة اعتقال و15 عملية هدم وتجريف و10822 مستعمرًا اق ...
- تعرف على عدد الأسرى والجثث التي أفرجت عنها المقاومة
- حركة الجهاد الإسلامي: مصادقة الكنيست على قانون إعدام الأسرى ...
- السعودية تمول مشروعات الإغاثة العاجلة في غزة بـ45 مليون دولا ...
- إسرائيل.. اعتقال مسؤولين كبار بالهستدروت في -إحدى أكبر قضايا ...
- -هيئة الأسرى-: تدهور الحالة الصحية للأسير رجائي عبد القادر ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - ظاهرة التملق الإجتماعي..تبريرات واهية وتداعيات سلبية