باسم الماز عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 01:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولد علي حسن عليان البازي الحسيني عام 1937 في سامراء شمال بغداد, أواخر الخمسينات من القرن الماضي دخل مجال العمل السياسي ,سجن عامي 1961 و1964 , شغل درجة عضو فرع في حزب البعث حين قيام حركة 17 تموز1968,تم ابعاده الى موريتانيا عام وذلك بعد مشادة مع الرئيس احمد حسن البكر حصلت عام1970وبعد قضاءه فترة عام ونصف سمح له بالعودة الى بغداد بفعل تأثير ووساطة من زملاءه في الحزب ووضع تحت مراقبة مشددة.
في عام1990 ألقي القبض عليه بتهمة التعرض لشخص الرئيس السابق صدام حسين وأفرج عنه,أعتقل لمرة اخرى في عام1996 من قبل جهاز المخابرات العراقي بعد عودته من رحلة علاجية من الاردن وذلك بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية ضد النظام السابق وبمشاركة ضباط وسياسيين.تم تنفيذ حكم الاعدام به في عام1997.أشيع واثناء احداث ايلول الاسود عام 1970 ان العليان تشاجر مع الرئيس البكر ونائبه صدام حسين. نستطيع أن ننفي نفيا قاطعا ان المشاجرة كانت مع الرئيس السابق صدام بل حصلت مع الرئيس البكر فقط, فعدا مانقله برزان ابراهيم الحسن لزملائه في الحماية الشخصية لأخيه فأن الطبيعة الشخصية والتركيبة النفسية للرئيس صدام ولمن يعرفه عن قرب لاتسمح لشخص ما ان يتشاجر معه ويتركه ليذهب الى موريتانيا ويسمح له بالعودة ويبقي على حياته , فمشاجرة عبدالوهاب كريم معه عام1964 لم ينسها الرئيس صدام وتم التخلص منه بحادث سيارة في جنوب بغداد عام1969.
حسب الانطباع الذي تكون لوالدي عن الرئيس صدام وبفعل الاحتكاك اليومي طيلة 5 سنوات متواصلة حيث العمل والتواجد اليومي وبدوام صباحي ومسائي يصل وبصورة روتينية لقرابة 14 ساعة يوميا, أنه يتميز بذاكرة قوية ولا ينسى من أحسن أليه أو أساء أليه, في احدى الأيام وفي مكتبه في مبنى المجلس الوطني, أتصل مسؤول الاستعلامات الخارجية وتحادث معه بعد ان تم تحويل المكالمة من البدالة المركزية فأخبره أن أمرأة تدعي انها تكريتية وتعمل معلمة وانها ابنة عمك وتريد أن تقابلك وتلقي السلام عليك, سأل عن أسمها, فتغيرت ملامح وجهه ورَد بعصبية أطردوها !! ماعندي بنت عم تعطي معلومات عني للسلطات؟ ويقصد سلطة ما قبل 17 تموز وأعاد سماعة الهاتف السلكي وهو يقول (عبالها صدام ينسى), حضر الموقف هذا والدي بعد ان طلبه لأمر ما الى غرفته وسمح له بالجلوس.
برزان ابراهيم الحسن, الأخ غير الشقيق للرئيس صدام كان كتابا مفتوحا لزملائه ومرؤوسيه من افراد الحماية الشخصية لأخيه, فقد كان ولثقته بهم يحدثهم ويكشف لهم الكثير من الاحداث التي تجري بين أعضاء القيادة وكبار المسؤولين ويعلم جيدا أنهم أي افراد الحماية يتقنون فن الكتمان والحفاظ على الاسرار.
في الأيام الأولى من ألتحاق والدي للحماية الشخصية للرئيس صدام قبل الساعة العاشرة من صباح يوم الاحد المصادف21 تموز 1968 وبعد ان عرف والدي ان الرئيس صدام وبرزان أخوين وليسا شقيقين فهما من أم واحدة وأبوين مختلفين, فبدلا من من مناداته بأسمه المجرد برزان واحتراما للرئيس صدام بدأ يناديه أستاذ برزان , فرفض برزان لقب (الأستاذ) احتراما لفارق السن بينهما وهو احدى عشر سنة وطالب والدي بمناداته ابو محمد؟ علما انه لم يكن متزوجا, ويبدوا انه رسم ملامح لصورة عائلية تكون فيها زوجته أحلام خير الله طلفاح ,أبنة خاله وأخت وليست شقيقة السيدة ساجدة خير الله طلفاح زوجة الرئيس صدام,فأختار أسم محمد ليطلقه على أبنه البكر. تخرج برزان من الدورة الثانية من دورات نواب الضباط الحربيين والتي اطلقها الجيش لأبناء وشباب العوائل البعثية حصرا والمعروفة في العراق بدورات(الموس) في 14 تموز1969 وكان صنفه القوات الخاصة وتأهل لذلك مع زميله صباح مرزا محمود في مدرسة المظليين/جناح الصاعقة في معسكر الرشيد,هنا قرر والدي ان يناديه(سيدي) فهو الان ضابط وينتظر بضعة اشهر ليصبح برتبة ملازم وتعامل والدي معه يجب ان يكون وفق السياقات العسكرية المعمول بها. فرفض برزان ذلك ايضا وطالبه أن يستمر بمناداته ابو محمد وكذلك فعل صباح مرزا حيث بدأ والدي بمناداته بأبو نور حيث لم يكن متزوجا لغاية1972, برزان اصبح على الملاك الدائم لموظفي الدولة بعد قبوله في الدورة اعلاه, وقبلها خصص له مبلغ 50 دينارا من نثرية القصر الجمهورية مسؤولا لحماية اخيه.
أثناء المواجهات المسلحة بين الفدائيين الفلسطينيين والقوات المسلحة الاردنية في ايلول عام1970,عقد حزب البعث وكوادره العليا أجتماعا في قاعة الخلد كان استثنائيا ومهما لمناقشة الاوضاع في الاردن وبهدف الوصول الى قرار يناسب المرحلة والاوضاع السائدة اَنذاك ,فالقيادة تدرك جيدا ضعف السلطة من حيث حداثة عهدها فعمرها لايتجاوز السنتين وهناك مخاطر داخلية وخارجية تحيق بهذة السلطة من كل جانب .
كان رأي الرئيس البكر ونائبه هو الألتزام بمقررات الجامعة العربية وتجنب الوقوع في الدعم المسلح والمباشر للفلسطينيين على الرغم من سهولة تقديم ذلك الدعم بفعل تمركز فرقة عسكرية كاملة في الاردن مع وجود امكانية التدخل السريع الى جانب الفدائيين بسبب قرب المسافة بين مواقع وحدات الجيش العراقي ومعسكرات الفدائيين.
عرض الرئيس البكر وجهة نظره المؤَيدة والمدعومة من الرئيس صدام والكثير من اعضاء القيادة ,ألا أن جناحا من البعثيين رفض افكاره ومقترحاته وطالبوا بالتدخل الفوري لدعم الفدائيين ولو تطلب ذلك مواجهة أسرائيل وامريكا والدول الغربية. أنبرى علي العليان وبقوة لرفض تلك المقترحات, أستثمرت علاقتي الفيسبوكية مع الاستاذ وليد السامرائي وهو من الرعيل الأول من البعثيين للأستفسار عن بعض التفاصيل , فأكد صحة وقوع المشاجرة وأضاف أن عطا السامرائي كان في صف العليان في تأييد موقفه ذلك وزاد ان طه السامرائي(وقديكون هو ذاته عطا وأخطأ استاذ وليد في الكتابة,لأني غير متأكد من وجود شخص بأسم طه السامرائي ومن الرعيل الاول من البعثيين) وأن الاخير أتهم قيادة الدولة بأرسال اسلحة فاسدة للفدائيين حتى أن رصاصات البنادق كانت من نوع(الخلب) وهو مصطلح عسكري دارج في العراق عن الرصاص الذي يُطلق صوتا وأضاءة فقط أي أنها غير حقيقية!!!.
من الضباط المؤيدين لموقف العليان وعطا السامرائي كان الفريق الطيار حردان التكريتي والذي أصبح في موقف لايحسد عليه أمام الفلسطينيين والذين وعدهم بدعم كامل من الجيش العراقي في حال وقوع المواجهة مع الجيش الأردني ولو تطلب الأمر أسقاط النظام الملكي في الاردن!!
في اجتماع بين الدكتور جورج حبش والرئيس صدام وكان المرافق الاول صباح مرزا مجازا, دخل والدي للاجتماع ووقف خلف الرئيس صدام واستمع لحديثهما ,حيث عاتب حبش القيادة العراقية عن تراجعها عن المساندة الموعودة وأنهم اعتمدوا على تعهد من حردان التكريتي بالدعم الكامل حيث جعل لهم الصورة (بمبي) كما وصفها جورج حبش للرئس صدام.
بعد العودة الى مبنى المجلس الوطني(مقر الرئيس صدام كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة) وفي غرفة المرافقين وهي غرفة تبادل الاخبار والنقاشات المستمرة وجلها كانت نقاشات سياسية واخبار البلد والمنطقة, بدا برزان مرتاحا ولم يكن منزعجا وافتتح حديثه ,دائما أقول لكم أننا(حامين البكر) أي حماة للبكر وقد سمعها والدي منه لعدة مرات ولايدخل في نقاش معه لأنها مسألة بديهية, لكن وبعد ذكر برزان لمشاجرة العليان مع البكر تشجع والدي فرد عليه –ابو محمد من المؤكد أننا نحمي البكر من أعداء الحزب والثورة؟ فأستدرك برزان –كلا—لم أكن اقصد ذلك, بل أننا نحميه من البعثيين أنفسهم!!فكانت عبارته صادمة للجميع مما شجعهم على المشاركة في الحديث وطلب المزيد من التوضيح, فأسترسل برزان وقال أن شريحة واسعة من البعثيين اليوم وخاصة ممن كانوا أعضاء في الحرس القومي(قوة حزبية مسلحة) غير مقتنعين بوجود البكر على رأس قيادة الحزب والدولة وذلك لدوره(المتخا— ل) من احداث1963 وتنكره وبرائته الضمنية من الحزب عام 1964 حينما أعلن في الصحف عن تخليه عن العمل السياسي, وأن البعض من البعثيين لو تمكنوا من السلطة وسيطروا عليها لسحلوا البكر في شوارع بغداد؟ أما في مايخص حديث العليان الموجه للرئيس البكر في القاعة ذكر قوله --أنك لاتستطيع فرض رأيك وأرادتك علينا نحن البعثيين وانك لاتستحق منصب الرئاسة وأي بعثي من الجالسين في القاعة هو أحق منك بمناصبك والتي حصلت عليها بفضل البعث.
نستنتج من ذلك,أن ماحصل في قاعة الخلد كانت نتائجه لصالح الرئيس صدام حيث أدرك الرئيس البكر ضرورة الاعتماد على أبن عمه الشاب الحازم والماسك للأجهزة الأمنية ,وفي الاخير أثبتت مقولة برزان (أحنا حامين البكر) صحتها.
#باسم_الماز_عيسى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟