أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - إخوان سورية وبرنامج العيش المشترك















المزيد.....

إخوان سورية وبرنامج العيش المشترك


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- رد وتعقيب –
في الثاني والعشرين من شهر تموز عام2012نَشرتْ لي جريدة الحياة اللندنية مقالا تحت هذا العنوان- عن العلويين والثورة – بدأته كما يلي :
في عام 1981 كنت موقوفا بتهمة الانتماء الى رابطة العمل الشيوعي داخل قاووش في سجن فرع كفر سوسة مع سجناء آخرين جلّهم من أبناء الحركة الإسلامية وكان أحدهم من مدينة حماه
يفاخر بانتمائه الى جماعة الاخوان المسلمين وقد خاطبني أمام الجميع قائلا : سنقتلك مرتين , مرة لأنك علوي ومرة لأنك شيوعي .
تغّيرت مواقف جماعة الإخوان ليس تجاه العلوين فقط بل تجاه المجتمع السوري ككل ووثيقة العهد التي قدموها للشعب السوري عام2012 خير دليل على ذلك , لكنني أقول بكل مرارة أن الإخوان العلويين قد تغيّروا في الاتجاه المعاكس .
كلفنّي ذلك المقال سجنا دام أكثر من ثلاثة أشهر تعادل أكثر من ثلاثة سنوات مقارنة بالسجن السابق ,وظّل الحصار يلاحقني أنا وعائلتي مقاطعة وتجويعا حتى اللحظة الحالية.
كانت وثيقة العهد عروسا بأبهى حلّة تلطّخت وجنتيها بالقذارة بسبب فقرة تصّور كل من لا يؤمن باله بأنه مجنون وشاذ داخل مجتمع الربوبية الحالي.وقد قدمّت نقدا للوثيقة مطريا عليها باستثناء تلك الفقرة, .قلت لهم حولها ما يلي: كفّوا عن تلك الزعبرة واعترفوا لرفاقكم ان هناك في سوريا من لا يؤمن بيوم القيامة ولا بيوم النشور وعلينا ان نحاكمه على الأرض بناء على سلوكه وعمله , أما كفره بالله فلنترك حسابه عليه لخالقه بالذات.
نشرتْ الجماعة وثيقتها الثانية قبل أيام تتضمن برنامجا للعيش المشترك في سوريا وهي هذه المرة عروسا بأبهى حلّة من دون أي قذارة لا على الوجه ولا على القامة . لكن مثقفي سوريا لا يعجبهم العجب ومثال على ذلك مقال حسام حامد المنشور في العربي الجديد بتاريخ 21 /10/2025 تحت عنوان - إخوان سورية وبرنامج العيش المشترك –
إنّ مقال السيد حسام - الذي لا أعرفه - يعّبر تعبيرا عفويا عن مثقفين علمانيين يأخذون على الجماعة براغماتيتها وعدم التزامها بمواثيقها كما فعلت مع إعلان دمشق الذي انسحبت منه وانضّمت الى عبد الحليم خدام , كل ذلك صحيح ,لكن تلك المرحلة التي سحرتنا فيها الثورة الروسية دوخت اليمين واليسار معا ,ومنّظر الإخوان سيد قطب تبنى خطة لينين المرسومة في كتابه ما العمل في التنظيم وما فيها من لف ودوران بين الرفاق القائمة تنظيماتهم على المركزية الديمقراطية وليت الأمر اقتصر على التنظيم, بل تعداه نحو الأممية الرفاقية سواء كانت اسلامية ام شيوعية. نحن في الشرق اسلاميون وعلمانيون أغوتنا تلك المرحلة القاسية وما صاحبها من أخطاء وتقلبات. لكن ذلك من الماضي وعلينا ان نبدأ من جديد
يقول السيد حسام في مقاله (وثيقة إخوان سورية ألغت الشريعة" و"الحاكمية"، لتحلّ محلّها لغةٌ مدنيةٌ تتحدّث عن الديمقراطية، المواطنة، سيادة القانون، تجريم الكراهية، حرّية الاعتقاد، وتمكين المرأة... ذلك كلّه بدا قطيعةً مع مشروع الدولة الإسلامية الذي اقترن باسم الجماعة. غير أن الوثيقة، رغم لغتها المتقدّمة (كما وثيقة العهد العام 2012)، افتقرت إلى بنية برامجية حقيقية: لا رؤيةَ اقتصاديةً، ولا خطّةَ اندماج مجتمعي، ولا تصوّرَ للعلاقة مع السلطة أو الإقليم. ) كما يقول ايضا (هل يسعى إخوان سورية إلى تأسيس حضور سياسي حديث، أم إلى تدوير حضورها الرمزي في انتظار لحظة إقليمية أو دولية قد لا تأتي؟... يصعب فصل الإجابة عن طبيعة المرحلة السياسية ما بعد سقوط الأسد، فسلطة الأمر الواقع، بقيادة أحمد الشرع، لا تتيح حتى الآن حيّزاً حقيقياً للمشاركة السياسية. من هنا، تمكن قراءة وثيقة "الإخوان" محاولةً لتأكيد الوجود، لا لتأسيس واقع سياسي جديد.)
المضحك المبكي في المقال وصف سلطة الشرع بأنها سلطة الأمر الواقع وانا اسأله هنا : لماذا لم يظهر هذا الوصف من أمثالك على سلطة الأسدين سابقا ؟؟!!
بالنسبة لي أنظر الى الوثيقة بأنها دفاع حقيقي عن حق الشعب السوري في التعبير عن نفسه بتنظيمات سواء كانت اسلامية ام علمانية واشهد أيضا ان الجماعة كانت الأكثر التزاما بما يصدر عن مجلس النواب في الخمسينات حتى ولو كان ضد مصلحتها. من لا يذكر الدكتور مصطفى السباعي والدكتور زكي مبارك وعصام العطار وغيرهم الكثيرون من الجماعة وحرصهم على تشكيل عقد اجتماعي ينتج عنه دستور يتنافس في ظله كل السوريين من أجل نهضة سوريا اذكر هنا حادثة جرت معي لا تخلو من دلالة. في عام 207حاول صديقي آنذاك رياض سيف ان يشدّني باتجاه اعلان دمشق وأجبته
- أنا شبعت نضالا صد الأمبريالية والصهيونية,أريد نضالا ضد الاستبداد فهو الأخطر.
- هناك الكثير من أمثالك وسأعّرفك على الدكتور أحمد طعمه من دير الزور فهو يطرح نفس أفكارك ويريد دولة مدنية ديمقراطية وتداولا للسلطة ايضا.
الدكتور احمد طعمة سُجن سنتان ونصف على حساب اعلان دمشق وليس على حساب الاخوان وكان وما يزال يحمل نفس أفكاره السابقة, وقد حضرت له مقابلة منذ أيام على إحدى قنوات سلطة الشرع ,اتفق مع كل كلمة قالها فيها.
باختصار درست الوثيقة بعمق ورأيت فيها أنها تدعو بشكل غير مباشر الى العودة لمرحلة الخمسينات ببرلماناتها ودستورها وعقدها الاجتماعي الذي دوّخ امريكا وحلفاؤها الرجعيين العرب خوفا من ان تُشكل سوريا مركز إشعاع حضاري يؤثر على مصالح الغرب في المنطقة فكثرت المؤامرات على ىسوريا ولم تهدأ حتى قضت على ذلك النهج. ونفش الشيء جرى مع الثورة السورية بسبب عمقها واتساعها فكثرت المؤامرات عليها حتى حوّلوها الى حرب أهلية.
ان وثيقة الإخوان الحالية تطرح علينا فهما جديدا للعيش المشترك وليس همّها الوصول الى السلطة كما يدّعي كاتب المقال لتحل محل هيئة تحرير الشام بل هي مثلي حريصة على السلطة الحالية وتريد أن تجنبها أخطاؤها على ما أظن .
لقد قالت الحياة بالفم العريض: انّ دور الدين في كل المجتمعات مازال كبيرا جدا بسبب طول الفترة الدينية في التاريخ والأديان عموما تدعو الى رفع الظلم عن الانسان من قبل أخيه الانسان . الله في قلب كل مؤمن تقي فكرة محورها التضرع اليه من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية على الأرض.
والإسلام بحد ذاته دين أخلاقي ينظر الى الفقراء بوصفهم جزء أصيل من الله وهو جزء أصيل منهم فهو يقوم على خدمتهم وحين تخدم الله فأنت بذلك تخدم الفقراء , من ذلك المنطلق جاءت شريعته السمحة ذات نزعة انسانية عميقة تتمحور حول العدالة الاجتماعية وحق الفقراء في ان يكون لهم نصيب من أموال الأغنياء . ذلك البعد الأخلاقي للإسلام أملى عليه تحريم الربا وهو الذي وقف بوجه "حداثة الغرب" عندما استعمروا البلدان الاسلامية فقد مثّل لهم شوكة يجب نزعها كي يتمكنوا من زيادة أرباحهم , حداثة الغرب تهمها المصالح حتى ولو أدّت الى قذف ملايين الأطنان من الجبنة بالأنهار كي لا تنخفض أرباحهم أما قيم وأخلاق الإسلام فهي ترى بذلك عملا مشينا مادام هناك الكثير من الجياع يمكن تقديمها لهم بدلا من قذفها بالأنهار.
ختاما أنا أتمنى من كل قلبي أن يُشكل كاتب المقال مع أمثاله حزبا سياسيا يقدمون فيه وجهة نظرهم العلمانية حول العيش المشترك في سوريا وليطرحوا في بنود خطتهم الكثير - على سبيل المثال لا الحصر - موضوع آذان الصلاة ليصبح موّحدا في كل محافظة وبنفس الوقت بدلا من ان نسمع كل يوم صوتا لمؤذن جديد يتفنن في ترنيم آذانه ,بدلا من تلك البيانات التي تخرج علينا منهم كل يوم لتطالب النشطاء السياسيين التوقيع عليها , أتحداهم أن يفعلوا ذلك والسبب معرف للجميع .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الياس مرقص والفكر الشيوعي
- اللبرالية من منظور مختلف
- من الأمة الى الدولة
- الأمبراطورية عبر التاريخ - امريكا نموذجا
- رواية موت صغير فيها استشراق عبقري
- الى غسان مع حبي
- الاحتلال يوّلد المقاومة في كل زمان ومكان
- عالم بلا قانون
- المسار الديمقراطي في سوريا ماله وما عليه
- وردة على قبر المختلف يحيى السنوار
- رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا(4)
- رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا 2
- الفصل الثاني من كتاب كيف نفهم اللبرالية الصادر عام 2019
- رقابة متعددة على المطبوعات الجديدة في سوريا
- نحو حل للنزاع اليهودي الفلسطيني
- عن الثورة والثورة الجنسية في مدينتي
- ملاحظات حول الصراع الدائر بين العلمانيين والاسلاميين على صفح ...
- جهد ضائع
- معجزة الصباح بين اليوغا والأبراج
- هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية والنظام السوري


المزيد.....




- -ترامب يدرس خططا لاستهداف منشآت الكوكايين داخل فنزويلا-.. مص ...
- منشور قديم على مواقع التواصل وموقف من إسرائيل يشعلان استجواب ...
- نقاش اسرائيلي في مسألة الاقتراب من الخط الأصفر.. وبن غفير يد ...
- واشنطن تعيّن سفيرها في اليمن ستيفن فاجن مديرًا مدنيًا لمركز ...
- قضية جديدة تلاحق أكرم إمام أوغلو.. السلطات التركية تحقق معه ...
- الحوثيون يعتقلون سبعة موظفين أمميين بتهمة -التخابرمع إسرائيل ...
- أسبوع في العالم
- النبض المغاربي لماذا احتجزت إسبانيا سفنا محملة بأسلحة قادمة ...
- شاهد.. أسباب تفوق الهلال على الاتحاد وفوزه 2-0
- ماذا تدفع الدول مقابل المساعدات المالية الأميركية؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - إخوان سورية وبرنامج العيش المشترك