أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رأفت الغانم - أصوات يهودية فرنسية: الاعتراف بفلسطين استحقاق إنساني ومعاداة السامية مصطلح مسيس















المزيد.....

أصوات يهودية فرنسية: الاعتراف بفلسطين استحقاق إنساني ومعاداة السامية مصطلح مسيس


رأفت الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 16:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


عقب ضغط شعبي وسياسي، وجهود دبلوماسية عربية، قرر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في يوليو الماضي الاعتراف بفلسطين، وهو ما حدث في شهر سبتمبر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. بدوره رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، ندد بالخطوة، معتبرا أنها تؤجج من عداء السامية وتزيد من مشاعر الكراهية ضد اليهود في فرنسا، وأنها "تكافئ إرهاب حماس"، إضافة إلى ادعائه بأنها سوف تعرقل تحرير الرهائن الفرنسيين في قطاع غزة. وهو ما ردت عليه باريس على لسان وزير الشؤون الأوروبية بنجامان حداد، قائلا "فرنسا لا تحتاج إلى دروس في محاربة معاداة السامية".

يستطلع هذا المقال آراء مجموعة من اليهود الفرنسيين، ذوي الميول اليسارية، حول الاعتراف الفرنسي بفلسطين ومصطلح معاداة السامية واستخداماته السياسية.


دافيد إسحاق: نتنياهو يغذي العداء للسامية

بداية كان لقائي مع الشاب الصحفي دافيد إسحاق المولود في فرنسا، والده ينحدر من مدينة حلب السورية، غادرها بعد تصاعد الكراهية ضد اليهود عقب إعلان دولة إسرائيل، مختارا الهجرة إلى فرنسا بعد أن افترق في لبنان عن إخوته الذين هاجروا إلى أميركا اللاتينية.

في الدائرة التاسعة عشر شمال شرق باريس، حيث تكثر المقاهي والبارات، ويشاهد لاعبو البيتانك (لعبة فرنسية بكرات حديدية)، جلسنا أنا ودافيد في المقهى على طرف الرصيف، بعد أن سحبنا كرسيينا عن الظل للاستمتاع بأشعة الشمس، وطرحت عليه ثلاثة أسئلة.

عن رأيه باعتراف فرنسا بفلسطين أجاب: "هذا أمر شاذ أن لا يحوز الفلسطينيون على الاعتراف بوجودهم ودولتهم. هذا يناقض القيم الإنسانية".
وعن تصريح نتنياهو قال: "نتنياهو يعكس الحقائق. هو أكثر من يسبب السمعة السيئة للمجتمع اليهودي اليوم، سياسته الحربية والوحشية هي أكثر ما يغذي العداء للسامية".
وعن استخدام مصطلح معاداة السامية ضد العرب في حين أنهم ساميون. عبر قائلا: "هذا جهد تم بذله من قبل الدولة الإسرائيلية ومنذ وقت طويل، أي حصر معاداة السامية بكراهية اليهود، المصطلح اليوم يشير إلى ما حدث في الحرب العالمية الثانية والإبادة التي رافقتها، ولم يعد يشير لمعناه الثقافي الشرق أوسطي." وعن استخدامه الراهن أضاف: "مصطلح معاداة السامية يستخدم اليوم بطرق سيئة، كاستخدامه ضد من يطالبون بالاعتراف بدولة فلسطينية، نحن أمام سلسلة من الأفكار التي تزعم أن دعم الفلسطينيين هو دعم للإرهابيين وأن الإرهابيين هم معادين للسامية فيصبح دعم فلسطين هو معاداة للسامية، وهذا منطق منفصل عن الواقع".


إيناس ڤي-روشون: الاعتراف رمزي لكنه إيجابي

إيناس ڤي-روشون ممثلة وكاتبة سيناريو فرنسية نشأت في القدس، التحقت بمعهد التمثيل كور فلوران (Cours Florent) وشاركت في عدة أعمال فنية منها مسلسل مكتب الأساطير، إضافة لأعمال مسرحية منها مسرحية القدس للكاتب إسماعيل السعيدي، التي تُعرض على خشبة مسرح ماتوران الباريسي منذ عام تقريبا، وتروي قصة الفلسطيني شهيد الذي يجبر بأمر المحكمة أن يغادر منزله، لتسكنه السيدة دلفين المرأة الكندية القادمة حديثًا من مونتريال.

أجابت إيناس عن سؤال الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية قائلة: "أنا بدون شك أدعم القرار الفرنسي وأجده مهم للغاية من الناحية الرمزية، لكن للأسف، لا أعتقد أنه سيقدم نتائج ملموسة على أرض الواقع لأن فلسطين ممزقة وتتخللها المستعمرات مثل جلد النمر". لكنها أبدت تفاؤلها قائلة: "على أية حال أعتقد أن الاعتراف بفلسطين يسمح بالتحرك نحو حلول سياسية جيدة تحرز تقدما ملموسا، وتترك مساحة أقل للمتطرفين الذين يستخدمون العنف من جميع الجهات". وعن تصريحات نتنياهو قالت: "بالنسبة لي هذا تصريح سخيف، كما أعتقد أن الربط بين فلسطين ومعاداة السامية خطير للغاية، وقد شاهدت بعض المؤثرين يتحدثون عنه على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن، هذا غير صحيح، لماذا لا يقال أنه دعم لحركة فتح مثلا، الناس هناك يحتاجون إلى دولة تمثلهم". ثم تختم كلامها بلهجة باريسية منفعلة وهي تقول" بالنسبة لي، على أي حال، نتنياهو استغلّ معاداة السامية في فرنسا بشكل كبير، وهذا أمر في غاية الخطورة ومؤسف."


غابرييل بوس: تسييس معاداة السامية لخدمة إسرائيل

غابرييل بوس أحد أعضاء منظمة تسيديك (Tsedek)، المناهضة للعنصرية والاستعمار في فلسطين، جاء في موقعها على الإنترنت أنها تدعو إلى "بناء جبهة يهودية مناهضة للعنصرية وذات توجّه ما بعد استعماري."

في جامعة باريس نانتير، في مبنى المسرح الواقع شرقها، الذي يضم قاعات كليات عديدة منها الفلسفة، صعدنا إلى الدور الأول وجلسنا في إحدى القاعات الفارغة. هناك عبر الشاب الذي تنحدر عائلته من يهود المغرب، عن رفضه المطلق لتصريحات نتنياهو. وأوضح قائلا: "الإحصاءات عن الأعمال المعادية للسامية غير دقيقة، وزارة الداخلية تفوض مهامها إلى منظمة SPCJ (جمعية حماية المجتمع اليهودي) وهي مرتبطة بمنظمة CRIF (المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا) وهي مؤسسة صهيونية تقوم بحملات ضغط مكثفة لصالح إسرائيل." وأضاف: "الهدف تسجيل أكبر قدر من حوادث معاداة السامية ، لذلك نجد أمثلة أُدرجت كأعمال معادية للسامية تشمل مظاهرات من أجل فلسطين، مثل رفع الأعلام الفلسطينية أمام اليهود. ونحن لا نوافق على اعتبار ذلك معاداة للسامية، وهذا كله نتيجة استغلال استخدام المصطلح ونتيجة ما نسميه محاباة السامية (Le philosémitisme)"

غابرييل اسهب عما أعتبره إبادة الفلسطينيين ، وعن خطابات إبادة جماعية شائعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية. قبل أن أقاطعه سائلا:
– ماذا كانت ردة فعلك الأولى بعد 7 أكتوبر؟
"شعوري متداخل، من جهة أظهرت الصور الأولية لتدمير الجدران نوعاً من الأمل، أن يكسر جدار السجن. بعد ذلك، جاءت صور أخرى، ومن الطبيعي أن أشعر بالاختناق. ليس من المفرح أبدا رؤية المدنيين يُقتلون".

وأسهب عن مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع أعدادهم قبل أن أقاطعه مرة أخرى:
– هل زرت إسرائيل ؟
" عندما تكون يهودي فرنسي، غالبا ما يكون لديك أقارب هناك. لدي هناك أبناء عم وخالات وأخوال. ولقد زرت إسرائيل عندما كنت في السادسة عشرة من عمري".
– هل تتواصل معهم؟
منذ 7 أكتوبر لم أتواصل معهم، ولا أفضل أن أفعل، بصراحة، أجد صعوبة كبيرة في مناقشة الموضوع مع والدتي، رغم أنها ليست إسرائيلية ولا تعيش في إسرائيل، معهم سيكون النقاش أصعب.


جيرالدين هورنبيرغ: اعتراف مشروط يخدم الأجندة الإسرائيلية

السيدة جيرالدين هورنبيرغ إحدى الناطقين باسم منظمة الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام (UJFP)، وهي منظمة تأسست سنة 1994 وتعرف عن نفسها بأنها "جمعية يهودية علمانية تسعى لتحقيق سلام عادل في الشرق الأدنى. وتتمسك بحق الشعوب في تقرير مصيرها." المنظمة تناهض ربط اليهود بالصهيونية، وتشارك بالعديد من التظاهرات والمؤتمرات وحركات مقاطعة إسرائيل، وتدعم اللاجئين وتندد بكافة أشكال العنصرية.

بعد التحدث مع جيرالدين عبر الهاتف، فضلت الإجابة كتابيا عبر البريد الإلكتروني، وفيما يتعلق باعتراف فرنسا بفلسطين كتبت "هذا القرار متأخر، والصيغة التي جاء بها تُعد خطيرة على مستقبل الشعب الفلسطيني. لأن الاعتراف بدولة فلسطينية تم ربطه بشروط، منها: نزع سلاح الدولة المرتقبة، وهو ما يعرّضها للتوسع الإسرائيلي؛ وفرض قيادات سياسية محددة عليها؛ وإلزامها بالمشاركة في ترتيبات أمنية لصالح إسرائيل؛ إضافة إلى إنهاء عمل وكالة الأونروا. هذه الشروط تلبّي حصراً الأجندة الإسرائيلية، ولا تتطرق إطلاقاً إلى سياسات إسرائيل أو إلى الإبادة الجارية .. فضلاً عن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، انسجاماً مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 18/09/2024."

وعن معاداة السامية كتبت "من الضروري أيضاً إدانة موقف الدولة الفرنسية التي تزعم محاربة معاداة السامية، فيما هي تمارس سياسات معادية للمسلمين (إسلاموفوبيا)، وتسعى في الوقت نفسه إلى تجريم النقد المشروع لسياسة إسرائيل الاستعمارية، بذريعة مكافحة معاداة السامية."


ختاما، رغم الأصوات اليهودية التي يسمع صداها وهي تبرر الحرب على غزة، تبقى الأصوات الأخرى الرافضة للحرب والمنحازة للحق الفلسطيني حاضرة، وربما الآن أقوى من أي وقت مضى.



#رأفت_الغانم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبالغة في التعبير: من الأنمي الياباني إلى السياسة العربية!
- ثقافة الإنكار وتكرار الأكاذيب: من النظام إلى النخبة الطائفية
- منذر ماخوس: لم يضغط علينا أحد للذهاب إلى المفاوضات.. ونطالب ...
- أشرف فياض.. من انتقاد ثقافة النفط إلى حكم الإعدام
- خمسون إجابة مختلفة لشباب ينتمي للطائفة العلوية!
- دومانيات
- العرفان السياسي ونظرية المؤامرة
- انتعاشات العالم العربي صورة مغايرة من باريس
- بيت الصحفيين: نموذج لدعم حرية الصحافة
- سلامة كيلة: المعارضة السورية تعبر عن سياسات النظام ومصر على ...
- الوهابية ديانة سماوية رابعة
- العالم سجن وهابي
- انتصار حماس المحير


المزيد.....




- بعد تهديده لـ-حماس-.. ترامب يوضح ما إذا كان سيرسل قوات أمريك ...
- قبل يوم من لقاء زيلنسكي.. ترامب يعلن عن اجتماع مع بوتين في ا ...
- تونس: بين عائدات الفوسفات وصحة المواطنين ... السلطة أمام تصا ...
- ترامب: كيف يتعاطى مع بوتين؟
- فرنسا: حكومة لوكورنو تنجو بصعوبة من سحب الثقة
- تصريحات لافروف عن الأزمة الجزائرية المالية: هل أغضبت موسكو ا ...
- ترامب يتراجع عن تصريحاته بشأن حماس ويهددها بعمل عسكري
- هل ما جرى بمدغشقر انقلاب عسكري أم ثورة لشباب -زد-؟
- بلدية إسطنبول تقر توأمة مع غزة تعزيزا للتضامن الإنساني والسي ...
- أزمة باكستان وأفغانستان إلى أين؟


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رأفت الغانم - أصوات يهودية فرنسية: الاعتراف بفلسطين استحقاق إنساني ومعاداة السامية مصطلح مسيس