أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت الغانم - المبالغة في التعبير: من الأنمي الياباني إلى السياسة العربية!














المزيد.....

المبالغة في التعبير: من الأنمي الياباني إلى السياسة العربية!


رأفت الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 18:16
المحور: كتابات ساخرة
    


يمتاز الأنمي الياباني بمبالغته الشديدة التي تثير مشاعر المشاهد. على سبيل المثال، في مسلسل الكرتون "الكابتن ماجد"، يبقى البطل حلقة كاملة معلقًا في الهواء خلال "الفلاش باك". وعندما يركض نحو مرمى الخصم، تشاهد خط الأفق في الملعب قبل أن يظهر المرمى، مثل سارية سفينة تقترب من الشاطئ. إضافة لأسماء التسديدات التي توجه إلى مرمى الخصم، مثل "الضربة الصاعقة" أو "ضربة النمر"، والتي ترافقها مؤثرات بصرية وصوتية مع تداخل لأوجه المشجعين أثناء رحلة الكرة إلى الشباك.

تتعاظم المبالغة في مسلسلات كرتون أخرى مثل "الرمية الملتهبة" حيث تقتلع الكرة العشب وتمزق ثياب الخصم، بل وتحفر شعار الفريق على أرضية الملعب في الحلقة الأخيرة.

الأنمي الياباني الحديث يسير على خطى القديم، عالم من المبالغة الجاذبة للمعجبين، الذين يصل بعضهم إلى مرحلة الهوس، فينالون لقب "أوتاكو". وتشير بعض دراسات علم النفس إلى أن هذا الهوس قد يدفع بعضهم للهروب من الواقع إلى الخيال، محذرة من انعكاسات ذلك على حياتهم الاجتماعية.

المبالغة العربية
لسبب ما كنت أتذكر الأنمي الياباني عندما أستمع إلى المحللين السياسيين العرب، خاصة عندما يستخدمون مصطلحات تعزز هذه المبالغة مثل "العدو المتربص" أو "المؤامرة الكونية" أو "الإمبريالية العالمية"، ناهيك عن مصطلح "قوى الشر والاستكبار".

سابقًا شاع عن سوريا، بمباركة البعثيين، مصطلح "قلعة الصمود والتصدي". لكن موجة الربيع العربي كشفت أن القلعة نفسها كانت بحاجة لمن يحميها، حتى وإن كانت ميليشيات طائفية بشعارات تطالب بثارات قديمة مضى عليها 1400 عام، دون أن يؤثر ذلك على المنظومة العقلية لأنصار النظام" التقدمي"، أو يزحزح قناعاتهم.

في الساحة السعودية مؤخرًا، تكرر مصطلح "السعودية العظمى" على لسان من يطلق عليهم "الوطنجية". تبعهم مغردون خليجيون باستنساخ مطابق مثل "الإمارات العظمى" و""قطر العظمى"".

الإسلاميون بدورهم تميزوا بمصطلحات خاصة تداعب العاطفة الدينية، كمصطلحي "أعداء الأمة" و"الغزو الفكري". أما الجهاديون فكان لهم قاموسهم الخاص ذو الرنة الموسيقية، مع مصطلحات مثل "قرع الجماجم"، "رؤوس الطواغيت"، و"ساحات الوغى" وغيرها الكثير.

هذه المصطلحات تشحن الجماهير عاطفيًا وتفصلهم عن الواقع، وكما قالت العرب: "إن من البيان لسحرًا"، وهذا الاستخدام الممنهج لها، يضعف بالمقابل التفكير النقدي، ويجعله محرمًا في كثير من الحالات. كما يقلص مفهوم التشاركية، ويحيل الواقع إلى ثنائية الخير والشر، والأخطر أنه يجرد الخصم من إنسانيته.

الديمقراطية والمبالغة
الديمقراطية بدورها، تتناقض عكسيًا مع شيوع مصطلحات "القائد الملهم"، "رمز الأمة"، و**"الزعيم الخالد"**. لأنها تقلص من بشرية القائد وتقربه من التأليه، ليصبح الرئيس، الممثل للشعب والمستمد شرعيته منه، أعلى شأناً من الشعب نفسه، فيفقد الأخير القدرة على مساءلته أو عزله.

لكن من بين كل المصطلحات العربية المبالِغة، التي تهدف لحشد العواطف وخلق عالم موازٍ للواقع، أجد أن مصطلح "ملك ملوك أفريقيا" الذي أطلقه على نفسه معمر القذافي، يتجاوز كل حدود. هذا اللقب، الذي تطور من "الأخ القائد" مرورًا بـ**"أمين القومية العربية"** (منحها له عبدالناصر) و**"عميد الحكام العرب"**، يفوق المبالغات الأخرى، ويدفع للتفكير عن كيفية تعاطي الليبيين معه سرًا؛ وماذا إذا كان من بينهم من يقتنع به حقًا، أم أنهم كانوا يصفقون له فقط علانية ويسخرون منه سرا؟

المبالغة السورية
في التجربة السورية الراهنة، يمارس المعارضون شكلاً من المبالغة عبر استخدام مصطلحات مثل "الظلاميون"، "الرئيس الإرهابي"، و"الدواعش". وفي تحليلهم لمستقبل البلاد، يستخدمون مصطلحات مثل "السعي إلى التمكين"، "أعداء التعددية"، و"أعداء المرأة" بشكل متكرر. كما استلهم الشيخ حكمت الهجري مقولة شكسبير المسرحية "نكون أو لا نكون" للتعبير عن معارضته للسلطة السياسية في دمشق. في المقابل، يستخدم المؤيدون للسلطة، مصطلحات لشحن العواطف بشكل معاكس، مثل "من يحرر يقرر"، "النصر المؤزر"، و"الفاتح" في حق رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.

المبالغة الفرنسية
أخيرًا: في فرنسا أيضًا يستخدم اليمين المتطرف مصطلح "الاستبدال الكبير" (Le Grand Remplacement) للإشارة إلى استبدال السكان الأصليين بالمهاجرين، والتحذير من الهجرة وعواقبها. يقابله استخدام اليسار لمصطلح "العنصرية الممنهجة" (Le racisme systémique) للإحالة إلى أن العنصرية في فرنسا ترعاها مؤسسات الدولة بما فيها المحاكم.



#رأفت_الغانم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الإنكار وتكرار الأكاذيب: من النظام إلى النخبة الطائفية
- منذر ماخوس: لم يضغط علينا أحد للذهاب إلى المفاوضات.. ونطالب ...
- أشرف فياض.. من انتقاد ثقافة النفط إلى حكم الإعدام
- خمسون إجابة مختلفة لشباب ينتمي للطائفة العلوية!
- دومانيات
- العرفان السياسي ونظرية المؤامرة
- انتعاشات العالم العربي صورة مغايرة من باريس
- بيت الصحفيين: نموذج لدعم حرية الصحافة
- سلامة كيلة: المعارضة السورية تعبر عن سياسات النظام ومصر على ...
- الوهابية ديانة سماوية رابعة
- العالم سجن وهابي
- انتصار حماس المحير


المزيد.....




- كراسي ماري أنطوانيت.. كنوز ملكية تبيّن أنها مزيفة!
- قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤر ...
- فنان عالمي شهير يواجه اتهامات بسلوك غير لائق ومغازلة فتيات ق ...
- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- مقدم كوميدي أمريكي شهير يعلّق على خلاف ترامب وماسك ويثير ضحك ...
- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- فيلم -فلو- يتجاوز 57 مليون دولار في إنجاز غير مسبوق للرسوم ا ...
- -سوذبيز- تطرح سترة سينمائية شهيرة من الثمانينيات بمزاد علني. ...
- رحيل الفنانة العراقية غزوة الخالدي بعد مسيرة حافلة على خشبة ...
- هيئة محلفين أمريكية تفشل في إصدار حكم ضد المنتج السينمائي ها ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت الغانم - المبالغة في التعبير: من الأنمي الياباني إلى السياسة العربية!