|
بثينة شعبان: كما تدين تدان
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 21:02
المحور:
سيرة ذاتية
لم يكن من المبالغة أبداً، أن يطلق الروائي العالمي الكبير المرحوم هاني الراهب على "علي عقلة عرسان" والذي كان يعرف، أيضاً، وتهكماً، بالاختصار (ع.ع.ع.)، لقب المساعد أول ورئيس "مخفر" اتحاد الكتاب العرب، وقد قضى في ذات المنصب قرابة الأربعين عاماً، إن لم تخني الذاكرة، وكانت هذه سنّة معروفة، من سنن الحركة التخريبية، أن يبقى المسؤول في منصبه حتى زيارة سيدنا عزرائيل له، ومن ثم يقوم بتوريث المنصب لابنه أو صهره أو إحدى محظياته وخليلاته. فلقد كانت المناصب والوظائف العالية والوزارات، في حقبة الحركة التخريبية، توزع كإقطاعات وهدايا، وعطايا، للموالين، والأصحاب والأقرباء، بغض النظر عن مبدأ الكفاءة والموهبة والتخصص، وهذا ما ساهم في هجرة العقول والمواهب والأكاديميين وأصحاب الاختصاصات، فتسيد الجهلة والأدعياء، والحثالات، وسقط المتاع وأصحاب الشهادات المسروقة، ما عجـّل بانهيار الدولة وتفككها وتآكلها، وهروب مسؤوليها في ليلة ليلاء كالفئران والجرذان والأرانب المذعورة تحت جنح الظلام، وكلما كانت درجة الطأطأة والتبعية والاستزلام و"اللحوسة" والانبطاح ولعق الصرامي أكبر وأعلى، كلما كان المنصب أكثر وجاهة ودسماً وأهمية وكانت، بالتالي، تطول أو تنقص فترة البقاء، ومن هنا ساد "اللحّيسة" والطبـّلجية، والزمّرجية، ولاعقو الأحذية. وحقيقة، كانت معظم وزارات وإدارات ومؤسسات الدولة، عبارة عن مخافر وأفرع أمنية لتحري ومعرفة درجة ولاء وطاعة موظفي الدولة لآل البهرزي المعروفين بآل "الأسد" سابقاً، وكان مدير المؤسسة، أو الوزير، أو المسؤول، هو في النهاية، عبارة عن "رئيس مخفر" أو "رئيس فرع أمني" يجمع المعلومات عن موظفيه في المحافظات ومن ثم ترفع للإدارات الأمنية الرئيسية في الشام. والشيء بالشيء يذكر، وما حفزني على هذه الكلمات، هو حول ما جاء في قرار فصل بعض الأسماء من اتحاد الكتاب العرب، ومن بينهم السيدة المستشارة بثينة شعبان، ولا أدري ما مدى صحة الوثيقة، وأخلي مسؤوليتي القانونية عنها وما ورد فيها، فقد كانت، السيدة شعبان مثلاً، التي لا تفقه شيئاً في عملها كمستشارة سياسية وإعلامية، والدليل هو هذا الإخفاق والسقوط السياسي والإعلامي والهزيمة النكراء لنظامها، وبطلان استشاراتها التي يبدو أنها كانت "خنفشارية" وأودت بـ"صاحبها" إلى التهلكة، ولو كانت فعلاً مستشارة حقيقية، وحصيفة ومهنية متمكنة من عملها، هي وزميلتها المرحومة الشبلاء، لكان "معلمها" ما زال، متربعاً على عرشه، في دمشق، ولأصبحت سوريا أجمل وأبهى وأكثر ثراءً من دبي وإمارة "ليختنشتاين" وهونغ كونغ. وتوضيحاً، فلقد كان عمل السيدة شعبان، وزميلتها المستشارة المرحومة لونا الشبل، كمثل أي مسؤول سوري آخر في دولة الحركة التخريبية، أمنياً، بالدجة الأولى لفلترة الأسماء ضمن نطاق اختصاصها العملي، أي بالإعلام، وتعمل كضابط ارتباط مع الأفرع الأمنية ووزارة الإعلام، وتقرر، بالتالي، من يجب أن يعمل، ويكسب، ومن يظهر، ومن لا يظهر في إعلام البعث والرسالة الخالدة، وتصنيف الإعلاميين والصحفيين بين موال ومرضي عنه، وبين منشق ومغضوب عليه، ومن يدخل الإعلام الرسمي ومن لا يدخله، وتضع هذه الأسماء كلها في قوائم بيضاء وأخرى في قوائم سوداء، توضح فيها عبد الله الذي يرث، وعبد الله الذي لا يرث. وحقيقة، فوجئت، واستغربت، حين قرأت اسم السيدة شعبان ضمن أعضاء اتحاد الكتاب، فلم أعرف عنها أنها كاتبة أدبية، وهي ليست أديبة بالمعنى المهني، ( أي كتابة الشعر والنثر والرواية)، بل ربما، مجرد كاتبة صحفية يعلم الله وحده من كان يخط لها مقالاتها، تجتر فيها شعارات معلمها الطوباوية الرنانة الكاذبة والمتاجرة بالمقاومة وتحرير القدس، في موقع إيراني التمويل رخيص ومبتذل كـ"الميادين"، وكون اتحاد الكتاب العرب، وليس السوري (تخيلوا فقط التسمية البعثية)، معني بالكتاب وليس بالصحفيين والإعلاميين، الذين من المفترض أن يكون مكانهم، وعضويتهم-أي الصحفيين- في اتحاد الصحفيين، وكذلك الأمر بالنسبة للسيد الجعفري الذي لم أقرأ له نصاً أدبياً أو أية قصيدة، أو رواية، أو عمل أدبي، وكذلك الأمر بالنسبة للسيد طالب إبراهيم، وآخرين صدقاً لم أسمع بأسمائهم سابقاً كأدباء كما ينبغي كحال الأستاذ الأديب والكاتب الروائي حسن م يوسف، الذي له كتابات روائية معروفة، ومع الاحترام للجميع ومن دون التقليل من قيمة أي كان، ولكن تبدو هنا مخالفات مهنية، ونقابية جسيمة في تنسيب البعض للاتحاد المذكور وقبول عضويتهم "الهمالالية" الوهمية كبثينة وسواها، لتظهر مدى هشاشة هذه النقابات "التخريبية" وعدم فاعليتها، وانعدام مهنيتها، وعائديتها، وهي كانت "فعلاً"، عبارة عن اتحادات "نفعية" ولكسب الوجاهة والألقاب الخاوية والمسميات الفارغة التي تـُمنح لهذا وذاك حسب درجة الميوعة والعبودية والتبعية والانبطاح والولاء لآل البهرزي، وأستذكر ها هنا، حين "حفيت وعريت"، لكي تتم الموافقة على عملي كمجرد معلم للغة الإنكليزية في قريتي، وتوسلت كثيرين للحصول على وظيفة في دولة البعث بعد عودتي المشؤومة في العام 2006 من الخارج، وكل تلك الطلبات كانت تأتي بالرفض المطلق، وبقيت حتى يومنا هذا، ومنذ عودتي المشؤومة من الخارج، أتسكع، لعشرين عاماً، في شوارع المدينة والقرى ها هنا، بدون أي أمل أو عمل أو مستقبل بفضل السيدة شعبان، وأمثالها واستشاراتهم الأمنية ووشايتهم وإيقاعهم بالناس وقطع أرزاقهم، وأرزاق أطفالهم، العامد المتعمد، دون وازع من أخلاق أو رادع من ضمير. وبالمقابل، والأغرب من هذا كله، وتزداد الدهشة والحيرة في زمن التخريب البعثي الممنهج، حين تعلم بفصل كتاب وعمالقة وأدباء كبار، من ما يسمى اتحاد الكتاب العرب، ومطاردتهم، وقطع أرزاقهم وفصلهم من ذات اتحاد بثينة وعلى يد بثينة شعبان وزميلاتها المستشارة الشبل ووزراء ثقافة وإعلام آخرين، بالتواطؤ والتنسيق مع جنرالات أمن حثالة جهلة (بكالوريا أدبي شحط) ومعظم ضحاياهم كانوا، وبكل أسف، من الطائفة العلوية الكريمة كمثل، ومع حفظ الألقاب، والرحمة والترحم لمعظمهم، بو علي ياسين، وممدوح عدوان، وأدونيس، وعادل محمود، وزكريا تامر، وسعد الله ونوس، وحنا مينه، وحيدر حيدر (لست متأكداً تماماً من موضوع فصله وهو صاحب وليمة لأعشاب البحر وإن يكن قد تم فهو بتأليب من وزير الأوقاف ابن السيد)، ومعهم عملاق الرواية العالمية أستاذي بالأدب الإنكليزي بجامعة دمشق وتاج رأسي ومعلمي وقدوتي المرحوم هاني الراهب، الذي لم تكتفِ تلك الحثالة الأمنية البهرزية بفصله، بل خفـّضت درجته الوظيفية من محاضر وأستاذ جامعي، إلى مدرس ثانوي، في إحدى مدارس دمشق، وكل ذلك بسبب معارضة هؤلاء البررة الأبطال لنظام الحركة التخريبية البهرزية وسياسات البطش والقمع والتنكيل والفساد للطاغيتين الأب والابن. لم يكن لهذا الطاقم الحاكم، أي بعد نظر، ولا قراءة واعية وناضحة للواقع والتحولات العميقة والجذرية القائمة، وبقي يراوح في مكانه، قرابة الستين عاماً، مجتراً شعارات، أكل عليها الدهر وشرب، اناصر بالاشتراكية والوحدوية البلهاء فتجاوزه الزمن بأشواط، وسقط وتهاوى بالتقادم بتلك الصورة الدراماتيكية السريعة. كان سيف السلطة، يوماً ما بيد بثينة، ترفع وتعز من تشاء، مع زميلتها الشبلاء، ومع بعض التحفظات بالتأكيد والملاحظات وبالمجمل لست مع هكذا قرارات (من باب الترفع والمسامح كريم)، ورغم معارضتي الشديدة لبعضهم، وقد وصلت الأمور حد الصراخ العالي في بهو الفندق والاشتباك بالأيدي مع بشار الجعفري في جنيف (كنت وقتها ضمن وفد معارضة الداخل بالعام 2017) وحيث أتته تعليمات ووشايات وكان "محقوناً" ضدي من إحداهن ولإرضائها، وبسبب تشبيحه وعنجهيته وفوقيته، وبعدها وشى بي للجنرال البعرزي المزمن علي مملوك فأخذوا إجراءً بحقي يومها كاد يصل حد الاعتقال رغم أنني كنت منتخباً بالوفد، (وكله موجود على النت) ... وهكذا هي، دوماً، الحياة، لا تغركم، فيوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحسر، وليس شماتة بها ولا بأي كان، فالشماتة عار على حاملها، لكن مجرد تذكير، وعلى المرء ان ينتبه جيداً وينظر دائماً بعيداً وإلى الأمام، ومعرفة أبسط قوانين الكون وسنن الحياة، ومن أبسطها على الإطلاق: "كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل ستكال".ً
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ظهور العلوية السياسية: الأخطاء الاستراتيجية القاتلة للعلويين
...
-
ظهور العلوية السياسية
-
كل هؤلاء كانوا يشاركون المواطن وجبة الطعام
-
هذا الجيش يجب أن يهزم: لماذا انهار الجيش يا بشار؟
-
أسطورة وخرافة الخلق: وخرافة الأديان الإبراهيمية
-
نعوات رسمية أم استمارات أمنية؟
-
التكنولوجيا تسحق الإيديولوجيا
-
سوريا: كذبة وخرافة الوحدة الوطنية
-
سوريا: غزوة الضباط الأحرار
-
عيد الغدير: أعظم أعياد العلويين(النصيرية)
-
خرافة أمة المليار
-
ال DNA وخرافة خلق الله
-
الكسوف والخسوف: أكبر دليل على عدم وجود الله
-
من هو التكفيري والعنصري إسرائيل أم ثعابين حماس؟
-
C/V لمسؤول بدولة فاشلة
-
أعياد النصيرية -العلويين- بين الأمس واليوم
-
يسقط حكم للعسكر
-
روسيا: نمر من ورق
-
أيها الجنرالات: كفى عودوا لثكناتكم
-
تدشين الحنفية والفشخرة البعثية
المزيد.....
-
لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل
...
-
غزة بعد الاتفاق مباشر.. الأمن يسيطر على مليشيا عميلة للاحتلا
...
-
إغلاق صناديق الاقتراع في الكاميرون وبيا الأوفر حظا لولاية ثا
...
-
مظاهرة في سراييفو تطالب بدعم الفلسطينيين وقطع العلاقات مع إس
...
-
ترامب في شرم الشيخ: توقيع تاريخي وقمة دولية لإنهاء حرب غزة
-
هل تتعارض العدالة الانتقالية مع السلم الأهلي في سوريا؟
-
عاجل | ترامب: الحرب انتهت ووقف إطلاق النار سيصمد
-
كارثة قيس سعيد في تونس
-
ملفات غزة العالقة تهدد المرحلة الثانية من خطة ترامب
-
اشتباكات في غزة بين -حماس- وعدد من العائلات الفلسطينية
المزيد.....
-
أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة
/ تاج السر عثمان
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
المزيد.....
|