أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جودة أحمد - فن القصة القصيرة والأثر التشكيلي .. الحب غير المشروط موضوعًا قصصيًا














المزيد.....

فن القصة القصيرة والأثر التشكيلي .. الحب غير المشروط موضوعًا قصصيًا


خالد جودة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


أول ملاحظة حول قصة (أم الشخاليل) للقاصة (ليلى حسين) أنها مزجت بين الفن القصصي والطبيعة، وهو موضوع أثير وموفق بسمته الرائق، يقول د. عماد الدين خليل ص 5 "بتصرف يسير" بكتابه المعنون (الفن التشكيلي والمعماري): (الفن والطبيعة معا يمنحان الناس صورا وتشكيلات وتعابير جمالية تثير في نفوسهم أعمق ما فيها من تيارات الحب والدهشة والإعجاب والانسجام والقلق واليقين)
الأمر الثاني نفي القصة لنمط القصة المحكمة ذات البناء التقليدي المعروف تشكيليا بقصة القوس ذات البداية ومسار التأزيم لصنع العقدة والوصول إلى لحظة التنوير التي ليست في حقيقتها هى طرح الحلول إنما فطنة القارئ لمغزي القصة.
فالقصة هنا تميل لما يعرف بظاهرة التفتيت في القصة القصيرة، كما قاربها النقد الأدبي، ص 10 كتاب (الظواهر الفنية في ق ق المعاصرة في مصر) للدكتور مراد عبدالرحمن مبروك، من مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقول أن القصة المفتتة: (تتشكل من بني جزئية متراصة تصنع البيئة الشمولية للقصة. فالحدث لا يتمركز حول مسار محدد في القصة، بل تتبعثر دلالته في البني الجزئية للقصة)
فلو أردانا تلخيص حبكة القصة سوف نجد أنه مشهد في ليلة شتوية ممطرة، الأب يبيت في عمله خارج البيت خوفا من الطقس، والراوية الطفلة تتجول بنا في مشاهد قروية داخل وخارج البيت فيما يقارب التداعي الحر للأفكار، والسياق القصصي منطقي حيث أصابة الطفلة بالحمي مما أفضي لصخب المشاهد وتدافعها، لكن دون نشوب الصراع المفضي للخواتيم المثيرة.
هكذا تأسست القصة حول هذه الحبكة البسيطة فقط لا أكثر ولا أقل، والتي قاربتها ذائقتي الشخصية هكذا، لكنها رغم ذلك ذات مغزي عميق وفن قصصي فائق وممتع.
والتقنية السردية المستخدمة في القصة هي التبقيع اللوني، والتبقيع تقنية تفضي إلى التفتيت، أى وسيلة موفقة لتحقيق الظاهرة القصصية اللافتة. يذكر الكاتب محمد جبريل في كتابه (للشمس سبعة ألوان): ("التبقيع" من أدوات الفن التشكيلي التي تخصب القصة)
فالتبقيع في قصتنا ضربات فرشاة عفوية حرة (تداعي) والموزعة على أجزاء المتن القصصي، أى هذه الكتل السردية وانتخاب اللحظات المركزية المؤثرة والدالة في حياة الذات القصصية، ونجتزئ منها:
• التبقيع الأول: المطر وتأثيره على القرية بيوتها وطرقها وناسها وبيئتها، وجاءت الفكرة منثورة عبر ضربات فرشاة فنية موزعه، فعقب المشهد الاستهلالي ينبت في فقرة لاحقة مشهدية بيئية للمطر في الطبيعة عبر المجاز: (المطر يصطك بالنوافذ، يتعارك مع البرق الخاطف ... إلى آخره)، ثم عقب فقرات شاهد نصي حول مصائد الصين اللازب، وبعدها الشاهد النصي (الطرق خنادق طين تبتلع البشر) ... وهكذا. ويمكن تطبيق نفس الفكرة على جميع الاختيارات والتداعيات التالية.
• التبقيع الثاني: الراوية الطفلة وطقوس النوم والرقية والحلم، والأم والكمون في حضنها، والغوث من أشباح القرية وقصصها ووقائعها المتخيلة، وطقوس مدافعتها، وتفسير أسبابها، وتمثل شخوصها مجسدة في العلم "أم الشخاليل". والقصة هنا كانت دليلا معرفيا مصغرا حول التراث الشعبي وتمثلاته في موضوع الجن والعفاريت.
• التبقيع الثالث: سلوك الجدة ونشاطها في الشتاء (تحميص الفول السوداني / إدارة الأزمة وإصدارها قرار الحظر بعد الاستكشاف بمصباح الكيروسين / التطبيب في اليقين الشعبي طبقا لمؤشر القصة الزمني عبر مفرداتها التي تنتمي ربما لما قبل الثلث الأخير من القرن العشرين بسنوات)
وسمت الجدة الشكلي والمعنوي وأثره النفسي في الذات القصصية، التبقيع جاء أيضا باستعمال المجاز خاصة الصور اللونية الشائعة بالقصة: (... فيروز عينيها يشبه حبات الخرز الزرقاء المصفوفة ... إلى آخره)
• التبقيع الرابع: سلوك الأب العطوف وتغذية الروح بالحب، لاحظ معي الشاهد النصي: (... لقيمات العسل التي يحرص أن يطعمنيها في المساء وكوب الحليب الدافئ الذى ترفضه روحي من سواه). والمفردات اللونية تسعي في مؤازرة الفكرة، أنموذجا: فالفانلة شاهقة البياض لأنها مضمخة بحنان الأب.
وجاءت ظاهرة التفتيت وأداتها التبقيع عبر وجهة نظر موفقة لوعي الراوية الطفلة، وقدمت مغزي لامس روحي وأؤثره عن غيره طبقا لانفاذ حقي الأصيل كقارئ في التأويل، وهو تقديم القصة العائلية المشبعه بالحب غير المشروط صانع الحياة الوجدانية السوية، وساكب الحنان وملكة العطاء في الشخصية الإنسانية عامة، وفي القرية المصرية الطيبة القديمة خاصة. أي إنسان لم يتغذي على الحب غير المشروط في طفولته يصاب بالمرض النفسي حتما، وحتى المجتمع الذي يفتقد مثل هذا في أفراده تسوده أجواء سامة من التنمر والكراهية.
ورغم رواء القصة فهي تحتاج إلى التقطير حتما من وجهة نظر شخصية خاصة، فقد أخذ من روعة القصة وأطفأ شيئا من بهائها فقرات ليست مجانية بل مكلفة لأنها شرحت المشروح وأوضحت الواضح بداية من (المطر لا يغسل الأرض والأشجار ... إلى نهاية القصة) وأكاد أقول منذ قبل ذلك بالفقرة التة نبدأ (لكن ذهابي للمدرسة تسليتي وسلواي ...)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن القصة القصيرة والمقاومة .. السير على حد السكين
- التأطير القصصي المكثف لمأساة المرأة الوحيدة
- توريق الصورة القصصية ومدافعة اليأس
- -كانوبوس-: سردية التاريخ الفنتازي المثير
- ملكة القلوب وجائحة الطلاق العاطفي
- حرائق الروح الإنسانية


المزيد.....




- أسطورة الشطرنج بوبي فيشر.. البيدق الأميركي الذي هزم السوفيات ...
- القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب -ديدي- بالسجن أربع سنوات ...
- محمد صلاح الحربي: -محتاج لحظة سلام- بين الفصحى واللهجة
- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جودة أحمد - فن القصة القصيرة والأثر التشكيلي .. الحب غير المشروط موضوعًا قصصيًا