أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - نصف قرن على قرار تجميد المنظمات الديمقراطية العراقية .















المزيد.....

نصف قرن على قرار تجميد المنظمات الديمقراطية العراقية .


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الايام ذكرى اليمة أصابت الآلاف من منتسبي المنظمات الديمقراطية العراقية عام 1975 وكانت للضغط على الحزب الشيوعي العراقي وقيادته في القبول بقرار تجميد المنظمات الديمقراطية العراقية والذي هو يعني حلها بالكامل وإيقاف كل عملها ونشاطاتها في جميع محافظات العراق ..! وهي إتحاد الطلبة العراقي العام ورابطة المرأة العراقية وإتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي , أن هذا القرار الرجعي والجائر طرحته قيادة حزب البعث على الحزب الشيوعي العراقي الذي كان في تحالف جبهوي معهم ..! في جبهة وطنية تم عقدها في تموز عام 1973..وفي حالة رفض الشيوعيين لهذا القرار طرح البعثيون صيغة أخرى أكثر إيلاماً من الاولى وهي ان تندمج كافة تنظيماتنا معهم بوحدة اندماجية يهيمنون هم عليها ونكون نحن جميعاً( بعثيون وإن لم ننتمي ) مثلما كان يقول صدام حسين ...من أن جميع العراقيين بعثيين وأن لم ينتمو ..!!علماً أننا ندرك ماهية عمل منظماتهم التي هي ليست مهنية او ديمقراطية وإنما تشكيلات هرمية مرتبطة بأجهزة حزب البعث وخاصة الامنية والتي تنفذ وبحرفية ودقة توجيهات قيادة حزب البعث في كل محافظة ..! قابل زملاؤنا قرار تجميد المنظمات الديمقراطية بحزن وألم وقابل صيغتهم الاخرى بالسخرية والاستهجان ..وأدرك الجميع خطورة الظروف التي نمر بها وحجم المخاطر التي تحيق بنا وبرفاقنا وزملائنا الطلبة والشبيبة والنساء وخاصة الكوادر المتقدمة والناشطين والذين تعرفهم أجهزة أمن السلطة وتتابعهم بشكل مستمر ..! كان التفكير يشغل بال الجميع ..وهو كيف نقوم بتجميد منظماتنا الديمقراطية وهي عريقة بالقدم والنشاط في الداخل والخارج على مستوى المنظمات العالمية والتي يقوم بعض زملائنا بقيادة عدد منها وخاصة في مجالي الطلبة والنساء..كنا نفكر لو لم يجمد حزبنا هذه المنظمات ويصر على ممارسة عملها لتعزيز الجبهة الداخلية وتقوية الديمقراطية في العراق فهل سيوافق حزب البعث والذي يمتلك كل الاجهزة العسكرية والامنية واجهزة المخابرات والاستخبارات بذلك ..! لكن من هو الحريص على هذا الوضع الذي ندرك خطورته ونتمنى ان لا يحصل ما تريده أجهزة السلطة الغاشمة من قرارات مجحفة بحق فصائل وطنية ثورية ديمقراطية شبابية تساهم في نهضة الوطن وسعادة شعبه ..الوضع جاد ولا يحتاج لتفكير طويل والسلطة تنتظر وبلهفة موافقة الحزب الشيوعي على قرار التجميد ! وبعكسه كما هو معلوم ستشن حملة شعواء او منظمة على كافة تنظيماتنا الديمقراطية في كافة المحافظات تستهدف القيادات والكوادر والاعضاء ويتم من خلال سجن واغتيال الآلاف منهم ..! وهذا ما سوف ينعكس على عمل لجان الجبهة وتفتيتها والانتقال لشن حملة واسعة لتصفية تنظيمات الحزب الشيوعي كافة ..الموقف صعب وخانق الى حد قطع التنفس بصدق ..! ما العمل ..صارت لجان المحليات تستدعي الشبيبة والطلبة والنساء للحديث معهم ومعرفة رأيهم في حالة اتخاذ قرار تجميد المنظمات الديمقراطية ..كنت حينها أشغل سكرتير مكتب ثانويات الناصرية وعضو مكتب وهيئة سكرتارية محافظة ذي قار ..تحدثت عن رأيي وهو .. أن قرار التجميد يعني الحل بشكل كامل , إذ كيف نجمدها ! وهل ستبقى الهيئات كما هي من الاعلى للأسفل وكما كانت الآن ..أم سينتهي بها الحال للحل تماماً. ! .قال بعض الرفاق المسؤولين ..أولاً لنبدأ بالتجميد كصيغة مفروضة علينا بشكل قاهر ولا ندري فيما بعد ماذا سيحصل ..! المهم الحزب وافق أخيراً وبعد نقاشات إستمرت لعدة ايام على قرار التجميد مضطراً وإعترض القليل من الزملاء عليه وإدعى بعضهم أننا يجب أن نستمر ولا يهمنا رأي قيادة الحزب فجرى إفهام عدد منهم من أن حزب البعث يبيت لضربة ساحقة لاعضاء وكوادر جميع المنظمات ولهذا السبب نحن مجبرين على الموافقة لتفويت الفرصة عليهم بسحقنا وهذا ما حصل ....كنّا كإخوة نتشارك في البيت في نقاشات جدية ومسؤولة عن هذا القرار قبل صدوره حيث كانت أختي الشهيدة موناليزا مسؤولة رابطة المرأة في محافظة ذي قار وكان أخي الاكبر داود مسؤول اتحاد الشبيبة في المحافظة وكان أخي الاصغر جمال مسؤول إحدى المتوسطات في اتحاد الطلبة وبقية إخواني وأخواتي كانوا اعضاء في اتحاد الطلبة او في رابطة المرأة حتى والدتي كانت عضو في حلقة في رابطة المرأة بالاضافة الى عضويتها في الحزب الشيوعي العراقي ....كنّا نفكر بجدية ومسؤولية في حالة رفض حزبنا لقرار البعثيين سوف يتم تدمير عائلتنا وعوائل الآلاف من الشيوعيين في كافة المحافظات وهذا ما كان يريده البعثيون وخاصة الرجعيين والانتهازيين منهم وهم كثر ..! أوضح لنا الشيوعيون القياديون رؤية البعثيين الحالية والمستقبلية وفهمنا ما كانوا يخططون له من شر مطلق يستهدف الجميع ولا تهمهم الجبهة والتي يعتقد الكثير منهم أنها صارت عبئاً عليهم .! ويريدون التخلص منها ..! كان والدي تلك الفترة مريض جداً ومصاب بالشلل النصفي ولكنه كان يستمع لنقاشاتنا الحادة وكيفية الخروج من هذا المأزق الصعب وكانت الوالدة جالسة قربنا وفهمت ما دار بيننا من نقاش , فكانت تسب البعثيين بقوة وهي تتذكر عنترياتهم في 8 شباط عام 1963 وكيف أن أحد هم و من الحرس القومي اراد اطلاق النار عليها وقتلها كما قتلوا أم المعلم الفقيد عاجل ..! كانت الوالدة تفهم الوضع بالفطرة والخبرة وتعتبر الجبهة مع هؤلاء ما هي إلاّ كذبة وكانت تردد سوف يكشفون تنظيمتنا ثم يجهزون علينا ..! وهذا ما حصل فعلاً من اواسط عام 1978 واوائل عام 1979 وما بعدها خلال فترة الثمانينات بحيث إستهدفوا أختى الصغرى سحر وزوجها صباح طارش وقتلوهما ..! كانت والدتي خلال كل فترة الجبهة تسمي البعثية بالمتذبذبين وإن اشتراكيتهم مزيفة وليست علمية او صحيحة وهذا ما قالته لوزير تعليمهم محمد محجوب حينما التقت به بسبب طرد اخواتي الثلاثة الصغار من المتوسطة لعدم انتمائهن للاتحاد الوطني ..حيث قال لها ( نحن نريد تطبيق الاشتراكية وانتم تريدون تطبيقها . فما الفرق ...! فكان ردها الذي ذكر هنا ..وعادت من بغداد خائبة من هذا اللقاء ..أوضحنا لقيادتنا رأينا الصريح بالقبول بهذا القرار بحزن وألم ..فرد بعضهم ونحن كذلك ..وقال آخر ..ماكو چارة ..! والقصد معروف حيث سوف تباد كل تنظيماتنا ولن نحقق شيء يصب في مصلحة بنات وابناء شعبنا .. ومن هذا الدرس الاليم صار واضحاً أن حزب البعث يمكن ان يضرب الجبهة والعاملين فيها وتنظيمات الشيوعيين بعرض الحائط ويجعل البلد يمر بمرحلة صعبة لكنه يرتضيها للأسف ..! لكن حزبنا لم يستفد في السنوات اللاحقة من هذا الدرس بحيث يحسب له الف حساب ويقوم بتقليص عمله العلني وخاصة مع البعثيين وسحب كوادره الى مناطق أخرى لتعتيم عملهم وابعاد انظار ازلام الامن عليهم وتهريب عدد منهم الى خارج الوطن ..والخ من اجراءات احترازية تحافظ على حياتهم وعملهم اللاحق في حالة لو تم استهدافهم من قبل البعثيين في جميع المحافظات مثلما حدث لاحقاً في الاعوام التالية ..لكن قيادتنا لن تستفد من اي درس مؤلم بحق رفاقنا وزملائنا بل على العكس بقيت القيادة تتشبث بالجبهة الوطنية وتجتمع بدون جدوى مع البعثيين بالوقت الذي لم تخلوا منه دوائر الامن من رفاقنا الذين يتم القاء القبض عليهم وزجهم في معتقلات اجهزة الامن دون اسباب ..! بل جاء مؤتمر حزبنا الثالث في ايار عام 1976 ليؤكد عمق الروابط بين البعثيين والشيوعيين من أجل توجه العراق صوب الاشتراكية ..!!! كان البعثيون يتمنون عدم موافقة الحزب الشيوعي على قرار التجميد وتحويل المسألة لقيادة المنظمات نفسها حتى يتم لهم اتمام مخططهم بشن حملاتهم الهمجية والمنظمة على كوادرنا ورفاقنا وخاب أمل العديد منهم حينما أبلغتهم قيادة الحزب الشيوعي بموافقتها على قرار التجميد والذي هو كما قلت يعني الحل وتعطيل العمل والنشاط لهذه المنظمات الديمقراطية وسحب ممثليها من العمل في المنظات الديمقراطية العالمية وهذا ما جرى لاحقاً وسريعاً والذي أدى الى ضعف في عملها وسبب ألماً للزملاء والذين يحتل عدد منهم مراكز قيادية هامة فيها وخاصة الطلبة والنساء . لكن منظماتنا الديمقراطية الباسلة عادت جميعها للعمل وبنشاط في الداخل والخارج واحتلت مواقعها المتقدمة ولا زال زملائنا يمارسون نشاطاتهم بوعي وطني بينما اندحرت تنظيمات حزب البعث وولت الى غير رجعة تلاحقها اللعنات ..تحية حب وتقدير لكافة من عملوا والذين لا زالوا يواصلون عملهم بصدق واخلاص في هذه المنظمات الديمقراطية الرائعة والمجد للشهداء البواسل الذين خضبوا تربة وطننا العزيز بدمائهم ..



#أمير_أمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريدة كفاح الشعب إمتداد للصحيفة الماركسية .(.الصحيفة ..)
- اربعون عاماً بدون وجود أختنا الصغرى سحر
- لذكرى عميد المسرح العراقي ..حقي الشبلي
- عشرون شهراً في عدن اليمنية ..( 2 من 2 )
- عشرون شهراً في عدن اليمنية ..( 1 من 2 )
- الشهيد عبد الجبار وهبي ورفاقه الميامين
- حميد..النصير الشيوعي الطيب البسيط
- كيف تم إغتيال الكادر الشيوعي شاكر محمود البصري ..!
- خمس وسبعون عاماً على استشهاد يوسف سلمان فهد ورفاقه !
- صور بطولية لمقاومة انقلاب 8 شباط الدموي !
- آخر صورة للشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الضباط البواسل !
- الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب !
- ملاحظات عن نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية !
- رسالة الشهيد الملازم الطيار ابو الندى الى رفاقه الانصار ..!
- موقف المربي الفاضل يحيى ( ق ) من البراءة !
- تعالوا معنا الى قنديل..!
- خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 2 من 2 )
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 1 من 2 )
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ( 2من 2)


المزيد.....




- بالتزامن مع اندلاع احتجاجات شبابية.. قرقاش يوجه رسالة للمغرب ...
- الملك محمد السادس: محطات في حياته وحكمه
- - كان أمراً بالغ القسوة، لكنني أحب الحياة- - رهينة سابق لدى ...
- ارتفاع ضحايا انهيار مبنى مدرسة بإندونيسيا إلى 13 طالبا
- تأهب ببريطانيا والشرطة تقر بقتل أحد ضحايا هجوم الكنيس
- مسؤول أممي ومحامون: تصرف إسرائيل مع أسطول الصمود غير قانوني ...
- سوريا وإسرائيل: لماذا تعثّر الاتفاق؟
- أوقفت عمليات التوصيل ليومين.. أمازون تستأنف عملها بعد اصطدام ...
- الموافقة أو -الجحيم-.. ترامب يُحدد الموعد النهائي لحماس للرد ...
- نزلة برد أم إنفلونزا أم كوفيد؟ هكذا نميّز بينها


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - نصف قرن على قرار تجميد المنظمات الديمقراطية العراقية .