أمير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتفل الشيوعيون العراقيون ومؤازريهم في العراق وخارجه بصدور أول صحيفة ناطقة بإسم الحزب الشيوعي العراقي وتحمل في صفحتها الاولى شعار الحزب في .. ( وطن حر وشعب سعيد وكذلك شعار ..يا عمال العالم إتحدوا , بالاضافة الى أنها نقشت) بالمنجل والمطرقة للتعبير عن تلاحم صفوف الطبقة العاملة مع الفلاحين لقيادة النضال الوطني والطبقي في بلادنا ضد الرأسماليين والاقطاعيين واذناب المستعمرين ..وقد أطلق الحزب عليها إسم كفاح الشعب لتكون منبر كفاحي في صفوف الشعب ومن أجل الدفاع عن حقوق الجماهير الفقيرة من العمال والفلاحين والكسبة وغيرهم ولرفع الحيف عنهم وتخليصهم من معاناتهم الكبيرة..وقد رأس تحريرها الرفيق عاصم فليح الذي كان اول سكرتير للحزب الشيوعي العراقي عام 1935 الذي جرى اعتقاله في تشرين الاول عام 1935 مع رفاقه مهدي هاشم ولاحقاً وفي ديسمبر من نفس العام تم اعتقال الرفيق زكي خيري الذي كان عضواً في اول لجنة مركزية شكلها الحزب بعد تحويل إسمه من لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار الى الحزب الشيوعي العراقي الذي لا زال إسمه باقياً للآن وتعتبر كفاح الشعب إمتداد طبيعي للصحيفة الماركسية الاولى في العراق والتي أصدرها السياسي الماركسي حسين الرحال وهو الاخ الاكبر للرفيقة أمينة الرحال والتي كانت عضو لجنة مركزية للحزب الشيوعي العراقي في أول تكوين للحزب مع الرفيق الخالد فهد ورفاقه الآخرين وقد كان عدد صحيفة الصحيفة التي أسسها الرائد الرحال قد صدر في يوم 18 كانون الاول عام 1924 وقد إمتازت بالجرأة في تناول معانات الجماهير الفقيرة وتدعو الى تحرير المرأة ومساواتها بأخيها الرجل في الحقوق والواجبات وغيرها من الامور التي ازعجت اركان النظام الملكي الاستعماري فسارعت الحكومة الى اغلاقها بعد صدور ستة اعداد منها فقط ! في عام 1925 لكنها عاودت الصدور في 13 أيار عام 1925 بجهود الصحفي عوني بكر صدقي ثم ما لبثت ان صدر منها ثلاث اعداد فقط إلاّ وتم غلقها مجدداً..وحينما تأسس الحزب الشيوعي العراقي عام1934 وغير إسمه عام 1935 أصدر الحزب صحيفته والتي نحتفل بها نهاية هذا الشهر من كل عام وهي كفاح الشعب لتكون صحيفة مركزية وناطقة بإسمه وكانت تمتاز ليس فقط بإسمها الذي يحمل كلمة ومعاني الشعب ولكن بالمطرقة والمنجل الذي بتلاحمها يتجسد طموح واحلام الشيوعيين ونضالهم الوطني والطبقي في تغيير الواقع الراهن المزري وتخليص الطبقات المسحوقة من الظلم والاستعباد .. وهنا اراد الحزب ان تكون المطرقة قوة كبرى تقع فوق رؤوس الرأسماليين والمنجل الذي يقطع رقاب الاقطاعيين والمستعمرين ..لذلك جرى التضييق عليها ومحاولة خنقها وهي في سنتها الاولى والتي كانت تطبع على آلة الرونيو والتي صدمت رشيد عالي الگيلاني حينما شاهد إحدى نسخها فوق مكتبه وكان وقتها يشغل منصب وزيراً للداخلية ..قال بذعر (..أن هذه الورقة أشد خطراً من ثورة جماهير سوق الشيوخ , فإذا ما ثبتت افكارها سيستحيل علينا قلعها ..! ) وكان هو عائداً من قمعه لانتفاضة سوق الشيوخ وتبدو على ملامحه الزهو والغرور ..!! للصحيفة مكانة خاصة في نفوس الناس وخاصة المتعلمين منهم حيث يتلهفون لاقتنائها وقرائتها والاستفادة من المواد السياسية والثقافية التي تحملها وهنا لابد من الاشارة الى ما قاله الرفيق لينين .(.من أن الصحيفة ليست فقط داعية جماعياً ومحرضاً جماعياً , بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي )..فالصحيفة الشيوعية هي مدرسة فكرية وسياسية يتأثر بها الانسان وتشده الى الانتماء للحزب والتعلق به وبأفكاره من أجل صقل ما يفكر به من مباديء انسانية نبيلة تصب في النضال الوطني والطبقي ومن أجل تخليص العمال والفلاحين وسائر الكادحين من ربقة العبودية والاستغلال وتخليص المرأة من الغبن والعنف المجتمعي الذي يحاصرها في حياتها العامة كل يوم .. ولما تم تطويق صحيفة كفاح الشعب , أصدر الحزب الشيوعي صحيفة اتحاد الشعب في منتصف عام 1956 والتي ترأس تحريرها عبد القادر البستاني وكان عدد من السياسيين المهتمين بالصحافة يكتبون فيها ومنهم الشهيد عبد الجبار وهبي والذي كان له عمود يومي يستقطب آلاف الرفاق والناس المستقلين فيقومون بشراء الصحيفة وقراءة ما يكتبه الشهيد كل يوم ثم جرى التضييق عليها من قبل حكومة عبد الكريم قاسم واعتقال رئيس تحريرها وفي آذار عام 1960 جرى غلقها واعتقل ايضاً الصحفي البارز الشهيد عبد الجبار وهبي وآخرين ..كان الحزب الشيوعي ينشط بتطويع الظروف لاصدار صحيفة أخرى تنطق بلسانه وتكون أيضاً قريبة من هموم ومعانات جماهير الشعب , لذلك أصدر جريدة الشرارة في كانون الاول عام 1940 في بغداد وكانت بدايتها ب 90 نسخة ثم صارت تتسع حتى صدر منها 9000 نسخة في عام 1942 وكانت مطبوعة بالرونيو ثم في عام 1943 في كانون الثاني أصدر الحزب جريدة القاعدة .( بعد أن استولى عدد من المنشقين عن الحزب على معدات جريدة الشرارة الطباعية ..) ولما تأسست عصبة مكافحة الصهيونية أصدر الحزب الشيوعي جريدة أسماها العصبة في 7 نيسان عام 1946 وكانت ناطقة بإسم عصبة مكافحة الصهيونية ورأس تحريرها الرفيق الشهيد محمد حسين ابو العيس وكانت علنية في بدايتها وقد عبّر من خلالها الحزب الشيوعي عن مبادئه وافكاره واهدافه العامة بوضوح ..! لذلك تمت محاصرتها واغلاقها من قبل حكومة ارشد العمري عميل الاستعمار بعد صدور فقط ثلاثة اعداد منها ..وفي السجون نشط رفاقنا الشيوعيين في اصدار اول صحيفة لهم في عام 1948 في سجن الكوت في قبل الرفيق الخالد فهد وكانت سرية ثم وفي سجن نقرة السلمان أصدر الحزب صحيفة كفاح السجين الثوري في عام 1953 وفي اواسط الاربعينات اصدر الحزب مجلة المجلة وكان يرأس تحريرها الفقيد ذو النون ايوب ثم تبعها باصدار مجلة الثقافة الجديدة ومجلة المثقف ..حينما انبثقت ثورة 14 تموز عام 1958 إستبشر بها الشيوعيون خيراً كما جماهير الشعب ولذلك تحولت صحيفة اتحاد الشعب من السرية الى العلنية ولكن للأسف تم التضييق عليها وغلقها وتم حرمان ابناء الشعب من محتوياتها الثقافية الهامة وخاصة مقال الشهيد ابو سعيد عبد الجبار وهبي الذي كان يكتب فيها بإسم ..( كلمة اليوم ..) وينقل فيه هموم الناس ومعاناتهم بإسلوب مشوق استقطب اليه الوف العمال والمثقفين وخاصة الطلاب والمتعلمين وكان عدد من كتّابها الشهيد عبد الرحيم شريف والشهيد عدنان البراك وايضاً الشهداء سلام عادل ونافع يونس والرفاق القياديين زكي خيري وبهاء الدين نوري بالاضافة الى نخبة بارة من خيرة ابناء شعبنا ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر الفقيد عادل حبة والفقيد الشاعر رشدي العامل والفقيد غائب طعمة فرمان والفقيد مجيد الراضي والفقيد عبد الله حبة وآخرين كثر كانون يغنون الصحيفة بمقالاتهم الرائعة والتي تستقطب ابناء شعبنا والتي كانت تثير غيرة وحسد أجهزة السلطة فتقوم بمحاصرتها ومنعها من ان ترى نور الشمس ..ثم اصدر الحزب صحيفة طريق الشعب وبشكل سري عام 1961 واستمرت سرية الى تموز عام 1973 حينما انبثقت الجبهة الوطنية بين حزبنا وحزب البعث , وكان صاحب إمتيازها الفقيد ثابت حبيب العاني ورأس تحريرها الفقيد عبد الرزاق الصافي وكان مدير تحريرها الرفيق فخري كريم ..لكنها وعلى الرغم من علنيتها , كانت تحاصر في كل ما تكتبه وخاصة عمود الشهيد شمران الياسري ( بصراحة ابو گاطع ) الذي كان كثيراً ما يغيض سلطة البعث بصراحته المعهودة ووضعه الاصبع على جروح الناس البسطاء وإستمرت طريق الشعب بالصدور الى يوم 2 أيار عام 1979 بعد صدور قرار بتعطيلها في يوم 5 نيسان عام 1979 وتخريب اتفاق الجبهة من قبل صدام وزمرته وشن حرب شعواء ضد الشيوعيين وجماهيرهم في جميع محافظات العراق .وبعد ذلك صارت كل صحف الحزب تصدر بشكل سري ومنها طريق الشعب الذائعة الصيت والتي كانت الاحب لقلوب الشيوعيين وجماهيرهم وكان المثقفون وخاصة الطلاب يقرؤنها بلهفة وبشكل يومي وخاصة في المقاهي بينما نجد صحيفة الثورة حيث كان الباعة يلفون بها سندويشات الكباب للزبائن ..!! ..وهناك الكثير من الصحف التي اصدرها الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1935 بصدور صحيفة كفاح الشعب والتي نحيي ذكراها التسعين الى يومنا هذا وكلها كانت وما زالت تمتاز بالروح والغيرة الوطنية الصادقة ..تحية لآلاف الشيوعيين الذين ساهموا بالكتابة ودعم صحافة الحزب ..والمجد للشهداء الميامين واللذين فقدناهم خلال هذه المسيرة الحافلة بالمجد والافتخار ..
#أمير_أمين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟