أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير أمين - الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب !














المزيد.....

الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب !


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


في سجن نقرة السلمان الصحراوي الكائن خارج صحراء مدينة السماوة العراقية , كثيراً ما كان يزج به الشيوعيين ويبقون سنين طويلة متحملين قساوة الطبيعة الجافة وظروف المعيشة الصعبة والتي لا تطاق , لذلك كثيراً ما يفكر بعضهم بالهروب منه والتخلص من العذاب الذي يمرون به , وكان بعضهم ينجح في مهمته ويلتحق بحزبه الشيوعي , بينما يخفق آخرون ولم يحالفهم الحظ في النجاة ويقع بعضهم فريسة لضواري الصحراء كالذئاب المفترسة وغيرها ..ففي يوم 15 تشرين الثاني عام 1964 فكر الملازم الاول الشهيد صلاح الدين أحمد بالهروب من هذا السجن حيث أنه كان محكوماً بالاعدام لنشاطه كشيوعي عراقي ومقاومته لقطعان الحرس القومي , وخلال وجوده هناك استطاعت والدته ان تزوره وأخذت تنادي بأعلى صوتها عليه ..( ولدي صلاح ..أن المجرمين يعدون العدة لتنفيذ حكم الاعدام بحقك , ولا أريد ان اراك معلقاً بالمشنقة ويشمت بي البعض من المحسوبين على أهالي الموصل النجباء ..! ) وهذه الصرخة كانت نقطة الانطلاق والتحول لديه للتفكير بتنفيذ خطة .. الهروب بالتنسيق مع المنظمة الحزبية في السجن وهكذا تقرر ان يهرب بنفسه , وكتب وصية الى رفاقه اودعها عندهم في السجن يقول فيها ..( أنني عضو في الحزب الشيوعي العراقي , بعد ان اتضح ان حكم الاعدام سينفذ بي وجدت لازماً علي أن أقدم تقريري الاخير اوضح فيه تاريخي السياسي (..لقد ولدت من عائلة فقيرة في مدينة الموصل سنة 1934 في محلة المكاوي وكان أبي عاملاً معدماً يعمل في الحفر والبناء ومات من الارهاق والبؤس وسنه لا تزيد عن 35 سنة تاركاً زوجته واطفاله الخمسة وكنت أنا أكبرهم ..! ) ثم يتحدث في وصيته الى رفاقه عن ظروف العائلة الصعبة بعد وفاة والده وترمل والدته والتي قامت بإعالتهم من خلال عملها في تقديم الخدمات الشاقة في بيوت الناس , أما الشهيد صلاح الدين فيقول ..أنه كان يعمل في نقل الطين عند المساء على الدواب ويواصل تعليمه صباحاً في المدرسة ثم يستطيع الوصول للكلية العسكرية والتخرج منها , و يتحدث عن الظروف القاسية التي عاشها كشيوعي عسكري من قبل الانقلابيين في 8 شباط عام 1963 وكيف أنه كان يسجن ويعذب بقسوة وخاصة حينما أدخلوه الى سجن رقم 1 الشهير في العراق ويختم الشهيد صلاح رسالته اي وصيته لحزبه الشيوعي بالقول ..( ايها الرفاق الاعزاء , أودعكم واودع فيكم كل أمالي في تحرير شعبي وبناء الاشتراكية في وطني الحبيب , أودعكم هاتفاً من الاعماق , من على خشبة الاعدام ..( لأنه كان محكوماً بالاعدام ) المجد لحزبنا الشيوعي والنصر لشعبنا , مرحبا يا قافلة الشهداء أنني أتوق اليك ...التوقيع الملازم الاول صلاح الدين أحمد مجيد ..الاسم الحزبي قبل 8 شباط لهيب وبعدها صاعق ..هرب صلاح تلك الليلة الباردة مودعاً رفاقه لكن الذئاب كانت له بالمرصاد فقامت بنهش لحمه حينما ظل طريقه ووجدت جثته وكانت بيده صورة إبنته رباح تمسك بها أصابعه النازفة دماً وقد لفظ أنفاسه الاخيرة ..وبعد هذه الحادثة الاليمة توقفت عمليات الهروب من سجن نقرة السلمان ..وفي هذه الحادثة المروعة كتب الشاعر مظفر النواب قصيدة عنوانها ..( صلاح يموت والدنيا بعد گمرة ..) كان مطلعها ..

المنايا الما تزورك ..زورهه
خطوة التسلم ذبايح سورهه
طافح اعلة الريح عينة ايدورهه
أملح من ترابها وناعورهه
صگر والبيدة تعز صگورهه
وبأثر جدمة تلوذ طيورهه
وسفة ما حضنت صگرهه
وسلمته بليل .....
..عمت عینهه الما حمت ناطورهه

المجد للشهيد الشيوعي الباسل إبن الموصل والعراق , الشاب الثلاثيني الملازم الاول صلاح الدين أحمد..سيبقى إسمك عنواناً ورمزاُ أبدياً لشعلة النضال المتوهجه وسيبقى حزبك الشيوعي العراقي يفتخر بك وبأمثالك الابطال الى الابد ..
...........................................................................
ملاحظة..بعض المعلومات عن الشهيد مستقاة من كتاب .( تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الموصل 1934 - 1970 ) لمؤلفه الاستاذ الدكتور حسام الدين إسماعيل رشيد .

وحول سجن نقرة السلمان الرهيب فيقع في قضاء السلمان الذي يبعد عن مدينة السماوة بحوالي 150 كم وبني من قبل القائد البريطاني كلوب باشا لكي يعمل منه قلعة عسكرية حصينة لجنوده , لكن الحكومات حولته الى سجن للوطنيين المعارضين لسياساتها , ثم بني سجن آخر في نفس المكان في عام 1946 وخلال سنين طويلة أصبح سجن نقرة السلمان مدرسة للثوريين وخاصة لاعضاء الحزب الشيوعي العراقي ونخبة كبيرة من أبرز قيادييه وفي المقدمة منهم الشهيد سلام عادل السكرتير الاول للحزب , ولا زال الكثير من الشيوعيين يتذكرون تلك الايام العصيبة التي أمضوها فيه وخاصة بعد انقلاب 8 شباط الدموي وما ذاقوه داخل زنزاناته الرهيبة على ايدي عصابات الحرس القومي الاجرامية ولكنهم كانوا يزدادون قوة وبسالة وتحدي عكسه صمودهم البطولي بوجه الجلادين ..فكانوا يترنمون بإهزوجة جميلة يقولون فيها..( عمره خسارة الما يزور السلمان ..! )



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات عن نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية !
- رسالة الشهيد الملازم الطيار ابو الندى الى رفاقه الانصار ..!
- موقف المربي الفاضل يحيى ( ق ) من البراءة !
- تعالوا معنا الى قنديل..!
- خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 2 من 2 )
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 1 من 2 )
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ( 2من 2)
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ..! (1 من 2)
- البيت على قد أحلامنا ..والعيشة على قد الحال ..! (2 من 2 )
- البيت على قد أحلامنا..والعيشة على قد الحال ..! ( 1 من 2 )
- الخبز الحافي ومحمد شكري ..وجهان لعملة واحدة .
- وداعك مؤلم جداً رفيقنا عادل حبة !
- الشهيدات الشيوعيات شموس ساطعة في سماء العراق
- وضع سياسي مربك بحاجة ماسة للتغيير
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك ! 3 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .. ! 2 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .!..1 من 3
- لذكرى إستشهاد النصيرين مناضل عبد العال وعادل قوال حجي .
- فلاح الصراف ..الشهيد الشاب البريء المغدور ..!


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير أمين - الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب !