حسين قنبر
المفكر و الباحث
(Hüseyin Kambur)
الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 13:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السؤال 1: ما رمزية قاعدة باغرام بالنسبة للولايات المتحدة بعد انسحابها من أفغانستان؟
الجواب: تمثل قاعدة باغرام بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من مجرد منشأة عسكرية، فهي رمز لإستراتيجيتها الطويلة في أفغانستان وذاكرة لعقدين من التدخل العسكري. واشنطن تنظر إليها كأداة محتملة للعودة إذا اقتضت مصالحها ذلك، فضلًا عن كونها رسالة بأن نفوذها لم ينتهِ كليًا بعد الانسحاب. وبذلك تظل باغرام ورقة ضغط سياسية ونفسية في علاقة أميركا مع أفغانستان والمنطقة.
السؤال 2: كيف تنظر طالبان إلى أي حديث عن إعادة القاعدة للأميركيين؟
الجواب: طالبان تعتبر أي محاولة لإعادة القاعدة مساسًا مباشرًا بسيادتها وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. السيطرة على باغرام بعد الانسحاب الأميركي شكّلت بالنسبة لها علامة انتصار رمزي وسياسي. ومن ثم فإن مجرد طرح فكرة عودة الأميركيين يهدد مشروعها في تثبيت الشرعية ويثير خطاب "رفض الاحتلال". لذلك فإن موقف الحركة حاسم برفض تام لأي إعادة نظر في هذا الملف.
السؤال 3: هل تهديدات ترامب مجرد ورقة انتخابية داخلية أم تعكس نية ضغط حقيقي؟
الجواب: تصريحات ترامب تبدو في ظاهرها ورقة انتخابية تستهدف الداخل الأميركي وتعبئة الرأي العام. لكن في العمق، لا يمكن فصلها عن مسار ضغط استراتيجي تمارسه بعض دوائر القرار الأميركي لإبقاء أفغانستان تحت التهديد. فهي إذن تحمل طابعًا مزدوجًا: خطاب انتخابي يستهلك إعلاميًا، وفي الوقت نفسه إشارة إلى إمكانية توظيف الملف كأداة ضغط سياسي على طالبان.
السؤال 4: ما التداعيات المحتملة لفرض عقوبات أميركية جديدة على طالبان؟
الجواب: فرض عقوبات جديدة سيزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي والإنساني في أفغانستان، حيث ستتأثر حركة الأموال وتزداد معاناة المواطنين. سياسيًا، ستُستغل العقوبات كوسيلة لإجبار طالبان على تقديم تنازلات في ملفات عدة. في المقابل، قد تدفع هذه الضغوط طالبان إلى تعزيز علاقاتها مع القوى الإقليمية للبحث عن بدائل. وبالتالي، العقوبات قد تُعقّد المشهد بدل أن تساهم في حلّه.
السؤال 5: كيف يمكن أن يؤثر ملف باغرام على العلاقات بين طالبان والقوى الإقليمية (الصين، روسيا، باكستان، إيران)؟
الجواب: القوى الإقليمية تتعامل مع ملف باغرام بحساسية كبيرة، إذ ترى الصين وروسيا فيه تهديدًا مباشرًا لنفوذهما الأمني. أما باكستان وإيران فتميلان لدعم موقف طالبان الرافض للعودة الأميركية حفاظًا على مصالحهما. هذا يجعل طالبان في موقع تستفيد فيه من تأييد إقليمي، لكنه يفرض عليها أيضًا مسؤولية مضاعفة في طمأنة هذه الأطراف بقدرتها على ضبط الأوضاع الداخلية.
السؤال 6: هل يُعد الصراع حول القاعدة امتدادًا لمعركة "الشرعية الدولية" التي تسعى طالبان إلى تثبيتها؟
الجواب: نعم، فجدل قاعدة باغرام يرتبط مباشرة بجهود طالبان لإقناع العالم بأنها سلطة شرعية تمتلك قرارها السيادي. رفضها أي وجود أجنبي في القاعدة يعزز صورتها كدولة مستقلة لا تقبل الوصاية. ومن هذا المنطلق، يشكل الموقف من باغرام اختبارًا عمليًا لمساعيها نحو تثبيت الاعتراف الدولي بها. إنها معركة سياسية بامتياز بقدر ما هي أمنية.
السؤال 7: ما موقع الشعب الأفغاني في هذا الجدل: هل يرى في القاعدة رمزًا للاحتلال أم فرصة مهدورة للتنمية؟
الجواب: الشعب الأفغاني منقسم في نظرته إلى قاعدة باغرام. فالبعض يراها رمزًا للاحتلال وللذكريات المؤلمة المرتبطة به، فيما يرى آخرون أنها فرصة تنموية ضاعت بعد رحيل القوات الأميركية. هذا الانقسام يعكس الصراع بين تطلع الأفغان إلى السيادة الكاملة وبين حاجاتهم الاقتصادية والاجتماعية الملحة. ومن هنا تبرز معضلة طالبان في التوفيق بين الرمزية الوطنية ومتطلبات التنمية.
السؤال 8: هل تستطيع طالبان استثمار الموقف لتعزيز خطابها السيادي داخليًا وخارجيًا؟
الجواب: تمتلك طالبان بالفعل فرصة لاستثمار موقفها من باغرام لتعزيز خطابها السيادي. فهي تستطيع تقديمه للشعب كبرهان على تمسكها بالاستقلالية، وللمجتمع الدولي كإشارة إلى رفضها الضغوط الخارجية. غير أن نجاح هذا الاستثمار يتوقف على توازنها بين الحزم في الموقف والانفتاح على حلول اقتصادية. إذ أن التشدد وحده قد يضعف المكاسب السياسية التي تبحث عنها الحركة.
السؤال 9: كيف تنعكس هذه الأزمة على ملف الإرهاب العابر للحدود وعودة الجماعات المسلحة في أفغانستان؟
الجواب: التوتر حول قاعدة باغرام قد يوفر بيئة خصبة لبعض الجماعات المسلحة لاستغلال الموقف سياسيًا أو عسكريًا. في حال زادت الضغوط الأميركية، قد يضعف التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، مما يعيد المخاوف من تحوّل أفغانستان إلى ملاذ جديد للمتشددين. لذلك، يقع على طالبان عبء مضاعف لإثبات أنها قادرة على ضبط حدودها ومنع أي تهديد عابر للحدود.
السؤال 10: هل نحن أمام بداية جولة جديدة من التصعيد بين واشنطن وكابول قد تعيد أفغانستان إلى واجهة الصراع الدولي؟
الجواب: المؤشرات الحالية تدل على أن الأزمة قد تتحول إلى جولة جديدة من التوتر بين واشنطن وكابول. فالتصريحات المتبادلة تفتح المجال أمام مزيد من الضغوط وربما عقوبات إضافية. وإذا استمر التصعيد، قد تعود أفغانستان لتكون ملفًا دوليًا ساخنًا تتقاطع عنده مصالح القوى الكبرى. وهذا السيناريو يهدد استقرار المنطقة ويعيد البلاد إلى قلب الصراع الدولي.
#حسين_قنبر (هاشتاغ)
Hüseyin_Kambur#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟