أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين قنبر - التحولات السياسية والاجتماعية وتأثير الثورة السورية














المزيد.....

التحولات السياسية والاجتماعية وتأثير الثورة السورية


حسين قنبر

الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: حسين قنبر، المفكر والباحث، مدير مركز دراسات الشرق للسلام

أول حزب كردي في سورية: التحولات السياسية والاجتماعية وتأثير الثورة السورية

شهدت البيئة السياسية الكردية في سورية منذ منتصف القرن العشرين سلسلة من التحولات الهامة التي أسهمت في تشكيل الوعي السياسي الكردي وتحديد مساراته. تأسس أول حزب كردي في سورية عام 1957، في فترة كانت فيها القومية العربية في ذروة تأثيرها، بينما ظل الأكراد في سورية، قبل ذلك وبعده بعقود، ينشطون ضمن تنظيمات غير كردية، وخصوصًا في الحزب الشيوعي السوري، كما تأثروا بالتحولات السياسية في كرد العراق.

في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين، وقعت أحداث كان لها أثر بالغ في تعزيز الوعي السياسي الكردي. من أبرزها: مذبحة حلبجة عام 1988 التي راح ضحيتها نحو خمسة آلاف كردي، وحملة الأنفال التي شنها نظام صدام حسين ضد أكراد العراق، والتي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى. كما لعب تصاعد النشاط المسلح لحزب العمال الكردستاني في تركيا، بقيادة عبد الله أوجلان، دورًا مهمًا، خاصة مع مشاركة نسبة مهمة من الكرد السوريين في صفوف الحزب. في الوقت ذاته، شهدت سورية تهاوي التيار الشيوعي، الذي كان الإطار الفكري والسياسي الوحيد الذي جمع العرب والأكراد.

أسهمت هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي الذاتي الكردي وتعزيز استقلاليته السياسية، غير أن النظام السوري عمد إلى تفريق الأحزاب الكردية وتشتيتها. بعد الانتفاضة الكردية عام 2004، أشار مسؤولون سوريون سابقون إلى أن النظام نجح، في بعض الأحيان، في توحيد الكرد، بعد أن كان قد فرقهم بين أحزاب متعددة، مستفيدًا من علاقاته الإقليمية، بما فيها دعمه لحزب العمال الكردستاني في تركيا وتسهيل نشاطه داخل سورية.

لكن بعد عام 1998، وبعد طرد عبد الله أوجلان من سورية تحت الضغط التركي، تعرض كثير من ناشطي الحزب الكردي في سورية للاعتقال والمحاكمة، أو تم تسليمهم إلى السلطات التركية بموجب اتفاق أضنة. وعلى الرغم من ذلك، ظل الحزب مثار انقسام داخل المجتمع الكردي السوري، نتيجة لسياساته التي قيدت دور الكرد السوريين على المستوى الإقليمي، وحصر المطالب القومية على تركيا والعراق وإيران.

شهدت مطلع القرن الحادي والعشرين تحولات كبيرة في العلاقة بين الناشطين العرب والكرد. ففي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، اندلعت احتجاجات كردية في القامشلي، ما أسفر عن سقوط نحو ثلاثين شهيدًا، وكانت هذه أول مواجهة جماعية للكرد مع الدولة السورية بالعنف. في هذه الفترة، بدأ تداول مصطلح "كردستان الغربية" للإشارة إلى مناطق التواجد الكردي في سورية، وهو تعبير يعكس تطلعات الكرد إلى وحدة قومية وتجاوز تقسيم المنطقة تاريخيًا.

خلال الثورة السورية، شكلت مشاركة الكرد فرصة لإعادة تشكيل المجتمع السياسي الكردي السوري، وتعزيز علاقاته مع المعارضة العربية. ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين، أصبحت القضية الكردية جزءًا من النقاش المستمر في الأوساط المعارضة، مع وجود توافق غير مستقر على مبدئين أساسيين: الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد، ووحدة سورية أرضًا وشعبًا.

شكل المجلس الوطني الكردي، الذي تأسس عقب المؤتمر الوطني الكردي عام 2011، أبرز ملامح إعادة التشكيل السياسي للكرد السوريين. ومع ذلك، ظهرت تحديات في العلاقة مع المعارضة السورية، بما في ذلك الانسحابات المتكررة من الاجتماعات التي ناقشت حقوق الكرد، نتيجة للاختلافات على صياغة الوثائق واستخدام مصطلحات مثل "الشعب الكردي" و"اللامركزية السياسية".

تفاقمت أزمة الثقة المتبادلة بين العرب والكرد بسبب مخاوف متبادلة: خشية الكرد من أن المعارضة العربية ستستغل الدعم لإسقاط النظام ثم تتجاهل مطالبهم، وخشية العرب من أن المطالب الكردية قد تحمل توجهًا انفصاليًا يهدد وحدة البلاد. ورغم ذلك، بقيت الوطنية السورية إطارًا لإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين، مع التركيز على المساواة في الحقوق الفردية والجمعية، بما يضمن تنمية الثقافة الخاصة لكل مكون دون المساس بوحدة الدولة.

تتيح الثورة السورية فرصة لإعادة التفكير في العلاقة بين الوطنية السورية والقومية الكردية، بما في ذلك استثمار المطالب الكردية في إطار سياسي متقدم، مثل اللامركزية السياسية أو الفيدرالية، مع مراعاة وحدة البلاد. كما تعكس هذه التحولات أهمية التوازن بين المطالب القومية للأكراد وحقوق العرب، لضمان بيئة ديمقراطية تعزز التفاعل الإيجابي بين جميع المكونات السورية.

إن تجربة الكرد في سورية تؤكد أن الوطنية السورية يمكن أن تكون مساحة للحوار والتفاعل بين العرب والأكراد وغيرهم من المكونات، مع ضمان حقوق متساوية وتقدير للروابط الثقافية لكل طرف. ويظل التحدي الأكبر هو بناء توافق مستدام بين العقل السياسي والهوية الثقافية، بحيث يمكن تحقيق الحرية والمساواة دون المساس بالروابط التاريخية والثقافية التي تربط مكونات المجتمع السوري.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للعقل قياس


المزيد.....




- نيبال تشهد تعيين أول سيدة كرئيسة وزراء في تاريخها بعد احتجاج ...
- مالذي يعنيه خفض التصنيف الإئتماني لفرنسا؟
- أي مسار بعد إعلان -نيويورك- نحو دولة فلسطينية؟
- أول لقاء بين رئيس وزراء قطر مع نائب ترمب ووزير خارجيته بعد ه ...
- أسامة حمدان: محاولة اغتيال وفد حماس إطلاق نار مباشر على ورقة ...
- فيدان: الاعتراف بجرائم إسرائيل في غزة خطوة نحو العدالة الدول ...
- جنوب لبنان.. إصابة شخصين جراء استهداف مسيرة إسرائيلية
- عشرات القتلى في غزة بغارات ونيران إسرائيلية
- لغز الرصاصة البعيدة.. أميركا تبحث عن -القناص الشبح-
- الإمارات تستدعي نائب السفير الإسرائيلي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين قنبر - التحولات السياسية والاجتماعية وتأثير الثورة السورية