امير وائل المرعب
الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 15:25
المحور:
الادب والفن
في أحد شوارع لندن المزدحمة، وبين هدير الهتافات واللافتات المرفوعة، كان الشرطي “جاك هاربر” يراقب صفوف المتظاهرين بصرامة. كانت المظاهرة سلمية في ظاهرها، لكنها مشحونة بالغضب، تطالب بوقف دعم العنف في إحدى الدول المنكوبة.
وسط الزحام، لمح جاك شابًا يتقدم بخطوات سريعة نحو الحواجز، يهتف بحرارة ويمد يده نحو الضباط. تحرك جاك بسرعة، أمسك بذراعه، وبدأ إجراءات الاعتقال. بدا الأمر روتينيًا، حتى لحظة واحدة غيرت كل شيء.
بينما كان يقيّد يديه، سقطت من جيب الشاب ورقة صغيرة، التقطها جاك بلا اهتمام، لكنه تجمّد حين رأى ما عليها: صورة طفلة صغيرة، بعينين واسعتين، مغطاة بالدم والتراب، مستلقية على الأرض في مشهد لا يُحتمل. خلف الصورة، كُتب بخط مرتجف:
“هذه ابنة أخي. قُتلت في قصف لم يُذكر في الأخبار.”
توقفت يد جاك، ونظر إلى الشاب الذي لم يقاوم، بل كان يحدّق في الأرض بصمت. لم يكن مجرمًا، بل إنسانًا يحمل وجعًا أكبر من أن يُقال.
في تلك اللحظة، لم ير جاك متظاهرًا، بل رأى أخًا، رأى فقدًا، رأى الحقيقة التي لا تُنقل عبر التقارير. أطلق سراحه، دون كلمة، وأعاد له الصورة. ثم وقف هناك، وسط الزحام، لا يسمع الهتافات، بل يسمع صدى سؤال واحد يتردد في داخله:
“هل نحمي القانون أم نغضّ الطرف عن العدالة؟”
#امير_وائل_المرعب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟