أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - إبراهيم سعد حميد - جدارية الحياة














المزيد.....

جدارية الحياة


إبراهيم سعد حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 13:05
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في احدى الفترات كنت مهتم بتحليل ودراسة لوحات بيكاسو ، واحدى اللوحات التي استوقفتي هي جدارية الحياة ، والتي تعتبر من لوحات الزرقاء او الحزن الازرق ، حسب بيكاسو ، اللون الازرق هو الحزن ..
مرثية كاسجيماس ، هي تجسيد لوقائع حزينة ، مرثية في غاية البؤس ، يجسد الواقع .
ولعل اغلبنا قد تاثر بمرحلة ما من حياته بلوحة او اغنية او مشهد من مسلسل او فيلم ،او رواية او اية تراجيديا ، تبين لي ان الموضوع ، ان التعمق في هكذا امور قد يزيد من بؤس الشخص على نحو خطير .
ماذا يحدث بعد الاستمرار على هذه الشاكلة ؟

يقول إسحق عظيموف: "البشر أحياناَ يجدون نوع من المتعة في إجترار المشاعر المؤلمة، في لوم أنفسهم دون سبب أو حتى ضد منطق العقل"
على سبيل المثال لا الحصر

ان الاغاني الحزينة على مر العصور كثير انواع وبتعدد لغاتها ، هل تترك اثر نفسي على سلوك الفرد ؟

من الجيد انك تسمع فن اصيل ، تستمتع به ، وتنسجم مع فنانك المفضل ،
لكن جعل الاغنية مرتبطة مع اشخاص او حدث معين هو المشكلة بعينها ، يعني اكو من يستمعها من باب جلد الذات واسترجاع كل الاحزان القديمة التب لا تنتمي الى الواقع الحالي بأي شي ، اي ليس من اجل ان الاستماع والاسترخاء.
يذكر أرسطو في كتاب فن «الشعر» أنَّ دور التراجيديا «المأساة» أعمق من مجرد المتعة ، فهي تطهّر النفس عبر جعل المتفرج يواجه آلامه و مخاوفه (يواجه ظله). قالوا عن الحزن اللذيذ ، عائشة التيمورية: إنّي ألِفتُ الحزنَ، حتى أنني لو غاب عني ساءني التأخيرُ.

ماذا تكون إجابتك على ، الى ماذا يؤدي الاستمرار على هكذا شاكلة ؟
هل هناك جائزة تُعطى على حزننا المستمر؟



لما يكون هناك رصيد او فائض من المشاعر الحزينة التي نجمعها من الأغاني باذهاننا على المدى الطويل ، يصبح ذلك سلوك و روتين لدينا ، اي إلا يكون شخصًا طبيعيًا حتى يستمع او يرى ما يبرر حزنهُ ، اي انهُ يغذي آفة الحزن بداخلهِ .

تجدهُ يتنهد عندما يسمع الأطلال ،
يا فؤادي لا تسل اين الهوى، ويبكي كل احزان ابراهيم ناجي ، وكأنه مسؤول عن كل حزن في هذا العالم ..
فما أخطر الذاكرة القوية على الإنسان ؟
عندما تكتظ في ممراتها الاحداث الحزينة ونستذكرها اكثر من السعيدة ..
ما فائدة الأحزان المستمرة دون وضع حد ؟

فليس من النبل ان تبقى حزينًا ، تظن انهُ وفاءٍ منك ان تستمر بالحياة بطريقة جارحة ، ان تعيش حياتك بطريقة تراجيدية وعبثية ، وتقوم بتجميدها وعقلك على حد ما ، كل ذلك لأجل ان تستمر بطريقة معبرة عن حزنك ..
بدلًا من إيجاد طريقة للخروج من الاعماق .

التجاوز يسمح لك بأن تتطور ، اما التعلق يجعلك عالق في مكانك ، او يعود بك خطوات الى الخلف،
فعندما نسأل شخص ما ، لماذا تحب نمط حياتك الحزين ؟
يجيب بطريقة فلسفية يقول : الحزن حقيقتنا ..
ولأني لم تنصفني الحياة ..
الألم يجعلنا اقوياء فقط إذا تعاملنا معه كما لو انه فترة عودة للذات..
حتى وان الحياة لم تنصف الكثير منا ، لكن ليس بمعنى ان نبقى في نفس المكان..
وليس بمعنى الحزن حقيقة الانسان الازلية ..

كيف تخاطب نفسك وماذا تفكر بداخلك ، هو واقعك للفترة القادمة ، فالحديث الداخلي مع النفس مهم لانهُ يحدد ماذا ستعيش وفق أفكارك
والحليم تكفيه الإشارة..
خاطب نفسك بأشياء تحبها او تود ان تصل لها ،
خاطبها كما لو تخاطب شخص تحبه وتخاف تجرحه ..
قد ترى ذلك غير منطقيًا لكن فقط قم بتغيير حديثك الداخلي لفترة الزمن وانظر حياتك كيف تتغير ..
حتى الاغاني الحزينة ربما تسمعها من اجل الفن وليس من لغاية جلد الذات..



#إبراهيم_سعد_حميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهم هو الطريق نحو تكوين الخرافة
- اثر الاستهلاك التفاخري على نفسية الفرد


المزيد.....




- -مظهر سيىء-.. وزير الدفاع الأمريكي منتقدًا جنود الجيش -البدن ...
- خطة غزة.. ترامب يمنح حماس مهلة -من 3 لـ4 أيام- للرد ويحذرها ...
- فيديو- كيف ينظر الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة إلى مقت ...
- جمال كريمي بنشقرون : رجاء اسمعوا صوت الشباب.. من أسلوب الاحت ...
- ضمانات أمنية وحكومة انتقالية.. ماذا تتضمن خطة ترامب لإنهاء ح ...
- ترامب في اجتماع مع كبار القادة العسكريين: الولايات المتحدة ت ...
- رغم الإعلان عن خطة ترامب للسلام.. الموت مازال يحصد أرواح الع ...
- العثور على سفير جنوب إفريقيا لدى فرنسا ميتا أمام فندق بباريس ...
- واشنطن بوست: انقسام ديني يزلزل أركان السياسة الأميركية
- باحثون يوصون بإضافة التوابل الحارة إلى الوجبة الغذائية


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - إبراهيم سعد حميد - جدارية الحياة