أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - وداعا عبد الإله الصائغ . سلاما سلاما عبد الإله الصائغ الراحل النبيل الجزء الأول















المزيد.....

وداعا عبد الإله الصائغ . سلاما سلاما عبد الإله الصائغ الراحل النبيل الجزء الأول


محمد عبد الرحمن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


وداعا عبد الإله الصائغ . سلاما سلاما عبد الإله الصائغ الراحل النبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدير تحرير مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة
نائب رئيس جامعة ابن رشد في هولندا للشؤون العلمية ، التعليم عن بعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد الإله الصائغ الصديق النبيل المغامر المقدام في بحور العلم و المعرفة و الفكر و الثقافة، صاحب القلم الشجاع الذي يتجاوز مساحات الظلام و قطعان الاستبداد و التخلف . وداعا و داعا . سنظل نقرأ فكرك و أدبك ، و سنظل نحبك،و ستظل سفائن حريتك و أفقك النير تبحر عميقا في نفوسنا و أرواحنا. وداعا أيها العزيز وداعا أيها الشامخ . ستظل مجلتنا مجلة جامعة ابن رشد تستظل بفيئك، أنت السروة و الظل و الأستاذ، و نحن طلابك الحزانى لرحيلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤلما و قاسيا و حزينا كان وقع خبر وفاة الأديب المبدع ،و أستاذ الأساتذة، الناقد العراقي الكبير البروفيسور عبد الإله الصائغ.
عبد الإله الصائغ الرجل النبيل الذي عرفته و خبرته، في أخلاقه و قيمه النبيلة، و مواقفه الكريمة العديدة، يوم تشرّفت بالعمل معه في جامعة ابن رشد في هولندا للتعليم المفتوح ــ عليه واسع الرحمة و المغفرة ــ كان أستاذي و صديقي و رئيسي في العمل، حيث كان يعمل نائبا لرئيس جامعة ابن رشد، و كنت وقتها عميدا لكلية اللغة العربية. و بقينا معا في مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة، فهو حتى وفاته نائب رئيس التحرير، و أنا مدير التحرير.
ودودا و دمثا و أليفا كان، بصوته الهادئ الرزين، المفعم ذوقا و أدبا و دماثة في اختيار ألفاظه و كلماته الراقية التي تفوح عبقا و فلا و ياسمينا. وأثناء اجتماعنا في مجلس الجامعة، كان، رحمة الله عليه، يستنفر أقصى طاقاته الإنسانية، و أجمل صور تهذيبه العالي، فهو أستاذنا، و هو الأكثر قدرة، و هو الأكثر إبداعا، و هو الأكثر حضورا و بهاء، و مع ذلك كان يخاطبنا بعباراته الراقية، ومنها سيدي الكريم، و صديقي العزيز، و ابني الغالي.
مازلت أذكر اجتماعنا في مجالس الكليات الجامعية، بحضور الأساتذة الكرام: الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي، رئيس الجامعة، و الدكتور صباح قدوري نائب رئيس الجامعة، و الدكتور صلاح كرميان رئيس أعضاء شؤون هيئة التدريس. هؤلاء الأساتذة الكرام الذين تعلمت منهم الكثير.
و لن أنسى مواقفه الكريمة، و هو يناقش رسائل الماجستير و أطروحات الدكتوراه التي كانت تُناقس في جامعتنا، فقد كان يضفي عيها بهاء و جمالا، و كان يضفي على الباحثين الذين نناقشهم فضاء آمنا مفعما بالطمأنينة و المحبة.
نبرة صوته الرزينة الهادئة في اجتماعاتنا كانت مفتاحا للأمان و الإبداع و الطمأنينة، و دافعا للعمل الجاد المخلص، دافعا لكل من يعرفه، و يتعاون معه في مجالات العمل و الإدارة، و التدريس، و الإخاء و الصداقة و الزمالة.
يترجّل البروفيسور عبد الإله الصائغ فارسا، و هو على قمة الإبداع و العطاء الفكري و النقدي و البحثي في فضاءات العراق، و فضاءات العالم العربي. و إن كان في فترة مرضه الأخيرة مقلاّ في كتاباته، إلاّ أنه ظلّ قارئا متميزا، و متابعا متميزا لما ينشر في حركة التأليف و الثقافة العربية المعاصرة. و كنا قبل أن ننشر أي عدد جديد من أعداد مجلتنا، نرسله إليه ليطّلع عليه، و يبدي ملاحظاته المهمّة قبل النشر، و كان ـــ عليه واسع الرحمة و المغفرة ــ يقرأ العدد، و يناقش أبحاثه، و يعلّق عليها.
و كنّا نأخذ بآرائه النقدية الصائبة، و كنا سعداء لأن نعمل بها، حتى يرتقي عملنا نحو الأفضل. كان تنويريا معاصر، بعقل نيّر، منفتح على ثقافات العالم العربي و الأجنبي، و قد برزت مظاهر هذا التنوير واضحة في أبحاثه و كتبه النقدية العديدة.
ما أن يٌذكر النقاد العرب المعاصرون في ساحات الحوار، و المنتديات الفكرية، و الندوات الثقافية، حتى يبرز اسم عبد الإله الصائغ واحدا من أهم هؤلاء النقاد و الباحثين، و من أكثرهم عطاء، و تأثيرا في الحركة النقدية المعاصرة، تنظيرا و تطبيقا.
من بغداد إلى صنعاء إلى ليبيا، إلى ديترويت بميتشيغان الأمريكية يرتحل عبد الإله الصائغ نورسا شفيفا محلّقا في سماء الإبداع و الأدب، فاردا بصمته المتميزة على أي فضاء علمي يعمل فيه، و يشكّله، و يُخرّج في جامعاته العديد من طلاب المعرفة الذين أصبحوا أساتذة و باحثين في العديد من جامعات العالم.
سيرته العطرة، و كتبه النقدية و مجموعات الشعرية، استطعت الاطلاع على العديد منها، في مكتبات شارع المتنبي ببغداد، حين كنت أزور هذا الشارع المعرفي العالمي الغاص بكتب العالم العربي و الأجنبي، و مجلاتهما، في شتى صنوف المعرفة الإنسانية. و عندما التقيت بمجموعة من أدباء العراق و مثقفيه المعاصرين و باحثيه في المؤتمرات العلمية التي كانت تقيمها جامعات بغداد كانت سيرة عبد الإله الصائغ حاضرة بإجلال واحترام عميقين، يليقان بهذا الرجل المبدع، غزير الثقافة، واسع الاطلاع، و عميق الرؤية النقدية لمفهوم الأدب، و دوره الأخلاقي و الإنساني في ازدهار المجتمع، و رقي أفراده و ناسه.
اعتدت أن أتحدّث مع عبد الإله الصائغ مرتين كل شهر، و أحيانا ثلاث مرات من خلال ماسنجر الفيس بوك، و الواتساب الخاص به، كنا نتحدث في الأدب و الثقافة، و التأليف و النشر، و ظروف مرضه، و الرعاية الصحيّة العالية التي تُقدّم له، و تراقب حالات مرضه، وعن دور الممرضات اللواتي كنّ يشرفن على علاجه، إذ كنّ على غاية عالية من الاهتمام و الأدب، و الذوق الجمالي العالي، و الاهتمام به.
و حزينا كان يحدثني عن العراق و مؤسساته، و سياساته التي تهمل مبدعيه و مفكريه و أدباءه، و عقلاءه من الشرفاء المخلصين، في حين أن النظام الاجتماعي و الصحي و السياسي في ديترويت كان يعامل القادمين إليه من المفكّرين و المهاجرين المبدعين المضطهدين في دولهم و مجتمعاتهم البائسة، معاملة كريمة، و على غاية عالية من الرعاية الصحية و الاهتمام ، و تقديم المعونات المالية لهم، فالبلدان العربية، وللأسف، تنفي مبدعيها و مفكريها و مواطنيها، و تحرمهم من أبسط حقوقهم، في حين أن البلدان الأجنبية تمنحهم ما يحتاجون إليه من رعاية و أمان و سلام حين يتقدّم بهم العمر، يا للمفارقة العجية!! فالفقر في الوطن غربة و منفى، و الغنى في بلاد الآخرين وطن وسكن وأمان، هذه هي حال أوطاننا البائسة المنتفخة فاجعا و جهلا و عجرفة، المتورمة أخلاقا و سياسة و اقتصادا و تعليما و إيديولوجيا رثّة,
في الفترة الأخيرة كان المرض قد بدأ يفترس جسد أستاذنا الصائغ و روحه، و حركة شفتيه، و سلامة نطقه، و كان يبدو مرهقا، و نحن نتكلم، و كان صوته متعبا هامسا، غير أنه كان مفعما بشكر ربه الكريم، مؤمنا بما سيأتي منه. و بعد ذلك اكتفينا بأن نتواصل كتابة حتى لا أرهقه صوتا و نطقا.
يتبع في الجزء الثاني



#محمد_عبد_الرحمن_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسوعة الجنسانية العربية و الإسلامية قديما و حديثا الكتاب ا ...
- فضاء النص الأسطوري في فضاء الخطاب الشعري العربي المعاصر الس ...
- النص الروائي ــ قراءة في تعالق الأشكال و المضامين
- العدد ( 34) من مجلة الاستهلال الأكاديمية المحكمة ، الجزء الث ...
- العدد الجديد الثالث و الثلاثون من مجلة الاستهلال المغربية ال ...
- مدن ألف ليلة وليلة ـــ المكان و الثقافة و المجتمع و الحضارة ...
- نصوص حرة و أشجان لا تنتهي
- التَّبَايُنُ في الشعر النسوي العربي المعاصر بين التّصْريْف، ...
- رؤيا الواقع بتجليات اللغة السردية الواصفة في المجموعة القصصي ...
- لماذا لا تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب ...
- لا كرامة للعقل العلمي المعرفي في العالم العربي
- الحوار المتمدن منبر فكري لتكريس ثقافة العقل والتنوير والحوار ...
- الحوار المتمدن منبر فكري مهم
- العدد السابع من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية
- العدد الأول من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة
- ملوك ملوك أفريقيا تتساقط آخر رياش طواويسه
- قراءة في ديوان ( طيف) للشاعر جابر علي خليل
- العدد 129 من مجلة العرب تصدر في طوكيو، اليابان
- العدد الثاني من مجلة بروق التي تعنى بالقصة القصيرة
- قراءة أولى في مجموعة ( عناق) القصصية للقاص جمعان الكرت قراء ...


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - وداعا عبد الإله الصائغ . سلاما سلاما عبد الإله الصائغ الراحل النبيل الجزء الأول