أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شفيق العبودي - ماذا يعني اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ؟














المزيد.....

ماذا يعني اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ؟


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 15:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يعني اعتراف العديد من الدولة بالدولة الفلسطينية ؟
شهدت الساحة الدبلوماسية مؤخرا حراكا غير مسبوق بخصوص القضية الفلسطينية، وذلك بعد اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية، رغم أن هذه الدولة لا توجد لها أي ملامح على أرض الواقع، ببساطة لأن هذا الاعتراف بقي غير كاملا بحيث كان من المفروض أن يتم مصحوبا بخارطة هذه الدولة مع التأكيد على وضعها الحالي الذي يعني خضوعها للاحتلال، ومع ذلك حتى لا أكون عدمي الرؤية يمكن القول أن هذا الاعتراف يتضمن مكاسب ويحمل دلالات سياسية وقانونية ورمزية عميقة. لكن يجب أن نعترف في البداية انه لم يأتي تكرما من هذه الدول التي لازال بعضها يدعم بشكل أو بآخر الاحتلال الصهيوني إما عسكريا او اقتصاديا أو سياسيا...الخ، وبالتالي فإنه قد يكون مجرد تمويه أو خداع للشارع/الرأي العام الذي تحرك بقوة وفرض على هذه الدول خاصة الأوروبية اللجوء إلى هذا القرار لامتصاص الاحتجاجات والضغوطات المتسارعة هناك، كما أنه جاء بعد سنتين من الصمود الاسطوري للمقاومة المسلحة والشعب الفلسطيني، وتأكد العالم أجمع بأنه يستحيل هزيمة المقاومة الفلسطينية وفرض شروط الاستسلام عليها، لذلك فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون أن تتبعه خطوات عملية تترجم هذا الاعتراف، يبقى دون معنى مما يجعله حبرا على ورق، اذن ما الذي يمكن الاستفادة منه في هذا الاعتراف؟
أستطيع القول أن هذا الاعتراف غير المسبوق في تاريخ القضية رغم انه سبقته اعترافات منذ 1988م، يمكن اختصار نتائجه في ما يلي:
1- على المستوى الدولي
إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يُعطي دفعة قوية لفكرة أن فلسطين دولة قائمة بذاتها - مع ضرورة تحديد وضعها الحالي ورسم خارطتها- وليست مجرد قضية نزاع، مما يعزز مكانتها في القانون الدولي ويُرسّخ حقها في المطالبة بتقرير المصير.
2- كذلك كلما زاد عدد الدول التي تعترف بفلسطين، زادت الضغوط على الكيان الصهيوني المحتل الذي يرفض الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، ويتمسك بالاحتلال كواقع يسعى الى تأبيده وتوسيعه لتغيير المعالم الديمغرافية والتاريخية لفلسطين، وبالتالي فإن هذا الاعتراف الدولي على الأقل سيحدّ من قدرته على فرض سرديته المغلوطة على الرأي العام العالمي.
3- كما أن الاعتراف يساعد فلسطين على تعزيز وضعها في الأمم المتحدة، و يسمح لها بالانضمام إلى مؤسسات دولية (مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية) بصفتها "دولة"، مما يمنحها أدوات لمتابعة ومساءلة الكيان المحتل ومجرموه قانونياً، وبالتالي التضييق نوعا ما على تحركاتهم.
4- بالإضافة إلى ذلك يمكن لهذا الاعتراف أن يخلق زخماً معنوياً وسياسياً للفلسطينيين، ويعطي رمزية قوية لنضالهم، خصوصاً إذا جاء من دول كبرى أو تكتلات إقليمية (مثل الاتحاد الأوروبي أو دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا)، رغم أنه لا يمكن أن يحرر الأرض بشكل مباشر، لكن على الأقل يعتبر واجهة دبلوماسية مهمة، وجب استغلالها.
5- على المستوى الداخلي والاقليمي فإن انعكاسات
الاعتراف قد تشجع الفصائل الفلسطينية -خاصة فتح عباس التي تدين المقاومة وتعادي الفصائل المسلحة وترفض الاشتباك مع العدو الصهيوني - على الإسراع في المصالحة الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني من جديد، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بنفس جديد خاصة وأن الكيان المحتل سيصعد من ممارسته تجاهها، مما يمكن أن يؤثر في مواقف الدول العربية والإسلامية خاصة المطبعة أو التي هي في طريقها لذلك، وحتى التأثير في الرأي العام العالمي، من خلال تقديم رؤية واحدة موحدة لكافة الفصائل.
وفي الأخير أستطيع القول أن الاعتراف وحده لا يغيّر واقع الاحتلال على الأرض، ولا يوقف الاستيطان أو العدوان والإباداة الجماعية والتوجيع والحصار....، وبالتالي فإنه يحتاج إلى أن يتحول إلى قوة ضغط سياسية واقتصادية وعسكرية ليترجم إلى تغيير فعلي من شأنه أن يسمح برؤية ملامح هذه الدولة الفلسطينية التي يجب أن تكون قادرة على السماح لكل المهجرين خارج فلسطين التاريخية منذ 1948 بالعودة إلى أرضهم وديارهم وحتى الموجودين في المخيمات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة.
العرائش 28 شتنبر 2025



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان على إيران: بين الدعم والتفرج
- 30 مارس ذكرى يوم الأرض لأصحاب الأرض
- في مفهوم انتصار المقاومة الفلسطينية بغزة
- فلسطين تعيد صياغة مفهوم الوطنية
- ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغ ...
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى والمقاومة كخيعر وحي ...
- الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا
- لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين


المزيد.....




- المؤرخ اليهودي آفي شلايم: لم أعد أؤمن بالصهيونية ولحماس الحق ...
- مجلس الشورى الاسلامي: إيران لن تستسلم، ولن ترضخ للضغوط
- مسيحيو القدس بين الاعتداءات الميدانية والتزييف السياسي في ال ...
- أقباط شندي.. التعايش يهزم مخاوف حرب السودان
- مواطن تركي يمنع يهود حريديم من الصلاة في مطار باسطنبول
- الاحتلال يجرف اراض غرب سلفيت
- منتدى للخبراء في طشقند تمهيدا لافتتاح مركز الحضارة الإسلامية ...
- مؤرخ يهودي شهير: لم أعد أؤمن بالصهيونية وأؤيد حماس
- حضور عالم دين في صلاة الجمعة بسيارة تويوتا حربية
- ولي عهد البحرين يعتزم زيارة الفاتيكان وإيطاليا


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شفيق العبودي - ماذا يعني اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ؟