أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية بالمغرب ومآلاتها















المزيد.....

قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية بالمغرب ومآلاتها


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 7795 - 2023 / 11 / 14 - 07:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


قراءة سريعة في المعركة البطولية للشغيلة التعليمية ومآلاتها
تخوض الشغيلة التعليمية منذ اكثر من شهر معركة بطولية تحت شعار "إسقاط مرسوم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التعليم المنشور في الجريدة الرسمية عدد 7237 بتاريخ 9 اكتوبر 2023 ومن أجل كرامة المدرس". وفي إطار التفاعل من داخل المعركة أود أن أقدم هذه القراءة المتواضعة، التي لا يمكن فهمها وتفسيرها ولا حتى قراءتها إلا في سياق قراءة وفهم الحركات الاحتجاجية. تحضرني هنا مقولة شهيرة للزعيم الهندي المهاتما غاندي التي يقول فيها: "في البداية سيتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم سيحاربونك ثم ستنتصر" طبعا السياق الذي كان يتحدث فيه غاندي هو مواجهة المحتل البريطاني للهند آنذاك، لكن في اعتقادي أن مقولته هذه تعتبر نظرية اجتماعية في تفسير وقراءة الحركات الاحتجاجية واستشراف افاقها، لأن جميع الحركات الاحتجاجية تسلك في اعتقادي هذه المحطات/المراحل الثلاث اذا ما كتب لها أن تستكمل مسارها في اتجاه تحقيق الهدف والمبتغى منها، وهي نظرية في اعتقادي تصلح بأن تُقْرَأ بواسطتها معركة الأساتذة بالمغرب الآن، لأن طبيعة أي حركة احتجاجية إلا وتمر عبر هذه المحطات الثلاث، التي هي في البداية التجاهل وبعدها المحاربة وفي الأخير الانتصار. اذن انطلاقا من هذه المراحل/المحطات الثلاث الضرورية، فإنني أجزم أن معركة الشغيلة التعليمية لازالت في المرحلة الأولى بحيث لازالت الدولة وعبرها الوزارة الوصية تقوم بالتقليل من أهمية وقوة هذه الحركة، والعمل على تبخيسها بواسطة تسليط عليها جهات إعلامية رسمية أو غير سمية إلى جانب بعض الشخصيات المؤثرة في عالم السوشيل ميديا SUCHEL MEDIA للتقليل من أهميتها وأحيانا شَيْطَنَتِهَا وذلك لاستهداف معنويات الأساتذة المرتفعة الآن، كما أن اختيار الحكومة للحوار مع غير المحتجين في الشارع (النقابات الأربعة الموقعة على محضر 14 يناير 2023) عوض استدعاء المسؤولين المعنيين بالدعوة إلى الإضراب عن العمل وتنظيم الوقفات والمسيرات الاحتجاجية ناهيك عن خطوات أخرى على مستوى المؤسسات التعلمية وأقصد بذلك (التنسيق الوطني لقطاع التعليم الذي يضم 23 مكونا إلى الآن + تنسيقية أساتذة الثانوي التأهيلي + التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم) وبالتالي تجاهل كل هذه الإطارات، رغم أنها هي التي تتحمل مسؤولية الدعوة لهذه الخطوات الاحتجاجية التي شلَّت وتشل المؤسسات التعلمية الآن وتقود الحراك التعليمي في معركته المصيرية، وهذا لا يعني ان الحكومة لا تعرف ذلك بل كل ذلك يدخل في خانة المناورة وزيادة الضغط النفسي ومحاولة نزع المشروعية عن هذه الإطارات على مستوى قيادة المعركة، وبالمقابل محاولة فرض الأمر الواقع بأن الحكومة والوزارة المعنية لا تُجَالِس ولا تُحَاوِر إلا النقابات الأكثر تمثيلية، التي استبدلتها مؤخرا بنعت جديد وهو النقابات الموقعة، وكأن ذلك التوقيع بتاريخ 14 يناير 2023 لازال يشكل أرضية للتفاوض في ما يشبه العمل بالقول المأثور(نقول ثور، يقول احْلُبُوه) في محاولة يائسة الهدف منها تركيع الشغيلة التي ترفض كل الاتفاقات التي ارتكز عليها إخراج نظام المآسي هذا سواء كانت داخلية أو خارجية. وبما أن نساء ورجال التعليم صامدون ولهم كل المناعة لمواجهة هذه الالاعيب، فإنني أتوقع قريبا أن تلجأ الحكومة للخطوة الثانية في التعاطي مع الحركة الاحتجاجية التي ستتبنى عبرها الوزارة والدولة طريقة الحرب المباشرة بعدما كانت تحاربها سابقا بطريقة ناعمة عبر الإعلام بكل أنواعه السمعي والبصري والمكتوب ورقيا وإلكترونيا، وتجييش المُطَبِّلِين لسياستها واصلاحاتها المزعومة، وأيضا محاولة تحريض الأمهات والآباء ضد الشغيلة التعليمية، لكن بما أن ذلك لم ينفع بل زادت قوة انخراط وإصرار هؤلاء المحتجين على المضي قدما في مسارهم النضالي، فإن الحل الوحيد المتبقي أمامها هو شن حرب إدارية بتوجيه استفسارات والتهديد بالمجالس التأديبية ولما لا عرض بعض قادة الحركة عليها، وتحريض المفتشين والمديرين ضد المدرسين بغية تخويفهم وتركيعهم، وقبلها اعتماد خطة تعويض المدرسين المضربين عن العمل عبر برنامج أوراش الذي بدأت بعض المديريات بتنفيذه (مديرية سيدي قاسم نموذجا بجرف المحلة)، أو شن حرب مادية تهدف إلى الإقتطاع من أجورهم الهزلية أصلا للضغط عليهم والعمل على تفقيرهم وخلق نوع من الإختلال المالي في حياتهم الاجتماعية لدفع أسرة المدرس لأن تشكل أداة اخرى للضغط عليه خاصة عندما يُمَسُّ قوتها اليومي، وأخيرا شن حرب أمنية بوليسية عبر منع وقمع كل الأشكال الاحتجاجية، وملاحقة الزعماء والمسؤولين في هذه الاطارات القائدة للمعركة واعتقالهم وتقديمهم لمحاكمات صورية مفبركة وغيرها من الأليات التي قد تلجأ إليها الدولة لإخراس صوت المدرسين بما فيها التوقيف عن العمل وحتى الطرد.
لكن ما غاب عن الدولة وعن منظريها ومستشاريها هذه المرة هو أن احتجاجات الشغيلة ليس عنوانها هو الزيادة في الأجور فقط، او تحقيق مطلب فئوي، أو استجابة لإحراج نقابي أو سياسي دعاهم للإضراب، بل هذه المرة إنها بالنسبة لهم معركة حياة أو موت، هذا ما صار يشكل أساس الوعي الجَمْعِي لدى الشغيلة التعليمية، بحيث تعتبر معركة اليوم معركة وجود، معركة كرامة، تكون أو لا تكون، وبالتالي فإن كل التهديدات وحتى كل أشكال الحرب التي يمكن أن تلجأ إليها الوزارة ومعها الدولة لا ولن تُثْنِي هؤلاء عن المضي قُدُماَ في نضالاتهم مهما كان الثمن وحجم التضحيات لأن الشغيلة حاليا ترفع شعار لم يعد لدينا ما نخسره سوى الذل الذي يراد لنا القبول به، وهذا للأسف ما لم تستطيع الدولة توقعه بعدما استطاعت أن تُرَوِّض عبر سنوات طِوال الأحزاب السياسية وكذلك المركزيات النقابية، وحتى جزء كبير من النقابات القطاعية التي تحول دورها من معارض للسياسات التخريبية المتعاقبة ومدافع عن الشغيلة إلى متعاون مع هذه الحكومات لتحقيق تخريبها هذا. إذن المعركة البطولية التي تخوضها الشغيلة التعليمية لا يجب أن ننسى أنها أيضا معركة بالنيابة عن أبناء الشعب المغربي ومستقبل أبنائه، وذلك بالعمل على حماية المدرسة العمومية من المزيد من التخريب والخوصصة، ومن أجل حق الأجيال القادمة في وظيفة/مهنة التعليم بكرامة وداخل الوظيفة العمومية. لذلك وعطفا على هذا المعطى الذاتي لدى الشغيلة التعليمية المتمثل في الاستعداد غير المسبوق للنضال والتضحية، فإنه إذا ما توفرت الشروط القيادية والتنظيمية الذكية للحركة الاحتجاجية هذه، فإن الوزارة ومعها الحكومة ستجد نفسها مضطرة لتعترف ليس بمشروعية مطالب الحركة الاحتجاجية فقط بل ستضطر للجلوس مع المحتجين وهنا ستبدأ معركة اخرى فيها من التسويف والمناورة والتحايل الشيء الكثير في محاولة لربح ما استعصى ربحه عبر التجاهل والحرب حتى لا تستجيب للملف المطلبي الكامل للحركة الاحتجاجية،. اذن حسب تقديري المسار الاحتجاجي الان قريب جدا من دخول منعطف الحرب إن لم أقل دخل مع بداية هذا الأسبوع ببعض المناطق (جرف الملحة مثلا) مما يقتضي تصليب العود الداخلي والتكثيف من التواصل والتوضيح لنشر فكر وثقافة الصمود والممانعة والتضامن في صفوف الشغيلة المبنية على مشروعية المطالب، وبالتالي فإن قيادة المعركة في هذه الظرفية تقتضي على الأقل العمل بما يلي:
1ــ الابتعاد عن منطق الزعامة والتدافع في قيادة المعركة بغية إرجاع النجاح لحد الآن لهذا المكون أو ذاك، والتأكيد على أن ما تحقق لحد الساعة يعود فيه الفضل لشجاعة وصمود الشغيلة التعليمية بالأساس.
2ــ التركيز حاليا على عدو الشغيلة والمتمثل في الوزارة عبر إصرارها على فرض هذا النظام، وعدم التجاوب مع مطالب المضربين والمحتجين، والنأي عن الخلافات الذاتية لأنها معطى موضوعي كان وسيبقى، وبالمقابل العمل على تمتين وحدة الشغيلة أكثر نضاليا وميدانيا.
3ــ الإبقاء على اجتماعات كل الأجهزة خاصة مجالس الأساتذة بالمؤسسات مفتوحة واستغلالها لفضح العديد من المغالطات التي يتم الترويج لها بين الفينة والأخرى الهادفة إلى شَيْطَنَةِ المعركة وقادتها، وأيضا العمل على المزيد من شرح وتوضيح مساوئ هذا النظام الأساسي موضوع الاحتجاج.
4ــ الإبقاء على القيادة الجماعية للحراك التعليمي وتسطير برامج نضالية موحدة ميدانيا في الزمان والمكان، وعدم الانفراد باي خطوة او قرار مهما كان بسيطا دون الرجوع إلى القواعد الأستاذية، لأن اي ثقب/هفوة يمكن أن يُسْتَغل من طرف المتربصين بالمعركة البطولية والشجاعة للشغيلة التعليمية.
5ــ عدم القبول بأي جهة أو طرف محاورا بديلا عن الهيئات المبادرة منذ البداية للرفض والاحتجاج ضد نظام المآسي، وبالتالي فإن المحاور والممثل الشرعي الوحيد لهذه الحركة الاحتجاجية هو هذه الهيئات الثلاث فقط (التنسيق الوطني لقطاع التعليم+ تنسيقية أساتذة الثانوي التأهيلي+ التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم).
6ــ التصعيد في الأشكال الاحتجاجية مستقبلا عبر تنويع الخطوات بشكل يتفاعل مع كل مستجد، وخاصة الإعلان عن خطوة تعليق إجراء فروض المراقبة المستمرة والدخول في اعتصامات مرفقة بالمبيت الليلي...الخ.
7ــ التنسيق مع أصدقاء الشغيلة في معركتها هذه والانفتاح خصوصا على جمعيات ومنظمات حقوقية أو شخصيات عمومية (مثقفين، أكاديميين، فنانين، رياضيين...إلخ ) الداعمة لملف الشغيلة التعليمية سواء مغربية أو دولية وكذلك أمهات وأباء التلاميذ.
8ــ مراسلة منظمة العمل الدولية وباقي الهيئات العالمية ذات الاهتمام بقطاع التعليم والعمل النقابي من أجل المزيد من الضغط على الدولة.

ذ.شفيق العبودي
المغرب في 13 نونبر 2023



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي
- قراءة في شعار الدولة المغربية - التصويت حق شخصي وواجب وطني-. ...
- درس افغانستان
- في شأن البيروقراطية النقابية
- ماذا بعد نجاح إضراب الكرامة في اوساط الشغيلة التعليمية بالمغ ...
- ثنائية الحب و الموت في زمن الكورونا
- نهاية الأخلاق و ضرورة الإيتيقا
- ظاهرة النفاق الاجتماعي
- حرية التفكير و الحاجة الى اسبينوزا الان
- فاتح ماي ذكرى تستحضر و ليس عيدا للإحتفال
- هل فعلا العالم بعد الكورونا 9 بدون رأسمالية؟
- الفلسفة و أسئلة الكورونا 19 المنسية
- كورونا sars covid 19دروس و عبر
- اعتصام امام المحكمة الابتدائية بالعرائش


المزيد.....




- بشرى بمناسبة عيد العمال العالمي.. زيادة رواتب المتقاعدين في ...
- بالوثيقة الرسمية.. “وزارة التربية” توجه تحذير عاجل لمصرف الر ...
- -الحريديم- يغلقون شارعا في تل أبيب احتجاجا على قانون التجنيد ...
- جدول العطل الرسمية في العراق 2024 بالتاريخ للطلبة والموظفين ...
- طلاب جامعة الكوفة في وقفة احتجاجية تنديدا بالعدوان على غزة + ...
- مصر.. منع -بلوغر- شهير من دخول نقابة الصحفيين بسبب أطباق كشر ...
- “اجازة سعيدة” موعد اجازه عيد العمال وشم النسيم للقطاع الخاص ...
- بزيادة 200% على الرواتب 510 ألف دينار! المالية تُعلن استمرار ...
- سجل واسحب 1000 جنيه منحة العمالة الغير منتظمة عبر موقع وزارة ...
- استقرار طلبات إعانات البطالة الأميركية الأسبوع الماضي


المزيد.....

- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية بالمغرب ومآلاتها