أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - فاتح ماي ذكرى تستحضر و ليس عيدا للإحتفال















المزيد.....

فاتح ماي ذكرى تستحضر و ليس عيدا للإحتفال


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 18:40
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


تحل اليوم ذكرى فاتح ماي أو الأول من أيار في ظل جائحة الكورونا19 مما سيحرم العديد من العمال عبر العالم من النزول إلى الميادين و الشوارع ليس للتعبير عن فرحهم أو ليتلقوا الورود و الهدايا بل ليصدحوا بحناجرحم، و معهم نقاباتهم ـ بغض النظر عن بيروقراطيتها فتلك قصة أخرى ـ، ليعبروا عن رفضهم و تذمرهم من أوضاع الإستغلال و البؤس و الجوع و الفقر الذي يرزحون تحت أقداهم مع أنهم ينتجون كل ثروات الأرض إلى جانب حليفهم الأزلي الفلاح و في نفس الآن للمطالبة بتحسين وضعيتهم الإنسانية أولا قبل المادية و الإجتماعية. لهذا لا يمكن القول بأن فاتح ماي هو عيد لأن مظاهر العديد غير موجودة، و إن كان هناك عيد فهو عيد الباطرونا و الرأسماليين الذين يمتصون عرق و دم هؤلاء العمال، الذين يكتوون إلى جانب الإستغلال بنار الغلاء و الزيادات المتتالية في الضرائب مقابل غياب تام للخدمات الإجتماعية التي يحتاجونها من تطبيب و تعليم و سكن و نقل و غيرها، فأي عيد يجوز الحديث عنه هنا؟ و أي احتفال تسوق له الأبواق الإعلامية و البرجوازية؟ طبعا حاولت و تحاول الرأسمالية عبر الباطرونا و خدامها الأوفيات من أشباه المثقفين و الإعلاميين و حتى القيادات النقابية التي باعت الطبقة العاملة، و خانتها و تخلت عن دورها الطليعي و التاريخي من أجل تحرير العمل و العمال كل هؤلاء يحاولون جاهدين أن يقنعوا العمال بأن فاتح ماي هو عيدهم، فما هي القصة الحقيقة لذكرى فاتح ماي إذا لم يكن عيدا؟
هناك تضارب أو اختلاف حول القصة بين من يقول بأن الأمر بدأ بأستراليا و بين قائل اخر بأن البداية كانت بالولات المتحدة الأمريكية، لكن الأرجع في اعتقادي هو الولايات المتحدة الأمريكية و بالضبط عام 1886 في هايماركت في شيكاغو حيث أن ما وقع في ذلك التاريخ بولاية إيلينوي بالولايات المتحدة، لم ينحصر تأثيره على العمال في أميركا فقط بل امتد إلى أنحاء العالم، وما حصل في المسيرة العمالية يوم 4 مايو 1886 في هايماركت، ليس إلا نتيجة لمسار نضالي بدأه العمال في صيف عام 1884 عندما دعا اتحاد النقابات العمالية، إلى تقليص ساعات العمل اليومية إلى ثماني ساعات فقط، وطالب بزيادة الأجور و وضع القيود على تشغيل الأطفال، وبعد عامين من التخطيط، أرسلت الحركة العمالية المنظمة في شيكاغو وجميع أنحاء ولاية إيلينوي استمارات إلى العمال لمعرفة موقفهم بشأن تقليل ساعات العمل والقضايا الأخرى، بما فيها تشغيل الأطفال، وكان من أبرز منظمي المظاهرات التي انطلقت في الأول من مايو 1886، كانا ألبرت بارسونز و لوسي بارسونز، هذه الأخيرة ولدت في ولاية تكساس في عام 1853 تقريبًا، من أصول أفريقية ومكسيكية،و التي عملت في مكتب فريدمان بعد الحرب الأهلية، و بعد زواجها من ألبرت بارسونز انتقلت إلى شيكاغو حيث حولت اهتمامها إلى كتابة وتنظيم و تأطير النساء العاملات في الخياطة، و كان ألبرت عاملاً في مطبعة، ومحررًا لورقة العمل The Alarm وأحد مؤسسي جمعية شيكاغو للتجارة والعمل. و قد ذهب يوم الأحد، 2 مايو 1886، (قبل اعتقاله) إلى أوهايو لتنظيم مسيرات هناك، في حين نظمت زوجته لوسي وآخرون مسيرة سلمية أخرى لنحو 35 ألف عامل. ولكن يوم الاثنين، 3 مايو، تحول المشهد السلمي إلى عنف عندما هاجمت شرطة شيكاغو المتظاهرين، وقتلت عمالاً معتصمين في مصنع ماكورميك ريبر في غربي بلو آيلاند أفينيوز، و قد أثار هذا الهجوم المزيد من الاحتجاج وعقد على إثره اجتماعاً كان مخططاً له في ساحة هايماركت مساء 4 مايو. وقد طرحت فيه القضايا الحقيقية بحيث لم تقتصر على المطالبة بتقليص ساعات العمل، كما يحاول التاريخ أن يقزّم المطالب التي رفعت أنذاك ويفرغها من مضمونها الحقيقي، وإنما تركز الإجتماع على جملة قضايا منها حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحق في التجمع الحر، والحق في محاكمة عادلة للنقابيين، وحق العمال في التنظيم والقتال من أجل مطالبهم ومنها العمل ثماني ساعات يومياً و عدم تشغيل الأطفال.
إذن الواقعة تعود إلى 1886م و بالضبط بعد بعد انتهاء مظاهرة هايماركت العمالية التي شارك فيها حوالي 80 ألف عامل، ولم يبق سوى 200 شخص فقط متجمهرين فتعرضوا لهجوم من جانب 176 من رجال الشرطة مدججين بالسلاح، في تلك الأثناء ألقى شخص مجهول أول قنبلة ديناميت تستخدم في تاريخ الولايات المتحدة في زمن السلم، أدى إلى مقتل إحدى عشر شخصا من بينهم رجال الشرطة. و في اليوم الموالي أعلنت الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد و ليس فقط في شيكاغو، واستغلت الحكومات المناهضة للعمالة و الطيقة العاملة في جميع أنحاء العالم حادث شيكاغو لسحق الحركات النقابية المحلية، بينما في شيكاغو ألقي القبض على قادة العمال، واقتحمت الشرطة المنازل دون مذكرات تفتيش، وأغلقت الصحف النقابية كافة. في نهاية المطاف أخضع ثمانية رجال من الحركة العمالية للمحاكمة، وكان من بينهم بارسونز ونجار صغير يدعى لويس لينج، الذي اتهم بإلقاء القنبلة، رغم ثبوت أنه لم يكن في مكان الانفجار. و استمرت محاكمة هؤلاء العمال شهرين كأحد أشهر المحاكمات في تاريخ الولايات المتحدة، حتى أن صحيفة "شيكاغو تريبيون" عرضت دفع أموال لهيئة المحلفين إذا قضوا في محاكمتهم على أن الرجال الثمانية مذنبون. و فعلا في 20 غشت 1886، أصدرت هيئة المحلفين حكمها بالإعدام شنقا على سبعة، وحكم على المتهم الثامن بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، لكن الضغط الوطني والعالمي أجبر الحاكم أخيراً على تغيير بعض الأحكام، لكن لويس لينغ وجد مقطوع الرأس في زنزانته، وشنق كل من أدولف فيشر وجورج إنجل وألبرت بارسونز وأوغس سبايز في 11 نوفمبر 1887. وفي يونيو 1893، أصدر الحاكم جون بي ألغولد عفوا عن الثلاثة الذين ما زالوا أحياء، وأدانوا النظام القضائي بأكمله، لكن بعد فوات الآوان. وفي عام 1877، بدأ أول إضراب على المستوى الوطني في تاريخ أمريكا، ونظّم العمال مظاهرة كبيرة، واندفعوا إلى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل والعيش، وتقصير دوام العمل إلى ثماني ساعات يومياً، وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة في بضعة أيام، ما جعل الحكومة الأمريكية تحت هذه الضغوط الكبيرة الرضوخ إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون أبدًا، بل واصلوا استغلالهم للعمال، واستمر العمال بالعمل بلا انقطاع. و قد أخذت قضية هايماركت البعد العالمي في يوليو 1889، في المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية في العاصمة الفرنسية باريس عندما أوصى مندوب من الإتحاد الأميركي للعمل في مؤتمر عمالي في باريس بتخصيص يوم الأول من مايو يوماً عالمياً للعمال، في ذكرى شهداء هايماركت والظلم الذي وقع في تلك القضية. منذ ذلك الحين و العمال يخلدون ذكرى (شهداء هايماركت) ضمن العديد من الإجراءات والتظاهرات الخاصة بالأول من ماي. و هذه السنة رغم الجائحة يخلد حوالي أربعة ملايير من العمال عبر العالم هذه الذكرى الأليمة التي تحكي قصة الصراع ضد الرأسمالية و الإسغلال الذي تَعَرضَ و لازال يتعرض له العمال عبر العالم، لمعاودة التفكير في المصير المشترك و طرح الحلول الممكنة للتخلص من واقع الإستغلال و ليس التجمع للإحتفال و ترديد عبارة (قولو العام زين) الواقع يزداد سوءا و الرأسمالية الإمبريالية صارت مستعدة للنضحية بكل شيء من إجل إنقاذ نفسها، و الخسائر التي تكبدتها و تتكبدها جراء وباء الكورونا ستدفعها الطبقة العاملة بلا شك، و هكذا سيزداد وضعها بؤسا بعد ماي 2020 لذلك اخترت أن انهي الكلام عن الذكرى و ليس الإحتفال بأن أقتبس مما قاله لينين محرر الطبقة العاملة ذات ابريل من سنة 1904م في خطاب موجه للطبقة العاملة ما يلي:" أيها الرفاق العمال، هاهو أول ايار، يوم تجديد النضال ضد كل عنف وكل اضطهاد للإنسان من قبل الإنسان، النضال الذي سيحرر ملايين العمال من الجوع والبؤس والإذلال، يتجابه عالمان في هذا النضال الكبير،عالم الرأسمال وعالم العمل، عالم الاستغلال والاستعباد وعالم الاخوة والحرية. ومن جهة، ثمة حفنة من الأغنياء الطفيليين، احتكروا المعامل والمصانع والأدوات والآلات، وجعلوا ملايين الهكتارات من الأراضي وجبال الذهب ملكيتهم الخاصة، وأجبروا الحكومة والجيش على خدمتهم وعلى حراسة وفية لما كدسوا من ثروات".
و كل ذكرى و العمال منظمون واعون مناضلون ضد الإستغلال و من أجل التحرر.
ذ.شفيق العبودي



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فعلا العالم بعد الكورونا 9 بدون رأسمالية؟
- الفلسفة و أسئلة الكورونا 19 المنسية
- كورونا sars covid 19دروس و عبر
- اعتصام امام المحكمة الابتدائية بالعرائش
- المكتب الإقليمي يندد بالتضييق على العمل النقابي من خلال استف ...
- اعتصام بنيابة التعليم بالعرائش
- ملاخظات اولية بصدد المؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الا ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - فاتح ماي ذكرى تستحضر و ليس عيدا للإحتفال