أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق العبودي - العدوان على إيران: بين الدعم والتفرج














المزيد.....

العدوان على إيران: بين الدعم والتفرج


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الصراع والحرب اليوم بين الكيان الصهيوني وإيران ليس بين قوى الخير وقوة الشر، بل صراع مصالح دول رأسمالية، لأن كلًّا من الكيان المحتل/إسرائيل وإيران دولتان رأسماليتان، وإن اختلفتا في الشكل السياسي أو الخطاب الأيديولوجي. لذلك، فإن الحرب بينهما لا تُفهم من خلال الصراعات الدينية أو القومية، بل باعتبارها تعبير عن تناقضات داخل النظام الرأسمالي العالمي. لأن إسرائيل هي أداة الامبريالية العالمية وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، وهي جزء من بنية الهيمنة الإمبريالية بشكل عام. بينما إيران، رغم معاداتها الخطابية للغرب، لا تمثل بديلًا تحرريا اشتراكيًّا، بل نظامًا رأسماليًّا ذا طابع سلطوي وديني، يسعى لحجز مكان له في تقسيم النفوذ الإقليمي، ولأن العدوان والحروب أدوات للإمبريالية كونها امتداد للسياسة، فإنها كلما فشلت في تحقيق أهدافها سياسيا إلا وتلجأ إليها. في هذا السياق إذن يأتي الاعتداء على الشعب الإيراني من أجل إعادة ترتيب مناطق النفوذ، وفرض السيطرة على الموارد والأسواق. من هذا المنطلق نفهم حرب الكيان الصهيوني على إيران، وبذلك فإنها تُفهم بوصفها جزءًا من صراع جيوسياسي أوسع بين الإمبريالية الغربية (وأداتها إسرائيل) وبين قوى إقليمية تحاول تحدي هذه الهيمنة وفي مقدمتها إيران، بطبيعة الحال هذه الحرب لا تخدم مصالح الشعوب، بل مصالح الطبقات الحاكمة من الطرفين، لذلك فإن الشعوب خاصة الكادحة منها هي الضحية، والطبقات الحاكمة دوما مستفيدة. من هذا المنظور يبدو أن كِلا النظامين - الكيان الصهيوني المحتل باعتباره أداة وظيفية والنظام الإيراني – يستخدمان الحرب لتبرير القمع الداخلي، وتخويف شعوبهما/المستوطنين في حالة اسرائيل، وصرف الانتباه عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبطان فيها، حيث يستخدم الكيان الصهيوني التهديد الإيراني خاصة في شقه المتعلق بامتلاك السلاح النووي لتبرير عسكرة المجتمع وتوطيد الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وقمع الفلسطينيين والعمل من اجل إنهاء المقاومة وفي نفس الآن التغطية عن المعاناة التي يعيشها المستوطنون بالاراضي المحتلة بعدما وعدوهم بالرفاهية والأمن. بينما إيران توظف "الخطر الصهيوني" لتبرير تكميم الأفواه، وتشتيت الأنظار عن التدهور الاقتصادي والاجتماعي، وفرض خطاب "المقاومة" كمظلة للهيمنة الداخلية، وفي هذا النقطة الأخيرة - خطاب المقاومة- بالضبط وجب فتح قوس لتحديد مكانة إيران بالنسبة لنا كمجتمعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذين يتبنون المقاومة سبيلا لدحر المحتل ويدعمونها بكل أشكالها الوطنية في مواجهة الاستعمار كيف ما كان لونه في ظل هذا الصراع.
هنا أعتقد أن الفهم العلمي والتحليل المادي لما يجري يضعنا أمام تناقضين أحدهما رئيسي، متمثلا في القوى الامبريالية خاصة الكيان الصهيوني كخط للمواجهة المباشرة إلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حلف الناتو، وتناقض آخر ثانوي متمثلا في النظام الايراني ومن يقف خلفه على مستوى التحالف، وباستحضار ما قدمته إيران وما تقدمه لمشروع المقاومة الفلسطينية الوطنية المسلحة بكل فصائلها المتنوعة والمختلفة على المستوى الايديولوجي، فإننا نجد أنفسنا لا محالة أمام إعطاء الأولوية لمحاربة التناقض الرئيسي المتمثل في الكيان المحتل ومعه كل داعميه بما فيهم الأنظمة العربية العميلة، بينما يلزم أن نؤجل الصدام والمواجهة مع التناقض الثانوي المتمثل في إيران وحلفائها بالمنطقة، وبالتالي عوض الوقوف وقفة المتفرج -وهنا لا أتحدث عن الصهاينة غير الإسرائيليين الذين يهللون لما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر في حق الشعب الإيراني وغيره من شعوب المنطقة- علينا دعم إيران في هذا الظرف الحساس بكل السبل، ببساطة لأننا أمام خطر وجودي تمثله الامبريالية العالمية عبر أداتها الوظيفية اسرائيل على كافة شعوب المنطقة، وهو ما يستلزم من كل القوى الوطنية التكتل تحت شعار تحقيق الإستقلال الوطني وحفظ المقدرات والثروات الوطنية، وبعد تحقيق هذه الخطوة الأساسيةوالمهمة سيكون للنقاش الداخلي وقته. من هنا وجب الآن كسر الاصطفاف الطائفي والمذهبي الديني، وتجاوز الخلافات على هذا المستوى لبناء جبهة داخلية ممتدة لوقف هذا الاستهداف المتواصل والذي للأسف يستثمر في هذا الانقسام المذهبي بل يذكيه بكل ما يملك من قوة حتى تظل الأمة منقسمة ومشتتة ليتسنى للمستعمر التسلل إليها والتحكم فيها وخلق كيانات ضعيفة موالية له، وواهم من يعتقد أنه في حال إذا ما تحالف مع أمريكا والكيان الصهيوني سيكون في منآى عن جبروتهما، لأن طبيعتهما هو النهب للثروات والاستغلال والسيطرة والإخضاع ولنا في ما يجنيه ترامب في جولات بدول الخليج الصديقة والحليفة خير دليل ساطع.
المغرب 14 يونيو 2025



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 30 مارس ذكرى يوم الأرض لأصحاب الأرض
- في مفهوم انتصار المقاومة الفلسطينية بغزة
- فلسطين تعيد صياغة مفهوم الوطنية
- ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغ ...
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى والمقاومة كخيعر وحي ...
- الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا
- لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية


المزيد.....




- شوهدت من القدس وحيفا والضفة الغربية.. موجة جديدة من الضربات ...
- -نسخة كربونية لخامنئي-.. ترامب يوضح ما سيحصل لإيران لو تعرضت ...
- مشاهد طوابير الجوعى في غزة مستمرّة: مأساة إنسانية تحت الحصار ...
- هيمنة السلاح الجوي الأميركي تتجلّى في الضربة الإسرائيلية لإي ...
- فيتنام تؤكد أنها أصبحت رسميا شريكا لمجموعة -بريكس-
- ما هي صواريخ -الحاج قاسم- الإيرانية التي استخدمت في الضربات ...
- ترامب يزعم بأنه لا علاقة لبلاده بالهجوم الإسرائيلي الأخير عل ...
- احتجاجات واسعة في مدن أمريكية ضد ترامب.. مواجهات في لوس أنجل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منصات إطلاق صواريخ غرب إيران (فيدي ...
- مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 130 في الهجمات الصاروخية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق العبودي - العدوان على إيران: بين الدعم والتفرج