يسألون لماذا نهاجم مصر !؟

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يسألون لماذا نهاجم مصر !؟
بقلم : صلاح الدين محسن
لمن يسألون هذا السؤال كثيرا.. ترديدا بدون وعي خلف صحف واعلام مبارك وأمنه .. ويتهمون كل من يكتبون أو يتكلمون بالخارج بالذات – أو بالداخل – ويكشفوا حقيقة وعبث النظام الديكتاتوري وجرائمه في حق مصر وشعبها بأنهم هم الذين يهاجون مصر..!
قراء كثيرون يبعثوا الينا بهذا السؤال ، بينما نحن الذين نسألهم أن يوضحوا لنا السؤال أكثر.. لنجيبهم عليه اجابة مفهومة ومقنعة جدا لهم ، و هذه أسئلة سهلة جدا نطلب اجابتها ليجدوا اجابة سؤالهم واضحة أمامهم تماما ولا تحتاج لمزيد من الاستفسار :
هل تقصدون أننا نهاجم نهر النيل ؟؟!!
لماذا يهاجم أي مصري نهر النيل ؟ فمن مياه النيل تجري الدماء التي في عروقنا جميعا ؟؟ لذا مستحيل أن نهاجمه ..
هل نهاجم الأهرامات ؟!
ولماذا نهاجم الأهرامات وهي رمز تاريخ عظيم في المعمار و الهندسة والفلك والحضارة الانسانية الرائدة عامة ، وكل مصري بالخارج يفتخر بأنه من بلد الأهرامات .. فكيف يهاجم مصري بالخارج – أو بالداخل - أهراماتها ؟! هذا غير معقول ..
هل نهاجم المصريين الغلابة - غالبية شعب مصر- الذين يعملون ويكدحون ليأكلوا لقمتهم بالحلال وبعرق الجبين ؟!
لا يعقل أن يهاجم أحد هؤلاء ؟؟!! هذا غير ممكن ..
هل نهاجم صاحب مصنعا أو مزرعا ينتج انتاجا جيدا ويعطي العامل أجرا وتأمينا جيدا ؟؟!!
ولماذا نهاجم صاحب عمل شريف ؟؟!! هذا غير ممكن
هل نهاجم وزيرا لا يقول للناس الا التصريحات الصادقة والوعود التي يوفي بها ؟!
هذا لا يحدث أبدا مهاجمة وزير شريف..
هل نهاجم وزيرا لا يبيع الصحراء لحسابه الخاص وانما يمنحها مجانا لمن يرغب من الشعب مالك الأرض ليزرع أو يصنع أويسكن في حقه من أرض بلده ؟؟
كلا .. غير معقول ، بل لو فعل وزير ذلك فسوف نصفق له ، وندعو له بالبقاء وطول العمر ..
هل نهاجم وزيرا لا يتاجر في الاسكان مع المقاولين وان باع أراضي صحراء مصر الشاسعة يبيعها بأسعار رمزية جدا يقدر عليها شباب مصر والفقراء ليقدم حلا حقيقيا لمشكلة الاسكان لا حلول كاذبة مخادعة ؟!
هل نهاجم وزير كهذا ؟!! غير معقول بل ندعو الله أن يرزق مصر بوزير هكذا ..
لا يمكن مهاجما وزير مخلص ومحب لمصر و لشعبها ويعمل للخير بحق ,,
هل نهاجم رئيسا لا تزور الانتخابات لصالحه ولا تلفق القضايا للمتنافسين الشرفاء معه علي الرئاسة ولا يزج بهم في السجن ..؟
كلا .. لو كان لدي مصر رئيسا نزيها هكذا فلا يمكن أن يهاجمه أحد .
هل نهاجم رئيسا لا تزور انتخابات البرلمان لصالح أتباعه وأصدقائه أو شركاء أولاده في البيزنس ... ؟؟
كيف نهاجم رئيسا لو كان نزيها هكذا ؟؟!! غير معقول ..
هل نهاجم نظام حكم غير عسكري ولا بوليسي وانما نظام مدني يحترم المواطن المدني ويحفظ كرامته فلا تسب أم المواطن ولا يعذب ولا يغنصب بأقسام الشرطة والأمن ، وانما يحترم ولا يهان ؟
بل الكل من المصريين بالخارج والداخل يدعون ويتمنون نظاما يحترم ويحفظ كرامة المواطن المصري ..
نهاجم من في مصر اذن ؟؟! (!)
ماذا بقي ؟!
هل نهاجم مسئولين في مصر لا يدعون اللصوص يسرقون مال الشعب ويفرون للخارج وانما هم يقظون ساهرون علي قوت الشعب يمسكوا بهؤلاء قبل هروبهم ويعيدوا للشعب ماله المسروق ويحاكموا اللصوص؟(!)
هل نهاجم مسئولين لا يتواطئوا مع من يرتكبوا جرائم الاهمال التي تودي بحياة آلاف الأبرياء – لكونهم ليسوا شركاء معهم في البيزنس – ولا يسهلوا لهم الهرب خارج البلاد دون محاكمة ..؟؟!!
نرجو أن يكون هؤلاء القراء قد عرفوا بانفسهم الاجابة علي سؤالهم ..
نرجو أن يكونوا قد فهموا بأنه هناك فرق بين مصر ، وبين اللصوص والجلادين الذين يسرقون مصر ويعذبوا شعبها ..
نرجوا أن يكون القراء الذين يسألون : لماذا تهاجموا مصر ؟ قد فطنو الي أن الادعاء بأن هناك من يهاجموا مصر انما هو خدعة من اعلام وصحافة لصوص مصر وحكامها وجلاديها ضد أبناء مصر الشرفاء بالخارج والداخل الذين يكتبوا ليكشفوا هؤلاء الظلمة ويفضحوا أفعالهم في حق مصر ، وليس مهاجمة بلدهم الذي يحبونه : مصر

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل