أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل















المزيد.....

تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 11:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جاء وصف الرئيس المصري عبّد الفتاح السيسي لإسرائيل بالعدو في قمة الدوحة قبل أيام، ليعكس تصدعاً واضحاً بين البلدين، اللذين حافظا على علاقة مقبولة، على مدار حوالي نصف قرن. في تواتر للأحداث، خصوصاً بعد حرب غزة التي بدأت قبل حوالي العامين، بدأ التوتر يشوب العلاقة المصرية الإسرائيلية. ورغم أنه كان سلاماً بارداً طوال سنواته ال46، فبقيت إسرائيل الخطر الأول على مصر، ولم يقبل الشعب المصري يوماً بحالة التصالح والسلام مع إسرائيل، إلا أن العلاقات الأمنية والتجارية بين البلدين تطورت طردياً بشكل ملحوظ، بسبب الترتيبات والضغوط الأميركية في المنطقة. والسؤال المطروح اليوم، إلى أي مدى يمكن لهذه العلاقة أن تبقى مستقرة في ظل قنوات التعاون والتنسيق التي صمدت لسنوات، وما بين التوترات المتصاعدة بإطراد بين البلدين؟

بعد توقيع مصر على إتفاق سلام مع إسرائيل في كامب ديفيد في العام 1979، حافظ البلدان على حالة من الاستقرار في العلاقة، التي تطورت بهدوء ودون أضواء، بسبب طبيعة العداء، الذي بقي حاضراً في أذهان المصريين. ساهمت الولايات المتحدة بشكل كبير بتطوير تلك العلاقة بين البلدين، فأقرت المعونة الأميركية في العام 1980 لمصر، وهي الأكبر بعد تلك الموجهة لإسرائيل، مشترطة بقاءها باستمرار تلك العلاقة بين مصر وإسرائيل. كما تعاونت الولايات المتحدة مع مصر في المجال العسكري لبناء منظومة دفاعية تعتمد على الأنظمة والسلاح والتدريب الغربي، مع الإلتزام بالقاعدة العامة، وهي الحفاظ أو ضمان تفوق إسرائيل. وفي المجال الأمني، والتعاون بين البلدين، كانت اتفاقية كامب ديفيد، والقواعد الأمنية التي أرستها لمنطقة سيناء، موجهاً مهماً لرسم حيثيات التعاون الأمني بين البلدين في تلك المنطقة. ورغم ارتفاع مستوى التعاون في لمحاربة الإرهاب في سيناء مطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة، بقيت العلاقة العسكرية والأمنية بين البلدين تعمل ضمن ضوابط معينة دون انفتاح واسع، فلم تتعمق لتصل لتدريبات أو مناورات مشتركة، أو تعاون مفتوح.

في العام 2004 أرست الولايات المتحدة إتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة، بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، والتي سمحت فيها لمصر بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، إذا التزمت مصر باحتواء تلك المنتجات على مكون إسرائيلي، فتعززت الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة والتعاون الصناعي المصري الإسرائيلي، خصوصاً في مجال المنسوجات والمنتجات الكيمياوية والبلاستيكية، ضمن تلك النافذة.

إلا أن تطور التعاون في مجال الطاقة فتح نافذة مهمة للتعاون المتبادل، وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين بشكل كبير. بدأ ذلك في العام 2008، حيث شيد خط أنابيب غاز العريش عسقلان تحت البحر، والذي يعد العامود الفقرى لنقل الغاز بين البلدين. وكانت ينقل الغاز في البداية من مصر إلى إسرائيل، إلا أن اتجاه تدفقه قد انعكس في العام 2020، بعد اكتشافات الغاز في حقلي تمار وليفياثان في إسرائيل. وتعاني مصر حالياً من نقص حاد في إنتاج الغاز المحلي، وارتفاع تكلفة شراء الغاز المسال، خصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك يعد الغاز الإسرائيلي القادم عبر الأنابيب مصدراً مهماً لمصر، الذي لا يغطي حاجتها المحلية فقط، بل يسمح لها بتصدير الغاز إلى أوروبا أيضاً. إن ذلك يفسر أهمية مشروع تشييد خط أنابيب غاز نيتسانا البري اليوم بين البلدين، الذي أعلن عنه مؤخراً، والذي سيعزز حجم صادرات الغاز وأمنها. ومن هنا تبدو أهمية أو خطورة تصريحات نتنياهو الأخيرة التي هدد فيها مصر بعرقلة صفقة غاز بقيمة 35 مليار دولار، مبررا ذلك بانتهاكات مصرية مزعومة تتعلق بانتشار عسكري في سيناء. ويبدو أن ذلك يأتي في إطار التوتر المصطنع الذي تحدثه إسرائيل للضغط على مصر.

بدأت ضغط إسرائيل على مصر بعد إنفجار الحرب في غزة في السابع من أكتوبر في العام 2023، وتصريحات إسرائيل بنيتها تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، وهو ما رفضته مصر بثبات، معتبرة أن ذلك التهديد يوجه مباشرة لأمنها الوطني. وخلال العام الماضي تصاعدت أزمة بين البلدين في أعقاب سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفي، بسبب اخلال إسرائيل بالإتفاق الأمني بين البلدين، فيما يخص الحدود. واعتبرت جهات مراقبة أن هناك انخفاض ملحوظ في مستوى التنسيق الأمني بين البلدين. ويبدو أن التوترات في تصاعد، فبعد الإعتداء الإسرائيلي على قطر، صدرت تهديدات بامكانية تكرار ذلك في المستقبل، ليس تجاه قطر فقط، بل تجاه كل دولة تستقبل فوق أراضيها قيادات من حركة حماس، في إشارة لمصر وتركيا، التي يمكن أن تكون الهدف القادم لاعتداءت إسرائيل.

ورغم إقرار مراكز التفكير الأميركية والإسرائيلية بتوتر العلاقة بين البلدين خلال العامين الماضيين، وتوصيتها لإسرائيل بالاحتفاظ بالعلاقة مع مصر، لأهميتها في ضمان حالة من الاستقرار في المنطقة خصوصاً لصالح إسرائيل، إلا أنه على ما يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو لها أهداف مختلفة. لم يخف نتنياهو خطته ضد مصر، فمقاربته لشرق أوسط جديد، تضع إسرائيل بدلاً من مصر كمركز للتواصل بين الشرق والغرب، ورؤيته لإسرائيل الكبرى تشير لنوايا تآمرية مبيته ضد الأراضي المصرية، واصراره على خرق التعهدات الحدودية في رفح، وتهجير الغزيين، يعد مؤشرا عملياً خطيراً لتلك النوايا المعلنة.

في ظل دعم أميركي غير محدود لإسرائيل، وعدم توقع مصر بوقوف أميركي إلى جانبها، في حال تصاعدت التوترات، وفي ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية في مصر، خصوصا تلك المرتبطة بمشكلة الطاقة، حيث تستورد مصر ثلث احتياجاتها من الطاقة، بتكلفة النصف تقريباً من الغاز، إذا جاءت عبر الأنابيب من إسرائيل، تضغط إسرائيل على مصر لتمرير مخططاتها.

تتصاعد التوترات والأحداث بين البلدين بشكل ملحوظ، فرفعت مصر من حدة لهجتها ضد إسرائيل، معتبرة أي اعتداء إسرائيلي على مصر سيعتبر بمثابة إعلان حرب عليها، وباتت تصف رسمياً ما يجري من جرائم في غزة بتطهير عرقي، وجرائم ضد الإنسانية، وتصف إسرائيل بالعدو. فإلى أين تتجه الأمور، خصوصاً في ظل هذه اللحظات العصيبة، التي تواصل فيها إسرائيل مخطتها لإرغام الغزيين تحت النار والقتل والتدمير للتحرك جنوباً باتجاه الحدود المصرية الفلسطينية.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على قطر وعودة إلى معضلة الأمن القومي العربي
- أهداف إسرائيل وسيناريو تقويضها
- «إسرائيل الكبرى» وتساؤلات حول الأمن الوطني العربي
- تبعات الاحتلال السيبراني على الفلسطينيين
- غزة تعيد رسم التوازنات في أوروبا، لكن مَن يوقف الحرب عليها؟
- ما الذي يوقف جموح إسرائيل؟
- إسرائيل بين تناقض السياسات ووضوح الاستراتيجية في سورية
- هل وقف الحرب في غزة ممكن في ظل نوايا حكومة نتنياهو؟
- هل الضفة بعيدة عن حرب غزة؟
- المستقبل النووي الإيراني بعد الحرب
- ثلاثة عوامل تحسم نتائج هذه الحرب
- إسرائيل ترفع القناع عن وجهها القبيح وعزلة دولية في انتظارها
- أميركا وإسرائيل بين تحالف والتزام تاريخي وتباين في المصالح
- القضية الفلسطينية في مواجهة التحديات
- حصاد أول 100 يوم من حقبة ترامب الثانية
- المفاوضات النووية والهيمنة الأميركية
- القرارات الدولية بحاجة لقوة تنفيذية وإلا باتت حبراً على ورق
- حرب ترامب الاقتصادية إلى أين؟
- هل سينجح ترامب في الترشح لولاية رئاسية ثالثة؟
- ما بين غزة والضفة..الاحتلال يخطط لحسم الصراع


المزيد.....




- رمزية جاكيت الملكة ليتيسيا.. المصممة المصرية دينا شاكر تكشف ...
- نجل زين الدين زيدان يغير جنسيته الرياضية للدفاع عن ألوان منت ...
- هجوم سيبراني يتسبب في اضطرابات بمطارات أوروبية كبرى
- إستونيا تتهم روسيا بخرق أجوائها ودعوات لتعزيز دفاعات حلف الن ...
- انتخاب السعودية والأردن لعضوية مجلس محافظي وكالة الطاقة الذر ...
- كيف تحقق دخلا ماديا من مقاطع الفيديو القصيرة عبر يوتيوب؟
- ردع إسرائيل وتأسيس عقيدة أمنية عربية جديدة
- بعد يوم دامٍ.. قوات الدعم السريع تقصف أحياء بالفاشر
- شاهد.. مدير مجمع الشفاء بغزة يودع شهداء عائلته
- دعوى قضائية ضد 11 مسؤولا ألمانيا بتهمة التواطؤ في إبادة غزة ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل