مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق
الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 13:31
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يكمن جوهر التفاوت الاقتصادي في المقارنة بين دخل الأقل ثروة ودخل الأكثر ثروة وكيفية توزيع الثروة في المجتمع، ماذا يملك الناس لمؤازرتهم في الأزمات المالية؟ وما الممتلكات التي تساعدهم على استثمار الفرص الجديدة؟ هذه الفروق مهمة لعدة أسباب.
لنلقِ نظرةً أولاً على الجانب النفسي للتفاوت الاقتصادي، جميعنا نقارن أنفسنا بغيرنا، إن رضانا عن دخلنا وثروتنا لا يقترن فقط بحجم هذه الأرقام إن كانت مرتفعة أو منخفضة، ولا تتعلق فقط بما نستطيع شراءه أو درجة الراحة والرفاهية التي تستطيع ثروتنا تأمينه، بل يرتبط أيضاً بمقارنة دخلنا وثروتنا بالآخرين، من جيران وأصدقاء وزملاء العمل أو الدراسة وأفراد العائلة ورؤساء العمل.
فلنأخذ محاسباً اسمه فادي مثلاً، قد يكون فادي سعيداً جدّاً بدخله السنوي الذي يبلغ 70,000 دولار في عمله محاسباً، حتى يعلم أن زميله في المهنة وصديقه أسامة يجني سنويَّا 80,000 دولار، هذا الفارق يبدو غير عادل، ما يؤثر سلباً في سعادته، وقد يجعله يشعر بالغضب أيضاً.
يُصارح فادي صديقه أسامة ويسأله عما يفعله ليجني 10,000 دولار سنويّاً زيادة عنه، ويشير إلى أنهما على نفس الدرجة من الخبرة وقد انضم كلاهما للعمل في الشركة في نفس الفترة ويقومان بالعمل ذاته.
يصارحه أسامة بسر هو أن مديرهما التنفيذي يجني 60 مليون دولار، أما صديقهما سامر الذي يعمل في قسم خدمة العملاء من طريق متعهد يتعامل مع الشركة، يجني فقط 20 دولاراً في الساعة، ولا يحصل على الامتيازات التي يحصلان عليها من تأمين صحي وخطة تقاعد، ولا يحق له سنويّاً سوى 10 أيام مدفوعة الراتب سواء كانت لإجازة مرضية أو لقضاء وقت شخصي أو لقضاء عطلة.
كلية الاقتصاد – جامعة دمشق
#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟