أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الأمين يوسف - ما بعد جدل الهوية: نحو عقد اجتماعي جديد














المزيد.....

ما بعد جدل الهوية: نحو عقد اجتماعي جديد


محمد الأمين يوسف
كاتب و باحث و ناشط في المجتمع المدني و الشؤون السياسية

(Mohamed Lemine Youssouf)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المقال الذي طرحه الشاعر والروائي الشيخ نوح حول مكونة لحراطين وما يحيط بها من جدل الهوية والتهميش يعكس وعيا حقيقيا بأزمة المجتمع الموريتاني، ليس على مستوى "التسميات" أو "التصنيفات"، بل على مستوى البنية الاجتماعية والسياسية برمتها. وأتفق تماما مع ما جاء فيه من أن السؤال الجوهري ليس هو: هل لحراطين مكونة مستقلة أم لا؟ فهذا شأنهم وحدهم.

أما الاستغراق في نقاش الهوية في جوهره هروب من الأسئلة الكبرى: أسئلة التنمية و العدالة و المظالم التاريخية. فمن أراد أن يعرف هل هو حرطاني أو بيظاني فليتأمل صورته في المرآة؛ ومن أراد أن يعلم إن كان يعيش بكرامة فليضع يده في جيبه؛ ومن أراد أن يعرف قبيلته فسينكشف له الأمر عند أول استحقاق انتخابي. كفى هرولة خلف الأسئلة الصغيرة!

إنني أؤيد الكاتب في أن التشظيات ليست فقط بين المكونات المختلفة فحسب، بل داخل كل مكونة و داخل كل قبيلة. فالتهميش ليس مفروضا من الخارج فقط، بل يمارسه أبناء المكونة الواحدة ضد بعضهم البعض، و هذا ما يكشف عمق الخلل البنيوي في أنساق المجتمع.



نحن اليوم بحاجة ملحة إلى عقد اجتماعي جديد و لن يكون ذلك ممكنا إلا بهدم البنية القديمة القائمة على الولاءات التقليدية، لأنها لم تعد صالحة لإنتاج مجتمع متماسك. نحن بحاجة إلى مواطنة كاملة، لا مواطنة مشروطة بالانتماء القبلي أو العرقي أو الطبقي.

لكن الانتقال إلى هذا المسار العملي يقتضي:

1. حوارا وطنيا شاملا تشارك فيه جميع المكونات بعيدا عن الوصاية والانتقائية والإقصاء.

2. إصلاحا سياسيا و دستوريا يضمن الفصل بين السلطات ويعزز التمثيل العادل للجميع.

3. عدالة انتقالية تفتح ملفات المظالم التاريخية وتعالجها بروح المصالحة لا بروح الانتقام.

4. إصلاحا اقتصاديا عادلا يوزع الثروة بشكل متوازن ويركز على تنمية المناطق الأكثر هشاشة.

5. تعليما موحدا و عصريا يرسخ قيم المواطنة ويكسر جدار الانقسام الطبقي والعرقي.



خلاصة القول أن جدل الهوية ليس سوى قشرة تخفي أزمات أعمق؛ فالمشكلة الحقيقية تكمن في التهميش والفساد والانقسامات الداخلية كما أشار الشاعر و الروائي الكبير الشيخ نوح، و أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا عبر عقد اجتماعي جديد يعيد الاعتبار لقيمة المواطنة، ويؤسس لوحدة وطنية مبنية على العدالة والتنمية. فمتى نتوقف عن نقاش الهوية بطريقة استنزافية و ننتقل إلى مشاريع اقتصادية واجتماعية تنهض بالوطن؟

و هل نحن قادرون على تجاوز العقول التي ما زالت تعيش في "الماضي الوهمي" نحو عقول تصنع المستقبل؟



#محمد_الأمين_يوسف (هاشتاغ)       Mohamed_Lemine_Youssouf#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون التهميش السياسي نهج يكرس ضد تيفوند سيفه
- المشاكل و التحديات: دراسة في واقع منطقة تيفوند سيفه
- العلمانية و جبروت الكنيسة..الإسلام هو الحل..
- نعمة التنوير و نغمة التدوير
- ماهو الحكم السياسي الذي يناسب الطبيعة البشرية ؟


المزيد.....




- الإمارات تجدد تحذيرها: ضم إسرائيل للضفة الغربية أو أي جزء من ...
- شبح جيفري إبستين يطارد ترامب من أمام الكونغرس، فما القصة؟
- تقرير أممي يحمّل واشنطن وأبوظبي مسؤولية احتجاز تعسفي للاجئ أ ...
- 20 وزيرا إسرائيليا يؤيدون تعزيز احتلال الضفة والشاباك يحذر م ...
- مسؤولة أوروبية تندد بالإبادة في غزة وإسرائيل تعتبرها -دعاية ...
- تحقيق أوروبي بـ-جرائم جنائية- محتملة في مشروع كابل شرق المتو ...
- ميديا بارت: ارتفاع مبيعات الأسلحة الفرنسية في 2024 خاصة لإسر ...
- حمدان: كلام ترامب مجرد فكرة وحماس تريد عرضا وإجراء عمليا
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في قصف مكثّف وعملية للمق ...
- بدلالات ميدانية وتحليلية.. كيف ستواجه -عصا موسى- -عربات جدعو ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الأمين يوسف - ما بعد جدل الهوية: نحو عقد اجتماعي جديد