أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي سفيح - سورية الكبرى من إرث الامبراطوريات الى افول الدولة القومية














المزيد.....

سورية الكبرى من إرث الامبراطوريات الى افول الدولة القومية


عبد علي سفيح
باحث اكاديمي


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن سقوط دمشق مجرد حدث محلي، بل محطة مفصلية في تاريخ المشرق. فعند الهجوم الذي بدأ في مدينة إدلب السورية في 27 تشرين الثاني(نوفمبر) واستمر اثني عشر يوما حتى 8 كانون الأول(ديسمبر)، انتهى عهد الرئيس بشار الأسد الذي حكم 24 عاما، بعد أن لجأ إلى موسكو، الدولة الوحيدة التي تمنحه شعورا بالأمان، ومع انهيار واحدة من أقدم الديكتاتوريات في المنطقة، وجدت سورية نفسها غارقة في حالة من عدم اليقين، لتفتح الباب أمام مشهد سياسي قد يتحول من دولة قومية مركزية إلى إمارات متجاورة، يربطها دستور فضفاض يتيح لكل إمارة بناء علاقاتها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية الخاصة بها. وللرؤية بشكل أوضح، وجوب عدم اغفال دور الموروث التاريخي الذي يؤثر في تأسيس وبناء الدولة والمجتمع.
نتحدث اليوم عن سورية وعن واقليم الشام، أي نتحدث عن العمق التاريخي والمعادلات الجيوسياسية التي تحدد مسار هذا الإقليم الذي يسمى بالشام أو سورية الكبرى(سورية ولبنان والاردن وفلسطين واسرائيل).
تنازعت على الدوام ثلاث قوى للسيادة على بلاد الشام وهي: من الشمال، الأناضول( الاغريق والرومان والأتراك والانكليز وأخيرا أمريكا ). ومن الشرق ، عراق الرافدين، وقد تحل فارس محله أو ما خلفهم المغول والروس، حسب صعود الحضارات وهبوطها في آسيا، وحسب ميزان القوة بين العراق وايران. ومن الغرب، مصر(الفراعنة والمماليك ومحمد علي باشا وعبد الناصر).
القاعدة الأساسية التي لا تزال سارية حتى اليوم في تحديد الجيوسياسي للشام هي: أن بلاد الشام لا تستقر الا اذا توحدت القوى الثلاث، الشمالية والشرقية والغربية، وهذا كان من الصعب تحقيقه تاريخيا، أو قوتان على الأقل تتحد حولها تسيطر على الفضاء المحيط بها، وهذا حصل تاريخيا في زمن المماليك، اتحاد العراق ومصر مما أدى إلى طرد الصليبيين من الشام، أو قوة واحدة قوية توحد مراكز القوى الثلاث الأخرى وتسير على الفضاء الخارجي للشام كما حصل في عهد الدولة العثمانية وتحقق السلام العثماني في الشام الذي دام نحو 400 سنة، أو كما حصل سابقا في عهد الدولة الأموية والتي أصبحت دمشق في حينها عاصمة عالمية كبيرة.
حلت بريطانيا وفرنسا في بداية القرن العشرين محل الدولة العثمانية، ومع الوجود البريطاني كقوة عظمى في مصر والعراق، ساهم في استقرار الشام غربا وشمالا وشرقا، الا أن هذا الاستقرار لم يستمر بعد الحرب العالمية الثانية بحلول روسيا وأمريكا كقوتين في الشرق الأوسط بدل بريطانيا وفرنسا، ومع ولادة أمة جديدة هي الأمة الإسرائيلية على شكل دولة قومية في شرق أوسط يشهد حركة اجتماعية تصب في الحنين والعودة الى امبراطورية الامة(العربية والاسلامية)، مما ادى الى ولادة حركات سياسية عابرة لحدود الاوطان، فولد في الشام الحزب الشيوعي الذي يدعو الى امة شيوعية عالمية، وحزب البعث يدعو الى امة عربية واحدة، والحزب الاسلامي الذي يدعو الى امة اسلامية واحدة، وحتى في أوربا ولد الاتحاد الاوربي الذي يدعو الى امة اوربية واحدة تتجاوز اطار الدولة القومية مع الحفاظ على انجازات الدولة القومية.أدى كل هذا إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
في ظل هذا الواقع، دعا بعض السياسيين والمفكرين الغربيين الى تفكيك البيئة القديمة للسيادة الوطنية وتغيير مفهوم المواطنة، وهذا ماحدث قبل 22 سنة في العراق، وما يحدث اليوم في سورية، وهي محاولة انتزاع فكرة المواطنة من المجال الحصري للدولة القومية واعادة استثمارها في أشكال أخرى من الانتماء السياسي، ومنها تحدث طرق أكثر ديمقراطية لمعالجة قضايا مثل حقوق الاقليات وحقوق التنوع العرقي والديني، وحقوق المهجرين والمهاجرين.



#عبد_علي_سفيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وطن...وانتماؤنا حكاية لا تنتهي!
- تحولات مفهوم الانسان، من الشخص الى الفرد الى الكائن الحي( ال ...
- تحولات اللغة وتعاقب الأديان


المزيد.....




- مطاردة مجنونة تنتهي بانفصال المحور الخلفي لسيارة مسروقة على ...
- قرية سودانية تُمحى من الوجود جراء إنزلاق أرضي وناج واحد فقط ...
- قطار كيم جونغ أون يصل إلى الصين.. ما مميزات قطاره المدرع؟
- تفاصيل تصنيف ما يحدث في غزة كـ -إبادة جماعية-… كيف؟
- حسين الشيخ يلتقي محمد بن سلمان في الرياض.. هل بدأ العد التنا ...
- رحلة البحث عن الماء في القرى الأفريقية تبقى مشقة وعبئًا مدى ...
- بطائرات مسيّرة وصواريخ مجنحة.. الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات ...
- ثغرات في نظام رفع أعلام السفن.. تقرير يحذّر من التفاف روسيا ...
- جمال كريمي بنشقرون عضو المكتب السياسي للحزب : ليوم مغاربة ال ...
- عشرات الشهداء في القطاع وحديث عن تأهب إسرائيلي لاحتلال مدينة ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي سفيح - سورية الكبرى من إرث الامبراطوريات الى افول الدولة القومية