أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد علي سفيح - العراق وطن...وانتماؤنا حكاية لا تنتهي!














المزيد.....

العراق وطن...وانتماؤنا حكاية لا تنتهي!


عبد علي سفيح

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 23:54
المحور: المجتمع المدني
    


نسمع بين الحين والآخر أن العراقي أقل انتماء لوطنه مقارنة بجاره الإيراني أو التركي أو حتى العربي المصري أو السوري،، وانه." لا يتعصب" لوطنه كما يفعل الآخرون. لكن إذا نظرنا إلى التاريخ والجغرافيا، نجد أن الصورة تختلف تماما.
الوطنية العراقية ليست مسألة شحن عاطفي أو لون سياسي، بل نتاج طبيعي لتاريخ طويل وجغرافيا ثابتة ونوع ثقافي فريد.
العراقي يملك هوية وطنية مستقرة(غير قلقة)، لأن العراق هو حضن وادي الرافدين، مساحة جغرافية وحدت الشعوب من ازمان بعيدة في لغاتها وعقائدها الدينية وثقافاتها واساطيرها. كذلك مصر، مثل العراق وحدها وادي النيل، ولهذا نجد العراق ومصر لم يغلبوا القومية على الهوية الوطنية، بينما الذي حصل لسوريا رغم أنها تملك هوية وطنية غير قلقة، الا أنها غلبت المشروع القومي العربي على الهوية الوطنية، كردة فعل على سياسة التتريك العثمانية لسوريا.
شهد الشرق الأوسط، في مطلع القرن العشرين ولادة الدولة الوطنية على غرار أوربا نتيجة الحداثة والتطور التكنولوجي الذي حول أوربا من نظام ارستقراطي مبني على سلالات عائلية إلى نظام برجوازي مبني على زيادة الغنى والإنتاج. وفي الشرق، مثلت قناة السويس قاطرة تغيير والتحول نحو نظام ليبرالي، إذ مهدت لازدهار الصادرات، ورفع قيمة الارض، وظهور طبقة برجوازية مما ساهمت بشكل كبير في تاسيس الدولة الوطنية في مصر والعراق وسوريا.
برز الملوك والامراء في الشرق الاوسط، الملك فؤاد على مصر، وفيصل على العراق، وعبد الله على الاردن ، ومحمد الخامس على المغرب، وبن سعود على الحجاز ونجد، وال الصباح على الكويت، ورضا بهلوي على ايران. شرعية الملوك والامراء لم تأتي عبر المشروع السياسي القومي أو الإسلامي، بل لأنهم موجودون قبل ولادة الدولة الوطنية، بل كانت متاصلة في التقاليد والسلطة التاريخية، ومبنية على قبول شعبي وقبلي وديني، ما منحهم قدرة الاستمرار والاستقرار رغم المتغيرات الكبرى، بينما الإشكالية وجدت في الجمهوريات، لأن ولدحكامها بعد ولادة الدولة الوطنية، ولاثبات شرعيتهم تبنوا المشروع السياسي القومي أو الإسلامي لاستعادة الدولة الوطنية، وفي البداية لا يوجد تعارض بين القومية والوطنية،لأن القومية تعبر عن التراث المحلي والتاريخ والثقافة المحلية،،الا انه حصل تعارض عندما تبنت هذه الجمهوريات القومية العربية كمشروع سياسي فسبب صدام مع المكونات الأخرى وخاصة الكرد.، لكن تمكن العراق من احتضان هذا التنوع فادرج الدستور، الكرد كثاني مكون دستوري "اللغة الكردية " لغة رسمية. وهذا دليل على صلابة الهوية الوطنية العراقية التي كانت ثورة العشرين هي لحظة التأسيس لها.
ما يحصل اليوم في العراق وسوريا، هو " الإنسحاب الوطني"، وهو دلالة على الانتماء الوطني. شهدنا في الأزمات الحديثة،نزعات فردية أو شبه جماعية تتمثل بالانسحاب إلى الطائفة أو العرق كبحث عن الحماية المحلية ضمن السياق الوطني، والتي تهدف إلى حماية الهوية الفردية، دون إنكار الانتماء للوطن الاكبر، أي عملية البحث عن الوطن الداخلي دون الانفصال عنه.
.



#عبد_علي_سفيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات مفهوم الانسان، من الشخص الى الفرد الى الكائن الحي( ال ...
- تحولات اللغة وتعاقب الأديان


المزيد.....




- مجلس الأمن يدعو لوقف فوري للحرب والمجاعة في غزة.. أمريكا: -ا ...
- برنامج الأغذية العالمي يُوسّع مساعداته الطارئة للسويداء
- إسرائيل تطالب بسحب تقرير الخبراء عن المجاعة في غزة -فورا-
- باستثناء واشنطن.. دول مجلس الأمن تدعو لإنهاء المجاعة بغزة وو ...
- إسبانيا تُفَكِّك شبكة دولية لتهريب المهاجرين من الجزائر إلى ...
- رغم التمييز وكراهية الأجانب.. 98% من اللاجئين في ألمانيا يصر ...
- إسرائيل تطالب بسحب التقرير الأممي عن حالة المجاعة في غزة -فو ...
- أعضاء مجلس الأمن باستثناء أمريكا: المجاعة بغزة من صنع البشر ...
- الأمم المتحدة: أطفال غزة يفقدون فرصة التعليم للعام الثالث
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: إسرائيل فرضت المجاعة على غزة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد علي سفيح - العراق وطن...وانتماؤنا حكاية لا تنتهي!