أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء الصافي - إسكاتولوجيا المبشَّرين بالجنة














المزيد.....

إسكاتولوجيا المبشَّرين بالجنة


صفاء الصافي
باحث وكاتب في التاريخ الإسلامي


الحوار المتمدن-العدد: 8450 - 2025 / 8 / 30 - 08:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ مراحل التعليم الأولى تعلّمنا الحروف العربية والأرقام، وتعلّمنا أن الله واحد وأن محمداً نبيه. ثم تعرّفنا على أسماء المبشَّرين بالجنة، حيث قُدّموا لنا بوصفهم قدوات في التقوى والورع وكانهم أنصاف آلهة، رجالاً لا تأخذهم في الحق لومة لائم،. غير أن الاطلاع لاحقاً على مصادر التراث الإسلامي أظهر لنا وجهاً آخر، إذ ارتبطت سير بعضهم بأحداث سياسية وصراعات دامية حول الحكم والسلطة.
وقد ورد الحديث في سنن الترمذي أن النبي ﷺ بشّر عشرة من أصحابه بالجنة، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو عبيدة بن الجراح.
كما وردت أحاديث أخرى في تبشير عدد من الصحابة بالجنة، مثل الحسن والحسين – إذ شهد لهما النبي ﷺ بأنهما سيدا شباب أهل الجنة – وكذلك عكاشة بن محصن، وعبد الله بن عمر، وبلال بن رباح الذي سمع النبي ﷺ قرع نعليه في الجنة، وعبد الله بن سلام الذي أخبر النبي ﷺ أنه من أهل الجنة. وقد ثبت أيضاً أن النبي ﷺ قال عن أهل بيعة الرضوان (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة) وكانوا يومها أكثر من ألف وأربعمائة.
تُعدّ هذه الأحاديث عند أهل السنة والجماعة صحيحة، غير أن بعض الباحثين المتعصبين لمعاوية رأوا أن خلوّ اسمه من الروايات فيه انتقاص لمكانته، فطعنوا في الحديث الذي تضمّن ذكر علي بن أبي طالب، وفي المقابل، لا تقبل الشيعة هذه الروايات لورود أسماء من الصحابة الذين لا ينسجمون مع تصورهم للإمامة، ويرون أن التبشير بالجنة مختصّ بأهل البيت والأئمة المعصومين.
وقد أشار عدد من الباحثين المعاصرين إلى أن بعض هذه الأحاديث ارتبط بغايات سياسية أكثر من كونها دينية خالصة. فمثلاً، يرى المفكر المغربي محمد عابد الجابري أن النصوص الدينية لعبت دوراً أساسياً في تشكيل "العقل السياسي العربي الإسلامي"، أي أنها لم تكن ذات بعد تعبدي فقط، بل كانت تحمل أبعاداً سياسية أيضاً. وفي السياق نفسه، يذهب جورج طرابيشي إلى أن بعض الأحاديث – ومنها ما يتعلق بالصحابة – أسهمت في شرعنة واقع سياسي واجتماعي تشكّل بعد عصر النبوة.
والسؤال هنا: هل الذين بشّرهم النبي ﷺ بالجنة سيدخلونها مهما ارتكبوا بعده من أفعال تخالف الإسلام؟ وهل يُعد ذلك بمثابة "صك نبوي" يشبه صكوك الغفران في المسيحية؟ وكيف يُفهَم أن الله وعد هؤلاء بالجنة، مع أنهم شاركوا – بعد وفاة الرسول – في معارك أُريق فيها دم المسلمين من أجل اعتلاء كرسي الحكم والسيطرة على السيف المسلَّط على الرعية؟ ثم كيف دخل هذا البعد الإسكاتولوجي في بنية التراث الإسلامي؟
يقول المفكرمحمد شحرور أن ما وصل إلينا من الإسلام هو صناعة إنسانية صيغت في العصرين الأموي والعباسي، وليس كل ما يُنسب للنبي محمد هو جزء أصيل من الرسالة الإسلامية، بل تم تدوينه وتطويره في تلك العصور.
اذن ادخلت الإسكاتولوجيا في السيرة من اجل تقديس شخصيات دينية وسياسية وعسكرية تستخدم كدعاية اسلامية في صراعاتها المذهبية واعطاء مسحة قدسية للشخصيات ، حيث تُبرز هذه الشخصيات كرموز مقدسة أو أبطال مقدسين، مما يعزز من شرعية المواقف والأفكار التي تمثلها.
كما أن هذا الاستخدام للإسكاتولوجيا يخلق رابطًا عاطفيًا وروحيًا بين الجماهير وهذه الشخصيات، مما يزيد من الولاء والانتماء، ويجعل من الصعب التشكيك في مواقفهم أو نقدها، لأن ذلك قد يُعتبر نوعًا من التجديف أو الخروج عن الإيمان وان اتباع سيرتهم سيؤدي بهم الى جنات الخلد .



#صفاء_الصافي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من غرائب الموروث الاسلامي
- التاريخ الاسلامي كتب باقلام السلطة .
- قراءة نقدية في وهم القداسة
- من هو على حق ؟
- صراع التاريخ يدخل السوشيال ميديا
- عجيب امركم
- رجل الدسومة
- سيفا مسلول ام سيفا رهقا


المزيد.....




- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...
- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- فرنسا: نصب تذكاري للمحرقة اليهودية يتعرض للتشويه بعبارة -الح ...
- محافظة القدس: الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية أموية أسفل المسجد ...
- حرس الثورة الاسلامية: اليمن سيوجّه ردّا قاسيا للصهاينة
- “نحن أبناء الأرض”.. مسيحيو غزة يرفضون التهجير
- مسيحيو غزة: باقون في الأرض رغم القصف والتهجير


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء الصافي - إسكاتولوجيا المبشَّرين بالجنة