أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء الصافي - من غرائب الموروث الاسلامي














المزيد.....

من غرائب الموروث الاسلامي


صفاء الصافي
باحث وكاتب في التاريخ الإسلامي


الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من أغرب ما في التراث الإسلامي أن نبي الإسلام، الذي يصفه الفقهاء بأنه "حبيب الله" وخير خلقه، تروى عنه أحاديث في مصادر معتمدة عند المسلمين تصرّح أن والديه في النار. فقد جاء في صحيح مسلم (رقم 203) عن أبي هريرة أن النبي قال: «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي». وفي مسند أحمد (رقم 2224) وسنن أبي داود رواية قريبة: «إن أبي وأباك في النار». وهذه نصوص، إن أخذت بظاهرها، تجعل والدي النبي في حكم الكفار المخلّدين في النار. والسلف فسّروا قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] على أنها نزلت حين طلب النبي المغفرة لأمه، فجاءه المنع الإلهي.
وهنا يبرز التناقض: كيف يُحرم والدا النبي من الرحمة وهما ماتا قبل بعثته، أي قبل أن تصلهما الدعوة؟ وهل يُعقل أن أمه لو كانت حية سترفض رسالة ابنها؟ بل الأغرب أن بعض الصحابة – في الرواية التراثية – كانوا "أفضل نسبًا" من النبي من ناحية الوالدين بعد الإسلام؛ فمعاوية مثلاً هو ابن أبي سفيان الذي لُقّب بـ"حبيب المسلمين" بعد إسلامه، وابن هند بنت عتبة التي صارت تُعد من "أشراف المسلمين". وكأن الشرف هنا يُقاس بمسطرة السياسة الأموية والعباسية، لا بمقياس الدين!
وإذا كان النبي، الذي يصفه الموروث بأنه حبيب الله، سيشفع لأمته يوم القيامة، عاجزًا عن شفاعة أمه، فما جدوى فكرة الشفاعة نفسها؟ النبي الذي سيشفع لأمة انتهكت الأعراض وأراقت الدماء بإذن الله، لا يستطيع أن يشفع لوالديه اللذين يسكنان – حسب الرواية – قعر جهنم، وهما يذوقان العذاب بسبب عدم نطق الشهادة التي لم تصل إليهما، بينما يشاهدان ابنهما الوحيد يشفع لأمته ويُحرم حتى من الدعاء لهما بالرحمة!
عجيب هذا الموروث، والأعجب التصديق به على أنه الحق المطلق. والأغرب أن مشايخ الدين يبررون هذه الروايات، وحتى الشيعة – رغم تكذيبهم لها – يحمل موروثهم قصصًا أشد غرابة، إذ يصوّرون أئمتهم وكأنهم من الأساطير اليونانية.
الحقيقة أننا أمام تاريخ صيغ بأقلام تخدم العروش أكثر من العقيدة، شوهته الأيدي السياسية، وأُلصقت به روايات تنال من مقام النبي نفسه وبعض الصحابة والأولياء. أما الدين في جوهره فهو نقيّ من هذه الأكاذيب، كما يبرأ الماء الصافي من كدر الطين.



#صفاء_الصافي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ الاسلامي كتب باقلام السلطة .
- قراءة نقدية في وهم القداسة
- من هو على حق ؟
- صراع التاريخ يدخل السوشيال ميديا
- عجيب امركم
- رجل الدسومة
- سيفا مسلول ام سيفا رهقا


المزيد.....




- نيجيريا تقتل أكثر من 35 إرهابيا قرب الحدود مع الكاميرون
- مصر.. ارتفاع عدد ضحايا -مأساة أبو تلات-
- الشارع يضغط على نتنياهو.. وغانتس يقترح -حكومة تحيّد اليمين- ...
- أبريغو غارسيا.. قصة مهاجر -حائر- بين 4 دول بسبب ترامب
- حريق بمحطة نووية في روسيا بعد هجوم أوكراني
- مظاهرة حاشدة في طنجة المغربية رفضا لتجويع سكان غزة
- تيغراي وإثيوبيا وإريتريا.. طبول حرب جديدة في البحر الأحمر
- نيجيريا تعلن قتل 35 مسلحا قرب الحدود مع الكاميرون
- لماذا تخاف أوروبا من ترامب وبوتين؟
- واشنطن تمنع كييف من استخدام الصواريخ الأميركية ضد روسيا


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء الصافي - من غرائب الموروث الاسلامي