أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد الكحل - النخبة المعطوبة لا تبني أوطان ولا تردّ عدوان.














المزيد.....

النخبة المعطوبة لا تبني أوطان ولا تردّ عدوان.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 18:11
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تكشف الأحداث والوقائع أن المناعة الحزبية والثقافية والإعلامية باتت مشلولة وعاجزة عن مواجهة المؤامرات الدنيئة والمخططات الخبيثة التي تموّلها وتنفذها جهات عديدة، داخلية وخارجية، معادية للوحدة الترابية وللاستقرار الذي ينعم به المغرب ويميزه عن محيطه الإقليمي المتموّج والمضطرب، بغاية استهداف النظام والدولة والشعب. فباستثناء مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت ساحة مواجهات حقيقية تقودها فئة واسعة من بنات وأبناء المغرب الأوفياء للوطن ضد العملاء والخونة الذين انخرطوا في خدمة تلك الأجندات المعادية للدولة وللنظام، لا نسمع صوت الهيئات السياسية والمدنية التي تتلقى تمويلا من خزينة الدولة مقابل تأطير المواطنين والدفاع عن قضايا الوطن ومصالحه العليا. لقد لاذت بالصمت والتجاهل وكأن الحملة المسعورة ضد مؤسسات الدولة والتشهير بالمسؤولين، خاصة الأمنيين منهم، لا تعنيهم كهيئات أو كأعضاء مسؤولين بها. والأنكى من كل هذا، أن تلك الهيئات جعلت من الانتخابات المقبلة شغلها الشاغل الذي يحظى بكل الأولوية عما يتعرض له الوطن من مؤامرات. نحن أمام نخبة سياسية لم يعد يهمها غير المناصب والمكاسب.
استقالة الأحزاب والمثقفين.
شكّل المثقفون، على مدى عقود، ضمير الشعب وقدوته نحو التجديد والتغيير والإصلاح. إلا أن التحولات التي عرفها المغرب مع العهد الجديد (طي صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، جبر الضرر، تقرير الخمسينية، النموذج التنموي الجديد، الانفتاح السياسي والحقوقي الذي كرسه دستور 2011 ..) كشفت عن كون الثقافة التي استبطنها هؤلاء وتشبعوا بها وروجوا لها تتمفصل حول المواجهة والصدام مع النظام. تلك كانت ثقافة جيلين لما بعد الاستقلال طبعت الذهنيات ورسخت مفاهيم المواجهة/الثورة عبر المنشورات والكتب والمجلات. وكان الجميع (يساريون، قوميون، اشتراكيون، إسلاميون، عسكريون) يطمح لإسقاط النظام ويبشر بدنو أجل انهياره. لكن النظام عاكس كل الطموحات وأفشل كل المخططات المناوئة لوجوده، فأثبت قدرته على التغير والتطور والإصلاح، بحيث صار حاملا لمشروع التحديث والدمقرطة والمساواة والمناصفة؛ بينما النخبة السياسية والحزبية والثقافية أعاقتها أعطابها الذاتية عن مواكبة إرساء أسس المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي الذي التزم الملك محمد السادس بحمله وإنجازه في خطاب 29 ماي 2003، بعد التفجيرات الإرهابية بالدار البيضاء كالتالي: (وسيظل المغرب وفيا لالتزاماته الدولية مواصلا بقيادتنا مسيرة إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي بإيمان وثبات وإصرار).
عقْد ونصف مر على اعتماد دستور 2011 ولا زالت عدد من بنوده لم تتم أجرأتها بسبب تخلف الأحزاب المشكلة للحكومات المتوالية، خلال ذات الفترة، عن مسايرة منهجية التحديث التي وضع الدستور أسسها.
وقد أثبتت الدولة التي كانت عصية على الدمقرطة ورافضة لكونية حقوق الإنسان، أنها صارت أداتها وحاملة لها من مداخل شتى، منها مدخل الانتخابات، كما هو واضح وجلي في خطاب العرش 2016 الذي طالب الأحزاب السياسية بحسن اختيار المرشحين، ودعا، بالموازاة، المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في التصويت على من يستحق تمثيلهم في البرلمان والمجالس المحلية (لذا أوجه النداء لكل الناخبين، بضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين، خلال عملية التصويت بعيدا عن أي اعتبارات كيفما كان نوعها. كما أدعو الأحزاب لتقديم مرشحين، تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة، وروح المسؤولية والحرص على خدمة المواطن).
الفقيه لي نتسناو بركتو..
للأسف الذين كانوا يطالبون الدولة بالديمقراطية وحقوق الإنسان صاروا، في غالبيتهم، أبعد ما يكونوا عن مطالبهم. ولا أدل على ذلك عدد ملفات النهب والفساد المعروضة على القضاء، أو التي صدرت فيها أحكام قضائية، لمسؤولين على تسيير مجالس ترابية أو أعضاء برلمانيين زكّتهم الأحزاب وصوت عليهم الناخبون؛ ثم التمثيلية النسائية، سواء في الهيئات المركزية للأحزاب، أو في البرلمان الذي رغم تنصيص الدستور على المساواة والمناصفة لم تحصل على العضوية فيه سوى 90 نائبة وكان ذلك بفضل "الكوطا"، بينما لم تنجح في الدوائر الانتخابية المحلية سوى 5 نساء. والأدهى والأمرّ أن الأحزاب تزكي المتورطين في ملفات الفساد ومن تحوم حولهم الشبهات، أو أولئك الذين سبقت إدانتهم قضائيا.
أما المعركة من أجل تعديل مدونة الأسرة فلم تتحمس لها غالبية الأحزاب باستثناء حزب البيجيدي الذي جعلها معركته المصيرية لعرقلة مشروع التحديث والدمقرطة، من جهة، ومن أخرى لاستثمارها في الحملة الانتخابية للحصول على أصوات مناهضي حقوق النساء. ولا شك أن اعتبار الأحزاب قضية تعديل مدونة الأسرة ليست أولوية بالنسبة إليهم، أوحى لمناهضي حقوق المرأة بأن المعركة هي بين النظام الذي حمل على عاتقه، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، مسؤولية النهوض بحقوق النساء، وبين تنظيمات الإسلام السياسي التي تصر على تكريس وشرعنة القهر والظلم والتمييز ضد النساء. لهذا لا غرابة أن نجد فئات واسعة من النخبة السياسية والمثقفة تخونجت وصارت تتبنى خطاب وتصور الخوانجية من القضايا الجزئية إلى الكبرى: الحريات الفردية، العلاقات الرضائية، حقوق النساء، المساواة في الإرث، إثبات النسب باعتماد البصمة الوراثية وتزويج الطفلات. بل إن طيفا من تلك النخبة التي تعتبر نفسها مناضلة في الصف الأول يصدّق مزاعم الصحافة والمقالات مدفوعة الأجر بأن المغرب استعمل تطبيق بيغاسوس للتجسس على رؤساء حكومات أوروبية. ورغم نفي تلك الحكومات المعنية مباشرة، الا ان تلك الفئة من تجار النضال ظلت متشبثة بسرديتها ومنخرطة في خدمة أجندات عدائية للنظام وللوحدة الترابية للمغرب.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوبكر الجامعي صوْت عَدْلاوة المبْحُوح.
- عملاء في خدمة أجندات الأعداء.
- المبادرة الملكية لدعم غزة تصيب أفواه لخوانجية والخونة باللّق ...
- رد على نعيمة بويغرومني: حقيقة معادة تياركم لحقوق المرأة لا ي ...
- رسائل خطاب العرش.
- يوم ناهضت نساء البيجيدي حقوق المرأة.
- من يحمل السلاح ضد المغرب هو عدو مرتزق يا بنكيران.
- بنكيران الخارج من كهوف التخلف والدّال عليها.
- أما آن لخطر الإرهاب أن ينتهي؟
- عويل البيجيدي على حجم الديون العمومية.
- لا مساندة لأعداء وحدتنا الترابية.
- إيران في خدمة الأمريكان.
- حين يصيب العمى السياسي حماس والبوليساريو.
- نهج الجمعية م.ح.إ: الإقصاء والاستبداد ومصادرة الحقوق.
- زمن الميليشيات المسلحة إلى زوال.
- تفجيرات 16 ماي: الذكرى والعبرة.
- لم يعُد السّكوت خيرا من إجابة السفيه.
- ملاحظات على البيان الختامي للمؤتمر9 للبيجيدي.
- قبْل أن يتّسع الخرْق على الرّقْع.
- بيان التخوين والعصيان من شيوخ الإخوان.


المزيد.....




- حيفا: الشرطة الإسرائيلية تعتقل 6 متظاهرين في وقفة منددة بالح ...
- أسطول الحرية ينطلق إلى غزة الأحد المقبل
- حضور قوي للشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير المشرو ...
- جنايات بدر تجدد حبس محبوسين احتياطيًا دون حضورهم
- بيان للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراط ...
- محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ي ...
- هل أُعدّت السجون في تونس لاستقبال النقابيين؟
- الضفة.. إصابة 25 فلسطينيا بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في نا ...
- مناورة خاسرة.. البوليساريو في قمة طوكيو بـ-حيلة بروتوكولية- ...
- قيادي بـ-التقدمي الاشتراكي-: حصر السلاح بلبنان مرهون بوقف اع ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد الكحل - النخبة المعطوبة لا تبني أوطان ولا تردّ عدوان.