أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أسامة العبدالرحيم - الاقتصاد الريعي والدولة الريعية من منظور التقدميين الكويتيين














المزيد.....

الاقتصاد الريعي والدولة الريعية من منظور التقدميين الكويتيين


أسامة العبدالرحيم
رئيس تحرير منصة «تقدُّم»


الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 18:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



للريع تعريفات مختلفة لكن يمكن تعريفه من خلفية ماركسية بأنه الدخل الذي يأتي من غير الإنتاج، مثل الدخل الذي يحصل عليه الرأسمالي المحتكر من قدرته على رفع الأسعار نتيجة الاحتكار أو الدخل الذي يحصل عليه صاحب العقار كإيجار عن شغل العقار أو عند بيعه، وليس نتيجة إنتاج يقوم به الرأسمالي أو العامل بل نتيجة احتكار للسوق أو لمورد طبيعي كالأرض التي يُبنى عليها العقار.

ومن المهم هنا ملاحظة أنّ الريع ليس متعلقاً ببيع النفط أو الغاز فقط كما قد يتصور البعض، بل إنّ الريع قد يأتي من احتكار طرق المواصلات، كما قد ينتج الريع من احتكار مختلف الأسواق.

لكن في حالة الدولة الريعية يجب أن يكون من يدفع الريع أجنبياً لأنه لو كان الريع مقتصراً على معاملات داخل الدولة لما أنتج دخلاً جديداً على مستوى المجتمع، لذلك يجب أن يكون الريع مدفوعاً من الخارج ليؤثر على دخل الدولة كتحويل من خارج الدولة لداخلها.

التمييز ما بين الاقتصاد الريعي والدولة الريعية

كما لا بد من التمييز بين مفهوم واسع هو الاقتصاد الريعي ومفهوم أضيق هو الدولة الريعية، ولنبدأ بالمفهوم الواسع، حيث يتميز الاقتصاد الريعي بأربعة خصائص إن وُجدت في اقتصاد ما صحَّ وصفه بالريعي، والخصائص هي:

1) مصدر الريع خارجي.

2) يشكل الريع الخارجي العامل المهيمن في الاقتصاد.

3) ينخرط معظم السكان في استهلاك أو توزيع الريع وليس إنتاجه.

4) المستلم الأساسي للريع هي الحكومة.

أما بالنسبة لتعريف الدولة الريعية هنا فهي حلقة الوصل بين الاقتصادات الخارجية والاقتصاد المحلي عبر سيطرتها على المدخول من الريع.

إنّ مفهوم الدولة الريعية ذاته يشكل حلقة الوصل بين تعريف الاقتصاد الريعي وبين تبعاته على الدولة والمجتمع، والفكرة الأساسية هنا هي بأنّ هيمنة الدولة على مدخول الريع الذي مصدره أصلاً خارجياً يعني بأنّ الدولة ليست معتمدة كثيراً في دخلها على الشعب، بمعنى أنّ من يوفر معظم الموارد المالية التي تسمح للدولة بالاستمرار هما فئتان: منتجو مادة الريع (عمال النفط في الكويت) ومشترو النفط (الدول الأجنبية)، ومَنْ هو غيرهما ليس أساسياً لتوفير معظم موارد الدولة المالية، مما يعني أنّ للدولة حرية أكبر في التعامل مع معظم فئات المجتمع حيث أنها ليست مرتهنة لهم، على الأقل ليس كمصدر أساسي للدخل.

كما أنّ محاولة السيطرة على الدولة لا تكون بدافع السيطرة على السلطة فقط كما في الدول غير الريعية، بل إنّ الدول الريعية تمثل منطقة صراع أيضاً لكونها تمثل المصدر الأساسي للسيطرة على ثروة المجتمع مباشرة عبر التحكم بالريع.

وهناك أيضاً تبعات اقتصادية لوجود اقتصاد ريعي ودولة ريعية، وأحدها هو الميل باتجاه الاهتمام بالقطاعات الاستهلاكية والاستيراد أكثر من القطاعات الصناعية، والسبب هو أنّ الريع يوفر مصدراً ميسراً إلى حد ما للدخل مقارنة مع الصناعة، خصوصاً التصنيع الثقيل، وبالتالي لا يبدو التركيز على تطوير الصناعة خياراً طبيعياً للدولة مادام مصدر الريع ميسراً وكافياً، وما لم يتم استثمار مدخول الريع في الصناعة فإنه بالضرورة سيذهب إما إلى الادخار أو الاستهلاك، وما يتم ادخاره سيكون مآله الاستهلاك ما دمنا قد صرفنا النظر عن الاستثمار في الصناعة، وطبعاً هذا الاستهلاك سيتم إشباعه عبر الاستيراد لأنه لا صناعة حقيقية في البلد، فإذن الميل نحو الاستهلاك والاستيراد هو وجه العملة الآخر للميل نحو إهمال تطوير القطاعات الصناعية.

ظاهرة المرض الهولندي الاقتصادية وسلبياتها

وهناك رافد آخر للميل نحو إهمال الصناعة والاعتماد على الاستيراد وهو يتعلق بظاهرة اقتصادية تسمى المرض الهولندي Dutch Disease لاكتشافها تاريخياً في هولندا، وهي تشير إلى السلبية الناتجة عن ارتفاع الطلب على عملة دولة ما مما يؤدي لارتفاع سعرها وبالتالي غلاء صادرتها… وهذا ما تعاني منه دول مثل الكويت التي تعتبر عملتها في الواقع الأغلى في العالم، وهذا يعني بأنّ منتجاتها ستكون غالية جداً في السوق العالمية إذا ما بيعت بالدينار الكويتي، وكون الكويت صغيرة من حيث عدد السكان يعني بأنّ الطلب المحلي على المنتجات غالباً متواضع بينما تطوير قطاعات صناعية مهمة وكبيرة يتطلب طلباً كبيراً ومستقراً، وهذا يعني ضرورة التصدير، ومن غير المتاح هنا التفصيل في مدى ارتباط تصدير النفط مباشرة بارتفاع سعر صرف الدينار، لكن الواضح أنّ مثل هذا السعر المرتفع للدينار لا يساعد على التصدير، فكون العملة قوية أو غالية لا يعني بالضرورة أمراً حسناً.

العلاقة بين الدولة الريعية والصراع الطبقي وعلاقتها التبعية مع الدول الرأسمالية المتقدمة

وغير هذا، يمكن دراسة العلاقة بين الدولة الريعية والصراع الطبقي، وتحديداً التفكير في تبعات كون الدولة الريعية متحررة نسبياً من الاعتماد على معظم الشعب في دخلها وبالتالي مدى تأثرها بالتشكيلات الطبقية في المجتمع ومدى قدرتها هي على صياغة التشكيلات الطبقية دون أن تكون عرضة بالدرجة نفسها لقوانين التطور الرأسمالي التي تحكم المجتمعات الرأسمالية غير الريعية.

كذلك قد يكون من المهم التفكير في علاقة الدولة كمستلم للريع مع الدول الرأسمالية المتقدمة، حيث يبدو أنّ دولة مثل الكويت تعتاش على فائض القيمة الذي يتم إنتاجه في الدول التي تشتري النفط الكويتي أكثر من اعتمادها على فائض القيمة الذي يتم إنتاجه في الكويت، وكيف يؤثر ذلك على محاولة تطوير الاقتصاد الكويتي باتجاه غير رأسمالي ليس بالنظر للظروف المحلية فحسب بل أيضاً بالنظر لعلاقات التبعية الاقتصادية التي تربط الاقتصاد الكويتي بالرأسمالية العالمية.



#أسامة_العبدالرحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العالمي من منظور التقدميين الكويتيين
- ألم يحن الوقت بعد ؟!
- هناك ما هو أخطر من فيروس كورونا
- بعد 30 يوماً من كورونا في الكويت
- لبنان و التغيير الجذري
- الحركة التقدمية الكويتية .. نضال مستمر و عطاء لا ينضب


المزيد.....




- أمريكا.. قتيلان و17 مُصابًا في إطلاق نار داخل مدرسة بولاية م ...
- من -محرقة الخيام- إلى -قافلة المسعفين-.. نظرة عن كثب على فشل ...
- البابا ليو يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرها ...
- الإفراج عن ناشط مصري في لندن بعد أيام من توقيفه أمام السفارة ...
- غروسي تحت حماية -كوبرا- والنمسا تُنذر بتهديدات قبل إعلان وشي ...
- نيابة أمن الدولة العليا تُخلي سبيل كريم عنارة.. والمبادرة تط ...
- نتنياهو يعترف لأول مرة بالإبادة الجماعية بحق الأرمن وتركيا ت ...
- المعارضة الأوغندية: استقبال مرحّلي أميركا تفوح منه رائحة الف ...
- ارتفاع منسوب البحر يجرف المنازل والقبور بقرية أباكين النيجير ...
- إدانات لحرب التجويع الإسرائيلية في غزة خلال اجتماع بمجلس الأ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أسامة العبدالرحيم - الاقتصاد الريعي والدولة الريعية من منظور التقدميين الكويتيين